صفحة الكاتب : السيد زين العابدين الغريفي

مقامات النبي الأعظم (ص) في حادثة الإسراء والمعراج
السيد زين العابدين الغريفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا شك في كون الإسراء والمعراج من الحوادث المفصلية في التاريخ النبوي ؛ لما تكشف عن مقامات نبوية عالية وترشد إلى الاعتقادات الحقة وتبين تشريعات مهمة ترتبط بالفرائض كوجوب الصلاة واحترام المساجد وما يرتبط بها من خصائص وفروع .
وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في موضعين هما :
1 . قوله تعالى : [سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ] الاسراء/1 .
2 . قوله تعالى : [عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى] النجم/5 ــ18 .
حيث ذكر الرحلة الأولى وهي الإسراء عندما انتقل الرسول من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، ثم حصلت له الرحلة الثانية وهي المعراج وهي الانتقال من المسجد الأقصى إلى السماء السابعة حيث شاهد فيها ملكوت السماء بما فيها الجنة والنار والتقى بالأنبياء والملائكة .
وتعد هذه من أعظم المعجزات على الإطلاق ؛ فإذا كان الله تعالى قد سخر الرياح لسليمان (عليه السلام) تسير به حيثما أراد بقوله تعالى : [وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ] الأنبياء/81 وقوله تعالى : [وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ] سبأ/12 ، فإنه قد عبر بالنبي الأعظم (ص) بجسده وروحه إلى السماء السابعة وهي بذلك أول رحلة يعبر فيها الإنسان إلى الفضاء بل تصل به إلى أقصى نقطة منه حيث لا يستطيع أن يصلها نبي مرسل أو ملك مقرب .
وإذا أردنا إيجاز مقامات النبي (صلى الله عليه وآله) فتكمن في جهات ثلاث وهي :
الأولى : العلم ، حيث منح الرسول (ص) من العلوم والمعارف الغيبية ما لا يمكن لبشر ادراكه وتحمله ، لقوله تعالى : [فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى] فأثبت الوحي وأجمل مقداره لبيان عظمته وسعة احاطته بالموجودات .
الثانية : التفضيل وبيان المنزلة ، بقوله تعالى : [فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى] حيث وصل إلى أعلى مراتب القرب الإلهي الذي لم يصله غيره من الخلق أبداً ، مما ترتب عليه سيادته على جميع الأنبياء والمرسلين ، وينبه عليه أيضاً لقاؤه بالرسل والأنبياء (عليهم السلام) في رحلة المعراج وتقدمه عليهم في الصلاة جماعة .
فقد ورد عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: [لما اسري برسول الله صلى الله عليه وآله فبلغ البيت المعمور حضرت الصلاة فأذن جبرئيل عليه السلام وأقام فتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وصف الملائكة والنبيون خلف رسول الله صلى الله عليه وآله ...] .
وعن الإمام الكاظم (عليه السلام) إنه قال : [ان الله لا يوصف بمكان ولا يجرى عليه زمان ولكنه عز وجل أراد ان يشرف به ملائكته وسكان سماواته ويكرمهم بمشاهدته ويريه من عجايب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه وليس ذلك على ما يقوله المشبهون سبحان الله وتعالى عما يصفون] .
الثالث : القدرة على فعل المعجز ، والتحدي الذي أثبت الرسول (ص) من خلاله للبشرية إمكانية الإرتقاء إلى الفضاء ، فهو قد صعد إلى السماء مع عدم توافر الإمكانات المادية في ذلك الوقت وأخبر عما رآه وشاهده من الآيات الكونية في طبقات السماء السبعة .
ولتفصيل ذلك يرجع إلى المطولات من كتب التفسير والسيرة والكلام .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد زين العابدين الغريفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/06/02



كتابة تعليق لموضوع : مقامات النبي الأعظم (ص) في حادثة الإسراء والمعراج
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net