صفحة الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي

الأسرة وأثرها في بناء الشخصية(٢) -السيدة زينب الحوراء مثالًا-
د . الشيخ عماد الكاظمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إنَّ السيدة زينب "عليها السلام" التي نشأت في ذلك البيت الطاهر (بيت النبوة والإمامة) قد ظهرت آثاره في شخصيتها ظهورًا لا يمكن إنكاره، بل اشتهرت به.
                  -١- 
 فكانت هي العقيلة المباركة، ويعدُّ هذا اللقب (العقيلة) من أبرز الألقاب ظهورًا فيها، وللعقيلة معانٍ تحتاج إلى التأمل فيها؛ لمعرفة مقامها "عليها السلام" وأثر ذلك على الشخصية، فقد ورد في كتب اللغة بيان ذلك بما فيه دلالة على الفضل والسداد.
-✍🏻 قال الفراهيدي: (العقيلة المرأة المخدَّرة).
-✍🏻 قال ابن دريد: (عقيلة القوم كريمتهم).
-✍🏻 قال ابن منظور: (عقيلة القوم سيدهم).
-✍🏻 قال في المعجم الوسيط: (السيدة المخدرة). 
وعند التأمل بما ورد من معانٍ (المخدرة، والسيدة، والكريمة) فإنَّ فيه دلالة على اشتهارها بتلك الصفات التكاملية للمرأة عامة، والمؤمنة خاصة.
                   -٢- 
وإنَّ العلماء الذين ترجموا لها قد أكدوا ذلك في كلماتهم، فبقيت خالدة عبر الزمان، فمثلًا:
١-✍🏻 قال أبو الفرج الأصفهاني (ت٣٥٦هج) في كتابه "مقاتل الطالبيين": ((عون بن عبد الله بن جعفر أمه زينب العقيلة .... روى ابن عباس فقال: حدثتني عقيلتنا زينب بنت علي)).
٢-✍🏻 قال ابن الأثير الجزري (٦٣٠هج) في كتابه "أُسد الغابة في معرفة الصحابة": ((وكانت زينب امرأة عاقلة، لبيبة، جَزِلة .... وكلامها ليزيد بن معاوية حين طلب الشامي أختها فاطمة مشهور، يدل على عقل، وقوة جَنان)).
٣-✍🏻 قال ابن حجر العسقلاني (ت٨٥٢هج) في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة": ((زينب بنت علي بن أبي طالب الهاشمية، سبطة رسول الله -ثم ذكر كلام ابن أثير المتقدم-)). 
 وعند التأمل في كلماتهم نرى تلك الأوصاف الواردة فيها الدالة على مقامها فهي (العقيلة، والعاقلة، واللبيبة، والجزلة أي البليغة، وقوة القلب)، وكُلُّ ذلك من آثار التربية الأسرية المباركة.
                  -٣- 
 لقد ورثت العقيلة الحوراء تلك الكمالات التربوية من خلال التربية الصالحة للأسرة لأبنائها، ومعاهدتهم ب(العلم والخُلُق والدين)، بالقول والسلوك الذي كان بارزًا في سيرتهم، وهذه رسالة يجب على الأسرة المسلمة مراعاتها في منهاج تربيتها، وعدم الاتكال والتواني بتركها أو عدم الاهتمام بها؛ لنرى ذلك ظاهرًا في شخصيتهم، وخصوصًا في هذا الزمن حيث قوى الفساد والشر التي تحاول جاهدة تلويث الفطرة الإنسانية، بذرائع مختلفة مثل الحرية، والحقوق، ومراعاة عدم الكبت أو الضغط على الأبناء، وتمكين المرأة، ومساواتها مع الرجل وغيرها ..  
فسلام على زينب الخِدر والعَفاف، وسلام على زينب الصلاح والأخلاق.
 وفي ذلك درس بليغ لكُلِّ إنسان يبحث عن كماله، ولكُلِّ مؤمن يبتغي طاعة الله ورضوانه، ولكُلِّ مؤمنة ترتقي بكرامة الدين وأمانه .. إنْ أردنا أنْ ننتمي إلى هذه المدرسة العظيمة، ونفخر بها في الدنيا والآخرة 💐


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . الشيخ عماد الكاظمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/01/31



كتابة تعليق لموضوع : الأسرة وأثرها في بناء الشخصية(٢) -السيدة زينب الحوراء مثالًا-
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net