صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

اشارات قرآنية من مسند الامام الكاظم للعطاردي (ح 3)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كل مجموعة من حلقات هذه السلسلة تنشر في أحد المواقع.
جاء في کتاب مسند الإمام الكاظم أبي الحسن موسى بن جعفرعليه السلام للشيخ عزيز الله العطاردي: قال الشيخ ابو جعفر الطوسي: السياري عن علي بن اسباط قال: لما ورد ابو الحسن موسى عليه السلام على المهدي وجده يرد المظالم فقال له: ما بال مظلمتنا يا أمير المؤمنين لا ترد؟ فقال له: و ما هي يا ابا الحسن؟ فقال: ان اللّه عز و جل لما فتح على نبيه صلّى اللّه عليه و آله فدك و ما والاها و لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب فانزل اللّه تعالى على نبيه صلّى اللّه عليه و آله "وَ آتِ ذَا الْقُرْبى‌ حَقَّهُ" (الاسراء 26) فلم يدر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من هم. فراجع في ذلك جبرئيل عليه السلام فسأل اللّه عز و جل عن ذلك فاوحى اللّه إليه ان ادفع فدك الى فاطمة عليها السلام، فدعاها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال لها: يا فاطمة ان اللّه تعالى امرني ان ادفع إليك فدك فقالت: قد قبلت يا رسول اللّه من اللّه و منك، فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فلما ولي أبو بكر اخرج عنها وكلاءها، فاتته فسألته ان يردها عليها. فقال لها: آتيني باسود أو احمر ليشهد لك بذلك، فجاءت بأمير المؤمنين و الحسن و الحسين عليهم السلام و أم ايمن فشهدوا لها بذلك فكتب لها بترك التعرض، فخرجت بالكتاب معها فلقيها عمر فقال لها: ما هذا معك يا بنت محمد؟ قالت: كتاب كتبه لي ابن ابي قحافة. فقال لها: أرينيه، فأبت، فانتزعه من يدها فنظر فيه و تفل فيه و محاه و خرقه و قال: هذا لأن اباك لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب و تركها و مضى، فقال له المهدي: حدها لي فحدها فقال: هذا كثير فأنظر فيه.
يستمر الشيخ عزيز الله العطاردي في باب ما جرى بينه عليه السلام و بين المهدي قائلا: قال الوزير الجليل علي بن عيسى الاربلي: و لقد نقل عن الفضل بن الربيع أنه أخبر عن أبيه‌ أن المهدي لما حبس موسى بن جعفر ففي بعض الليالي رأى المهدي في منامه علي بن أبي طالب عليه السلام و هو يقول له: يا محمد "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ" (محمد 22) قال الربيع: فارسل الي ليلا فراعني و خفت من ذلك، و جئت إليه و اذا هو يقرأ هذه الآية و كان أحسن الناس صوتا، فقال: على الآن بموسى بن‌ جعفر؛ فجئته به فعانقه و أجلسه الى جانبه و قال: يا ابا الحسن رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النوم فقرأ علي كذا فتؤمني أن تخرج على أو على أحد من ولدي؟ فقال: و اللّه لا فعلت ذلك و لا هو من شأني، قال: صدقت، يا ربيع اعطه ثلاثة آلاف دينار و رده الى أهله الى المدينة، قال الربيع: فأحكمت أمره ليلا فما أصبح الا و هو في الطريق خوف العوائق. قال ابن شهرآشوب: لما بويع محمد المهدي دعا حميد بن قحطبة نصف الليل و قال ان اخلاص ابيك و اخيك فينا اظهر من الشمس و حالك عندي موقوف فقال: افديك بالمال و النفس فقال: هذا لسائر الناس قال: افديك بالروح و المال و الاهل و الولد و الدين فقال: للّه درك فعاهده على ذلك و امره بقتل الكاظم عليه السلام في السحرة بغتة فنام فرأى في منامه عليا عليه السلام يشير إليه و يقرأ "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ" (محمد 22) فانتبه مذعورا و نهي حميدا عما امره و اكرم الكاظم و وصله. قال الخطيب البغدادي: حدثني الحسن بن محمد الخلال حدثنا احمد ابن محمد بن عمران حدثنا محمد بن يحيى الصولي حدثنا عون بن محمد قال: سمعت اسحاق الموصلي غير مرة- يقول حدثني الفضل بن الربيع عن أبيه‌ أنه لما حبس المهدي موسى بن جعفر رأى المهدي في النوم علي بن أبي طالب و هو يقول يا محمد "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ" (محمد 22). قال الربيع: فارسل إلي ليلا فراعني ذلك، فجئته فاذا هو يقرأ هذه الآية و كان أحسن الناس صوتا و قال على بموسى بن جعفر. فجئته به فعانقه و أجلسه إلى جانبه، و قال: يا ابا الحسن إني رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم يقرأ على كذا، فتؤمنني أن تخرج على أو على أحد من ولدي. فقال: اللّه لا فعلت ذاك، و لا هو من شأني، قال صدقت، يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار و رده إلى أهله إلى المدينة، قال الربيع فاحكمت أمره ليلا، فما أصبح إلا و هو في الطريق خوف العوائق. قال ابن الاثير في حوادث سنة ثمان و ستين و مائة: و قال الربيع: رأيت‌ المهدي يصلي في بهوله في ليلة مقمرة، فما أدري أ هو أحسن أم البهو أم القمر أم ثيابه، فقرأ: "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ" (محمد 22). قال: فتمم صلاته، ثم التفت و قال: يا ربيع قلت: لبيك قال: عليّ‌ بموسى؛ فقلت في نفسي: من موسى؟ ابنه أم موسى بن جعفر، و كان محبوسا عندي؟ فجعلت أفكر، فقلت: ما هو إلّا موسى بن جعفر، فأحضرته، فقطع صلاته، ثم قال: يا موسى إني قرأت هذه الآية، فخفت أن أكون قد قطعت رحمك، فوثق لي أنك لا تخرج عليّ‌. قال: نعم، فوثق له فخلّاه.
في باب ما جرى بينه عليه السلام و بين الرشيد يقول الشيخ عزيز الله العطاردي في كتابه: عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه عن عبد اللّه بن صالح، قال: حدثني صاحب الفضل بن الربيع عن الفضل بن الربيع، قال: كنت ذات ليلة في فراشي مع بعض جواري، فلما كان في نصف الليل سمعت حركة باب المقصورة فراعني ذلك، فقالت الجارية: لعل هذا من الريح، فلم يمض الا يسير حتى رأيت باب البيت الذي كنت فيه قد فتح و اذا مسرور الكبير قد دخل على. فقال لي: أجب الامير و لم يسلم على، فآيست في نفسي، و قلت: هذا مسرور دخل الي بلا اذن و لم يسلم، ما هو الا القتل، و كنت جنبا فلم أجسر ان اسأله انظاري حتى أغتسل، فقالت الجارية لما رأت تحيري و تبلدي: ثق باللّه عز و جل و انهض، فنهضت و لبست ثيابي و خرجت معه حتى أتيت الدار، فسلمت على أمير المؤمنين و هو في مرقده فرد علىّ السلام فسقطت فقال: تداخلك رعب؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، فتركني ساعة حتى سكنت. ثم قال لي: سر الى حبسنا فاخرج موسى بن جعفر بن محمد و ادفع إليه ثلاثين ألف درهم فاخلع عليه خمس خلع و احمله على ثلث مراكب و خيره بين المقام معنا أو الرحيل عنا الى أي بلد أراد و أحب، فقلت: يا أمير المؤمنين تأمر باطلاق موسى بن جعفر؟ قال لي: نعم فكررت ذلك عليه ثلاث مرات، فقال لي: نعم ويلك أ تريد أن أنكث العهد؟ فقلت: يا امير المؤمنين و ما العهد؟ قال: بينا أنا في مرقدي هذا اذ ساورني أسود ما رأيت من السودان أعظم منه، فقعد على صدري و قبض على حلقي، و قال لي: حبست موسى بن جعفر ظالما له؟ فقلت: فأنا أطلقه و أهب له و أخلع عليه، فأخذ على عهد اللّه عز و جل و ميثاقه و قام عن صدري و قد كادت نفسي تخرج، فخرجت من عنده و وافيت موسى بن جعفر عليهما السلام و هو في حبسه، فرأيته قائما يصلي فجلست حتى سلم ثم أبلغته سلام أمير المؤمنين و أعلمته بالذي أمرني به في أمره و اني قد احضرت ما أوصله به. فقال: ان كنت أمرت بشي‌ء غير هذا فافعله، فقلت: لا و حق جدك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ما أمرت الا بهذا، قال: لا حاجة لي في الخلع و الحملان و المال اذا كانت فيه حقوق الامة، فقلت: ناشدتك باللّه ان لا ترده فيغتاظ فقال: اعمل به ما أحببت، فاخذت بيد عليه السلام و أخرجته من السجن، ثم قلت له: يا ابن رسول اللّه أخبرني السبب الذي نلت به هذه الكرامة من هذا الرجل؟ فقد وجب حقي عليك لبشارتي اياك، و لما اجراه اللّه على يدي من هذا الامر. فقال عليه السلام: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و آله ليلة الاربعاء في النوم، فقال لي: يا موسى أنت محبوس مظلوم؟ فقلت: نعم يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله محبوس مظلوم فكرر علي ذلك ثلاثا، ثم قال: "وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتاعٌ إِلى‌ حِينٍ" (الانبياء 111) أصبح غدا صائما و أتبعه بصيام الخميس و الجمعة، فاذا كانت وقت الافطار فصل اثنا عشر ركعة تقرأ في كل ركعة الحمد مرة و اثنا عشر مرة قل هو اللّه أحد. فاذا صليت منها أربع ركعات فاسجد، ثم قل: يا سابق الفوت و يا سامع كل صوت يا محيي العظام و هي رميم بعد الموت أسألك باسمك العظيم الاعظم أن تصلّى على‌ محمد عبدك و رسولك و على اهل بيته الطيبين و أن تعجل لي لفرج مما انا فيه، ففعلت، فكان الذي رأيت.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/02/12



كتابة تعليق لموضوع : اشارات قرآنية من مسند الامام الكاظم للعطاردي (ح 3)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net