صفحة الكاتب : منير الحزامي

العودة إلى موسم العودة
منير الحزامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


نعم، إنها العودة إلى الله تعالى..
العودة إلى الفطرة السليمة النقية التي فُطر عليها..
العودة إلى حياض محمد وآله الطاهرين عليهم السلام؛ لينتهل من معينهم العذب، ويتزود من علمهم، ويستضيء بنورهم؛ ليقوى بذلك على مواجهة النفس الأمارة ووساوس إبليس وجنوده من شياطين الإنس والجن.
إنه من مواسم الخير والبركة، واللطف والرحمة، والعفو والمغفرة وتدارك النفس وانتشالها من مستنقع الدنيا الدنية.
إنه "موسم الأربعين"..
موسم السفر إلى الحسين الشهيد عليه السلام، وتجديد العهد له، والركوب في سفينته؛ لإدراك الفتح وتحقيق النجاة..
موسم يتشوق له المؤمنون والمحبون من أصقاع الأرض..
موسم تتوحد فيه القلوب والأرواح، وتتقارب الأفكار والآراء، وتتلاشى الأنانية والبغضاء، وتنطلق إلى مصباح الهدى..
فيه ترى جموع العاشقين تمشي ودموع الرحمة تتجارى من أحداق عيونهم، وأيديهم توسم صدورهم بلطمة الجزع، وأقدامهم تنقلهم بخطوات المواساة والعبادة إلى جنة الحبيب عليه السلام.
لا يهمهم النصب والتعب..
لا يبالون بالمخاطر ولوم العذال..
لا يعبؤون بمَن قال وما قال مِن تشكيك وتضليل وتهوين..
فيه يتفانى الجميع ويستنفر جهوده لتقديم الخدمات منقطعة النظير..
ويستمر بهم الموسم وهم يقدمون أجمل الصور المشرقة والمشرّفة في الإنسانية والأخلاق والتكافل والمواساة، مجسّدين صدق انتمائهم لساداتهم الطاهرين عليهم السلام، وحسن تأسيهم واقتدائهم بهم..
وما أن يأتي اليوم الأخير من موسم العشق والولاء.. يودون أن تطول ساعاته ودقائقه ولا ينقضي عنهم.. ففي آخر ساعاته تراهم -وهم يسدلون ستار الخدمة والزيارة- يتألمون لفراقه ويستوحشون لرحيله، ويبكون لانتهائه بكاء الوالهة الثكلى المفجوعة بعزيزها.. ويواسي بعضهم الآخر بكلمة الختام:
"العودة إن شاء الله"..
يحدوهم الشوق إلى أمل اللقاء في العام المقبل، ويرجون قبول هذا القليل منهم.
* منير الحِـزامي


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منير الحزامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/08/14


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • الشباب والأربعين  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : العودة إلى موسم العودة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net