مقالات في مناقب المرتضى: 30. لقب: «تاج البكائين»
حامد كماش آل حسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حامد كماش آل حسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مقدمة:
لابد من الإشارة إننا في هذه المقالات ليس الغرض منها أضافة شيء جديد بخصوص المناقب والفضائل الخاصة بالإمام علي «عليه السلام» أو نأتي بقراءة جديدة لها، وإنما الغرض منها هو ذكر وتوضيح وأثبات تلك المناقب والفضائل ورفع بعض الشبهات عنها وكذلك رد من يحاول تفريغ تلك المناقب من خصوصيتها ومضمونها، وذلك بالاستعانة بمختلف المصادر والنقل عنها.
ومن المعلوم ان ألقاب وفضائل أمير المؤمنين علي «عليه السلام» بلغت من الكثرة والشهرة حداً لم يتمكن أعدى أعدائه من إنكارها، رغم كل الجهود التي بذلت في ذلك.
· قال الخليل بن أحمد الفراهيدي وقد سُئل عن الإمام علي «عليه السلام»: ((ماذا أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حسداً، وأخفاها محبوه خوفاً، وظهر من بين ذين وذين ما ملأ الخافقين)).(1)
· وقال احمد بن حنبل عن الإمام علي «عليه السلام»: ((لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما جاء في علي)).(2)
ونتيجة لعدم إمكانية إخفاء هذه الفضائل حاولوا أن يتقاسموها، وينحلوها الى الآخرين، حتى لا تكون خصوصية للإمام علي «عليه السلام»، وهذا دليل على أن كل فضيلة لوحدها تمثل مقاماً رفيعاً، ورغم كل هذه المحاولات بقي الإمام علي «عليه السلام» صاحب الخصوصيات التي لم يشاركه فيها أحد، وقد تكلمنا في مقالات سابقة عن:
1. لقب «أمير المؤمنين»
2. لقب «قائد الغر المحجلين».
3. لقب «يعسوب الدين».
4. لقب «أبو تراب».
5. لقب «إمام المتقين».
6. منقبة «وليد الكعبة».
7. لقب ومنقبة وصفه بـــ«السيد».
8. منقبة «قسيم الجنة والنار».
9. منقبة «أول من أسلم».
10. لقب «الصديق».
11. لقب «الفاروق».
12. لقب «سيف الله المسلول».
13. لقب «ساقي الحوض».
14. لقب «ذي النورين».
15. لقب «باب مدينة العلم».
16. لقب «صاحب بيعة الغدير».
17. لقب «حامل لواء الحمد».
18. منقبة «علي مع الحق والحق مع علي».
19. منقبة «ان حب الإمام علي إيمان وبغضه نفاق».
20. لقب «سيد الثقلين»:
21. منقبة «إن الإمام علي بمنزلة الكعبة يؤتى ولا يأتي».
22. منقبة «المبيت على فراش النبي ليلة الهجرة».
23. منقبة «هجرة أمير المؤمنين علانية».
24. منقبة «حديث المؤاخاة».
25. منقبة «حديث الراية».
26. منقبة أنه «قاتل المشركين».
27. منقبة «رجحان ايمان الإمام علي على السموات السبع»
28. منقبة «حديث المنزلة».
29. منقبة «تشبيه الإمام علي بالانبياء»:
واليوم نتكلم عن لقب وصف الإمام علي بــ«تاج البكائين»:
تمهيد:
تاج البكائين: هذه التسمية اخذت من صفة الامام علي «عليه السلام» في حياته فقد كان كثير البكاء من خشية الله حتى اشتهر وعرف بذلك بين المسلمين وتميز بأنابته المطلقة الى الله سبحانه وتعالى، فقد كان من اعظم المنيبين اليه بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» ومن اكثرهم خوفاً ورهبة منه.
يعتقد البعض أن للإنسان حالات تعرض له بشكل اعتيادي وغريزي مناسبة لما يشعر به في الخارج، فضحكه أو ابتسامته تدل على شعوره بالفرح والسعادة وبكاءه دال على حزنه وآلمه، ليس إلا، وهذا الفهم البسيط ليس على تمامه، باعتبار أن البكاء وهـو محـل الكـلام حـركة تعـبر عـن حالة اهتزاز لكيان الإنسان وانفجار لمشاعره، فلها الأثر البالغ على تحريك عجلة التغيير لدى الإنسان، وليس كما عبّر بعضهم أنّ البكاء إشارة إلى ضعف شخصية الباكي فدموع الباكي ليست مجرد سوائل مالحة تجري على وجنتيه، بل لجريان هذه الدموع في كثير من الأحيان تبني لأفكار أو تبرأ من أعمال، بل لصرخات الباكي أبعاد سياسية غير محدودة، وقد تجلّت هذه الأبعاد في واقعة كربلاء بأبرز صورها، كيف لو كان هذا البكاء في دائرة العلاقة مع الله، كيف لو كان خوفا من الله، كيف لو كان البكاء في حال مناجاة الله وتوبة له، بل وما أدراك ما معنى بكاء المحب والعاشق الذي ذاق حلاوة محبّة الله، حينها سيكون للبكاء أسمى المعاني وأقدسها، وقد أطلق عليه العلامة الفيض الكاشاني في موسوعته الأخلاقية بأنّه سيد آداب الدعاء وذروة سنامها.
ولن يحمل البكاء في طياته معنى تفريغ للشحنات النفسية السلبية من أجل توفير راحة الإنسان كما صرح بعضهم، بل سيكون الإنسان المؤمن في أحسن حال وأسعده حينما يعرف معنى لقاء الله، سيعرف معنى حاجة الروح لهذا اللقاء، فهناك حاجة روحية في الإنسان لا يصح التعبير عنها بالشحنات السلبية بل بالفراغ الروحي، وملئ هذا الفراغ خير معين عليه إنّما هو البكاء من خشية الله.(3)
البكاء والخشية:
من المعلوم إن صفات المؤمنين عديدة ولكن من أهمها هو وجل القلب عند ذكر الله، قال تعالى في وصف الذين استجابوا لله في ما أراده منهم وتأثروا:
- (الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما ينفقون).(4)
- (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهـــــــم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون).(5)
هاتان الآيتان تشكلان أهم صفات المؤمنين فإن من صفات المؤمن حقاً هو إنه إذا ذكر الله عنده وسمع ذلك وجل قلبه وإذا سمع آيات الله تتلى عليه زادته إيماناً وتصديقاً بالله وبكتبه ورسله.
وكلمة (إنما) وإن كانت أداة حصر فحصرت المؤمنين وقصرتهم على من يتصف بهذه الصفات وهي:
– أن يوجل قلبه ويخضع ويلين عند ذكر الله.
– إذا سمع آيات الله يزداد إيماناً على إيمانه.
– أن اعتمادهم وتوكلهم على الله.
وهذه الصفات الثلاثة للمؤمن من أعلى الصفات له والآية السابقة تكمل تلك الصفات السابقة:
– الصبر على المصائب.
– الإتمام بإقامة الصلاة مع الخشوع والخضوع.
– الإنفاق بسخاء.
وقد تعددت الآيات والروايات في موضوع الخشية من الله وأهميتها ونذكر هنا عدداً منها:
– قال تعالى: (ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا).(6)
– قال تعالى: (إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكياً).(7)
– قال تعالى: (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق).(8)
– روي عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»: (من بكى من ذنب غفر له، ومن بكى من خوف النار أعاذه الله منها ومن بكى شوقاً إلى الجنة أسكنه الله فيها وكتب له أمان من الفزع الأكبر ومن بكى من خشية الله حشره الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً).(9)
– وروي عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»: (ما من عمل إلا وله وزن وثواب إلا الدمعة فإنها تطفئ غضب الرب ولو أن عبداً بكى من خشية الله في أمة لرحم الله تلك الأمة ببكائه).(10)
– وروي عن ارسول الله «صلى الله عليه وآله»: (كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاث أعين: عين بكت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين باتت ساهرة في سبيل الله).(11)
– روي عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: (ما من شيء إلا وله كيل ووزن إلا الدموع فإن القطرة منها تطفئ بحاراً من نار وإذا اغرورقت العين بمائها لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة فإذا فاضت حرمة الله على النار ولو أن باكياً بكى في أمة لرحموا).(12)
– روي عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»: (طوبى لصورة نظر الله إليها تبكي على ذنب من خشية الله عز وجل لم يطلع إلى ذلك الذنب غيره).(13)
– روي عن الإمام الحسين بن علي «عليه السلام» قال: (البكاء من خشية الله نجاة من النار).(14)
من آثار البكاء من خشية اللّه:
1. ما يكشف عنه البكاء:
إن البكاء يكشف عن التحول العظيم في نفس الباكي والتفاعل الكامل مع الله سبحانه وتعالى ومع أوامره ونواهيه وتجلي عظمته تعالى في قلب الباكي وخشوعه له.
ومن هنا يكون البكاء للإنسان أيضا كاشفاً عن مستوى عال من الندم على المعاصي وموجباً لغفران الذنوب كما ورد في الحديث عن الإمام الصادق «عليه السلام»:
((إن الرجل ليكون بينه وبين الجنة أكثر مما بين الثرى إلى العرش لكثرة ذنوبه فما هو إلا أن يبكي من خشية الله عز وجل ندما عليها حتى يصير بينه وبينها أقرب من جفنه إلى مقلته)).(15)
ولا يعني ذلك أنه ينفي سائر شرائط التوبة بل كأنه ينظر إلى أن البكاء لو كان بكاءً مرتبطاً بالندم ارتباطاً حقيقياً فهو يلازم تحقق باقي شرائط التوبة، فعندما تحصل حالة البكاء عند الإنسان عليه استثمارها في سبيل تربية النفس وتزكيتها وتنميتها.
2. الاقتراب من الله:
إن ما يترتب على البكاء من الاقتراب العاطفي الكبير من الله جلت عظمته وخرق حُجُب النفس مما يؤدي إلى تركز التفاعل مع الله في النفس أكثر من ذي قبل ولذا ينبغي للباكي أن يغتنم فرصة تلك الحالة الذهبية الّتي حصلت له في تهذيب نفسه وتزكيتها فإن هذه الفرصة لا تحصل في أي وقت شاء، وقد ورد عن الإمام الصادق «عليه السلام»:
((ما من شيء إلا وله كيل ووزن إلا الدموع فإن القطرة تُطفئ بحاراً من نار فإذا اغرورقت العين بمائها لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة فإذا فاضت حرمها الله على النار ولو أن باكياً بكى في أُمة لرُحموا)).(16)
صفات البكاء الحق:
- هو بكاء الضعف والخوف، ضعف وخوف من الله لا من غيره.
- هو بكاء القلب والعين معاً لا بكاء العين فقط.
- هو بكاء التصحيح للنفس والأخذ بها إلى الأهداف السامية والنبيلة.
- هو بكاء يزيد معه وبه إيمان المسلم ويكون من خشية الله .
- هو بكاء يُقرب العبد من السماء ويجعله يحلق فيها.
- هو بكاء الصدق مع الله والإخلاص لله لا اصطناع فيه ولا رياء.
- هو بكاء البيعة معه تتجدد مع الله ومع الرسول ومع القرآن .
- هو البكاء الذي يُعيِّش صاحبه في آفاق الجنان فيزداد الشوق إليها والحنين ويصوّر النيران أمامه فتحدث الرعشة في الجسد والارتجاف
ولا نريد الخوض أكثر في موضوع البكاء وايجابياته وآفاته وغير ذلك ولكن نكتفي بذلك وندع الأحاديث والروايات وما نقلته كتب المؤرخين لتتحدث عن الامام علي «عليه السلام» وهي تنقل لنا صوراً من خشيته من الباري عز وجل.
الأحاديث:
1. عن معاوية بن عمار قال سمعت أبا عبد الله «عليه السلام» يقول: (كان في وصية النبي «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام» انه قال: «يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عني ثم قال اللهم أعنه:
- أما الأولى: فالصدق ولا تخرجن من فيك كذبة أبداً.
- والثانية: الورع ولا تجترئ على خيانة أبداً.
- والثالثة: الخوف من الله عز ذكره كأنك تراه.
- والرابعة: كثرة البكاء من خشية الله يبنى لك بكل دمعة ألف بيت في الجنة.
- والخامسة: بذلك مالك ودمك دون دينك...).(17)
2. روي عن الإمام الحسين «عليه السلام»، قال: (ما دخلت على أبي قط إلا وجدته باكياً).(18)
3. روي عن الامام السجاد «عليه السلام» من خطبته في الشام: (... أنا ابن صالح المؤمنين، ووارث النبيين، وقامع الملحدين، ويعسوب المسلمين، ونور المجاهدين، وزين العابدين، وتاج البكائين، واصبر الصابرين، وأفضل القائمين من آل ياسين ورسول رب العالمين ... الخ).(19)
4. روي عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»: (يا علي عليك بالبكاء من خشية الله يبني لك بكل قطرة بيتاً في الجنة).(20)
5. في رواية عن ضرار الصدائي وهو يصف الامام علي «عليه السلام»:
((دخل ضرار بن ضمرة على معاوية بن أبي سفيان:
فقال له معاوية: يا ضرار، صف لي علياً.
فقال: أو تعفيني من ذلك.
قال: لا اعفيك.
قال: أما إذ لا بد من وصفه، فكان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً،
يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته، وكان غزير العبرة، طويل الفكرة، يقلب كفه، ويخاطب نفسه، ويناجي ربه، يعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ما جشب، كان والله كأحدنا، يُجيبنا إذا سأَلناه، ويبتدئنا إذا أتيناه ويَأتينا إذا دعَوناه، ونحنُ والله مع قربه منا ودُنوه الينا لا نكلمه هيبة له، ولا نبتديه لعظمه، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين، ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأَس الضعيف من عدله، وأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه ليلة، وقد أرخى الليل سدوله(21)، وغارت نجومه، وقد مثل قائماً في محرابه، قابضاً على لحيته، يتمَلمَل(22) تململ السليم(23)، ويَبكي بكاء الحزين، وكأني أسمعه وهو يقول: يا دنيا غرّي غيري، أبي تعرضت أم إلي تشوقت، هيهات هيهات قد أبَنَتُكِ ثلاثاً لا رجعَة لي فيك، فعُمركِ قصير، وعشيكِ حَقير، وخطرك كبير، آه من قلة الزاد وبعد السفر ووَحشة الطريق وعظم الورد.
قال: فذرفت دموع معاوية على لحيته فلم يملك ردها وهو ينشفها بكمِّه، وقد اختنق القوم بالبكاء.
ثم قال معاوية: كان والله ابو الحسن كذلك ، فكيف كان حبك إياه.
قال: كحب أم موسى لموسى ، واعتذر الى الله من التقصير.
قال: فكيف صبرك عنه يا ضرار.
قال: صبر من ذبح واحدها على صدرها ، فهي لا ترقى عبرتها ولا تسكن حرارتها.
ثم قام وخرج وهو باكٍ.
فقال معاوية: اما انكم لو فقدتموني لما كان فيكم من يثني علي مثل هذا الثناء.
فقال له بعض من كان حاضرا: الصاحب على قدر صاحبه)).(24)
6. روي عن أبي الدرداء، قال:
((شهدت علي بن أبي طالب بشويحطات(25) النجار، وقد اعتزل عن مواليه، واختفى ممن يليه، واستتر بمغيلات(26) لصحف ذنبي، فما أنا مؤمل غير غفرانك، ولا أنا براج غير رضوانك.
فشغلني الصوت، واقتفيت الأثر، فإذا هو علي بن أبي طالب «عليه السلام» بعينه، فاستترت له
وأخملت الحركة، فركع ركعات في جوف الليل الغامر، ثم فرغ إلى الدعاء والبكاء، والبث والشكوى، فكان مما ناجى به الله تعالى أن قال:
إلهي أفكر في عفوك، فتهون علي خطيئتي، ثم أذكر العظيم من أخذك، فتعظم علي بليتي
ثم قال:
آه إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها، وأنت محصيها، فتقول: خذوه، فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته، ولا تنفعه قبيلته ولا يرحمه الملأ إذا أذن فيه بالنداء.
ثم قال:
«آه من نار تنضج الأكباد والكلى، آه من نار نزاعة للشوى، آه من لهبات لظى».
قال أبو الدرداء: ثم أمعن في البكاء، فلم أسمع له حساً ، ولا حركة.
فقلت: غلب عليه النوم لطول السهر أوقظه لصلاة الفجر فأتيته، فإذا هو كالخشبة الملقاة فحركته فلم يتحرك وزويته فلم ينزو.
فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون مات والله علي بن أبي طالب، فأتيت منزله مبادراً أنعاه إليهم.
فقالت فاطمة «عليه السلام»: يا أبا الدرداء ما كان من شأنه ومن قصته ..؟
فأخبرتها الخبر.
فقالت: « هي والله – يا أبا الدرداء – الغشية التي تأخذه من خشية الله».
ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه، فأفاق، ونظر إلي وأنا أبكي، فقال: مما بكاؤك يا أبا الدرداء.؟
فقلت: مما أراه تنزله بنفسك.
فقال: يا أبا الدرداء، فكيف لو رأيتني، ودعى بي إلى الحساب، وأيقن أهل الجرائم بالعذاب، واحتوشتني ملائكة غلاظ وزبانية فظاظ، فوقفت بين يدي الملك الجبار، قد أسلمني الأحباء ورفضني
أهل الدنيا، لكنت أشد رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية ».
فقال أبو الدرداء: « فوالله ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله»)).(27)
7. قال إبن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة:
((روى زرارة، قال: قيل لجعفر بن محمد «عليه السلام»: إن قوماً هاهنا ينتقصون علياً قال: بم ينتقصونه لا أبا لهم، وهل فيه موضع نقيصة، والله ما عرض لعلي أمران قط كلاهما لله طاعة إلا عمل بأشدهما وأشقهما عليه، ولقد كان يعمل العمل كأنه قائم بين الجنة والنار ينظر إلى ثواب هؤلاء فيعمل له، وينظر إلى عقاب هؤلاء فيعمل له، وإن كان ليقوم إلى الصلاة فإذا قال: وجهت وجهي تغير لونه حتى يعرف ذلك في وجهه، ولقد أعتق ألف عبد من كد يده كلهم يعرق فيه جبينه ويحفى فيه كفه، ولقد بشر بعين نبعت في ماله مثل عنق الجزور فقال: بشر الوارث بشر، ثم جعلها صدقة على الفقراء والمساكين وابن السبيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ليصرف الله النار عن وجهه ويصرف وجهه عن النار).(28)
هذه بعض الروايات والأحاديث والشواهد على تعلق الإمام علي «عليه السلام» بالله تعالى وشدة انشداده إليه ورهبته منه ويبدو أن هذا ديدن الامام علي «عليه السلام» كما يتجلى من قول الزهراء «عليها السلام» لأبي الدرداء: «هي والله الغشية التي تأخذه من خشية الله»، الأمر الذي ألفه أهل البيت «عليهم السلام» في الإمام علي «عليه السلام»، ومن أجل ذلك لم يفزعوا حين أنبأهم أبو الدرداء بموته كما ظن هو بل استفسروا عما رأى، فأعلمته الصديقة «عليها السلام» أن ما رآه هو المألوف من الإمام علي «عليه السلام» كل آن حين تأخذه الغشية لله تبارك وتعالى أثناء قيام الليل.
ولقد عظم المعبود عز وجل في نفس الإمام «عليه السلام» فصارت عبادته تعبيراً عن الحب له والشوق إليه، واستشعار أهليته للعبادة دون سواه، ومن أجل ذلك كان الإمام علي «عليه السلام» لا يعبد الله خوفاً من عذابه، ولا طمعاً في جنته ولا فيما أعده من نعيم للمتقين، وإنما سما الإمام «عليه السلام» في علاقته بالله تعالى إلى أعلى الدرجات أسوة بأستاذه الرسول صلى الله عليه وآله».
وقد كشف الإمام «عليه السلام» عن جوهر علاقته بالله تعالى وطبيعتها بقوله: «إلهي ما عبدتك خوفاً من عقابك ولا طمعاً في ثوابك ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك».(29)
ولقد حدد الإمام (عليه السلام) ألوان العبادة في كلمة خالدة: «أن قوماً عبدوا الله رغبةً، فتلك عبادة التجار، وأن قوماً عبدوا الله رهبة، فتلك عبادة العبيد، وأن قوماً عبدوا الله شكراً، فتلك عبادة الأحرار».(30)
ولعظيم إقباله على الله تعالى يشير القشيري في تفسيره: أنه كان «عليه السلام» إذا حضر وقت الصلاة تلون وتزلزل، فقيل له: ما لك؟
فيقول: جاء وقت أمانة عرضها الله تعالى على السموات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان على ضعفه، فلا أدري أحسن إذا حملت أم لا.(31)
شبهات وردود:
نص الشبهة:
لم يؤثر عن أبي بكر دأبه على العبادة على العهد النبوي أو بعده غير أشياء لا يمكن اثباتها بل مجرد تفلسف في القول على لا شيء، ولكن من روايات اهل السنة عن عبادة أبي بكر ووجله وخشيته من الله:
· ((روى المحبّ الطبري في الرياض النضرة:
«أن عمر بن الخطّاب أتى إلى زوجة أبي بكر بعد موته، فسألها عن أعمال أبي بكر في بيته ما كانت، فأخبرته بقيامه في الليل وأعمال كان يعملها، ثمّ قالت: إلا إنه كان في كل ليلة جمعة يتوضأ ويصلي «العشاء» ثمّ يجلس مستقبل القبلة رأسه على ركبتيه، فإذا كان وقت السحر رفع رأسه وتنفس الصعداء، فيشم في البيت روائح كبدٍ مشويٍ، فبكى عمر وقال: أنى لأبن الخطاب بكبدٍ مشوي».(32)
· وفي مرآة الجنان: «جاء أنّ أبا بكر كان إذا تنفس يشم منه رائحة الكبد المشوية».(33)
· وفي عمدة التحقيق: (34):
(لما مات أبو بكر «الصديق»(35) واستخلف عمر، كان يتبع آثار أبي بكر ويتشبه بفعله، فكان يتردد كل قليل إلى عائشة وأسماء ويقول لهما: ما كان يفعل أبي بكر إذا خلا بيته ليلاً فيقال له: ما رأينا له كثير صلاة بالليل ولا قيام، إنما كان إذا جنه الليل يقوم عند السحر ويقعد القرفصاء، ويضع رأسه على ركبتيه ثمّ يرفعها إلى السماء ويتنفس الصعداء ويقول: أخ فيطلع الدخان من فيه، فيبكي عمر ويقول: كلّ شيء يقدر عليه عمر إلا الدخان.
فقال:.. وأصل ذلك أن شدة خوفه من الله تعالى أوجبت احتراق قلبه، فكان جليسه يشم منه رائحة الكبد المشوي، وسببه أن الصديق لم يتحمل أسرار النبوة الملقاة إليه، وفي الحديث: «أنا أعلمكم بالله وأخوفكم منه»، فالمعرفة التامّة تكشف عن جلال المعروف وجماله، وكلاهما أمر عظيم جداً، تتقطع دونه الغايات، ولولا أن الله تعالى ثبت من أراد ثباته وقواه على ذلك، ما استطاع أحد الوقوف ذرة على كليهما جلالاً وجمالاً، والغاية في الطرفين قد نالها أبي بكر، فقد ورد: ما صب في صدري شيء إلاّ صببته في صدر أبي بكر، ولو صبه جبريل «عليه السلام» في صدر أبي بكر ما أطاقه، لعدم مجراه من المماثل، لكن لما صب في صدر النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» وهو من جنس البشرية، فجرى في قناة مماثلة لأبي بكر، فبواسطتها أطاق حمله، ومع ذلك احترق قلبه»)).(36)
الجواب:
قال الأميني:
لو صح حديث الكبد المشوي لوجب اطراده في الأنبياء والرسل ويقدمهم سيد المرسلين محمد «صلى الله عليه وآله» لأنهم أخوف من الله من أبي بكر وخاتم النبيين أخوفهم، ولوجب أن تكون الرائحة فيهم أشد وأنشر، فإن الخوف فرع الهيبة المسببة عن إحاطة العلم بما هناك من عظمة وقهر وجبروت ومنعة، وينبئنا عن ذلك قوله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء).(37)
قال ابن عباس: يريد إنما يخافني من خلفي من علم جبروتي وعزتي وسلطاني، وقيل: عظموه وقدروا قدره، واخشوه حق خشيته، ومن ازداد به علماً ازداد به خشية.(38)
وفي الحديث : «أعلمكم بالله أشدّكم له خشية».(39)
وفي خطبة له «صلى الله عليه وآله وسلم»: «فو الله إنّي لأعلمهم بالله وأشدّهم له خشية».(40)
وفي خطبة أخرى له «صلى الله عليه وآله وسلم»: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً».(41)
- وقال مولانا أمير المؤمنين : «أعلمكم أخوفكم».(42)
- وقال مقاتل : أشدّ الناس خشية لله أعلمهم.(43)
- وقال الشعبي ومجاهد : إنّما العالم من خشي الله.(44)
- وقال الربيع بن أنس : من لم يخش الله تعالى فليس بعالم.(45)
ومن هنا قوله «صلى الله عليه وآله وسلم»: «إني أعلمكم بالله وأخشاكم لله».(46)
ولذلك تجد أنّ أزلف الناس إلى السلطان يتهيبه أكثر ممن دونه في الزلفة، فترى الوزير يكبره ويخافه أبلغ ممّن هو أدنى منه، والأمر على هذه النسبة في رجال الوظائف، حتى تنتهي إلى أبسطها كالشرطي مثلاً، ثم إلى سائر أفراد الرعية.
وهلم معي إلى الأولياء والمقربين والمتهالكين في الخشية من الله والمتفانين في العبادة وفي مقدمهم سيدهم مولانا أمير المؤمنين علي «عليه السلام» الذي كان في حلك الظلام يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، ويتأوّه ويتفوّه بما ينم عن غاية الخوف والخشية، وهو قسيم الجنة والنار بنص من الرسول الأمين، وكان يُغشى عليه عدة غشوات في كلّ ليلة، ولم يشم أحد منه ولا منهم رائحة الكبد المشوي، ولو اطرد ما يزعمونه لوجب تكيف الفضاء من لدن آدم إلى عهد الخليفة بتلك الرائحة المنتشرة من تلكم الأكباد المشوية، ولاسود وجه الدنيا بذلك الدخان المتصاعد من الأكباد المحترقة.
أيحسب راوي هذه المهزلة أن على كبد المختشي ناراً موقدة يعلوها ضرم، ويتولد منها دخان فلِمَ لم تُحرق ما في الحشا كله ويكون إنضاجها مقصوراً على الكبد فحسب، وهل للكبد حال المعذبين الذي كلما نضجت جلودهم بدلوا جلوداً أخرى، وإلا فالعادة قاضية بفناء الكبد بذلك الحريق المتواصل.
وإن تعجب فعجب بقاء الإنسان بعد فناء كبده، ولعلك إذا أحفيت الراوي السؤال عن هذه لأجابك بأنها كلها معاجز تخص بـ«الخليفة».
وأحسب أنّ صاحب المزاعم من المتطفّلين على موائد العربية، فإن العربي الصميم جد عليم بكثير الكناية والاستعارة في لغة الضاد، فإذا قالوا: إن نار الخوف أحرقت فلاناً لا يريدون لهباً متقداً يصعد منه الدخان أو تشم منه رائحة شيّ الأكباد، وإنّما يعنون لهفةً شديدة، وحرقةً معنوية تشبّه بالنيران.
وأمّا ما سرده العبيدي من فلسفة ذلك الحريق في كبد الخليفة فإنها من الدعاوي الفارغة وفيها الغلو الفاحش، وإن شئت قلت: إنما هي أوهام لم تقم لها حجة، وليس من السهل أن يدعمها ببرهنة يمسكها عن التزحزح، فهي كالريشة في مهبّ الريح تجاه حجاج المجادل.
وما جاء في سيرة الخليفة(47) نفسه، وما عزاه إلى الرواية من حديث خرافة: (ما صبّ الله في صدري شيئاً إلاّ وصببته في صدر أبي بكر).
فهو على تنصيص العلماء على وضعها، لا يلزم به الخصم، ولا يثبت به المدّعى، وفيه من سرف القول ما لا يخفى على العارف بالرجال وتاريخهم.(48)
الشواهد الشعرية:
1. الناشيء الصغير:
فبـــــين سنـــــانه والــــــــــــــدرع سلم .....
وبين البيض والبيض اصطحاب
هو البـــــكاء فـــي المحراب ليلا .....
هـــــو الضحاك إن جد الضراب
2. الخطيب الخوارزمي:
محـــــمد النـــــبي كمـــــصر عـــــــــــــــلم .....
أميـــــر المــــــــــــــــــؤمنين لـــــه كبــــــاب
هو البكاء فـــــي المحـــــراب لــــكن .....
هـــــو الضحـــــاك فـــي يوم الحراب
3. القاضي الجليس:
هـــــم الصـــــائمون القــائمـــــــــون لربهم .....
هـــــم الخـــــائفوه خشـــــية وتخـشعا
هم القاطعـــــوا اللـــــيل البهـيم تهجدا .....
هـــــم العـــــامروه سجـــــدا فيه ركعا
4. وليد سعيد البياتي:
محــــــــــــــــــــــــرابه نور إذا ما قد خلا .....
ليلاً يناجي ربه كالـــــــــــهامس
تجري دموع الشوق صباً كالذي .....
من ذنبهِ قد إلتجأ للمحبس
وختاماً:
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يثبتنا على ولاية محمد وآل محمد وان يوفنا للسير على نهجهم وان يرزقنا في الدنيا زيارتهم وفي الآخرة شفاعتهم، ... وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.
الهوامش:
(1). تنقيح المقال ج1 ص403، سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسني ج1ص145 ، الإمامة في ضوء الكتاب والسنة لمهدي السماوي ص229 ، وفي الكنى والألقاب للقمي ج2 ص349 نسبه للشافعي ، وفي المناقب للخوارزمي ص8: عن بعض الفضلاء ولم يسميه.
(2). فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي للمغربي ص20، الصواعق المحرقة لأبن حجر ص118، إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص149، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري ج2 ص282.
(3). البكاء عند الدعاء للشيخ حسن هلال الزاكي، مجلة رسالة القلم العدد 35 بتاريخ 12/ 4/ 2016.
(4). سورة الحج: الآية / 35.
(5). سورة الأنفال: الآية / 2.
(6). سورة الاسراء: الآية 109.
(7). سورة مريم: الآية 58.
(8). سورة المائدة: الآية 83.
(9). مستدرك الوسائل للنوري ج15 ص247.
(10). مستدرك الوسائل للنوري ج15 ص240.
(11). من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق ج1 ص94 ، وروضة الواعظين للفتال النيسابوري ج2 ص45.
(12). أعلام الدين في صفات المؤمنين للديلمي ص366.
(13). ثواب الأعمال للشيخ الصدوق ص168.
(14). مستدرك الوسائل للنوري ج15 ص245.
(15). وسائل الشيعة للحر العاملي ج 15ص226.
(16). وسائل الشيعة للحر العاملي ج15ص227.
(17). مستدرك الوسائل للنوري ج14 ص222.
(18). إرشاد القلوب للحسن بن ابي الحسن محمد الديلمي ج1 ص96.
(19). جهاد الإمام السجاد للسيد محمد رضا الجلالي ص٤۸.
(20). إرشاد القلوب للحسن بن ابي الحسن محمد الديلمي ج1 ص96.
(21). أرخى سدوله: جمع سدِيل وهو ما أسدل على الهودج والمراد حجب ظلامه.
(22). يتململ: لا يستقر من المرض كأنه على ملة وهي الرماد الحار.
(23). السليم: الملدوغ من حيّة ونحوها.
(24). نهج البلاغة باب المختار من حكم امير المؤمنين «عليه السلام» ، أمالي الشيخ الصدوق ص617 ، بحار الأنوار للمجلسي ج84 ص156 ، شرح أصول الكافي للمازندراني ج11ص274 ، عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار ص491 ، مسند الإمام علي (عليه السلام) ج7ص313 ، الصواعق المحرقة ص129 ، صفوة الصفوة ج1 ص315 ، تذكره الخواص ص70 ، أعيان الشيعة ج7 ص40 ، مناقب ابن شهرآشوب ج2 ص103 ، حلية الأولياء ج1 ص84 ، الاستيعاب ج2 ص463 ، الرياض النضرة ج2 ص212.. وغيرها.
(25). شويحطات: أي شجر يُتخذ منه القسي.
(26). المغيلات: النخل الوارف الظلال.
(27). بحار الأنوار ج41 ص11 ، والأنوار العلوية للشيخ جعفر النقدي ص115 ، ومناقب آل أبي طالب ج1 ص389.
(28). شرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد ج4 ص110، غاية المرام للسيد هاشم البحراني ج7 ص20.
(29). بحار الأنوار للمجلسي ج41 ص14 ، تذكرة الخواص لبسط ابن الجوزي ص144.
(30). نفس المصدر: بحار الأنوار ج41 ص14 وتذكرة الخواص لبسط ابن الجوزي ص144.
(31). بحار الأنوار ج41 ص17.
(32). الرياض النضرة ج1 ص168.
(33). مرآة الجنان لليافعي ج1 ص68.
(34). عمدة التحقيق للعبيدي المالكي ص239.
(35). الصديق: من ألقاب الإمام علي «عليه السلام»، لقبه رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» بذلك ، روي عن رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» قال: «الصديقون ثلاثة حبيب بن موسى النجار مؤمن آل ياسين وحزقيل مؤمن آل فرعون وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم» (فضائل الصحابة لابن حنبل ج2 ص627)، وروي عن رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»: «يا علي أنت الصديق الأكبر وانت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل» (الرياض النضرة للقندوزي ج2 ص255)، روي عن أمير المؤمنين «عليه السلام» قال: «أنا الصديق الأكبر، أنا الفاروق الأول أسلمت قبل اسلام الناس وصليت قبل صلاتهم» (شرح نهج البلاغة ج13 ص240).
(36). راجع ما تقدم: الغدير في الكتاب والسنة والأدب للأميني ج7 ص294.
(37). سورة فاطر: الآية / 28.
(38). تفسير الخازن ج3 ص499.
(39). تفسير ابن جزي ج3 ص158.
(40). صحيح مسلم ج4 ص508 ، تفسير الخازن ج3 ص499.
(41). صحيح البخاري ج5 ح2379 ، 6120 ، 6121 ، مسند أحمد ج7 ص236 ح24784 ، تفسير الخازن ج3 ص499.
(42). غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي ص63 ح785.
(43). تفسير الخازن ج3 ص525.
(44). تفسير القرطبي ج14 ص219 ، تفسير الخازن ج3 ص499.
(45). تفسير القرطبي ج14 ص219 ، تفسير الخازن ج3 ص449.
(46). تفسير البيضاوي ج2 ص272 ، اللمع لأبي نصر ص 134.
(47). الخلفاء حقاً هم الأمام علي «عليه السلام» والإئمة من بعده من الإمام الحسن الى الإمام المهدي «عليهم السلام».
(48). الغدير في الكتاب والسنة والأدب للأميني ج7 ص296.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat