صفحة الكاتب : د . عباس هاشم

الايمان ببعض الائمة و الكفر ببعضهم
د . عباس هاشم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

خطيرة جدا..الحيدري والإيمان بالأئمة على نحو الإستقلال

آخر ما توصل إليه الحيدري أن الإيمان بعصمة النبي (ص) ليس ضروريا وكذلك ليس من الضرورة الاعتقاد بأن النبي (ص) استخلف عليا على المسلمين، فالأدلة عنده لا ترقى لدرجة اعتباد العصمة والإمامة السياسية ضرورة دينية ولا مذهبية. وقد مهد لهذه النتائج منذ عدة سنوات، ولكن في ذلك الوقت كانت الدعوى أنه في اطار البحث العلمي وليس لانكار هذه القضايا العقدية، ومؤخرا أفتى بذلك، وكأن المرحلة السابقة مجرد بالونات اختبار لردة فعل الأتباع بقبول هذه الفتاوى التي فيها هدم للتشيع واختبار لردة فعل الآخري ، فالأتباع نال منهم القبول والآخرون سكتوا فظن أن باطله حق.

ولكن ربما من أخطر ما طرحه يكمن في التسويغ للشك في إمامة بعض الأئمة وذلك بدعوى أن الاعتقاد بالأئمة استقلالي وليس ترابطيا. والمقصوىد بالترابطي وجوب الايمان بالأئمة كلهم حتى تبقى شيعيا إماميا، مثل صلاة ركعتين، فلو صلى أحد ما ركعة واحدة،  لا يمكن قبول هذه الركعة، بل يعتبر لم يصلّ أصلا، أي أن الركعتين المطلوب واحد لا يتجزأ، والاستقلالي أي قد تؤمن ببعض الأئمة دون بعض، فتتوقف مثلا عند مثلا الصادق أي ان المطلوب متعدد، كمن يدفع جزء من دينه، فكل درهم مطلوب على حدة، ويرفع عن صاحبه جزء من عقاب عدم دفعه للدين. وهذه الدعوى خطرة يترتب عليها كوارث لا تحصى تهدم المذهب هدما، ومن آثارها مثلا أن من ينكر الأئمة من بعد الرضا مثلا، يعني أن يرفض كل الروايات التي وردت عنهم، وهذه ليس جرأة علمية بل تهور في الطرح، فالرجل لم يقدّم شيئا علميا أصلا كما في الفيديو الذي نقلنا نص الملف بكامله.

المصيبة أنه من إجل تسويق إمكانية الاعتقاد بالأئمة على نحو الاستقلال وليس ترابطيا، ينسب هذه الفرية الخطرة للإمام الخوئي وآخرون قبله كالمامقاني؛ بينما هؤلا الأعلام وكذلك الإمام الخوئي يتحدثون عن الشيعي الذي عاصر أحد الأئمة مثل زرارة الذي عاصر الإمام الصادق (ع) حيث يجب عليه الاعتقاد بأن الصادق إمامه ولكن لا يجب عليه معرفة الإمام من بعد الصادق؛ فلو مات في عصر الصادق ولم يعرف الأئمة من بعده فليس يطعن ذلك في قدره وإيمانه. فالخوئي في اطار الحديث عن زرارة بن أعين الذي عاش في عصر الصادق، وتوفي الصادق فكان يسأل ويفحص عن الإمام بعده، ومات في وقت الفحص قبل أن يتوصل إلى كون الكاظم هو الإمام بعده؛ والإمام الخوئي أصلا يرفض هذا الاستنتاج، ولكن لو فعلا حصل ذلك، فهذا لا يقدح في زرارة لأنه توفي في وقت الفحص.

وهنا أنقل لكم نص ما قاله الإمام الخوئي ليتضح مدى عور فهم الحيدري، يقول الخوئي " أقول: هذه الروايات لا تدل على وهن ومهانة في زرارة، لان الواجب على كل مكلف أن يعرف إمام زمانه ولا يجب عليه معرفة الامام من بعده، وإذا توفي إمام زمانه فالواجب عليه الفحص عن الامام، فإذا مات في زمان الفحص فهو معذور في أمره ويكفيه الالتزام بامامة من عينه الله تعالى، وإن لم يعرفه بشخصه. وعلى ذلك فلا حرج على زرارة، حيث كان يعرف إمام زمانه، وهو الصادق عليه السلام، ولم يكن يجب عليه معرفة الامام من بعده في زمانه، فلما توفي الصادق عليه السلام، قام بالفحص فأدركه الموت مهاجرا إلى الله ورسوله".

وكلام الخوئي واضح أنه يتحدث عن وجوب أن يعرف كل شيعي إمامي إمام زمانه ووجوب الفحص عنه، لا أن يسمح بانكار عدد من الأئمة السابقين في هذا العصر بدعوى الشك فيهم ووجوب الفحص بعد أن استقر وتبلور المذهب وثبت بالتواتر النص على كل إمام وآخرهم الحجة بن الحسن (عجل الله فرجه)، فاليوم لا يسع شيعي إمامي أن يزعم أن المهدي لم يولد فذلك يعني أنه لا يعرف إمام زمانه ولا يسعه أن ينكر أحد الأئمة السباقين، ولكن الحيدري افترى على الإمام الخوئي وادعى أن كلامه يفيد إمكانية الإيمان بالأئمة على نحو الاستقلال أي يمكن انكار إمامة بعض الأئمة حتى بعد وفاتهم في هذا العصر، فأي فهم بمثل هذا الفهم السقيم لكلام أستاذ الفقهاء آنف الذكر والذي يفهمه حتى خريج الثانوية؟

أخيرا،
إلى أين سيصل الرجل ومتى يغار بعض الشيعة من متابعيه على أئمتهم ومذهبهم الذي تم استهدافه قرونا فلم يتمكن الخصوم من هدم حجرة في جداره والان يأتي من يزعم أنه يريد التجديد، والتخلص من ربقة التخلف بهذه المجازفات البعيدة عن الروح العلمية؟ هل من العلم البناء على قضية زرارة التي لا نعرف أبعادها ولا ندري مدى صحتها أصلا ونضرب بعرض الحائط آلاف الروايات الصحاح ؟ هل من المنهج العلمي هدم قاعدة مبنية على التواتر من أجل قضية مشكوكة؟ هل من العلم بناء قاعدة كلية لحادثة شاذة؟ هذا ديدن الحيدري الذي يتبجح بالمنهج العلمي والذي يبتر الروايات كي تتسق مع مراده.

ملاحظة: هنا المحاضرة بكاملها وكلها كوارث 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عباس هاشم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/06/22



كتابة تعليق لموضوع : الايمان ببعض الائمة و الكفر ببعضهم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net