صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

مطلب سحب الثقة نقمة ام نعمة ؟؟
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تحول مطلب سحب الثقة من السيد رئيس الوزراء الى صراع حاد وحتقان سياسي متأزم ينذر بعواقب وخيمة , رغم انه في اطار الممارسات الدستورية وضمن المباديء الديموقراطية المعمول بها في البلدان الديموقراطية , حيث تمارس

في قبة  البرلمان بمنتهى البساطة والشفافية وبحوار ونقاش برلماني بناء يخدم بناء المجتمع وفق اسس سليمة تعم منافعها لصالح العام , وتكون محطة لمراجعة نقدية للاخطاء والهفوات والنواقص والفشل التي تحدث اثناء العمل السياسي
في ادارة دفة البلاد وفق البرنامج السياسي الذي حضى بموافقة البرلمان ..قد تنجح عملية حجب الثقة او قد تفشل تعتمد على تصويت اعضاء البرلمان وفق قناعتهم المبنية على اسس موضوعية بعيدا عن التهريج والصخب الاعلامي
والمزايدات السياسية والمصالح النفعية والذاتية الضيقة . وبعيدا عن التأثيرات الحزبية او الفئوية . . بل تجري وفق مناخ يسهم وبشكل فعال في تقريب وجهات النظر السياسية , وتسهم في توثيق العلاقة بين الاحزاب والكتل التي تشارك
في اعمال البرلمان .. اما في العراق الجديد وضمن الديموقراطية الهشة التي تتحكم فيها المصالح الطائفية والمنافع الحزبية الضيقة , فانها تكون بمثابة اعلان حرب وتخندق في جبهات متحاربة بطابع سياسي محتقن وتتطاير شرارات
نيرانها لتحرق الوضع السياسي والامني وتتجلى انعكاساتها السلبية على المواطن العراقي البسيط .. لقد اثبتت الكتل والاحزاب من خلال اختبار ديموقراطي بحت . بانها تفتقر الى الحد الادنى من المباديء الديموقراطية والجهل المخزي
في قواعد العمل والاعراف والتقاليد الديموقراطية ونظرتها السلبية تجاه هذه المفاهيم وعدم الايمان بها وتضع نفسها سوى بارادتها او بغبائها السياسي في خانة التسلط والاستبداد وهي من مخلفات الحقبة الدكتاتورية . دون الرجوع الى بنود الدستور
واحترام قوانين الدولة . وتحاول بالتحايل والتماطل بدفع القضية الى خارج البرلمان بعقد صفقات ومناورات واتفاقيات تجري في غرف سرية او خلف الكواليس .. ان عدم التوافق السياسي لا يعني التطاحن والاحتراب السياسي .. لا يعني
سلوك طريق الانزلاق الى الهاوية . ان هذه الاحزاب والكتل في ممارساتها وسلوكها هو بعيد عن المسؤولية والحس الوطني والقيم التي تقيم تجربتهم السياسية بالاتجاه الحرص على مصالح الوطن .. انهم اختاروا طريق الكسب والحصول
على منافع ذاتية ومصلحة نفعية بعيدا عن النزاهة وغياب الرؤية السياسية الواضحة .. ان المأزق السياسي الذي وقعت فيه يتطلب مراجعة نقدية مسؤولة لتفادي الحريق المحتمل بانتهاج سياسة واقعية وموضوعية تخدم الواقع العراقي
وبالحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى مصالح الشعب وتجنب المهاترات والمخاطر الخطيرة بايقاف التهريج والخطاب السياسي المتشنج والابتعاد عن لغة التهديد واستخدام العقل والحكمة في السلوك السياسي وتغليب مصالح الوطن
على المصالح الطائفية او الفئوية او الحزبيةوالسعي الى تقديم الخدمات الى المواطن ومساعدته على تخفيف حدة الازمات التي يعاني منها وغلق باب التدخلات في الشأن العراقي الداخلي من قبل دول الجوار التي تسعى الى تخريب
العملية السياسية , والبدأ بمهمة الاصلاح السياسي وتعديل عيوب العملية السياسية , واعادة النظر في القانون الانتخابي بما يخدم العدالة والمنافسة الحرة والنزيهة وفق المعايير الديموقراطية التي يفتقدها القانون الحالي . وتفادي
الحريق المحتمل بالدعوة الى حوار سياسي شامل برعاية رئيس الجمهورية باعتباره حامي الدستور وبطرح كل المشاكل والمعوقات على طاولة الحوار . وكذلك بالدعوة الصادقة الى انعقاد المؤتمر الوطني بمشاركة جميع الكتل
والاحزاب من اجل الخروج من الازمة , لان استمرارها يعني سلوك طريق ملغوم بالالغام , مما يؤدي الى استمرار مسلسل العنف والقتل الذي يحصد المواطنيين الابرياء .. ويعني استمرار الفساد المالي وبالتالي الخاسر الاكبر
هو الشعب العراقي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/18



كتابة تعليق لموضوع : مطلب سحب الثقة نقمة ام نعمة ؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : نرمين سامي ، في 2012/06/20 .

لبينة الجديدة
وصف المجرم الهارب عزة الدوري الملقب بـ (ابوالثلج) كلاً من الرئيس طالباني واعضاء منشقين عن القائمة العراقية بالعملاء بسبب رفضهم مشروع سحب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي.

واتهم الدوري في بيان له عدداً من النواب وبينهم قتيبة الجبوري، علي الصجري، عالية نصيف، زهير الاعرجي،
عمر الجبوري وعبد الخضر طاهر بالتراجع عن تواقيعهم على طلب حجب الثقة, مطالباً ما اسماها المقاومة العراقية باستهداف هؤلاء النواب لتراجعهم عن تعهد سحب الثقة.





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net