لك مع طف الحسين صلة ، سألته هل ينمو تراب الطف في اليمن الجريح؟ أم تلتقي المدن في حوار الشهادة ،رغم بعد المسافات زمانا ومكانا ،
:ـ هو جدك يا أرجوان ، والانتماء أخضر ،في منتصف ظهيرة خلعت السماء ثوب زرقتها ، ادركت معنى الهوية هي وحدها حقيقة قادرة على اقتحام التواريخ ، لهذا رحت أبحث عن جدي ، عن فخر اليمن وتاج عزها شعرت ان التراب الذي تحت قدميه ينبض مثل قلبي ، وانا على يقين إني سأعرفه حين ارآه ، اقرأ في وجهه صوتي وفي قامته هيبة أهلي وناسي ، وسط غبار الطف صرت أبحث عن دليل ، هو برير بن خضير الهمداني الشرقي ،
يصيح بي العطش :ـ من أنت ؟
لماذا هذه الأسئلة وانا حفيدته يا أيها العطش الفاتك ، انا ابنة الجوف يتملكني التأريخ لهيبة رؤياه ، هو من القوم الذين انتصروا عليك أيها العطش ، تروي التواريخ إنه كان شجاعا تابعيا ناسكا قارئا للقرآن ،ترك الدهر خلفه وارتدى شيخوخته قميصا يوم كان يرتجف التراب ، والقافلة ابيدت على يديك ، وماتت الدواب من الهلاك ، ارتدى جدي برئة معطوبة الصحراء سبيلا لخطوته ، ولا ينظر الا الى المدينة التي بللتها ندوة طيف ماء ، كل شيء على وشك الموت ، ها هي مكة على بعد سراب ، العطش لايرحم يا أبنتي ، لكن المآذن على مقربة من الصلاة ، رأيتها مثلي تبحث عن إمام ، من يدرك سر الأرض وهي تفتح سرتها ليولد انسان ،
:ـ هل تولد القبور يا جد ؟
اجابني الجد :ـ اليس الشهداء احياء؟
لهذا الصوت هوية هي هويتي ، ،ادرك الآن وأنا معه ،معنى ان تخلع الروح الجسد ليروي عطش العابرين ، أذهب معه الى حيث كان اللقاء ، :ـ ( لقد من الله بك علينا يا سيدي ، ان نقاتل بين يديك ، وتقطع فيك اعضاؤنا حتى يكون جدك يوم القيامة شفعينا )
:ـ ياجد أتوج ذاتي حفيدة لمعنى الشهادة ، بك جدي أبني مستقبلي ، ولتباركني جمرة العطش لنصرة الحق ما دمت على قيد الحياة ،
ويعود لي ثانية ليسألني :ـ هل تعرفيه ؟
ـ كيف لا اعرفه أيها العطش الذي أدمى قلب الكائنات مواسآة لسيد الشهداء ، لأول مرة اعرف ان الفرات يخون ، والله لو قدموا لجدي الماء يوم الطف لماشرب ، كيف يشرب والحسين عطشانا ، أرادوا ان يتاجروا بالازمنة ، ليتيه انسان ما بعد الطف، أرادوا ان يوجعوا الحياة ، برير بن خضير هو جدي أيها العطش ، هل تفخر اذا نزف الورد يوما ، ومن التراب يصنع ابجدية الرواء ، ويقيم السبيل نكاية بك يا عطش ،
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat