صفحة الكاتب : رزنة صالح

حوار مع العطش
رزنة صالح

لك مع طف الحسين صلة ، سألته هل ينمو تراب الطف في اليمن الجريح؟ أم تلتقي المدن في حوار الشهادة  ،رغم بعد المسافات  زمانا ومكانا ، 
:ـ هو جدك يا أرجوان ، والانتماء أخضر ،في منتصف ظهيرة خلعت السماء ثوب زرقتها  ، ادركت معنى الهوية هي وحدها حقيقة قادرة على اقتحام  التواريخ ، لهذا رحت أبحث عن جدي ، عن فخر اليمن وتاج عزها شعرت ان التراب الذي تحت قدميه ينبض مثل قلبي ، وانا على يقين إني سأعرفه حين ارآه ، اقرأ في وجهه صوتي وفي قامته هيبة أهلي وناسي ، وسط غبار الطف صرت أبحث عن دليل ، هو برير بن خضير الهمداني الشرقي ،
يصيح بي العطش :ـ من أنت ؟ 
لماذا هذه الأسئلة وانا حفيدته يا أيها العطش الفاتك ، انا ابنة الجوف يتملكني التأريخ لهيبة رؤياه ، هو من القوم الذين انتصروا عليك أيها العطش ، تروي التواريخ إنه كان شجاعا تابعيا ناسكا  قارئا للقرآن ،ترك الدهر خلفه وارتدى شيخوخته قميصا يوم كان يرتجف التراب ، والقافلة ابيدت على يديك ، وماتت الدواب من الهلاك ، ارتدى جدي برئة معطوبة الصحراء سبيلا لخطوته ، ولا ينظر الا الى المدينة التي بللتها ندوة طيف ماء ، كل شيء على وشك الموت ، ها هي مكة على بعد سراب ، العطش لايرحم يا أبنتي ، لكن  المآذن على مقربة من الصلاة ، رأيتها مثلي تبحث عن إمام  ، من يدرك سر الأرض وهي تفتح سرتها ليولد انسان ، 
:ـ هل تولد القبور يا جد ؟
اجابني الجد :ـ اليس الشهداء  احياء؟ 
لهذا  الصوت هوية هي هويتي ، ،ادرك الآن وأنا معه ،معنى ان تخلع الروح الجسد ليروي عطش العابرين ، أذهب معه الى حيث كان اللقاء ، :ـ ( لقد من الله بك علينا يا سيدي ، ان نقاتل  بين يديك ، وتقطع  فيك اعضاؤنا حتى  يكون جدك يوم القيامة شفعينا )
:ـ ياجد أتوج ذاتي حفيدة لمعنى الشهادة ، بك جدي أبني مستقبلي ، ولتباركني جمرة العطش لنصرة الحق ما دمت على قيد الحياة ، 
ويعود لي ثانية ليسألني :ـ هل تعرفيه ؟
ـ كيف لا اعرفه أيها العطش الذي أدمى قلب الكائنات مواسآة لسيد الشهداء ، لأول مرة اعرف ان الفرات يخون ، والله لو قدموا لجدي الماء يوم الطف لماشرب ، كيف يشرب والحسين عطشانا ، أرادوا ان يتاجروا بالازمنة ، ليتيه انسان ما بعد الطف، أرادوا ان يوجعوا الحياة ، برير بن خضير هو جدي أيها العطش ، هل تفخر اذا نزف الورد يوما ، ومن التراب يصنع ابجدية الرواء ، ويقيم السبيل نكاية بك يا عطش ،
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزنة صالح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/11/04



كتابة تعليق لموضوع : حوار مع العطش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net