السيد الخوئي [طاب ثراه] وحفظه للحوزة واستقلاليّتها
يقول السيد جعفر الحكيم [دامت بركاته]:
آية الله الخوئي بهيكلته ومدرسته واهتمامه البالغ في الحركة العلمية وتركيزه على خلق خط علمي يمسك بتلابيب الحوزة العلمية وإصراره على بقاء الحوزة ومرجعيتها العليا في النجف، تمكن من تكريس نظام في الحوزة يمنع من اختراق الحوزة في ظل الاستبداد الذي كان من أولوياته تحويل الحوزة إلى مؤسسة من مؤسسات وزارة الأوقاف تدعم السلطة في مواقفها وتكون رجالاتها وعاظ سلاطين..
إن هذا الاهتمام العميق من قبل آية الله الخوئي يعبر عن رؤية استشرافية لمصير المؤسسة والطائفة في أهم موقع سياسي واقتصادي واجتماعي وديني في المنطقة ألا وهو العراق.. فقد تمكن أن يكرس:
مبدأ الاستقلال الذي قاتل من اجله علماء الدين الشيعة حفظا لحرية كلمتهم وموقفهم التي لم يتمكن الظلم بمختلف تجلياته من مصادرتها على العكس تماما من السير في ركاب السلطة فانه يقضي تماما وبسرعة على حرية الكلمة والموقف.. وكانت النتيجة هي عدم إضفاء الشرعية على السلطة وتجنياتها في حروبها العبثية مع الجيران والداخل مع محاولات مستميتة من السلطة للحصول على ذلك..
تمكن منهج السيد أن يؤسس للتالي: وهو أن كل حركة تخرج عن النظام المتبع في المؤسسة الدينية تتهم في شرعيتها بدء من وعاظ السلاطين، مرورا بحركات وظواهر النيابة الخاصة التي تظهر في ظل الفقر الثقافي، إلى التعامل الانتقائي والالتقاطي مع النص الديني، إلى القفز على هرمية الواقع الشيعي الذي أسست له بعض التيارات الشيعية، إلى ظاهرة الادعاءات المتنوعة التي تنشط في جو دعم السلطة…..
تمكن منهج السيد الذي حفظ للحوزة وجودها من الحيلولة دون مصادرة القرار الشيعي واختطافه واحتكاره بجهة واحدة.. فبقيت لهذه الحوزة التي نعتت بقسوة بالخمول والفقه الفردي والاهتمام بفقه الحيض والنفاس والعلم بدون عمل ومخاطبة نفسها وانفصالها عن الأمة شرعيتُها ومرجعيتُها ومحوريتُها ليأخذ اجتهادها السياسي فرصته في لحظة تاريخية استفاد منه الجميع..
وتبقى المرجعية الخالدة في النجف الأشرف وفي وقت إطلالتها السياسية بل وزعامتها تتحرك من موقع الأمة لا من موقع السلطة لتضيف إلى مصداقيتها مصداقية جديدة، ولتكرس استقلالها، متجهة في عملها الأكاديمي والأخلاقي صوب الأتباع حاملة همومهم وتطلعاتهم مشاركة إياهم في حياتهم.
السيد الخوئي والإسلام الحركي / سماحة السيد جعفر الحكيم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat