صفحة الكاتب : د . علي احمد الزبيدي

حرب الكنتاكي والبيبسي كولا
د . علي احمد الزبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وانا اقف حائراً افكر في افتتاح المجسرات في بغداد وفرحة الناس بها رغم صعوبة موقفي يومياً وانا فوق تلك المجسرات الجديدة التي افتتحت في العاصمة انتظر الطابور الكبير الذي ورائي وامامي من عجلات هائلة تنتظر معي فرج العبور والوصول الى مناطقهم، وفي وقوفي هذا وانا في حالة انتظار أخرى لخروج عائلتي من احدى المحلات التجارية واذ بي اشاهد منظر غريب من السيارات والعجلات العسكرية يساراً ويميناً وجيش هائل من العسكر..! اثارني الفضول وقلت لاحد اخواننا من الشرطة المتواجد قرب عجلتهم (الهمر) الأمريكية ، ما هذا كل التجمهر هنا وفي المنطقة عموم ؟

اجابني الشاب الشرطي قائلاً : احتراز أمني لأي تعرض او هجوم طارئ للمحلات التجارية هنا، وامام هذا الحديث جاءت سيارات سوداء نوع (تاهو) أمريكي واخرى (بيك آب) على الجانب الثاني وكأنما هناك هجوم مسلح على المحلات التجارية وكما قال لي الشرطي، وبهذا الحال انا بدأت اطلق (الهورن) بشكل مستمر على ان تخرج (عائلتي) من المحل الذي بجواري واكيد خرجوا مهرولين ، وفي تلك الحالة دققت النظر الى العجلة العسكرية القريبة مني اثناء صعود عائلتي السيارة ، ولكن رأيت علامات الخوف على جبهات الشرطة جميعاً ، وسمعت الشرطي الذي كلمته يقول لرفاقه بلهجة عامية حادة (هسه يكسرون المحل ويطلعون بسرعة، وما نريد ننادي للسيطرة ولا ندخل، لا تصير النا مشكلة)..!

حقيقة رد متوقع, وصح قوله اذً ان سيارات التاهو السوداء والشباب الذين ترجلوا بتحطيم زجاج (مطعم الكنتاكي) الذي يقال عنه (ماركة امريكية) ، خرجوا مهرولين بسرعة، واكيد بهجومهم هذا تم (رعب) العوائل الموجودة داخل المطعم والمارة من الناس الذين في الخارج.. فبعد التصوير في موبايلات (الآيفون الأمريكية) ، ذهبوا الشباب الى عجلاتهم ولم يحرك الجميع ساكنا لا, فرد ولا شرطة ولا (القوة الضاربة) في المكان..! السؤال هنا ماذا جنت هذه الجهة التي عبَّرت عن امتعاضها للسياسة الأمريكية المتبعة وعن الاحتلال الصهيوني و(رعونته) في فلسطين، الإجابة هنا اكيد ان هذا العمل لم يكن مؤثرًا وله اهمية بالنسبة لأمريكا وإسرائيل، بل جاء هذا العمل (كسر لهيبة الدولة) وحكومتها التي جاءت من رحم (الإطار التنسيقي والاحزاب الدينية والمقاومة الإسلامية) في هذا البلد.

حقيقة من يتابع تصريحات الحكومة ومسؤوليها ترى القوة والحزم في جميع مفرداتها، ولكن الواقع غير ذلك بالمرة، فإن تلك (القوة) تطبق على غير من جاء بالسيارات الأمريكية الذين تركوا مقر السفارة الأمريكية في (المنطقة الخضراء) وهرولوا على الناس الذين يقال عنهم (مستثمرين) وأرادوا ان يكون لهذا البلد سمعة تجارية عالية.

نتمنى من الحكومة ان تلجأ مع بناء المجسرات والمقاولات التي صرفت فيها المليارات، الى حل المشاكل العالقة على جثمان الشعب طيلة الفترات المنصرمة ومنها (أزمة الكهرباء) مع بدأ كل موسم صيف ومسلسل الانقطاعات والعطلات والحجج الاخرى التي تَعودَ الجميع عليها، وايضا تعالج السيطرة على الاقتصاد الوطني وحل مشاكل الشباب و زيادة الرواتب وحصر السلاح بيد الدولة والقضاء على مزاد العملة والفساد المستشري في مؤسسات و وزارات الدولة وان تطبق القانون على الجميع، وان تعي بحق وواقع ان هناك دولة عميقة يجب ان توقفها عند حدها.. وفي ذاك الوقت سنقول عكس ما نراه ونسمعه ونعلمه.. ونتمنى ايضا من المقاومة الإسلامية الشريفة أن نسبت هذه الهجمات اليها، الذهاب إلى الحدود ومن ثم البدء بهجوم كاسح لإسرائيل ومن يدعمها، وتدع الناس البسطاء تتنفس الصعداء في المحلات التجارية ولا تحرمهم من اكلة (الكنتاكي) و (البيبسي كولا).. واخيراً سؤال يراودني اين رئيس جمهورية العراق من تلك الحوادث و ماهو اسمه الكامل..؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علي احمد الزبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/06/08


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • لغة الاستثمار وكفة الأحرار..!  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : حرب الكنتاكي والبيبسي كولا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net