رؤيا جديدة لنابليون
مهند النابلسي
مهند النابلسي
*قدرة المخرج ريدلي سكوت التي لا مثيل لها على تقديم عرض سينمائي مترامي الأطراف تصل إلى ذروة جديدة... باعتبارها ملحمة تاريخية شاملة، فهي مرضية للغاية، وغالبًا ما تكون ترفيهًا آسرًا يستمر دقيقة بدقيقة عبر وقت تشغيل وانتقالات سلسة ما بين المعارك الطاحنة وحكايا الغرام مع جوزفين مما يختبر مجازا "قدرة المثانة" على التحمل بلا انقطاع!
*تفاصيل الحقيقة التاريخية ملعونة: يجب رؤية هذه المغامرة الجبارة على أكبر شاشة ممكنة. لتذوقها بحذافيرها والاستمتاع بمكوناتها القتالية والغرامية...وقد كان منظر اعدام الملكة أنطوانيت بالمقصلة في مشهد الاستهلال مذهلا ،ناهيك عن مشاهد المعارك الآسرة تقنيا مع فحوى التفاصيل وتحريك الخيول والمجاميع والالتحامات القتالية...
*يبدع فينيكس هنا وكأنه كان ينتظر هذا الدور من بداية مشواره المهني:
*يجسد رجل دولة كبير غاضب في هوليوود "خواكين فينيكس" دور بونابرت عن طريق "مونتي بايثون"، لكن الفيلم يفتقر إلى الوضوح في نهاية المطاف كما يدخلنا في متاهات ويتركنا مشدوهين ومجذوبين؟.
*إن بصيص الغضب الهزلي والمساعدات السخية لمذبحة ساحة المعركة، على الرغم من كونها مسلية بشكل غير مكتمل في حد ذاتها، لكنها لا تقدم أبدًا سبب متماسك للمغزى حيث ثبت بأن فينيكس هو سبب كافٍ.لمتابعتها؟
*يحاول قدر المستطاع أن يصور التعقيدات السياسية لعلاقتهما الغرامية المضطربة وكيف تم التضحية بها بسبب الحاجة إلى وريث، كما يقول سكوت بوضوح بدلاً من أن يظهر خفايا العشق الاسطوري. فكلها بدت كاستراتيجيات، لا تكتيكات وعلينا أن نصبر لتأملها بصبر واعجاب!...
*من المحتمل أن ريدلي سكوت لم يسمع قط عن بعض الثيمات الخاصة بهذا القائد الاسطوري، لكن فيلمه الجديد مهيأ تمامًا للعيش من خلالها. وسيكون من الأفضل استهلاكها بهذه الطريقة بدلاً من استهلاكها بالكامل.
*يتم تقليص حجم "نابليون" من خلال تقطيعه إلى أجزاء وتحويله إلى نسخة أصغر من نفسه بحيث لا يقول إلا أقل مما تم إنشاؤه ليقوله. حيث يفتقد الكثير منه لإمكاناته المحتملة... وينتهي الأمر بالشعور وكأنه ليس لديهم الكثير ليقولوه على أي حال...وهذا تماما ما أعجبني في الشريط!
*يظهر ريدلي سكوت أن الإمبراطور لا يرتدي ملابس أحيانا في نابليون، وهي بالحق ملحمة مضحكة ماكرة تحتوي على مشاهد شجاعة ووقت تشغيل مقسم بتوازن مدروس يمنعها من الغزو التام والاستفحال بلا حدود!
*على موقع مجمع المراجعة Rotten Tomatoes، كانت 60% من آراء 174 نقادًا إيجابية، بمتوسط تقييم 6.3/10. يقول إجماع الموقع: "ريدلي سكوت عازم على إثبات أن الإمبراطور لا يرتدي ملابس في نابليون (مقولة مجازية غامضة)، وهي ملحمة مضحكة وماكرة مع قطع ثابتة شجاعة يمنعها وقت تشغيلها المقسم باتزان من الغزو التام وقد حصل الفيلم في تصنيف ميتاكريتيك على 64 من أصل 100، بناءً على 56 ناقدا، مما يشير إلى التقييمات "الإيجابية بشكل عام". أما الجماهير التي تم استطلاع رأيها بواسطة CinemaScore فقد أعطت الفيلم درجة متوسطة من "B−" على مقياس A+ إلى F، في حين أن أولئك الذين تم استطلاع رأيهم بواسطة PostTrak أعطوه درجة إيجابية إجمالية بنسبة 74%، حيث قال 47% إنهم سيوصون بالفيلم بالتأكيد. وانا أعطيته 80% وأكثر...
*في صحيفة صنداي تايمز، انتقد المؤرخ أندرو روبرتس الجوانب التاريخية للفيلم، ولا سيما تصوير نابليون على أنه هتلر أولي، وهي وجهة نظر وصفها بأنها "متعبة بقدر ما هي سخيفة" لكني لم الاحظ ذلك شخصيا بل بدى شخصا قياديا متكهما وربما مغرورا نوعا ما تحكم بمصير اوروبا ، وقد أدت جملة معاركه لمقتل ثلاثة ملايين شخص بلا جدوى سوى المجد الشخصي (النرجسي) والرغبة بتخليد الذات؟.
*تلقى الفيلم آراء إيجابية بشكل عام من النقاد، مع الثناء على مشاهد المعارك وعروضها المذهلة في اوروبا وروسيا، على الرغم من أن الاستقبال في فرنسا كان أكثر سلبية بسبب عدم الدقة التاريخية للفيلم.
*مراجعة "نابليون": يبدو لنا كرجل صغير متكتل وغاضب وعاشق؟
*من المؤكد أن "نابليون" أفضل من الصور الأخرى للشخصية الشهيرة. إنه فيلم كان من الممكن أن يركز بشكل أكبر على الحياة العائلية المضطربة بشكل رائع ويغوص أكثر في البعد النفسي على حساب الشخصية التاريخية لكن بدلاً من ذلك، تأخذ ملحمة سكوت نفس الاسم وتختار شيئًا غير متناسق وخاص.وتقدم لنا شذرات متفرقة من حياة نابليون في انتقال سلس ومتناسق وعضوي
*جواكين فينيكس يتحدث "كالعاشق الخائف" وينسى أحيانا أنه قائد فذ؟
*"لقد أثارت بالتأكيد" هذه النقطة المخرج الانجليزي الشهير والمتعلقة : بفحوى حكايات رسائل حب نابليون إلى جوزفين عن فيلم جديد مما أطلق المشروع بلا تردد...ومنذ بداية تعرفه عليها ووقوعه السحري بعشقها؟
*أخيرا يتصدر خواكين فينيكس المسؤولية في ملحمة ريدلي سكوت الغريبة حيث أثبت انه ممثل عبقري موهوب وربما منسي!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat