صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

جناس الاشتقاق في آية قرآنية (استشهدوا، شهيدين، الشهداء، شهادة، أشهدوا، شهيد) (ح 6)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ " وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ " وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ " فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا " فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ " وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ " فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ " وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا " وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ " ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا " إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا " وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ " وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ " وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ " وَاتَّقُوا اللَّهَ " وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ " وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (البقرة 282) "يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم" تعاملتم "بدين" كسلم وقرض "إلى أجل مسمى" معلوم "فاكتبوه" استيثاقا ودفعا للنزاع، "وليكتب" كتاب الدين "بينكم كاتب بالعدل" بالحق في كتابته لا يزيد في المال والأجل ولا ينقص "ولا يأب" يمتنع "كاتب" من "أن يكتب" إذا دُعي إليها "كما علَّمه الله" أي فضله بالكتابة فلا يبخل بها والكاف متعلقة بيأب، "فليكتب" تأكيد "وليملل" على الكاتب "الذي عليه الحق" الدين لأنه المشهود عليه فيقر ليعلم ما عليه، "وليتق الله ربه" في إملائه "ولا يبخس" ينقص "منه" أي الحق "شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها" مبذرا "أو ضعيفا" عن الإملاء لصغر أو كبر "أو لا يستطيع أن يُملَّ هو" لخرس أو جهل باللغة أو نحو ذلك "فَلْيُمْلِلْ وليُّه" متولي أمره من والد ووصي وقيِّم ومترجم "بالعدل واستشهدوا" أشهدوا على الدَّين "شهيدين" شاهدين "من رجالكم" أي بالغي المسلمين الأحرار، "فإن لم يكونا" أي الشهيدان "رجلين فرجل وامرأتان" يشهدون "ممن ترضون من الشهداء" لدينه وعدالته وتعدد النساء لأجل "أن تضل" تنسى "إحداهما" الشهادة لنقص عقلهن وضبطهن "فَتُذكِّرَ" بالتخفيف والتشديد "إحداهما" الذاكرة "الأخرى" الناسية وجملة الإذكار محل العلة أي لتذكر أن ضلت ودخلت على الضلال لأنه سببه وفي قراءة بكسر أن شرطية ورفع تذكر استئناف جوابه، "ولا يأب الشهداء إذا ما" زائدة "دُعوا" إلى تحمل الشهادة وأدائها، "ولا تسأموا" تملوا من "أن تكتبوه" أي ما شهدتم عليه من الحق لكثرة وقوع ذلك "صغيرا" كان "أو كبيرا" قليلا أو كثيرا "إلى أجله" وقت حلوله حال من الهاء في تكتبوه، "ذلكم" أي الكتب "أقسط" أعدل "عند الله وأقوم للشهادة" أي أعون على إقامتها لأنه يذكرها "وأدنى" اقرب إلى "أ" ن "لا ترتابوا" تشكوا في قدر الحق والأجل "إلا أن تكون" تقع "تجارةٌ حاضرةٌ" وفي قراءة بالنصب فتكون ناقصة واسمها ضمير التجارة "تديرونها بينكم" أي تقبضونها ولا أجل فيها، "فليس عليكم جُناح" في "ألا تكتبوها" والمراد بها المتجر فيه، "وأشهدوا إذا تبايعتم" عليه فأنه أدفع للاختلاف وهذا وما قبله أمر ندب، "ولا يُضارّ كاتب ولا شهيد" صاحب الحق ومن عليه بتحريف أو امتناع من الشهادة أو الكتابة ولا يضرهما صاحب الحق بتكليفها ما لا يليق في الكتابة والشهادة، "وإن تفعلوا" ما نُهيتم عنه "فإنه فسوق" خروج عن الطاعة لاحق "بكم واتقوا الله" في أمره ونهيه "ويعلمكم الله" مصالح أموركم حال مقدرة أو مستأنف "والله بكل شيء عليم".

وعن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (البقرة 282) "فليكتب" أمر للكاتب أي فليكتب الصك على الوجه المأمور به وكانت الكتبة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فيهم قلة فلذلك أكد بقوله "فليكتب" إذ الجمع بين الأمر بالشيء والنهي عن تركه أدعى إلى فعله من الاقتصار على أحدهما ثم بين سبحانه كيفية الإملاء على الكاتب فقال سبحانه "وليملل الذي عليه الحق" يعني المديون يقر على نفسه بلسانه ليعلم ما عليه فليكتب "وليتق الله ربه" أي الذي عليه الحق في الإملاء "ولا يبخس" أي ولا ينقص "منه" أي من الحق "شيئا" لا من قدره ولا من صفته ثم بين الله تعالى حال من لا يصح منه الإملاء فقال "فإن كان الذي عليه الحق سفيها" أي جاهلا بالإملاء عن مجاهد وقيل صغيرا طفلا عن السدي والضحاك وقيل عاجزا أحمق عن ابن زيد "أو ضعيفا" أي ضعيف العقل من عته أو جنون وقيل شيخا خرفا "أولا يستطيع أن يمل هو" أي مجنونا وقيل عييا أخرس عن ابن عباس وقيل الأقرب أن يحمل على ثلاث صفات لكيلا يؤدي إلى التكرار. ثم اختلف في ذلك فقيل السفيه المجنون والضعيف الصغير ومن لا يستطيع أن يمل الأخرس ونحوه ثم يدخل في كل واحد من هو في معناه وقيل السفيه المبذر والضعيف الصبي المراهق ومن لا يستطيع أن يمل المجنون عن القاضي "فليملل وليه بالعدل" قيل معناه فليملل ولي الذي عليه الحق إذا عجز عن الإملاء بنفسه عن الضحاك وابن زيد وقيل معناه ولي الحق وهو الذي له الحق عن ابن عباس لأنه أعلم بدينه فيملي بالحق والعدل. ثم أمر سبحانه بالإشهاد فقال "واستشهدوا شهيدين من رجالكم" يعني اطلبوا الشهود وأشهدوا على المكتوب رجلين من رجالكم أي من أهل دينكم وقال مجاهد معناه من الأحرار العالمين البالغين المسلمين دون العبيد والكفار والحرية ليست بشرط عندنا في قبول الشهادة وإنما اشترط الإسلام مع العدالة وبه قال شريح والليثي وأبو ثور وقيل هذا أمر للقضاة بأن يلتمسوا عند القضاء بالحق شهيدين من المدعي عند إنكار المدعي عليه فيكون السين في الحالتين سين السؤال والطلب. "فإن لم يكونا رجلين" يعني فإن لم يكن الشهيدان رجلين "فرجل وامرأتان" أي فليكن رجل وامرأتان أو فليشهد رجل وامرأتان "ممن ترضون من الشهداء" عدالته وهذا يدل على أن العدالة شرط في الشهود ويدل أيضا على أنا لم نتعبد بإشهاد مرضيين على الإطلاق لقوله "ممن ترضون" ولم يقل من المرضيين لأنه لا طريق لنا إلى معرفة من هو مرضي عند الله تعالى وإنما تعبدنا بإشهاد من هو مرضي عندنا في الظاهر وهومن نرضى دينه وأمانته ونعرفه بالستر والصلاح "أن تضل إحداهما" أي تنسى إحدى المرأتين. "فتذكر إحداهما الأخرى" قيل هومن الذكر الذي هو ضد النسيان عن الربيع والسدي والضحاك وأكثر المفسرين والتقدير فتذكر إحداهما الأخرى الشهادة التي تحملتاها ومن قرأ فتذكر بالتخفيف من الإذكار فهو بهذا المعنى أيضا أي يقول لها هل تذكرين يوم شهدنا في موضع كذا وبحضرتنا فلان أو فلانة حتى تذكر الشهادة وهذا لأن النسيان يغلب على النساء أكثر مما يغلب على الرجال وقيل هومن الذكر أي يجعلها كذكر من الرجال عن سفيان بن عيينة والأول أقوى. فإن قيل لم كرر لفظة إحداهما وهلا قال فتذكرها الأخرى فجوابه على وجهين ( أحدهما ) أنه إنما كرر ليكون الفاعل مقدما على المفعول ولو قال فتذكرها الأخرى لكان قد فصل بين الفعل والفاعل بالمفعول وذلك مكروه ( والثاني ) ما قاله حسين بن علي المغربي إن معناه إن تضل إحدى الشهادتين أي تضيع بالنسيان فتذكر إحدى المرأتين الأخرى لئلا يتكرر لفظ إحداهما بلا معنى ويؤيد ذلك أنه لا يسمى ناسي الشهادة ضالا ويقال ضلت الشهادة إذا ضاعت كما قال سبحانه قالوا ضلوا عنا أي ضاعوا منا.

ثم خاطب سبحانه الشهود فقال "ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا" وفي معناه ثلاثة أقوال (أحدها) أن معناه ولا يمتنع الشهداء إذا دعوا لإقامة الشهادة عن مجاهد وعطا وسعيد بن جبير وهذا إذا كانوا عالمين بالشهادة على وجه لا يرتابون فيه ولم يخافوا من أدائها ضررا (والثاني) أن معناه إذا دعوا لإثبات الشهادة وتحملها عن قتادة والربيع (والثالث) أن معناه إذا دعوا إلى إثبات الشهادة وإلى إقامتها عن ابن عباس والحسن وعن أبي عبد الله عليه السلام وهو أولى لأنه أعم فائدة. "ولا تسئموا" أي ولا تضجروا ولا تملوا "أن تكتبوا" أي تكتبوا الحق "صغيرا" كان الحق "أو كبيرا" وقيل إن هذا خطاب للشاهد ومعناه لا تملوا أن تكتبوا الشهادة على الحق "إلى أجله" أي إلى أجل الدين وقيل معناه إلى أجل الشاهد أي إلى الوقت الذي تجوز فيه الشهادة والأول أقوى "ذلكم" الكتاب أو كتابة الشهادة والصك "أقسط" أي أعدل "عند الله" لأنه سبحانه أمر به واتباع أمره أعدل من تركه "وأقوم للشهادة" أي أصوب للشهادة وأبعد من الزيادة والنقصان والسهو والغلط والنسيان وقيل معناه أحفظ للشهادة مأخوذ من القيام على الشيء بمعنى الحفظ "وأدنى ألا ترتابوا" أي أقرب إلى أن لا تشكوا في مبلغ الحق والأجل "إلا أن تكون تجارة" معناه إلا أن تقع تجارة أي مداينة ومبايعة حاضرة حالة يدا بيد ومن قرأ بالنصب فمعناه إلا أن تكون التجارة تجارة "حاضرة تديرونها بينكم" أي تتناقلونها من يد إلى يد نقدا لا نسيئة. "فليس عليكم جناح" أي حرج وضيق "ألا تكتبوها" ومعناه فليس عليكم إثم في ترك كتابتها لأن الكتابة للوثيقة ولا يحتاج إلى الوثيقة إلا في النسيئة دون النقد "وأشهدوا إذا تبايعتم" أي وأشهدوا الشهود على بيعكم إذا تبايعتم وهذا أمر على الاستحباب والندب عن الحسن وجميع الفقهاء. وقال أصحاب الظاهر الإشهاد فرض في التبايع "ولا يضار كاتب ولا شهيد" أصله يضارر بكسر الراء الأولى عن الحسن وقتادة وعطا وابن زيد فيكون النهي للكاتب والشاهد عن المضارة فعلى هذا فمعنى المضارة أن يكتب الكاتب ما لم يمل عليه ويشهد الشاهد بما لم يستشهد فيه أو بأن يمتنع من إقامة الشهادة. وقيل الأصل فيه لا يضارر بفتح الراء الأولى عن ابن مسعود ومجاهد فيكون معناه لا يكلف الكاتب الكتابة في حال عذر ولا يتفرغ إليها ولا يضيق الأمر على الشاهد بأن يدعى إلى إثبات الشهادة وإقامتها في حال عذر ولا يعنف عليهما قال الزجاج والأول أبين لقوله "وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم" فالفاسق أشبه بغير العدل وبمن حرف الكتاب منه بالذي دعا شاهدا ليشهد أودعا كاتبا ليكتب وهو مشغول وقال غيره معناه وإن تفعلوا مضارة الكاتب والشهيد فإن المضارة في الكتابة والشهادة فسوق بكم أي خروج عما أمر الله سبحانه به.

جاء في منتديات ستار تايمز عن الجناس: تجنيس الإشتقاق بأن يجتمعا في أصل الإشتقاق ويسمى المقتضب، نحو فروح وريحان، فأقم وجهك للدين القيم، وجهت وجهي. وجاء في جامع الكتب الاسلامية: هناك أنواع أخرى للجناس، منها ما أطلقوا عليه جناس التصحيف، وضابطه: أن يتماثل طرفاه خطًّا ويختلفَا نطقًا ونقطًا، ومثلوا له من القرآن بقول الله تعالى حكايةً عن إبراهيم عليه السلام: "وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ" (الشعراء 79-80) فالجناس بين "وَيَسْقِينِ" و "يَشْفِينِ" والطرفان فيه متماثلان في الخط، فلو أزلتَ النقط التي على حروفهما حدث بينهما تماثل تام، والاختلاف في النقط تابعاه اختلاف في النطق كما ترى. ومن ذلك: قوله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: (قَصِّر ثوبك، فإنه أتقى وأنقَى وأبقى) ومنه دعاؤه صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى). وكذا ما يسمى بالجناس اللفظي أو جناس الاشتقاق، فهذه الصورة وإن اشتبهت بالجناس لفظًا فقد فارقته معنًى، لعدم التفاوت في معانيها، مثال ذلك: قول الله تعالى: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ" (الروم 43) فأنت تلحظ اتفاقًا بين: "أَقِمْ" و "الْقَيِّمِ" وهذا الاتفاق جعل هذه السورةَ كأنها جناس، ولكن لما كان المعنى واحدًا للكلمتين زال معنى الجناس عنهما. وعن منتديات ستار تايمز عن الجناس: تجنيس الاشتقاق بأن يجتمعا في أصلا لإشتقاق ويسمى المقتضب، نحو فروح وريحان، فأقم وجهك للدين القيم، وجهت وجهي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/11/26


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • ضرر الفساد في أمثلة (أم نجعل الذين أمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين) (ح 32)  (المقالات)

    • ضرر الفساد في أمثلة (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) (ح 31)  (المقالات)

    • اشارات الامام علي عليه السلام عن القرآن الكريم من سورة النساء (ح 7)  (المقالات)

    • اشارات الامام علي عليه السلام عن القرآن الكريم من سورة آل عمران (ح 6)  (المقالات)

    • تفسير الشيخ مكارم الشيرازي لآية اكمال الدين واتمام النعمة بولاية الامام علي عليه السلام (ح 2)  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : جناس الاشتقاق في آية قرآنية (استشهدوا، شهيدين، الشهداء، شهادة، أشهدوا، شهيد) (ح 6)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net