صفحة الكاتب : الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي

كيف نموت؟!
الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم
 
قال تعالى: ﴿فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ﴾ (الواقعة83-85).
 
فما الذي يبلُغُ الحُلقوم في ساعة الموت تلك؟ وكيف ذلك؟!
هي الرُّوحُ أو النَّفس.. يُناديها ملك الموت فتُجيبُه.. وتخرُجُ من الجَسَد، مطيعةً لأمره..
 
لكنَّ النّاس في تلك الساعة على صنفين:
 
الصِّنفُ الأول: المؤمن
 
فَأَمَّا المُؤْمِنُ فَمَا يُحِسُّ بِخُرُوجِهَا.. ذَلِكَ لِمَنْ كَانَ وَرِعاً، مُوَاسِياً لِإِخْوَانِهِ، وَصُولًا لَهُمْ (المحاسن ج1 ص177).
 
الإيمانُ قولاً وعَمَلاً يُنجي العبدَ في تلك الساعة، وأمّا مَن لَم يعمل، ولم يكُن من أهل الورع والصلة للإخوان والمواساة لهم، يُقال له: أَنْتَ مِمَّنِ انْتَحَلَ المَحَبَّةَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يُصَدِّقْ ذَلِكَ بِفِعْلٍ!
وَإِذَا لَقِيَ رَسُولَ الله (ص) وَأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ (ع) لَقِيَهُمَا مُعْرِضَيْنِ مُقَطِّبَيْنِ فِي وَجْهِهِ، غَيْرَ شَافِعَيْنِ لَهُ (المحاسن ج1 ص177).
 
وهكذا يُفرَّقُ بين المؤمن قولاً وعَمَلاً، المُحبّ لآل محمدٍ بقلبه وجوارحه.. وبين مُدَّعي المَحبَّة، الذي لا يتورَّعُ عن المعاصي.. وقد قال الصادق عليه السلام: شِيعَتُنَا أَهْلُ الْوَرَعِ وَالِاجْتِهَادِ، وَأَهْلُ الْوَفَاءِ وَالْأَمَانَةِ، وَأَهْلُ الزُّهْدِ وَالْعِبَادَة (صفات الشيعة ص2).
 
والذي يكونُ مؤمناً، وتبلغُ روحُه حلقومَه، يرى منزله في الجنة: فَيَقُولُ: رُدُّونِي إِلَى الدُّنْيَا حَتَّى أُخْبِرَ أَهْلَهَا بِمَا أَرَى!
فَيُقَالُ لَهُ: لَيْسَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلٌ (الزُّهد ص84).
 
وهكذا لا يتألَّم المؤمن عند الموت، بل يَبيَضُّ وجهه.. وَيَرْشَحُ جَبِينُهُ، وَيَسِيلُ مِنْ عَيْنَيْهِ كَهَيْئَةِ الدُّمُوعِ، فَيَكُونُ ذَلِكَ خُرُوجَ نَفْسِهِ..
لا يخشى من العَودِ إلى الدُّنيا ثمَّ الموت مجدَّداً.. لأنه لا يشعرُ بأيِّ شِدَّة في الموت، بل يرى ما يسرُّه، حتى أنَّه يُريدُ إخبار أهل الدُّنيا كي يعملوا كعمله، وينالوا ما نال!
 
الصِّنف الثاني: الكافر
 
وَإِنَّ الكَافِرَ تَخْرُجُ نَفْسُهُ سَلًّا مِنْ شِدْقِهِ كَزَبَدِ البَعِيرِ، أَوْ كَمَا تَخْرُجُ نَفْسُ البَعِيرِ (الكافي ج3 ص134).
فنَفسُ المؤمن تُنتزَعُ انتزاعاً رفيقاً لا يشعر به، ونَفسُ الكافر تُنتزعُ انتزاعاً عنيفاً..
لكنَّ بلوغ النَّفس الحلقوم هو مرحلةٌ من مراحل الموت.. فإنَّ الموتَ يَلِجُ في العِباد على مراحل ثلاثة..
 
يصف أميرُ المؤمنين بعض أحوال الموتى فيقول:
اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِمْ سَكْرَةُ المَوْتِ، وَحَسْرَةُ الْفَوْتِ، فَفَتَرَتْ لَهَا أَطْرَافُهُمْ، وَتَغَيَّرَتْ لَهَا أَلْوَانُهُم‏..
 
ثمَّ تأتي مراحل ثلاثة:
 
أولاً: سَلبُ النُّطق!
 
يقول أميرُ المؤمنين عليه السلام: ثُمَّ ازْدَادَ المَوْتُ فِيهِمْ وُلُوجاً، فَحِيلَ بَيْنَ أَحَدِهِمْ وَبَيْنَ مَنْطِقِهِ!
 
تبدأ أطرافُ الإنسان بالتغيُّر والبرود، وهو لا يزال حياً، يزداد الموت فيه (وُلُوجاً)، كيف ذلك وما من أحدٍ يرى شيئاً إلا الأثَر؟! ههنا تظهرُ عظمة الله تعالى وقدرته وجبروته..
 
يؤثِّرُ الموت على ابن آدم في جهاتٍ دون أخرى، يقول عليه السلام عن ذلك: وَإِنَّهُ لَبَيْنَ أَهْلِهِ يَنْظُرُ بِبَصَرِهِ، وَيَسْمَعُ بِأُذُنِهِ، عَلَى صِحَّةٍ مِنْ عَقْلِهِ، وَبَقَاءٍ مِنْ لُبِّهِ: في هذه المرحلة يفقد الإنسان القدرة على الكلام، لكنَّه لا يزال مبصِراً مستمعاً، سليم العقل، مستذكراً لما جرى عليه في حياته.
 
ثم تبدأ محاكَمَةُ الذات، قبل مُحاكمة ربِّ العباد..
يُفَكِّرُ فِيمَ أَفْنَى عُمُرَهُ، وَفِيمَ أَذْهَبَ دَهْرَه: يتذكَّرُ كلُّ إنسانٍ ما جَنَت يداه تلك الساعة، وما احتَمَلَ مِن أوزارٍ في الدُّنيا، وما لَزِمَهُ من تَبِعاتها، فلطالما أجهَدَ نفسه في جَمع ما ترك، فصار: المَهْنَأُ لِغَيْرِهِ، وَالْعِبْ‏ءُ عَلَى ظَهْرِهِ!
 
هي لَحَظاتٌ قد ينظُرُ فيها الأحباب للميت فلا يعلمون ما يجري معه.. ولا يحيطون عِلماً بما يجول في فكره، ولا يُدركون حالَةَ الندامة هذه، حتى أنَّه يتمنى أن حُسَّاَدَهُ قد حازوا ما كان بيده دونَه!
 
أيُّ معادَلَةٍ هذه؟!
لم يخرُج ابن آدم من الدّنيا حتى تمنى لو أنَّه لم يكن في يديه شيء منها!
وأنَّ ما كان يحجبُه عن غيره، ويحسده سواه عليه، كان لذلك الحاسد لا له!
لقد صارَ زاهداً بكلِّ ما سعى إليه في حياته.. ولكنَّ أهلَ الزُّهد حقاً أعرضوا عن الدّنيا عند المقدرة، وهذا يُعرضُ عنها عند العجز عن تناولها!
 
ثانياً: سَلبُ السَّمع!
 
فَلَمْ يَزَلِ المَوْتُ يُبَالِغُ فِي جَسَدِهِ حَتَّى خَالَطَ لِسَانُهُ سَمْعَهُ: مرحلةٌ جديدةٌ ينتقلُ إليها ابن آدم.. فَقَدَ حاسة النُّطق أولاً، ولكنَّه كان يسمَع ما يدورُ حولَه، لكنَّه في هذه المرحلة يفقدُ القدرة على السمع أيضاً.

فَصَارَ بَيْنَ أَهْلِهِ لَا يَنْطِقُ بِلِسَانِهِ، وَلَا يَسْمَعُ بِسَمْعِهِ، يُرَدِّدُ طَرْفَهُ بِالنَّظَرِ فِي وُجُوهِهِمْ! يَرَى حَرَكَاتِ أَلْسِنَتِهِمْ وَلَا يَسْمَعُ رَجْعَ كَلَامِهِمْ!
لم يبق إلا النَّظَر.. هذه العين التي كانت أقلَّ شيء شُكراً في الدُّنيا قد طال بقاؤها شيئاً يسيراً بعد السمع والبصر.
 
لقد قال الصادق عليه السلام: لَا تُعْطُوا الْعَيْنَ حَظَّهَا مِنَ النَّوْمِ فَإِنَّهَا أَقَلُّ شَيْ‏ءٍ شُكْراً (إرشاد القلوب ج‏1 ص93).
تأخذُ العينُ اليومَ حَظَّها من وداع الأحباب.. تنظُرُ إليهم يتكلَّمون.. نظراً مفتقراً إلى السمع.. فأيُّ حال هو هذا؟
 
لطالما نامت هذه العينُ عن أداء الواجبات، وحَرَمَت سائر الجوارح من التقرُّبِ إلى الله تعالى.. فكانت أشدَّهم حسرةً.. حينما بَقيَت في ميدان الوداع وحدَها! تُوَدِّع الأهل والأحباب والأقارب.. لا مِن سَمعٍ ولا نُطقٍ.. ينظر إليهم المحتضِرُ فلا يسمع كلامهم، كأنهم يتهامسون!
 
ثالثاً: قَبضُ البَصَر! وخروج الروح!
 
ثُمَّ ازْدَادَ المَوْتُ الْتِيَاطاً بِهِ، فَقُبِضَ بَصَرُهُ كَمَا قُبِضَ سَمْعُهُ!
الموت، الغائبُ القريب، يزداد التصاقاً بابن آدم، وكأنَّه كلَّما اقترب منه سَلَبَه شيئاً من جوارحه، وحانَت ساعةُ البَصَر، فقُبِض، واكتمل الإستعداد للموت.. حين فَقَدَ ابن آدم حواسه: وَخَرَجَتِ الرُّوحُ مِنْ جَسَدِهِ، فَصَارَ جِيفَةً بَيْنَ أَهْلِهِ! (نهج البلاغة الخطبة109).
 
هذه مراحلُ ثلاثة قبل قبض الرُّوح..
 
ولقد أشار إليها الميِّتُ الذي عاد إلى الحياة ليُخاطبَ سلمان، كما بشَّرَهُ رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال عن ساعة وفاته، وحضور ملك الموت عنده:
فَأَتَانِي عِنْدَ ذَلِكَ شَخْصٌ عَظِيمُ الخِلْقَةِ، فَظِيعُ المَنْظَرِ، فَوَقَفَ مُقَابِلَ وَجْهِي.. فَأَشَارَ إِلَى بَصَرِي فَأَعْمَاهُ، وَإِلَى سَمْعِي فَأَصَمَّهُ، وَإِلَى لِسَانِي فَأَخْرَسَهُ، فَصِرْتُ لَا أُبْصِرُ وَلَا أَسْمَعُ.. فَعِنْدَ ذَلِكَ بَكَى أَهْلِي وَأَعْوَانِي..
 
فَجَذَبَ الرُّوحَ، فَلَيْسَ مِنْ جَذْبَةٍ يَجَذْبِهُا إِلَّا وَهِيَ تَقُومُ مَقَامَ كُلِّ شِدَّةِ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ!
فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى صَارَتِ الرُّوحُ فِي صَدْرِي!
ثُمَّ أَشَارَ إِلَيَّ بِجَذْبَةٍ لَوْ أَنَّهَا وُضِعَتْ عَلَى الجِبَالِ لَذَابَتْ! فَقَبَضَ رُوحِي مِنْ عِرْنِينِ أَنْفِي!
 
.. ثُمَّ انْصَرَفَ عِنْدَ ذَلِكَ عَنِّي وَالرُّوحُ مَعَهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ أَتَى مَلَكٌ آخَرُ فَأَخَذَهَا مِنْهُ، وَتَرَكَهَا فِي ثَوْبٍ أَخْضَرَ مِنْ حَرِيرٍ، وَصَعِدَ بِهَا وَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيِ الله (الفضائل لابن شاذان القمي ص88).
 
والذي يظهرُ من بعض الأحاديث أنَّ ملك الموت يقدرُ على قبض الرُّوح من أماكن شتّى.. إما من الفم أو من الأنف، أو من العينين أو من الأذنين، أو حتّى من اليدين والرِّجلين (كمال الدين وتمام النعمة ج‏1 ص153).
 
ثمَّ مهما كانت تلك الكيفية، فإنَّ المُهمَّ فيها هو يُسرُها أو شِدَّتُها، والمؤمن يتوجَّه إلى الله تعالى بسُبُله ووسائطه.. ليخفِّفَ عنه تلك الساعة..
 
ومِن ذلك ما تعلَّمناه من الإمام السجاد عليه السلام في دعائه:
اللهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَهَوِّنْ بِالقُرْآنِ عِنْدَ المَوْتِ عَلَى أَنْفُسِنَا كَرْبَ السِّيَاقِ، وَجَهْدَ الأَنِينِ، وَتَرَادُفَ الحَشَارِجِ إِذَا بَلَغَتِ النُّفُوسُ التَّراقِيَ، وَقِيلَ مَنْ راقٍ، وَتَجَلَّى مَلَكُ المَوْتِ لِقَبْضِهَا مِنْ حُجُبِ الغُيُوبِ، وَرَمَاهَا عَنْ قَوْسِ المَنَايَا بِأَسْهُمِ وَحْشَةِ الفِرَاقِ، وَدَافَ لَهَا مِنْ ذُعَافِ المَوْتِ كَأْساً مَسْمُومَةَ المَذَاقِ، وَدَنَا مِنَّا إِلَى الآخِرَةِ رَحِيلٌ وَانْطِلَاقٌ، وَصَارَتِ الأَعْمَالُ قَلَائِدَ فِي الأَعْنَاقِ، وَكَانَتِ القُبُورُ هِيَ المَأْوَى إِلَى مِيقَاتِ يَوْمِ التَّلَاق‏ (الصحيفة السجادية، دعاء ختم القرآن).
 
للموت كربةٌ.. ومشقَّةٌ..
وللميِّت أنينٌ مُجهِدٌ.. وصوتٌ قد يصدره ساعة المغادرة..
 
والقرآنُ قد يدفعُ ذلك.. فيؤنسه ويرفع وحشته..
 
لكنَّ ذلك مشروطٌ بولاء آل محمدٍ عليهم السلام.. وقد ورد عنهم:
حَرَامٌ عَلَى رُوحٍ أَنْ تُفَارِقَ جَسَدَهَا حَتَّى تَرَى الخَمْسَةَ: حَتَّى تَرَى مُحَمَّداً وَعَلِيّاً وَفَاطِمَةَ وَحَسَناً وَحُسَيْناً (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) بِحَيْثُ تَقَرُّ عَيْنُهَا، أَوْ تَسْخُنَ عَيْنُهَا! (الأمالي للطوسي ص628).
 
هي أحوج ساعاتنا إليهم عليهم السلام.. وإلى حُبِّهم.. فبهم تكمل أعمالنا، وتُقبَل.. وبهم تقرُّ أعيننا.. فإنَّهم بابُ الله وحبله وسبيله..
 
لا خوفَ حينَها ولا وحشة.. لمن قرَّت عينُه بهم..
ولا راحة أو نعيم.. لمن سخنت عينه بهم وبَكَت.. ذاك الذي عاداهم وناواهم.. أو بغيرهم ساواهم..
 
اللهم أقرَّ عيننا بهم بحقِّهم..
والحمد لله رب العالمين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/06/04



كتابة تعليق لموضوع : كيف نموت؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net