صفحة الكاتب : مهند النابلسي

هذيان متثاقف نرجسي: قصة قصيرة عبثية  انطباعية
مهند النابلسي

**تخليت عن مزاعمي الأخلاقية وانغمست في عقلانية سببية وسعيت لاسترخاء طويل واستكانة عميقة وقناعة مؤكدة بانه لا شيء سيتغير وسيبقى كل شيء وكائن على حاله مهما بذلنا من جهود عبثية...ثم مللت من قصص التأمل والتنويم المغنطيسي وقررت ان أقبل كل شيء وأقرا بانظام واسترخي وانام منتظرا تطورات الأشياء بلا حماس...وحلمت بلا معنى بشتاء "نووي" طويل أثار قصته العالم المتبصر الاستعراضي الدكتور العظيم "غزال"، فآتاني ملاك النوم الساحر وطلب مني حماية نباتات الأرض ومنها نباتات قوارير سطح شقتي بواسطة "صوبة زجاجية عملاقة"، ثم تعرفت بالصدفة على عالم نفسي مضطرب فطلب مني مرافقته في رحلة الخلاص الفضائية، فرفضت باصرار، فحذرني من مغبة هجوم حشرات مسوخية ضخمة كبيرة لكوكبنا كتكملة "منطقية-سيريالية" لانطلاق جانحة الكورونا، ووجدت نفسي استيقظ وانا اتصبب عرقا واهذي: أجل انه استهلال كابوسي للخمس الثاني من القرن الحادي والعشرين، فلعنت الغفلة والغباء، وانغمست في تيه وشرود، فصاحت صديقتي الافتراضية الجميلة: ستحدث أشياء غير معقولة، فعد للمتنبي وشكسبير، ولكنك مزعج وهامشي ولا يحق لك التعبير، فاصمت واترك الكتابة للمحترفين المتحذلقين المبدعين النرجسيين المتعالين ...فتذكرت حينها بعض المصلين المدمنين المتأسلمين الجهلة في المساجد، فيتخيلون أنك تصلي الجمعة استعراضا وتظاهرا بدون موافقتهم، فيرمقونك بنظرات فاحصة كريهة وكأنهم يقولون لك مجازا: المسجد لنا وكذلك فالله لنا فلا تدعي انك تصلي ايمانا فاترك هذه الصلاة وغادر المسجد فورا!

*وعلى نفس السياق فلماذا لا اترك الطعام للنهمين المترهلين المفجوعين والشراب لأصحاب الكروش الضخمة مدمني الكولا والبيتزا وربما البيرا في الخفاء  والعصائر المحلاة..لكن شيء واحد لن اتركه: التفكير والشرود والتامل والصمت البليغ، فلا احد يملك الحق  بمنعي من ممارسة هذه العادات النبيلة الصامتة، وحتى الطرب سأحاول ان امنع نفسي عنه وان كنت اعشق روائع الموسيقى والاغنيات والأصوات الجميلة الصادحة، فسأترك كل ذلك لمحترفي حضور مهرجانات الموسيقى والغناء الصاخبة وقنوات الطرب المتلفزة...حيث الضجيج قد يغلب احيانا على متعة الاصغاء والاستمتاع والطرب، فترى الكل يرقص ويغني ويتمايل!...

*ثم تذكرت اجرام الصهاينة  الجامح في حربهم على غزة الصامدة المقاومة  وكذلك اعتداء وتنكيل المستوطنين وجيش الاحتلال باهلنا في الضفة وتألمت كثيرا لمشاهد القصف والتنكيل والقتل  والتعذيب السادية الغير مسبوقة في تاريخ البشرية وبدعم مطلق معلن وخفي من أمريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا وغيرهم ومن دول التطبيع العربية  "القديمة والجديدة" فقررت أن اعلن هنا اني لست عربيا بل فلسطينيا وهكذا يجب على قيادة المقاومة الباسلة أن تعلن بعد تجربنها المريرة الحالية أن فلسطين "فلسطينية " بالمطلق وليست عربية، كما استغل هذا الهاجس القصصي لأعلن اني مستعد تماما "لتفجير نفسي" في عملية استشهادية داخل غرفة كابينيت الحرب الصهيوني  لاخلص فلسطين والعرب والعالم أجمع  من شرذمة هؤلاء الصهاينة المتوحشين الفاشيين/الاباديين/ الأشرار والله على ما أقول وكيل وأحتسب نفسي عنده شهيد*...!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند النابلسي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/05/13



كتابة تعليق لموضوع : هذيان متثاقف نرجسي: قصة قصيرة عبثية  انطباعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net