صفحة الكاتب : حبيب النايف

إخراج العراق من البند السابع .....والخطوات المستقبلية
حبيب النايف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 اصدر مجلس الأمن   قرارا بإخراج العراق من البند  السابع الذي طوق العراق منذ غزوه للكويت بمجموعة من العقوبات التي قيدته وشلت حركته الاقتصادية والدبلوماسية وانعكست سلبا على علاقاته مع الكثير من  دول العالم لتجعله عاجزا  عن توفير ما يحتاجه  اينائه طول حقبة حكم الطاغية المقبور  ليعيش عزلة عالمية  كان تأثيرها سلبيا على أبناء الشعب العراقي البسطاء وليس على الفئة  الحاكمة التي  تمتعت  بالامتيازات وكل ما كان يصل من مساعدات لكسر الحصار الذي كان مفروضا على العراق بقرات دولية نتيجة احتلاله للكويت  ومساعده  العراقيين في محنتهم لكنها كانت تصب لصالح تلك الزمرة  الحاكمة  تاركين الشعب يعاني الأمرين ويعيش على جوعه وفاقته  
إن اصدر المنظومة الدولية هذا القرار بإخراج العراق من البند السابع يعتبر ذا مدلولات اقتصادية وسياسية وتأثير نفسي للعراقيين الذين  بدءوا يشعرون بان دول الجوار  قد تفهمت قضيتم  وقررت  الوقوف الى جانبهم  من خلال دعم تجربتهم الديمقراطية  واستنكارهم لما يقوم به  الإرهابيين الذين اخذوا يتدفقون من خلف الحدود للقيام بإعمالهم الاجرامية  التي راح ضحيتها الأبرياء 
 
لقد تيقنت الدول الكبرى ومجلسها بعد سبع سنوات من سقوط الديكتاتورية بان العراق لم يشكل اية خطر او تهديد على دول  الجوار او اية دولة بالعالم وإنما العكس بعد ان أخذت الكثير  من الدول بإرسال حثالتها البشرية لتنفيذ أعمال إرهابية نيابة عنهم لغرض زعزعة الوضع فيه وجعله غير مستقر  لأنهم شعروا بان التغيير الديمقراطي  سيؤثر عليهم وستكون إشعاعات التجربة بالعراق نموذجا يحتذي به في المستقبل وذلك لان الشعب العراقي شعب أبي لا يقبل الضيم وسوف يقف بحزم بوجة كل من تسول له نفسه لإجهاض  تجربته الفتية مما يجعله محط أنظار كثير من الدول التي تريد إقامة علاقات معه وفق مبادئ السلام الدولي والتعاون البناء لتكون جسر للمحبة والتآخي  وتعيد زراعة الثقة من جديد بعد أن اهتزت خلال الفترة التي  أعقبت المغامرة الفاشلة  للمقبور 
إن العقوبات التي فرضت على العراق نتيجة قيامه بمغامرته المتهورة  قد أنتجت ثمار عكسية لأنها عزلت العراق عن محيطه الإقليمي والمحيط العالمي مما حد بكثير من الدولة من إيقاف تعاملها مع العراق لاعتقادهم بأنه قد خرق الاتفاقات الدولية وعمل على تهديد السلم العالمي وذلك لأنه تعامل بالقوة مع دولة جارة واستولى عليها وأضافها الى الخارطة كأحد المحافظات العراقية  مما أثار سخط المجتمع الدولي ليصبح  الشعب العراقي ضحية لهذه العملية الغير محسوبة النتائج  ويدفع ثمن تلك الحماقات .
بعد التغيير الذي حصل في العراق عام 2003 ومجيء حكومة منتخبة عملت كل ما بو سعها من تجاوز الأخطاء التي حدثت في الماضي و تعهدت بان تكون من الدولة الداعمة للسلام والحفاظ عليه لكن هناك جهات قد سعت بشكل او بآخر لتأخير أو تعطيل أية قرار يكون لصالح العراق لأنها لا تريد  ان تراه قد تعافى وعادت له مكانته التي يستحقها بعد السنين العجاف التي مر بها بعد ان تمكن في  الفترة التي أعقبت التغير ان يكون له  حضور عربي وإقليمي  ويثبت بأنه قادر على تجاوز المحنة والتواصل ليكون إشعاع للديمقراطية والحرية والسلام بالرغم من الظروف  التي تحيط به الآن والتي أخرت بعض الخطوات المهمة في تحوله الديمقراطي لكنها سوف تحدث دون محال آجلا أم عاجلا بعد أن تجاوز الكثير من الصعوبات التي مرت عليه رغم جسامتها وقوتها لتمزيق صفه الداخلي وتحطيم نسيجه  الاجتماعي لكنه كان أقوى منها بصبره وحرصه ويقضته وإيمانه  بالتغيير لذلك قان تلك الانطلاقة لا رجعة منها وسوف تصل الى نهايتها رغم كل ما يوضع في طريقها عقبات  .
إن رفع العقوبات وإخراج العراق من البند السابع قد اثبت نجاح الدبلوماسية العراقية رغم حداثة عهدها بعد التغيير وتقييدها بشروط وإجراءات أرادت ان تحد من نشاطها وتحركها لكنها بدهائها وصبرها قد تمكنت من السير بخطواتها المتواضعة لكنها مؤثرة حيث ستكون تلك الخطوات فاتحة خير لخطوات أكثر جرأة وقوة من اجل ان يستعيد العراق عافيته والاستفادة من دعم المجتمع الدولي للقيام بإجراءات من شانها ان تعود بالخير على الشعب العراقي من خلال القيام  بعض الإجراءات الاقتصادية والسياسية والتي تساعد بشكل أو بآخر لإرساء دعائم المجتمع الديمقراطي والمدني وتوفير وسائل الراحة والأمان للمواطن العراقي وهذا يتطلب جهد إضافي من الذين يتصدون للمسئولية في ادارة البلد و التحلي بالحكمة والجرأة باتخاذ القرارات التي تعمل على بناء البلد بعيدا عن المصالح الشخصية والحزبية الضيقة واتخاذ الخطوات المستقبلية التي ستساعد بتنمية الاقتصاد العراقي ودفع عجلته للإمام  . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حبيب النايف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/18



كتابة تعليق لموضوع : إخراج العراق من البند السابع .....والخطوات المستقبلية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net