الانتخابات العراقية بين الديناميكيات الانتخابية والتداعيات السياسية.
محمد حسن الساعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تشكّل الانتخابات المحلية في العراق خطوة مهمة نحو الاستعداد لانتخابات مجلس النواب القادم،لذلك فان القوى السياسية تسعى جاهدة بكل امكانياتها الى أيجاد البنى الاساسية في هذه الانتخابات لأنها ستكون مقدمة للانتخابات البرلمانية القادمة،لذلك ستعتمد هذه القوى على جودة ادائها ومدى صدق نواياها في تقديم الخدمة لناخبيها،وأن القوى السياسية المشاركة والمرشحون سوف يلجأون الى فيما بينهم لتشكيل أي حكومة محلية،فيما سيكون التنافس في داخل القوى السياسية الكبرى داخلياً،لذلك سيتركز التنافس بين القوى السياسية في داخل القوى السياسية ذات اللون الواحد والمكون الواحد،فيما سيكون التنافس في المحافظات المختلطة على قوة الكتل السياسية وقدرتها على تشكيل الكتلة الاكبر في المحافظة.
غياب بعض القوى السياسية عن الانتخابات وتحديداً التيار الصدري لايعني ان عنصر المنافسة قد غاب كلياً عن المشهد،بل ان المشهد تعزز بوجود القوى المدنية(التشارنة) الذين يسعون لوضع موطأ قدم لهم في الانتخابات البرلمانية القادمة وتشكيل قوى معارضة في داخل البرلمان،بالمقابل قد يقرأ غياب التيار الصدري عن المشهد الانتخابي غياب قدرة الاطار التنسيقي على تنظيم اوضاعه الداخلية في الانتخابات البرلمانية،ماسيشكل عائقاً واضحاً ويكشف مدى عدم قدرة الاطار التنسيقي على وضع الاستراتيجيات والتعاون داخلياً من اجل هذه الانتخابات، ما يشجع الصدريين على العودة الى الحياة السياسية وهو عامل بالغ الاهمية.
بالتأكيد وجود القوى السياسية الحالية سيكون حافزاً في تسخير نفوذها في التأثير على الناخبين،وهذا الامر بات واضحاً في قدرة جمهور السلطة في تغيير وجهة الانتخابات،لذلك لجأت حكومة السيد السوداني الى إجراءات من شانها أن تقلل نسب التزوير والتلاعب بالنتائج والتي من اهمها العد والفرز اليدوي ونصب الكاميرات الحرارية في قاعة التصويت وغيرها من إجراءات مراقبة شديدة في يوم الاقتراع،وسيكون رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حاضراً بشخصه من أجل مراقبة الانتخابات المحلية والذي راهن بحياته السياسية من اجل تحقيق الاستقرار في العراق بعد الاحداث المريرة التي مرت بالعراق ما بين 2019-2022،لان إجراء انتخابات مجالس المحافظات بنجاح مع تقليل نسب التجاوزات الانتخابية يمثل أولوية للسوداني،والذي يسعى الى الوصول الى الانتخابات البرلمانية المقبلة مع تعزيز دوره التنفيذي للمرحلة القادمة.
سيكون تأثير انتخابات مجالس المحافظات مهمة في تحديد النظام السياسي في كل محافظة،وهذه مسألة مهمة لبناء التحالفات قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة كما أنها حاسمة للسماح بتطبيق المحاصصة وستكون المنافسة شرسة في المحافظات الغنية بالموارد مثل البصرة وكركوك، لذلك اذا أجريت انتخابات مجالس المحافظات بنجاح فمن شأنها أن تقوي فترة الاستقرار النسبي في العراق وتمنح حكومة السوداني الثقة لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة أو استكمال ولايته بالكامل.
إذا اكتملت الانتخابات بنجاح وبدأت الحكومات المحلية في انتخاب المحافظين وتقديم الخدمات فانها الخطوة الاولى نحو استعادة بعض الثقة، كما انه سوف ينظر إلى مجالس المحافظات على أنها ناجحة وخلاف ذلك، سيتم اعتبار الانتخابات المحلية غير ضرورية وأداة لتمكين الفساد والتي ستؤثر مستقبلا على شرعية الدولة العراقية ككل وتهدد النظام السياسي.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد حسن الساعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تشكّل الانتخابات المحلية في العراق خطوة مهمة نحو الاستعداد لانتخابات مجلس النواب القادم،لذلك فان القوى السياسية تسعى جاهدة بكل امكانياتها الى أيجاد البنى الاساسية في هذه الانتخابات لأنها ستكون مقدمة للانتخابات البرلمانية القادمة،لذلك ستعتمد هذه القوى على جودة ادائها ومدى صدق نواياها في تقديم الخدمة لناخبيها،وأن القوى السياسية المشاركة والمرشحون سوف يلجأون الى فيما بينهم لتشكيل أي حكومة محلية،فيما سيكون التنافس في داخل القوى السياسية الكبرى داخلياً،لذلك سيتركز التنافس بين القوى السياسية في داخل القوى السياسية ذات اللون الواحد والمكون الواحد،فيما سيكون التنافس في المحافظات المختلطة على قوة الكتل السياسية وقدرتها على تشكيل الكتلة الاكبر في المحافظة.
غياب بعض القوى السياسية عن الانتخابات وتحديداً التيار الصدري لايعني ان عنصر المنافسة قد غاب كلياً عن المشهد،بل ان المشهد تعزز بوجود القوى المدنية(التشارنة) الذين يسعون لوضع موطأ قدم لهم في الانتخابات البرلمانية القادمة وتشكيل قوى معارضة في داخل البرلمان،بالمقابل قد يقرأ غياب التيار الصدري عن المشهد الانتخابي غياب قدرة الاطار التنسيقي على تنظيم اوضاعه الداخلية في الانتخابات البرلمانية،ماسيشكل عائقاً واضحاً ويكشف مدى عدم قدرة الاطار التنسيقي على وضع الاستراتيجيات والتعاون داخلياً من اجل هذه الانتخابات، ما يشجع الصدريين على العودة الى الحياة السياسية وهو عامل بالغ الاهمية.
بالتأكيد وجود القوى السياسية الحالية سيكون حافزاً في تسخير نفوذها في التأثير على الناخبين،وهذا الامر بات واضحاً في قدرة جمهور السلطة في تغيير وجهة الانتخابات،لذلك لجأت حكومة السيد السوداني الى إجراءات من شانها أن تقلل نسب التزوير والتلاعب بالنتائج والتي من اهمها العد والفرز اليدوي ونصب الكاميرات الحرارية في قاعة التصويت وغيرها من إجراءات مراقبة شديدة في يوم الاقتراع،وسيكون رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حاضراً بشخصه من أجل مراقبة الانتخابات المحلية والذي راهن بحياته السياسية من اجل تحقيق الاستقرار في العراق بعد الاحداث المريرة التي مرت بالعراق ما بين 2019-2022،لان إجراء انتخابات مجالس المحافظات بنجاح مع تقليل نسب التجاوزات الانتخابية يمثل أولوية للسوداني،والذي يسعى الى الوصول الى الانتخابات البرلمانية المقبلة مع تعزيز دوره التنفيذي للمرحلة القادمة.
سيكون تأثير انتخابات مجالس المحافظات مهمة في تحديد النظام السياسي في كل محافظة،وهذه مسألة مهمة لبناء التحالفات قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة كما أنها حاسمة للسماح بتطبيق المحاصصة وستكون المنافسة شرسة في المحافظات الغنية بالموارد مثل البصرة وكركوك، لذلك اذا أجريت انتخابات مجالس المحافظات بنجاح فمن شأنها أن تقوي فترة الاستقرار النسبي في العراق وتمنح حكومة السوداني الثقة لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة أو استكمال ولايته بالكامل.
إذا اكتملت الانتخابات بنجاح وبدأت الحكومات المحلية في انتخاب المحافظين وتقديم الخدمات فانها الخطوة الاولى نحو استعادة بعض الثقة، كما انه سوف ينظر إلى مجالس المحافظات على أنها ناجحة وخلاف ذلك، سيتم اعتبار الانتخابات المحلية غير ضرورية وأداة لتمكين الفساد والتي ستؤثر مستقبلا على شرعية الدولة العراقية ككل وتهدد النظام السياسي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat