انتبهت فجأة - وأنا (أُقلّب) الريموت كونترول – لكلام السيد كمال الحيدري في برنامج مطارحات في العقيدة الذي يبث من شاشة قناة الكوثر الفضائية، وكان السيد يعدد فضائل ( الثريد ) وبعدها بدأ يقلب صفحات احد الكتب ليقرأ الفرق بين المرق الذي يحتوي على اللحوم والمرق الذي يفتقر اللحم!
وضعت الريموت جانباً لكي اعرف ما هو الموضوع، وما الذي يريده السيد من هذه المقارنات بين أنواع المرق. ناديت من في البيت ليسمعوا الموضوع ويشاهدوا السيد وهو يقهقه لأول مرة على الشاشة...
لكن حين عرفت السبب، بطل عجبي وزالت دهشتي فإنني أيضا لم أتمالك نفسي من الضحك، بل إن الدموع بلّت خدودي وهذه أول مرة منذ سنين اضحك بهذا الشكل. وكانت الدهشة والاستغراب أكثر واكبر بكثير..
هل تعلم عزيزي القارئ لمَ كان السيد يضحك؟ وما هو الكتاب الذي كان يقرأه؟
لقد كان يقرأ احد كتب أتباع ابن تيمية من كُتّاب الوهابية المعروف ب(النووي) وفيه – كما يدعون- حديث للرسول (ص) حول أفضلية أم المؤمنين عائشة على جميع النساء، إذ يقول ما مضمونه أن فضل عائشة على جميع النساء كفضل ( الثريد ) على سائر الطعام!!
ويضيف النووي: إن الثريد الذي فيه مرق والمرق فيه لحم وبالتالي فأن فضل عائشة كفضل المرق الحاوي على اللحم من حيث الطعم والمذاق وسهولة الهضم ... وان بقية النساء ( أمهات المؤمنين ) هنّ كالمرق الذي يفتقر إلى اللحم! وهكذا يستمر الشيخ (النووي) بتعداد فضل المرق والثريد لكي يثبت أن فاطمة الزهراء (ع) ليست أفضل النساء بدليل ( حديث الثريد)! متناسيا آية التطهير، وآية المباهلة، وسورة هل أتى، وحديث الثقلين، وحديث الغدير، وحديث البضعة، وحديث فداها أبوها... وغيرها الكثير مما لا يمكن مقارنته بالمرق واللحم!!
يا لهذه المصائب التي يجلبها أتباع ابن تيمية للإسلام والمسلمين، وهذه الفضائح والفضائع التي ينسبونها إلى أفضل خلق الله منطقا وبيانا. إنهم يسيئون إلى رسول الإسلام والإنسانية من حيث يشعرون ولا يشعرون، واجزم أنهم يشعرون، بل متعمدون، لأنهم أبناء بني أمية الذين ما تركوا شيئا إلا وفعلوه للقضاء على الإسلام والرسالة المحمدية.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الموضوع السابققناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat
.jpg)
