كنا قد بينا في الجزء الأول من المقال كيف أعطى الإمام علي بن الحسين (ع) في خطبته أمام مجلس اللعين يزيد في الشام, مُحددات (أربعة) تخص (الخطيب) و(خطابه) و(المنبر) و(صاحب المنبر), والتي كانت كفيلة بإرجاع منبر رسول الله (ص وآله) وقدسيته ورمزيته المُستلبة من قبل بنو أمية وسياستهم الظالمة في سوق الأمة: (رأى ـ ص وآله ـ نفراً من بني أمية ينزون على منبره نزو القردة)(1) وفي رواية: (يردون الناس على أعقابهم القهقرى)(2). وكذلك إرجاع (الخطيب والخطاب والمنبر وصاحب المنبر) الى جادة الصواب ووضعهم على السكة الصحيحة وفق المعيار الإسلامي الحسيني ـ الإصلاحي, كضابطة فيما لو وقعت تلك (المُحددات الأربعة) في الجانب المنحرف والشاذ في مسيرة الأمة, كما هو الحال في دولة بني أمية المتمثل باللعين يزيد وحاشية سلطته الظالمة, وقبله اللعين أبيه معاوية بن ابي سفيان, حسب ما ورد في النص التاريخي أعلاه.
وفي ذات السياق نستقرء أيضاً أن خطبة الإمام علي بن الحسين(ع) من على منبر مجلس اللعين يزيد, قد رسمت الخطوط العريضة التي يجب أن يتضمنها (خطاب) كل خطيب يرتقي المنبر الحسيني, من بيان حسب ونسب وفضل ومكانة ومقام الأئمة المعصومين (عليهم السلام), وبيان ظلامتهم وبالخصوص ظُلامة فجيعة قتل سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وصحبه في طف كربلاء.
وكما هو معروف أن الإمام علي بن الحسين (ع) قد قسم خطابه الى عدة أقسام متتالية مستوسقة بحيث يُفضي كل قسم الى قسم الذي يليه على نحو (الضرورة) و(التكامل) و(الإستدراج), للوصول الى الهدف المنشود والغاية المرجوة التي رسمها الإمام في ذلك. فالإمام (ع) حينما طلب الإذن من الطاغية يزيد (هذا لو سلمنا بأن الإمام عليه السلام طلب الإذن فعلاً حسب هذه الرواية) بالصعود الى تلك الأعواد, بعد أن رد تمادي خطيب الطاغية المرتزق في النيل من الإمام الحسين (ع) بكل سوء حينما: (أطنب في تقريظ معاوية ويزيد لعنهما الله فذكرهما بكل جميل) وصاح به مُحذراً: (اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق، فتبوأ مقعدك من النار), لم يكن الإمام (ع) ليريد أن يوجه خطابه وكلامه الى ذات الخطيب أو الى ذات يزيد أو الى جلاوزته أو الى حاشيته, وإنما استأذنه ليوجه الكلام الى الحشد الجالس دون الطاغية من الناس المُغرر بهم, والآخرين من الحضور ومن قبلهم الأمة الإسلامية جمعاء في طول رقعتها الجغرافية وعرضها وليسجلها التاريخ للأجيال التي ستأتي فيما بعد: (يا يزيد ائذن لي حتى أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلمات لله فيهن رضا، ولهؤلاء الجلساء فيهن أجر وثواب). وبعد أخذ ورد نتيجة رفض اللعين يزيد الطلب, أذِن للإمام (ع) فصعد المنبر, وقد استهل خطبته التي أقل ما وصفت به أنها (خطبة أبكى منها العيون وأوجل منها القلوب), استهلها (ع) بصفعة قوية وجهها الى حشد الحضور الغارق بالدنيا وملذاتها وبفخرها وتفاخرها, صفعة قوية دوّت في آذانهم الموقورة وقرعت قلوبهم الغافلة المستغفلة حتى هزت وجدانهم واستفزّت ضمائرهم الممحوقة, مُذكراً إياهم بأيام الله: (أيها الناس أحذركم من الدنيا وما فيها، فإنها دار زوال وانتقال.. أفتطمعون بالبقاء بعدهم؟.. هيهات هيهات لابد لكم من اللحوق بهم، فتداركوا ما بقي من أعماركم بصالح الأعمال، وكأني بكم وقد نقلتم من قصوركم الى قبوركم فرقين غير مسرورين.. حيث لا يُقال نادم، ولا يُغاث ظالم..)(3).
وأي (صالح من الأعمال) من أن يُعطوا النصف من أنفسهم ويسمعوا الحقيقة التي غيبتها الآلة الإعلامية المنحرفة للخط الأموي الشاذ فيهم من فم الحق: (..ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربّك أحداً، فهم في منازل البلوى همود، وفي عساكر الموتى خمود، ينتظرون صيحة القيامة، وحلول يوم الطامّة، ( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أساءوا بما عملوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى)... حتى قال (ع): (أيها الناس أعطينا ستاً وفضلنا بسبع..).
بالإستطاعة أن نستجلي الهدف الكامن من وراء إصرار الإمام (ع) على ارتقاء المنبر وإلقاء خطبته, ألا وهو تعريف حشد الحضور في مجلس اللعين يزيد بأمور (ثلاثة) هي غاية من الأهمية والخطورة في هذا المفصل التاريخي العصيب في مسيرة النهضة الحسينية الإصلاحية. والأمور (الثلاثة) هي:
ـ الأول: تعريفهم بـ(شخص) و(نسب) و(حسب) و(مكانة) و(مقام) المتكلم (الإمام المعصوم) وهو علي بن الحسين (ع) بقية رسول الله (ص وآله), الذي تنتهي اليه الوصاية الدينية والدنيوية بعد استشهاد أبيه الإمام الحسين (ع) في طف كربلاء, تلك الحقيقة المغيبة عن أذهان الحضور والأمة كونهم يعتقدون أن الإمام علي بن الحسين (ع) ومن معه من النساء والأطفال أنما هم أسارى من الترك والديلم أو سبي من الروم, وأنهم خارجون عن الإسلام لا غير: (فسار القوم بحرم رسول الله (ص وآله) من الكوفة إلى بلاد الشام.. كما تساق أسارى الترك والديلم)(4). ونظير ذلك: (..فقال الشامي: لعنك الله يا يزيد تقتل عترة نبيك، وتسبي ذريته، والله ما توهمت إلا أنهم سبي الروم..)(5).
وكان الإمام سلام الله عليه قد أردف خطابه بعد التحذير والتنبيه بـ: (أيها الناس أعطينا ستاً وفضلنا بسبع: أعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين، وفضلنا بأن منّا النبي المختار محمداً ومنّا الصديق ومنّا الطيار ومنّا أسد الله وأسد رسوله ـ ومنّا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول ـ ومنا سبطا هذه الأمة، من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي, أيها الناس أنا ابن مكة ومنى..).
هنا جهد الإمام (ع) لأن يُعيد الى ذهن الأمة بأن تلك العطيات والفضائل الإلهية لا يُمكن أن تكون إلا عند رسول الإسلام (ص وآله) وعند أهل بيته المعصومين من ذريته (عليهم السلام) دون البشر قاطبة بما في ذلك (اللعين يزيد) الذي يتربع على قمة هرم الدولة الإسلامية ظلماً وعدواناً. وأن يُعيد الى الأذهان أيضاً ما حدث لأبيه سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) في الأمس القريب في طف كربلاء, حينما وجه (ع) خطابه وكلامه لذات حشد جيش يزيد (لعنه الله) بقيادة اللعين عمر بن سعد قائلاً: (أنشدكم الله هل تعرفونني؟. قالوا: اللهم نعم أنت ابن رسول الله وسبطه. قال: أنشدكم الله هل تعلمون أن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله؟. قالوا: اللهم نعم. قال: أنشدكم الله هل تعلمون أن أمي فاطمة ابنت محمد؟. قالوا: اللهم نعم. قال: أنشدكم الله هل تعلمون أن أبي علي بن أبي طالب؟...)(6), فأنكروه (ع) جهاراً نهاراً وعناداً واستكباراً, أنكروه عن عمد ودراية مسبقة به وبنسبه وبحسبه وبمكانته بغضاً له ولأبيه (عليهم السلام) ولجده رسول الله (ص وآله).
وها هو الجمع اليوم هنا في (الشام) منكرون للإمام علي بن الحسين (ع) أيضاً, ولكن عن جهل وعمى وغرور وقصور وتقصير, والنتيجة الحتمية هي أن تُكشف الحقيقة المغيبة عن حشد الحضور في مجلس اللعين يزيد الذين يشكلون أنموذجاً لباقي أمة الإسلام التي ترزح تحت وطأة حكم اللاإسلام والإجرام والإرهاب والقتل والتغييب ومحق حقيقة ومقام وفضائل أهل بيت النبوة (عليهم السلام), المُغرر بهم والمغسلولة أدمغتهم بالآلة الإعلامية الأموية الشاذة عن الإسلام وعن عِدل القرآن (آل) بيت محمد (ص وآله).
فبعد أن استقطب الإمام (ع) الأسماع والأذهان مستنفراً بهم الضمير المغيب بذكر عموميات الإحتساب والإنتساب, راح عليه السلام الى خصوص التعريف به وبمقامه وبمكانته قائلاً: (أيها الناس أنا ابن مكة ومنى، أنا ابن زمزم والصفا..), بمعنى أنه ابن سيد (قريش) وابن سيد العرب قاطبة ولا فخر, ووطنه (مكة) خلاف الأغيار ومَن يدّعي ذلك زوراً وبهتاناً, حتى قال (ع) بصريح العبارة التي فجرت الموقف داخل المجلس لصالح الحقيقة وكاد أن ينقلب بالضد من اللعين يزيد وسلطانه: (أنا ابن محمد المصطفى.. أنا ابن علي المرتضى.. أنا ابن فاطمة الزهراء..).
فعرف الجميع مَن يكون المتكلم (وهو الإمام علي بن الحسين عليه السلام) ومَن جده (وهو المصطفى صلى الله عليه وآله) ومَن أبيه (وهو على بن أبي طالب عليه السلام) ومَن أمه (التي هي فاطمة الزهراء عليها السلام), فانتقل (عليه السلام) الى بيان أهم وأخطر مفصل في خطبته الثورية العصماء في المجلس, ألا وهو تشخيص قاتل الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وصحبه في طف كربلاء والإشارة إليه بكل جرأة وشجاعة.
ـ الثاني: تعريفهم بأن الذي يتربع على قمة إمرة بلاد المسلمين أميراً للمؤمنين كما يدعون, وهو اللعين يزيد ذلك الرجل الماجن والفاسق والشارب للخمر وقاتل النفس المحترمة والمُعلن للفسق هو (قاتل) سبط النبيّ الأكرم محمد (ص وآله) الإمام الحسين (ع). فبعد استرسال الإمام علي بن الحسين (ع) بخطابه من على المنبر ولم يزل يقول: (أنا أنا حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب, وخشي يزيد لعنه الله أن يكون فتنة فأمر المؤذن فقطع عليه الكلام..) في محاولة خبيثة منه للتشويش على كلام الإمام (ع) ولقطع الطريق أمام انقلاب الموقف عليه في المجلس, مع انجلاء الحقيقة التي تضمنها خطاب الإمام علي بن الحسين (ع).
ولكن هيهات ثم هيهات, فلما قال المؤذن: (الله أكبر الله أكبر), ردّ الإمام مباشرة: (لا شئ أكبر من الله) في إشارة على حقارة سلطان اللعين يزيد مهما بلغ من القوة والسطوة والنفوذ ظلماً وعدواناً حتى أخذت (أقطار الأرض وآفاق السماء) أمام سلطان وبطش جبار السموات والأرص وحاكميته عزوجل و(لا شئ أكبر من الله). ولما قال المؤذن: (أشهد أن لا إله إلا الله), جاءه الرد من الإمام (ع): (شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي), في إشارة الى مقام الإمام المقدس وقربه من الذات الإلهية المقدسة, في مقابل مقام الطاغية يزيد المُدنس والجامع لجميع الشرور والآثان لعنه الله تعالى.
ولكن حينما قال المؤذن: (أشهد أن محمداً رسول الله) هنا جاءه الرد الصاعق من الإمام (ع) من فوق المنبر, وهو يلتفت الى اللعين يزيد قال له: (محمد هذا جدي أم جدك يا يزيد؟ فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت وكفرت، وإن زعمت أنه جدي فلم قتلت عترته؟). وهنا ثبت الإمام (ع) أمام جميع مَن حضر المجلس, بأن اللعين يزيد هو قاتل الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وصحبه أولاً, وثانياً قد حصر اللعين يزيد ووضعه بين (أمرين) لا ثالث لهما, إما أن يدّعي كذباً وكفراً بالإنتساب الى رسول الله (ص وآله), وهذا الأمر لا يكون وساقط بحكم الحقيقة والواقع, حيث الجميع يعرف مَن هو يزيد ومَن أبوه ومَن جده, ولم يبقى أمام اللعين إلا الأمر الثاني وهو الإعتراف بأن (محمد ـ ص وآله) المذكور في أذان صلوات الإسلام الخمس هو جد الإمام علي بن الحسين (ع) الذي أثبته منذ انطلاق أول كلمة من خطبته في المجلس حتى قوله: (وإن زعمت أنه جدي فلم قتلت عترته؟), فيكون اللعين يزيد وأمام حشد الحضور في مجلسه في الشام هو قاتل الإمام الحسين (ع) وقاتل ذريته وصحبه مع سبي نساءه وعياله جميعاً.
ـ الثالث: وبه انقلاب الموقف داخل المجلس ضد اللعين يزيد, وهذا هو ثمرة الموقف الذي تبناه الإمام علي بن الحسين (ع) كما بيناه في الأول والثاني أعلاه, وهو الهدف المرجو من حركة الإمام (ع) عند صعوده (الأعواد ـ الأموية) التي بفضل موقفه وبفضل قوة بيانه تحول الى (منبر ـ حسينيّ) يصدح بالمظلومية والحقيقة والصلاح والإصلاح.
فالإمام علي بن الحسين (ع) بخطبته تلك كان قد طوى ما يقرب من عشرين عاماً من المؤامرات والإنحراف والبطش والدم والإنتقام الأموي في أمة الإسلام, واللعب بمقدرات ومصائر المسلمين في جميع أرجاء دولة الإسلام. وبعد أن قال (ع): (أنا ابن مكة ومنى، أنا ابن زمزم والصفا.. أنا ابن من حُمل على البراق في الهوا.. أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى.. أنا ابن محمد المصطفى.. أنا ابن علي المرتضى.. أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا: لا إله إلا الله.. أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين، وقاتل المارقين والناكثين والقاسطين.. مكي مدني خيفي عقبي بدري أحدي شجري مهاجري، من العرب سيدها، ومن الوغى ليثها، وارث المشعرين وأبو السبطين: الحسن والحسين.. أنا ابن فاطمة الزهراء..), ظل يردد (أنا أنا) ولم يزل يقول (أنا أنا) حتى أثمر الموقف عن نمطين (إثنين) من الرفض داخل المجلس لظلم وجور اللعين يزيد لصالح مظلومية أهل بين النبوة عليهم السلام:
ـ الأول: على المستوى العام وتمثل أن ضج الناس بالبكاء والنحيب نصرة للمظلومية التي توجت باستشهاد ريحانة رسول الإسلام (ص وآله) في طف كربلاء. حتى خشي اللعين يزيد أن تكون هناك (فتنة) مؤداها أن ينقلب الأمر ضده وضد سلطانه. وهذا ما يُبرر أن أمر اللعين المؤذن أن يؤذن بالناس للصلاة, لا لشيء وإنما محاولة للتشويش على خطاب الإمام (ع) ولقطع دابر الفتنة المتنامية في مجلسه.
ـ الثاني: على المستوى الخاص مثلاً أن تم رفض ظلم وجور وانحراف اللعين يزيد مِمَن هو في حاشيته. روي أنه كان في مجلس يزيد حبر من أحبار اليهود فقال هذا الحبر ليزيد: مَن هذا الغلام يا أمير المؤمنين؟ قال اللعين: هو علي بن الحسين. قال: فمن الحسين؟ قال اللعين: ابن علي بن أبي طالب. قال: فمن أمه؟ قال اللعين: أمه فاطمة بنت محمد. فقال الحبر: يا سبحان الله!. فهذا ابن بنت نبيكم قتلتموه في هذه السرعة؟ بئسما خلفتموه في ذريته والله لو ترك فينا موسى بن عمران سبطاً من صلبه لظننا أنا كنا نعبده من دون ربنا وأنتم إنما فارقكم نبيكم بالأمس، فوثبتم على ابنه فقتلتموه؟ سوأة لكم من أمة.
فأمر به اللعين يزيد فوِجِئ (أي ضُرب) في حلقه ثلاثاً فقام الحبر قائلاً: (إن شئتم فاضربوني، وإن شئتم فاقتلوني أو فذروني فاني أجد في التوراة أن من قتل ذرية نبي لا يزال ملعوناً أبداً ما بقي، فإذا مات يصليه الله نار جهنم)(7).
27/8/2023
الهوامش
ــــــــــــ
ـ(1) بحار الأنوار ج ٣٣ ص ٢٠٩
ـ(2) بحار الأنوار ج ٥٥ ص ٣٥٠
ـ(3) كتاب بلاغة الإمام علي بن الحسين (ع) للشيخ جعفر عباس الحائري ج2 ص16
ـ(4) معالم المدرستين للسيد مرتضى العسكري ج ٣ ص ١٥٤
ـ(5) بحار الأنوار ج ٤٥ ص ١٣٧
ـ(6) الملهوف على قتلى الطفوف للسيد علي بن موسى بن طاووس
ـ(7) مناقب آل أبي طالب لبن شهراشوب 3ج ص 305
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat