صفحة الكاتب : عباس عبد المجيد الزيدي

في ذكرى الخالد عبد الكريم قاسم
عباس عبد المجيد الزيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 = التاريخ عبرة الماضي للحاضر والمستقبل = 
لا يعرف احد في مثل هذا اليوم قبل أربعة وخمسين عاماً من الآن ماذا يدور في خلد الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم رحمه الله واسكنه فسيح جناته
كان رحمه الله كتلة مفعمة بالنشاط فهو الإداري و الفني وهو العون والقائد   وهو الحاني الحازم  ما مرت بذهنه فكرة الطائفية في يوم ما البتة فكانت    صباحاته صلاة عند راهب آل البيت موسى بن جعفر (ع) واماسيه عند أبي حنيفة وفي كنيسة الأرمن وغيرها من أماكن العبادة  فضلا عن المذهبية .... فاليهود كانوا يصفون فترة حكمه رحمه الله بفترة يهود العراق الذهبية بالرغم من انه أراد ردم مقبرتهم لتنفيذ احد المشاريع الخدمية فكانوا يُحَذِرون من التآمر عليه (إزالة حكمه ) إذ إنهم اعتقدوا إن زوال نظام الزعيم يعني زوال جغرافيتهم من العراق  وكانت نبوءتهم صحيحة وفي محلها فبزوال حكمه ذاقوا الأمرين ممن تكالبوا على السلطة من بعده فكان الاضطهاد والتهجير وجمع الإتاوات و(الخاوة) والتهكم والاحتقار
إن ما يفكر به ويرسم له الزعيم رحمه الله كشفه القابل من الأيام فكان لايفكر الاّ بمحاربة الفقر فكان يكنى بابي الفقراء بحق فقد جرد سيفه مجاهداً مطَبِقاً ما قاله يعسوب الدين أمير المؤمنين (ع) ((لو كان الفقرُ رجلاً لقتلته )) 
انطلق جاداً حازماً لقصم ظهر الفقر آخذا بالأسباب ( إعقل وتوكل )
فسن القوانين التي تحرر العراق اقتصادياً وكلما من شانه رفع المستوى ألمعاشي للعراقيين فشرع قانون الإصلاح الزراعي والتأميم وقانون رقم       ( 80 ) وقانون الأحوال الشخـصية وأجور العمـال والخروج من حـلف بغداد ( السنتو ) والخروج من دائرة الإسترليني والخروج من الاتحاد الهاشمي الملكي ، وقانون تطهير الجهاز الحكومي، وقانون العطلات الرسمية الذي أعترف بأعياد اليهود والصابئة المندائيين كأعياد رسمية وعطلــة لأتباع تلك الديانات العراقية العريقة وقانون مفسدي نظام الحكم ، وقانون المقاومة الشعبية وقانون الكسب غير المشروع ، وقانون جامعة بغداد ، وقانون العفو العام عن السياسيين وقانون مكافحة البغاء ، وقانون التظاهرات والاجتماعات  وقانون تطهير الجهاز القضائي ،  وقام بتشييد مستشفى الجمهورية في كل محافظة بعدما كانت المستشفيات الرئيسة في بغداد والموصل والبصرة وما مدينة الطب الحالية الاّ من مشاريعه الرائعة ومشروع بناء ملعب الشعب والذي تمخض عن اتفاقية عقدت بين حكومة الزعيم وشركة كولبنكيان البرتغالية    ( مستر 5 % )   ومحو الأمية للكبار وبناء  وحدات سكنية  للفقراء العراقيين  وليس الأغنياء اللاجئين من دول أخرى  ،  وفتح أبواب الجامعات أمام أبناء الفقراء ، وقام ببناء العديد من المصانع والمنشآت ومنها سيراميك الرمادي ومنشآت الإسكندرية ومعامل النسيج ومعامل الاسمنت وكم هائل من الجسور في بغداد وفي عموم الجمهورية إلى غير ذلك مما اُنجز بفترة لاتتجاوز الخمسة أعوام   (( 4سنوات و6اشهر و15 يوماً ))
أين نحن من البارحة فان كانت وطنية المغفور له امتلاك ضمير أترى في وقتنا الحالي نفد الضمير (ولا وشالة) بقيت منه أم أصبح اكسبا ير في العراق عذراً اتسائل   ؟ !!  
 يامن أوصلتهم الأصابع البنفسجية إلى كرسي الحلاق هل جزاء الإحسان الاّ الإحسان  شعبكم بين المطرقة والسندان وتَدَّعون عدم المسك بالمطرقة  ولا  وضع السندان لانشغالكم بالجوازات والامتيازات والرواتب التي ما انزل الله بها من سلطان قوموا بردم الهوّة بين الأطراف ولا تسمحوا بتوسعها إن العراق لكل العراقيين فان غرقت سفينتنا فنحن جميعاً سوف نغرق لا سامح الله 
 هذا العراق لكل عراقي  
                                هبوا لحفظه في المآق
لدجلة الخير كظمٌ فقد       
                             هموا بذبحها دماً مُراقِ
تناخي الفرات غيضاً وَرَدْ       
                               للظلم جولة وليس باقِ
إذا ما الفرات يوماً عطش        
                              فالعلقــميُ من السواقي
واِنْ نينوى الحـــدباء يوماً        
                          وصفوها طعماً فدرعيَ واقِ
 فعلقماً مراً  ببلعوم غاصبها       
                           ولأهلها الأُسْد معين راقِ
تالله كِفّوا عن التناثر قومي    
                            فا لالفة خيـر من فراق 
يا ماسكي مقاليد الامورلهذا البلد إن سر هذا الذكر المتواتر الطيب للزعيم هي الوطنية الصادقة الحقة وتفضيل العام على الخاص إذ انه صاحب مبدأ (عفا الله عما سلف)    وكما يعرف الجميع فقد استشهد وهو مطلوب فاتورة التلفون فلا جوازات ولا امتيازات ولا تشييد عمارات ولا امتلاك... نعم إنه شيد صروحاً في قلوب العراقيين فتوارثها الابناء عن الآباء 
يا أصحاب الحل والربط  :  الأعمال لا الأموال والأقوال هي التي تُخَّلد المرء  فبادروا إلى جنة ربكم وشيدوا قصراً هناك واتجهوا إلى مواطنيكم وشيدوا صروحاً في قلوبهم التي ما زالت تتسع  ، كم هو جميل ذلك النسيج الموزائيكي وما يسفر عنه من زيارات شبه تقليدية بين مشايخنا من سنة و شيعة وما أجمل المشاركة بالمناسبات الدينية للمسيح والايزيديين والمندائيين وغالبا ما تتمخض عن هذه الروح التسامحية زيجات سامية رائعة من بين هذا النسيج البستاني كان نتاجها جملة من المناضلين  المضحين الوطنيين الأفذاذ على امتداد التاريخ  ومنهم الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم 
اللَّهم اغفر لَهُ وارحمهُ وعافِهِ واعفُ عنهُ وأكرم نُزُله ، ووسع مُدْخله ، واغسلهُ بالماءِ والثَلج والبَرَد ، ونَقهِ من الخطايا كما نَقَّيتَ الثوب الأَبيض من الدنسِ ، وأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ وأعِذْه من عَذَاب القَبْرِ ومِنْ عَذَاب النارِ
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس عبد المجيد الزيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/14



كتابة تعليق لموضوع : في ذكرى الخالد عبد الكريم قاسم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net