أنبياء الأرض المقدسة (اسحاق عليه السلام) (ح 4)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كل مجموعة مقالات من هذه السلسلة تنشر في أحد المواقع.
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: وقوله تعالى "فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ" (هود 71) إسحاق هو ابنها من إبراهيم، ويعقوب هو ابن إسحاق عليه السلام فالمراد أن الملائكة بشروها بأنها ستلد إسحاق وإسحاق سيولد له يعقوب ولد بعد ولد. هذا على قراءة يعقوب بالفتح وهو منزوع الخافض وقرئ برفع يعقوب وهو بيان لتتمة البشارة، والأولى أرجح. وكان في هذا التعبير "وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ" (هود 71) إشارة إلى وجه تسمية يعقوب عليه السلام بهذا الاسم، وهو أنه كان يعقب بحسب هذه البشارة أباه إسحاق وقد ذكر فيها أنه وراءه، ويكون فيها تخطئة لما في التوراة من السبب في تسمية يعقوب به. قال في التوراة الحاضرة: وكان إسحاق ابن أربعين سنة لما اتخذ لنفسه زوجه (رفقة) بنت بنوئيل الأرامي أخت لابان الأرامي من فدان الأرام، وصلى إسحاق إلى الرب لأجل امرأته لأنها كانت عاقرا فاستجاب له الرب فحبلت رفقة امرأته وتزاحم الولدان في بطنها فقالت: إن كان هكذا فلما ذا أنا، فمضت لتسأل الرب فقال لها الرب: في بطنك أمتان، ومن أحشائك يفترق شعبان: شعب يقوى على شعب، وكبير يستعبد لصغير. وأما الروايات فالتي وردت منها من طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت عليه السلام تذكر أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام، والتي رويت من طرق أهل السنة والجماعة مختلفة: فصنف يذكر إسماعيل وصنف يذكر إسحاق عليه السلام غير أنك عرفت أن الصنف الأول هو الذي يوافق الكتاب. قوله تعالى "قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" ﴿آل عمران 84﴾ ذكر سبحانه ما انزل إلينا وهو القرآن أو المعارف القرآنية وما انزل إلى إبراهيم واسماعيل وإسحاق ويعقوب، ثم ذكر ما أوتي موسى وعيسى وخصهما بالذكر لان المخاطبة مع اليهود والنصارى وهم يدعون إليهما فقط ثم ذكر ما أوتي النبيون من ربهم، ليشمل الشهادة جميع الانبياء فيستقيم قوله بعد ذلك: لا نفرق بين أحد منهم. واختلاف التعبير في الكلام، حيث عبر عما عندنا وعند إبراهيم وإسحاق ويعقوب بالانزال وعما عند موسى وعيسى والنبيين بالايتاء وهو الاعطاء، لعل الوجه فيه أن الاصل في التعبير هو الايتاء، كما قال تعالى بعد ذكر إبراهيم، ومن بعده ومن قبله من الانبياء في سورة الانعام: "أؤلئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة" (الانعام 89)، لكن لفظ الايتاء ليس بصريح في الوحي والانزال كما قال تعالى "ولقد آتينا لقمان الحكمة" (لقمان 12)، وقال "ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة" (الجاثية 16)، ولما كان كل من اليهود والنصارى يعدون إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط من إهل ملتهم، فاليهود من اليهود، والنصاري من النصارى، واعتقادهم أن الملة الحق من النصرانية، أو اليهودية، هي ما أوتيه موسى وعيسى، فلو كان قيل: وما اوتي إبراهيم وإسماعيل لم يكن بصريح في كونهم بأشخاصهم صاحب ملة بالوحي والانزال وإحتمل أن يكون ما أوتوه، هو الذي أوتيه موسى وعيسى عليهما السلام نسب إليهم بحكم التبعية كما نسب إيتائه إلى بني اسرائيل، فلذلك خص إبراهيم ومن عطف عليه باستعمال لفظ الانزال وأما النبيون قبل أبراهيم فليس لهم فيهم كلاحتى يوهم قوله: وما أوتي النبيون شيئا يجب دفعه.
جاء عن مركز الابحاث العقائدية: السؤال يعتقد اليهود والمسحيين بان اسحاق ابن ساره انُتخب لكي يُذبح لكن نحن المسلمين نعتقد بان اسماعيل انُتخب لكي يُذبح هل ممكن من طريق القرآن والحديث الشريف ان نثبت بان النبي ابراهيم انتخب اسماعيل لكي يذبحه قرباناً؟ الجواب: ورد عندنا في معاني الاخبار ان الذبيح اسماعيل ففي ص 392 قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري،عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن داود بن كثير الرقي قال: قلتلأبي عبد الله عليه السلام: أيهما كان أكبر، إسماعيل أو إسحاق ؟ وأيهما كان الذبيح؟ فقال: كان إسماعيل أكبر من إسحاق بخمس سنين، وكان الذبيح إسماعيل، وكانت مكة منزل إسماعيل، وإنما أراد إبراهيم أن يذبح إسماعيل أيام الموسم بمنى. قال: وكان بين بشارة الله لإبراهيم بإسماعيل وبين بشارته بإسحاق خمس سنين، أما تسمع لقول إبراهيم عليه السلام حيث يقول: "رَبِّ هَب لِي مِنَ الصَّالِحِينَ" (الصافات 100) إنما سأل الله عز وجل أن يرزقه غلاما من الصالحين، وقال في سورة الصافات: "فَبَشَّرنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ" (الصافات 101) يعني إسماعيل من هاجر، فقال: ففدي إسماعيل بكبش عظيم. فقال أبو عبد الله عليه السلام: ثم قال: "وَبَشَّرنَاهُ بِإِسحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكنَا عَلَيهِ وَعَلَى إِسحَاقَ" (الصافات 112-113) يعني بذلك إسماعيل قبل البشارة بإسحاق فمن زعم أن إسحاق أكبر من إسماعيل وأن الذبيح إسحاق فقد كذب بما أنزل الله عز وجل في القرآن من نبائهما. وقد روى في الفقيه عن الصادق عليه السلام مرسلا قال: سئل الصادق عليه السلام عن الذبيح من كان، فقال: إسماعيل لأن الله تعالى ذكر قصته في كتابه ثم قال "وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين" (الصافات 112). السؤال: من المعلوم ان لكل نبي وصي ما اسماء الاوصياء للانبياء السابقين ان امكن؟ الجواب: لم يخبرنا القرآن الكريم أو الروايات أو التاريخ عن اسم كل وصي من أوصياء الأنبياء عليهم السلام، كما هو الحال في عدم الإخبار عن أسماء الانبياء جميعاً والذين يبلغون من بحسب الروايات مائة وأربعة وعشرين ألف نبي، إذ لم يذكر القرآن الكريم سوى أسماء عدد محدود من الأنبياء لا يبلغ الثلاثين. إلا أن المعلوم هو أسماء بعض الأوصياء لبعض الأنبياء ورد ذكرهم في الروايات مثل: يوشع بن نون وصي نبي الله موسى عليهما السلام، وشمعون الصفا وصي النبي عيسى عليهما السلام، وشيت بن آدم وصي أبيه النبي آدم عليهما السلام، وسام بن نوح وصي أبيه النبي نوح عليهما السلام، ويوحنا بن حنان وصي النبي هود عليهما السلام، وإسحاق بن إبراهيم وصي النبي إبراهيم عليهما السلام وآصف بن برخيا وصي النبي سليمان عليهما السلام (انظر: بصائر الدرجات: 119).
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام عن النبي إسحاق عليه السلام: هو أحد أنبياء الله تعالى، وهو ابن النبي إبراهيم وأخو النبي إسماعيل، والجد الأعلى لبني إسرائيل، والكثير من الأنبياء من ذريته، منهم: يعقوب، ويوسف، وداود، وسليمان، وموسى، وهو من الذين ورد اسمهم ونبوتهم في القرآن الكريم. بناء على ما ورد في التوراة والمصادر السنية أن ذبيح الله هو إسحاق، ولكن يعتقد الشيعة أن إسماعيل الابن الآخر لإبراهيم هو ذبيح الله. ولد إسحاق حينما تقدم والداه في العمر، فبلغ سن أبيه عند ولادته 100 سنة وأمه 90 سنة، وذكر القرآن أنهما بُشِّرا بولادته قبل ولادته، ثمّ أصبح نبيا بعد وفاة أخيه إسماعيل. سيرته الذاتية: إسحاق هو ابن النبي إبراهيمعليه السلام من زوجته سارة "وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ" (هود 71) وُلد في فلسطين، وعاش فيها، وكانت ولادته بعد النبي إسماعيل بخمس سنوات، وكان أبوه آنذاك قد بلغ 100 سنة من عمره وأمّه قد بلغت 90 سنة. إسحاق مفردة عبرية تعني الضاحك، وقيل إنها عربية. تزوج إسحاق في الأربعين من عمره من رفقة، فرُزقا توأمين عيص ويعقوب. هو جدّ بني إسرائيل، وكما بشّر جبرئيل انحدر من ذريته أنبياء كثيرون منهم: يوسف، وداود، وسليمان، وأيوب، وموسى، وهارون "وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" (الانعام 84) ونقلت المصادر التاريخية أن النبي إبراهيم عمّ النبي لوط وإسحاق ابن عمّه. ورد في الكتاب المقدس لليهود أن ذبيح الله في قصة النبي إبراهيم هو إسحاق وليس إسماعيل، ومن هنا قالوا بفضل إسحاق على إسماعيل، وذهب إلى ذلك بعض أهل السنة أيضا، ولكن الشيعة اختاروا أن ذبيح الله هو إسماعيل؛ لاستنادهم إلى الآية 112 من سورة الصافات "وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِیا مِنَ الصَّالِحِینَ" (الصافات 112) والآية 71 من سورة هود، "فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ یعْقُوبَ" (هود 71) فإن البشارة بولادة إسحاق نتيجة لتضحيات النبي إبراهيم فهي تأتي بعد قصة الذبح، مضافا إلى أن البشارة بالنبوة تعني بقاء الشخص فلا تتناسب مع قضية الذبح. لمّا اقترب إسحاق من الوفاة أمره الله بأن يستودع ابنه يعقوب جميع ودائع النبوة والمواريث، ففعل ذلك، وكان عمره حين وفاته 180 سنة، ودفن في بيت المقدس.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كل مجموعة مقالات من هذه السلسلة تنشر في أحد المواقع.
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: وقوله تعالى "فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ" (هود 71) إسحاق هو ابنها من إبراهيم، ويعقوب هو ابن إسحاق عليه السلام فالمراد أن الملائكة بشروها بأنها ستلد إسحاق وإسحاق سيولد له يعقوب ولد بعد ولد. هذا على قراءة يعقوب بالفتح وهو منزوع الخافض وقرئ برفع يعقوب وهو بيان لتتمة البشارة، والأولى أرجح. وكان في هذا التعبير "وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ" (هود 71) إشارة إلى وجه تسمية يعقوب عليه السلام بهذا الاسم، وهو أنه كان يعقب بحسب هذه البشارة أباه إسحاق وقد ذكر فيها أنه وراءه، ويكون فيها تخطئة لما في التوراة من السبب في تسمية يعقوب به. قال في التوراة الحاضرة: وكان إسحاق ابن أربعين سنة لما اتخذ لنفسه زوجه (رفقة) بنت بنوئيل الأرامي أخت لابان الأرامي من فدان الأرام، وصلى إسحاق إلى الرب لأجل امرأته لأنها كانت عاقرا فاستجاب له الرب فحبلت رفقة امرأته وتزاحم الولدان في بطنها فقالت: إن كان هكذا فلما ذا أنا، فمضت لتسأل الرب فقال لها الرب: في بطنك أمتان، ومن أحشائك يفترق شعبان: شعب يقوى على شعب، وكبير يستعبد لصغير. وأما الروايات فالتي وردت منها من طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت عليه السلام تذكر أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام، والتي رويت من طرق أهل السنة والجماعة مختلفة: فصنف يذكر إسماعيل وصنف يذكر إسحاق عليه السلام غير أنك عرفت أن الصنف الأول هو الذي يوافق الكتاب. قوله تعالى "قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" ﴿آل عمران 84﴾ ذكر سبحانه ما انزل إلينا وهو القرآن أو المعارف القرآنية وما انزل إلى إبراهيم واسماعيل وإسحاق ويعقوب، ثم ذكر ما أوتي موسى وعيسى وخصهما بالذكر لان المخاطبة مع اليهود والنصارى وهم يدعون إليهما فقط ثم ذكر ما أوتي النبيون من ربهم، ليشمل الشهادة جميع الانبياء فيستقيم قوله بعد ذلك: لا نفرق بين أحد منهم. واختلاف التعبير في الكلام، حيث عبر عما عندنا وعند إبراهيم وإسحاق ويعقوب بالانزال وعما عند موسى وعيسى والنبيين بالايتاء وهو الاعطاء، لعل الوجه فيه أن الاصل في التعبير هو الايتاء، كما قال تعالى بعد ذكر إبراهيم، ومن بعده ومن قبله من الانبياء في سورة الانعام: "أؤلئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة" (الانعام 89)، لكن لفظ الايتاء ليس بصريح في الوحي والانزال كما قال تعالى "ولقد آتينا لقمان الحكمة" (لقمان 12)، وقال "ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة" (الجاثية 16)، ولما كان كل من اليهود والنصارى يعدون إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط من إهل ملتهم، فاليهود من اليهود، والنصاري من النصارى، واعتقادهم أن الملة الحق من النصرانية، أو اليهودية، هي ما أوتيه موسى وعيسى، فلو كان قيل: وما اوتي إبراهيم وإسماعيل لم يكن بصريح في كونهم بأشخاصهم صاحب ملة بالوحي والانزال وإحتمل أن يكون ما أوتوه، هو الذي أوتيه موسى وعيسى عليهما السلام نسب إليهم بحكم التبعية كما نسب إيتائه إلى بني اسرائيل، فلذلك خص إبراهيم ومن عطف عليه باستعمال لفظ الانزال وأما النبيون قبل أبراهيم فليس لهم فيهم كلاحتى يوهم قوله: وما أوتي النبيون شيئا يجب دفعه.
جاء عن مركز الابحاث العقائدية: السؤال يعتقد اليهود والمسحيين بان اسحاق ابن ساره انُتخب لكي يُذبح لكن نحن المسلمين نعتقد بان اسماعيل انُتخب لكي يُذبح هل ممكن من طريق القرآن والحديث الشريف ان نثبت بان النبي ابراهيم انتخب اسماعيل لكي يذبحه قرباناً؟ الجواب: ورد عندنا في معاني الاخبار ان الذبيح اسماعيل ففي ص 392 قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري،عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن داود بن كثير الرقي قال: قلتلأبي عبد الله عليه السلام: أيهما كان أكبر، إسماعيل أو إسحاق ؟ وأيهما كان الذبيح؟ فقال: كان إسماعيل أكبر من إسحاق بخمس سنين، وكان الذبيح إسماعيل، وكانت مكة منزل إسماعيل، وإنما أراد إبراهيم أن يذبح إسماعيل أيام الموسم بمنى. قال: وكان بين بشارة الله لإبراهيم بإسماعيل وبين بشارته بإسحاق خمس سنين، أما تسمع لقول إبراهيم عليه السلام حيث يقول: "رَبِّ هَب لِي مِنَ الصَّالِحِينَ" (الصافات 100) إنما سأل الله عز وجل أن يرزقه غلاما من الصالحين، وقال في سورة الصافات: "فَبَشَّرنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ" (الصافات 101) يعني إسماعيل من هاجر، فقال: ففدي إسماعيل بكبش عظيم. فقال أبو عبد الله عليه السلام: ثم قال: "وَبَشَّرنَاهُ بِإِسحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكنَا عَلَيهِ وَعَلَى إِسحَاقَ" (الصافات 112-113) يعني بذلك إسماعيل قبل البشارة بإسحاق فمن زعم أن إسحاق أكبر من إسماعيل وأن الذبيح إسحاق فقد كذب بما أنزل الله عز وجل في القرآن من نبائهما. وقد روى في الفقيه عن الصادق عليه السلام مرسلا قال: سئل الصادق عليه السلام عن الذبيح من كان، فقال: إسماعيل لأن الله تعالى ذكر قصته في كتابه ثم قال "وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين" (الصافات 112). السؤال: من المعلوم ان لكل نبي وصي ما اسماء الاوصياء للانبياء السابقين ان امكن؟ الجواب: لم يخبرنا القرآن الكريم أو الروايات أو التاريخ عن اسم كل وصي من أوصياء الأنبياء عليهم السلام، كما هو الحال في عدم الإخبار عن أسماء الانبياء جميعاً والذين يبلغون من بحسب الروايات مائة وأربعة وعشرين ألف نبي، إذ لم يذكر القرآن الكريم سوى أسماء عدد محدود من الأنبياء لا يبلغ الثلاثين. إلا أن المعلوم هو أسماء بعض الأوصياء لبعض الأنبياء ورد ذكرهم في الروايات مثل: يوشع بن نون وصي نبي الله موسى عليهما السلام، وشمعون الصفا وصي النبي عيسى عليهما السلام، وشيت بن آدم وصي أبيه النبي آدم عليهما السلام، وسام بن نوح وصي أبيه النبي نوح عليهما السلام، ويوحنا بن حنان وصي النبي هود عليهما السلام، وإسحاق بن إبراهيم وصي النبي إبراهيم عليهما السلام وآصف بن برخيا وصي النبي سليمان عليهما السلام (انظر: بصائر الدرجات: 119).
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام عن النبي إسحاق عليه السلام: هو أحد أنبياء الله تعالى، وهو ابن النبي إبراهيم وأخو النبي إسماعيل، والجد الأعلى لبني إسرائيل، والكثير من الأنبياء من ذريته، منهم: يعقوب، ويوسف، وداود، وسليمان، وموسى، وهو من الذين ورد اسمهم ونبوتهم في القرآن الكريم. بناء على ما ورد في التوراة والمصادر السنية أن ذبيح الله هو إسحاق، ولكن يعتقد الشيعة أن إسماعيل الابن الآخر لإبراهيم هو ذبيح الله. ولد إسحاق حينما تقدم والداه في العمر، فبلغ سن أبيه عند ولادته 100 سنة وأمه 90 سنة، وذكر القرآن أنهما بُشِّرا بولادته قبل ولادته، ثمّ أصبح نبيا بعد وفاة أخيه إسماعيل. سيرته الذاتية: إسحاق هو ابن النبي إبراهيمعليه السلام من زوجته سارة "وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ" (هود 71) وُلد في فلسطين، وعاش فيها، وكانت ولادته بعد النبي إسماعيل بخمس سنوات، وكان أبوه آنذاك قد بلغ 100 سنة من عمره وأمّه قد بلغت 90 سنة. إسحاق مفردة عبرية تعني الضاحك، وقيل إنها عربية. تزوج إسحاق في الأربعين من عمره من رفقة، فرُزقا توأمين عيص ويعقوب. هو جدّ بني إسرائيل، وكما بشّر جبرئيل انحدر من ذريته أنبياء كثيرون منهم: يوسف، وداود، وسليمان، وأيوب، وموسى، وهارون "وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" (الانعام 84) ونقلت المصادر التاريخية أن النبي إبراهيم عمّ النبي لوط وإسحاق ابن عمّه. ورد في الكتاب المقدس لليهود أن ذبيح الله في قصة النبي إبراهيم هو إسحاق وليس إسماعيل، ومن هنا قالوا بفضل إسحاق على إسماعيل، وذهب إلى ذلك بعض أهل السنة أيضا، ولكن الشيعة اختاروا أن ذبيح الله هو إسماعيل؛ لاستنادهم إلى الآية 112 من سورة الصافات "وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِیا مِنَ الصَّالِحِینَ" (الصافات 112) والآية 71 من سورة هود، "فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ یعْقُوبَ" (هود 71) فإن البشارة بولادة إسحاق نتيجة لتضحيات النبي إبراهيم فهي تأتي بعد قصة الذبح، مضافا إلى أن البشارة بالنبوة تعني بقاء الشخص فلا تتناسب مع قضية الذبح. لمّا اقترب إسحاق من الوفاة أمره الله بأن يستودع ابنه يعقوب جميع ودائع النبوة والمواريث، ففعل ذلك، وكان عمره حين وفاته 180 سنة، ودفن في بيت المقدس.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat