صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

الانضباط المؤسساتي في الأديان. 
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


المؤسسات الدينية خارج الدين الإسلامي مثل : المسيحية واليهودية والبوذية وحتى الصابئية والهندوسية وغيرها من عقائد وأديان وحتى مذاهب وفرق . هذه المؤسسات تضبط ممثليها عبر محافل عليا تراقب حركة من تريد ترشيحهم للقيادة  عبر سنوات طويلة تراقب فيها الحركة العلمية والإعداد الروحي والنفسي لكل مرشّح. وهذا المحافل غايتها ضبط مراكز القيادة ، فلا تجد في هذه الأديان من يقوم بتنصيب نفسه إمام على الناس أو تعيين نفسه مرجعا دينيا أو قائدا دينيا قسيسا كان أو بابا ، او كردينال او شمّاس أو باغودا أو أبهيدارما. ولا بانديت، أو سنهدريم. ولا غورو ناناك. فلم يتجرأ أي مدعي او متمرجع أو منتحل أن يزعم أنه على شيء ويقود الناس من دون وجه حق، وإذا قام البعض بفعل ذلك فالسبب ليس فيهم بل في عوام الناس الذي يركضون ورائهم (وما كان لِيَ عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم). 
هذه المؤسسات الدينية على غاية الانضباط من ناحية القيادة. صحيح أن من يتم تعيينهم في مراكز القرار الديني في بعض الأديان الأخرى يجب أن تتوفر في بعضهم (لربما) العمالة والخيانة لخدمة أجندات وأطماع وتحقيق أهداف شريرة لصالح بعض السياسات من خلال تسخير الدين لخدمة أجندات سياسية واقتصادية وحتى عسكرية فاسدة. ولكن عموما لم يتجرأ أحد ان يعلن نفسه إماما أو قائدا لأي منصب ديني، فهذا من المحرمات التي تؤدي إلى اغتيال المنتحل بصمت ــ السم ــ أو إجباره على الاستقالة .وإذا تمرد وقام بتسخير أتباعه من عامة الناس وبسطائهم، يتم تحريمه وإسقاط سلطته الدينية عبر مرسوم تقف ورائه السلطة السياسية. وكثير ما أدى ذلك إلى قيام حرب دينية راح ضحيتها الملايين كما في حروب أوربا (الألبجنسية) التي تسببت بقتل اكثر من ثلاثين مليون إنسان بين الكاثوليك والبروتستانت والنزاع على السلطة الدينية لسنوات.  
في كل الأديان لا توجد استقلالية في انتخاب القيادة الدينية فإن ذلك يؤدي إلى الفوضى، الكل يقعون تحت إشراف المجامع الدينية العليا. وهذه المجامع يشرف عليها نخبة من العلماء الكبار عددهم حسب كل دين . ففي اليهودية مثلا يوجد مجمع السنهدريم الأعلى الذين يشرف على تخريج وتعيين الحاخامات. وفي المسيحية يوجد مجمع الكرادلة الذين يتكون من (12) كاردينالا يشرفون على انتخاب البابا.  والبوذية فقد قام بوذا بتصميم دينه بأن يعمل وفقا لقواعد صارمة. ضمن محفل واحدة يُسمى (سانغا). يدار هذا المجمع وفقا لمجموعة صارمة من اللوائح تسمى (فينايا بيتاكا).
لا أتدخل في شؤون المسلمين، مع إحاطتي التامة بما يجري سنة وشيعة. 
إِنّ اللّبيبَ مِنَ الإشارةِ يَفهمُ 
الصمتُ فِي بَعْضِ المَواقِفِ اسلمُ
فالناسُ إنْ سمعوا الكلام سَأُظلمُ
والظُلمُ في كتبِ السّماءِ محرمٌ
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/11/23



كتابة تعليق لموضوع : الانضباط المؤسساتي في الأديان. 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : bo-reda@hotmail.com ، في 2024/12/07 .

هذه اشارة واضحة إذ كيف لا تسمح هذه المؤسسات على مر العصور والى اليوم الا بدور اشرافي على من يكون موجها للناس ويحتاج الى تزكية وشهادة وتنصيب رسمي في المقابل دور أعلى للأنبياء الذين جاؤوا بالدين من قبل الخالق سبحانه (وليس من اختيار الناس) ثم يقال لا خليفة لهم ولا وصية ويترك الامر للناس أما من ينصب نفسه فلا يقبل إلا بالتنصيب لمن بعده والتدخل في شؤون وكيفية هذا التنصيب، مفارقة عجيبة.




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net