صفحة الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي

المعاد وميثاق الانبياء قبل القيامة
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٨٥ القصص﴾

في هذه الحلقة اتحدث عن معنى المعاد. وهو من اصول الدين .والميثاق ونسال الله ان يوفقني ان اكمل البحث لأتكلم عن كيفية البعث والمعاد يوم القيامة. وباي الاجسام نحشر وندخل الجنة او النار ..ساقتصر على معنى المعاد والميثاق.

ما معنى المعاد ..؟ : معنى المعاد هو العودة الى شيء كنت فيه وجئت منه الى الدنيا . ثم ستعود اليه مرة اخرى.!! . ورد في القران قوله تعالى: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) * الآية تشير الى ادم(ع) قال: " أخرج الله منه ذريته إلى يوم القيامة فخرجوا كالذر فعرفهم نفسه ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه. يقول تعالى [ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ] بماذا شهدنا على انفسنا ان الله ربنا. لا نتذكر ولا نعرف متى كان ذلك . لانه في عالم الذر والله اعلم.

عن الصادق{ع}"أن جماعة قالوا لرسول الله (ص): بأي شيء سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم ؟ فقال: " إني كنت أول من آمن بربي، وأول من أجاب حين أخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى. فكنت أنا أول نبي قال بلى، فسبقتهم بالإقرار بالوحدانية ".اذن الآية تتحدث عن ميثاق النبين {ع} والميثاق هو عهد بين الله والانبياء .ولكن ما هو الميثاق الذي اخذه الله على الانبياء.؟ يقول تعالى:[ وإِذْ أَخَذَ اللّٰهُ مِيثٰاقَ النَّبِيِّينَ لَمٰا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتٰابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جٰاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمٰا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ -إلى قوله- مِنَ الشاهدين].

يقول الصادق (عَ)، «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيّاً مِنْ لَدُنْ آدَمَ(عَ)فَهَلُمَّ جَرّاً إِلاَّ وَيَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا وَ يَنْصُرُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ(عَ)،وَهُوَ قَوْلُهُ: لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ يَعْنِي برَسُولَ اللَّهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ(عَ)،ثُمَّ قَالَ لَهُمْ فِي الذَّرِّ :أأَقْرَرْتُمْ وأَخَذْتُمْ عَلىٰ ذٰلِكُمْ عَهْدِي: قٰالُوا أَقْرَرْنٰا قٰالَ اللَّهُ لِلْمَلاَئِكَةِ: [فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشّٰاهِدِينَ] نزلت ثلاث ايات في القران تؤكد اخذ ميثاق النبين في نبوة الخاتم محمد{ص}ونصرة علي {ع} .وهناك عدة روايات بهذا الخصوص عن المعصوم :«لَتُؤْمِنُنَّ بِرَسُولِ اللَّهِ(صَ)،وَ لَتَنْصُرُنَّ عَلِيّاً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ(عَ)-قَالَ-:نَعَمْ وَاللَّهِ مِنْ لَدُنْ آدَمَ وَ هَلُمَّ جَرّاً،فَلَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ نَبِيّاً وَلاَ رَسُولاً إِلاَّ رَدَّ جَمِيعَهُمْ إِلَى الدُّنْيَا حَتَّى يُقَاتِلُوا بَيْنَ يَدَيْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ(عَ)».

،عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ،عَنْ الْبَاقِرِ(عَ)،قَالَ:« قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَ): إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَحَدٌ وَاحِدٌ ،تَفَرَّدَ فِي وَحْدَانِيَّتِهِ ،ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَتْ نُوراً ،ثُمَّ خَلَقَ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ مُحَمَّداً(ص)،ثم َخَلَقَنِي وَ ذُرِّيَّتِي ،ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَتْ رُوحاً فَأَسْكَنَهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ النُّورِ, وأَسْكَنَهُ فِي أَبْدَانِنَا،{ فَنَحْنُ رُوحُ اللَّهِ ،وَكَلِمَاتُهُ،َ بِنَا احْتَجَّ عَلَى خَلْقِهِ}

أدلّة الرجعة : والآيات الدالة علىٰ وقوعها قبل القيامة : قوله تعالىٰ : ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ * وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ إلىٰ قوله ( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللهُ).

يلاحظ أنّ هناك ثلاثة أحداث مهمّة تدلُّ علىٰ علامات تقع بين يدي الساعة وهي :

۱ ـ إخراج دابّة من الأرض : ( أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ ).

۲ ـ الحشر الخاص : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ).

۳ ـ نفخة النشور ثمّ القيامة : ( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ) ، وسوف نتحدّث عمّا في تلك الآيات من دلالة علىٰ الإعتقاد بالرجعة والمعاد حتى ذلك الحين استودعكم الله والسلام عليكم .

19/10/2024 البصرة

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عبد الحافظ البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/10/19



كتابة تعليق لموضوع : المعاد وميثاق الانبياء قبل القيامة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net