صفحة الكاتب : سلام محمد العبودي

وأوفوا بالعهد
سلام محمد العبودي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جرت انتخابات مجالس المحافظات, بنسبة مشاركة جاوزت الـ 40%, بعد توقفٍ لأعوام خلافاً للدستور, فصار لزاما على الفائزين أن يوفوا بعهدهم للشعب, كما أمرنا جَلَ شأنه في كتابه المجيد" وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا" سورة الإسراء آية 34.

لم تنجح مجالس الحافظات السابقة, في اداء الدور المخطط لها فلا خدمات تُذكر, ولا تواصل مع المواطن بعد الانتخابات, ولا محاولات لمعرفة احتياجات المحافظة, التي قد تَخفى على كثيرٍ منهم في أغلب المحافظات, مما جَعل حالةً من الجفاءِ بينهم وبين المواطنين، الذين استغلهم بعض المتصيدون بالماء العكر, فطالبوا بإلغاء تلك المجالس الهامة, بَدَلاً من كشف العلل ومعالجتها, ومحاسبة المسيئين من الفاسدين والفاشلين بعملهم.

ليس هناك ما يخفى على الشعب فأغلبيته على اطلاعٍ بالقوانين, وكان الأجدى أن يُطالب بتطبيقها من المرشح قبل الانتخابات, ومتابعة العمل شعبياً وفضح الفاسدين بعد جمع الأدلة, وليعلم من تصدى لخدمة المواطن, أن السكوت وعدم الاكتراث, لا يُنتجُ غير الفساد وهدر المال, والمُلام الأول هم أعضاء مجالس المحافظات, وعملهم الرسمي هو متابعة العمل للمحافظين, ورفع الموقف للنزاهة, حال كشف عمليات الفساد.

مشروع بناء الدولة واجب وليس شعار, ويبدأ العمل بتطبيقه من مجالس المحافظات, كونها برلمان مُصَغر يأخذ على عاتقه تكوين الحكومة المحلية, بدأُ من المحافظ, الذي يقع على عاتقه, السلطة التنفيذي الأولى بحدود محافظته, وكذا المدراء العامون لكل الدوائر في المحافظة, والتأكيد على الخدمية منها, وتنظيفها من الفاسدين, الذين لازال قسمٌ منهم يسيطرون على مفاصل تلك الدوائر.

هناك واجِبٌ كبير يقعُ على عاتق الأحزاب والحركات والتيارات السياسية, بعدم التزام أي فاسِدٍ تثبت إدانته, واستصدار قرار بمنع السفر, للمتهمين رسمياً إلى أن تتضح نتائج التحقيقات, وعدم إعطاء الفرصة للمتصيدين بالماء العكر, بخلق الفوضى وتعطيل حياة الناس، بحجة التظاهرات أو الحقوق الدستورية، من خلال إزالة أسبابها الموجبة، ومحاولات إسقاط الحكومات المحلية واحداً تلو الآخر كما حصل عام 2019.

هل سنرى عملاً حقيقياً من المجالس الحالية, والبدء بالعمل الجاد حال تشكيل المجلس وأداء القانون؟ وهل سنرى التأكيد على الالتزام بالدستور والقوانين النافذة, ولا تكون المجالس كسابقتها, التي كان عملها, عبارة عن عملِ مختاري المناطق, لاستعادة ثقة المواطن, بعد إصابته بداء الإحباط؟!

إنه الوفاء بالعهد والالتزام بالوعد, والمحافظة على الكَلمة, بكفاءة ونزاهة من أجل التقدم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد العبودي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/01/30



كتابة تعليق لموضوع : وأوفوا بالعهد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net