صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

أنصار العراق لايوائهم أهل لبنان (ح 36) (فاستغاثه الذي من شيعته)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الآية تشير لمّا بصر أحد قوم نبي الله موسى عليه السلام بموسى استصرخه "فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوّه". فجاءه موسى عليه السلام لاستنصاره وتخليصه من عدوّه الظالم. وهذا الحاصل الآن الأهل اللبنانيين يتعرضون لعدوان ظالم فلا بد من استغاثتهم بتوفير المأوى وكافة المساعدات المالية والمعنوية. جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى "وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ" ﴿القصص 15﴾ "ودخل المدينة" يريد مصر وقيل مدينة منف من أرض مصر وقيل على فرسخين من أرض مصر "على حين غفلة من أهلها" أراد به نصف النهار والناس قائلون عن سعيد بن جبير وقيل ما بين المغرب والعشاء الآخرة عن ابن عباس وقيل كان يوم عيد لهم وقد اشتغلوا بلعبهم عن الحسن. وقيل: اختلفوا في سبب دخوله المدينة في هذا الوقت على أقوال (أحدها) أنه كان موسى حين كبر يركب في مواكب فرعون فلما جاء ذات يوم قيل له إن فرعون قد ركب فركب في أثره فلما كان وقت القائلة دخل المدينة ليقيل عن السدي (والثاني) أن بني إسرائيل كانوا يجتمعون إلى موسى ويسمعون كلامه ولما بلغ أشده خالف قوم فرعون فاشتهر ذلك منه وأخافوه فكان لا يدخل مصر إلا خائفا فدخلها على حين غفلة عن ابن إسحاق (والثالث) أن فرعون أمر بإخراجه من البلد فلم يدخل إلا الآن عن ابن زيد. "فوجد فيها رجلين يقتتلان" أي يختصمان في الدين عن الجبائي وقيل في أمر الدنيا "هذا من شيعته وهذا من عدوه" أي أحدهما إسرائيلي والآخر قبطي يسخر الإسرائيلي ليحمل حطبا إلى مطبخ فرعون وقيل كان أحدهما مسلما والآخر كافرا عن محمد بن إسحاق "فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه" أي استنصره لينصره عليه وروى أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال ليهنكم الاسم قال قلت وما الاسم قال الشيعة قال أ ما سمعت الله سبحانه يقول فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه. "فوكزه موسى" أي دفع في صدره بجمع كفه عن مجاهد وقيل ضربه بعصاه عن قتادة "فقضى عليه" أي فقتله وفرغ من أمره "قال هذا من عمل الشيطان" أي بسببه حتى هيج غضبي فضربته فهومن إغرائه قال الحسن لم يكن يحل قتل الكافر يومئذ لأن الحال كانت حال الكف عن القتال وقيل معناه أن الأمر الذي وقع القتل بسببه من عمل الشيطان أي حصل بوسوسة الشيطان وذكر المرتضى قدس الله روحه فيه وجهين آخرين ( أحدهما ) أنه أراد أن تزيين قتلي له وتركي لما ندبت إليه من تأخيره وتفويتي ما استحقه عليه من الثواب من عمل الشيطان ( والآخر ) أنه يريد أن عمل المقتول من عمل الشيطان يبين بذلك أنه مخالف لله تعالى مستحق للقتل. ثم وصف الشيطان فقال "إنه عدو" لبني آدم "مضل مبين" ظاهر العداوة والإضلال ( سؤال ) قالوا إن هذا القتل لا يخلو من أن يكون مستحقا أو غير مستحق فإن كان غير مستحق فالأنبياء عليهم السلام لا يجوز عليهم ذلك عندكم لا قبل النبوة ولا بعدها وإن كان مستحقا فلا معنى لندمه عليه واستغفاره منه ( والجواب" أن القتل إنما وقع على سبيل تخليص المؤمن من يد من أراد ظلمه والبغي عليه ودفع مكروهه عنه ولم يكن مقصودا في نفسه وكل ألم وقع على هذا الوجه فهو حسن غير قبيح سواء كان القاتل مدافعا عن نفسه أوعن غيره وسنذكر الوجه في استغفاره منه وندمه عليه.

عن تفسير الميسر: قوله تعالى "وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ" ﴿القصص 15﴾ فَاسْتَغَاثَهُ: فَ حرف عطف، اسْتَغَاثَ فعل، هُ ضمير. ودخل موسى المدينة مستخفيًا وقت غفلة أهلها، فوجد فيها رجلين يقتتلان: أحدهما من قوم موسى من بني إسرائيل، والآخر من قوم فرعون، فطلب الذي من قوم موسى النصر على الذي من عدوه، فضربه موسى بجُمْع كفِّه فمات، قال موسى حين قتله: هذا من نزغ الشيطان، بأن هيَّج غضبي، حتى ضربت هذا فهلك، إن الشيطان عدو لابن آدم، مضل عن سبيل الرشاد، ظاهر العداوة. وهذا العمل من موسى عليه السلام كان قبل النبوة.

قال الله عز وجل "وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ" (القصص 15) جاء في كتاب علوم القرآن عن القصص القرآنية للسيد محمد باقر الحكيم: قصة موسى عليه السلام في القرآن بحسب تسلسلها التأريخي: خروج موسى من مصر: ودخل موسى المدينة في يوم ما "على حين غفلة من أهلها" (القصص 15) (متنكرا) فوجد فيها رجلا من شيعته (من الإسرائيليين) يقاتل رجلا آخر من أعدائه (الفرعونيين) فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه، فوكزه موسى فقضى عليه ولم يكن ينتظر موسى أن تؤدي هذه الضربة إلى الموت، ولذلك ندم على هذا العمل المتسرع الذي انساق إليه، فاستغفر ربه عليه. وأصبح موسى في المدينة خائفا يترقب أن ينكشف أمره فيؤخذ بدم الفرعوني، فينزل إلى المدينة مرة أخرى فإذا به يواجه قضية أخرى متشابهة، وإذا الذي استنصره بالأمس فنصره يستصرخه اليوم أيضا، فعاتبه موسى على عمله ووصفه بأنه غوي مبين يريد توريطه واحراجه، ثم لما (أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما) (موسى والإسرائيلي) ظن الإسرائيلي أن موسى يقصد البطش به لا بالفرعوني، فقال لموسى: (أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس ان تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض) وبذلك كشف الإسرائيلي عن هوية قاتل الفرعوني الأول وفضح قتل موسى له، فعمل الملا وهم علية القوم على قتله بدم الفرعوني. (وجاء رجل من أقصى المدينة) وأعاليها يخبر موسى بالامر يقول له: (إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك) وطلب منه المبادرة إلى الخروج وآلهروب من الفرعونيين. فخرج موسى من المدينة خائفا يترقب ان يوافيه الطلب أو تصل إليه أيدي الفرعونيين فدعا ربه ان ينجيه من القوم الظالمين (القصص: 15 21، وطه: 40).

جاء في موقع دار السيدة رقية للقرآن الكريم عن مراجعات قرآنية (اسئلة شبهات وردود) للسيد رياض الحكيم: "وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ" (الشعراء 14). ما هو الذنب الذي كان للأقباط على موسى؟ ج ـ هو قتله للقبطي الذي كان يقاتل أحد بني اسرائيل، الذي أشار إليه قولـه تعالى: "فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ" (القصص 15)

جاء في صحيفة العربي الجديد بتأريخ 09 أكتوبر 2024: العراق يستقبل 8 آلاف نازح لبناني: من جهتها، أعربت جمعية الهلال الأحمر العراقية عن استعدادها التام والكامل لإغاثة اللبنانيين في جميع أرجاء العراق، مؤكدة "وصول ثمانية آلاف لبناني إلى العراق حتى الآن". وقال رئيس الجمعية ياسين المعموري، لصحيفة الصباح الرسمية، اليوم الأربعاء، إن "الجهود الوطنية وبجميع الاتجاهات حُشدت لاحتواء الأزمات الإنسانية الناتجة عن الأحداث الجارية الآن، خصوصاً خلال العشرة أيام الماضية، بسبب القصف على الجنوب اللبناني والضاحية، وما نتج عنه من نزوح، داخلي، وخارجي ضم الجزء الأكبر منهم، وتوجههم إلى عدد من الدول، ومنها العراق". وأضاف أن "هناك جهداً وطنياً واضحاً داخل البلد باستقبال اللاجئين اللبنانيين، وإسكانهم في أماكن لائقة وتقديم كل أنواع الخدمات، بدءاً من دخولهم الحدود، ولحين وصولهم إلى الأماكن المخصصة لهم".
وتواصل "العربي الجديد"، مع مصدر من وزارة الهجرة والمهجرين العراقية التي أوكلت إليها مسؤولية رعاية النازحين اللبنانيين، وقال إن "النازحين توزعوا على كل المحافظات العراقية، لكنهم تركزوا في محافظات كربلاء والنجف والبصرة، لكن هناك نازحين لديهم أقرباء ومعارف في محافظات مثل الأنبار وكركوك وديالى، وقد احترمنا رغباتهم في الأماكن التي يرغبون في البقاء فيها". وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "الوزارة تولي اهتماماً كبيراً في رعاية النازحين اللبنانيين، وتأمين وجودهم في المدن العراقية، عبر التنسيق مع أجهزة المخابرات والأمن الوطني الشرطة وغيرها"، مبيناً أن "تبرعات العراقيين كانت مهمة في البداية لرعايتهم، وقد أبدى العراقيون كرماً كبيراً مع اللبنانيين، كما أن كثيراً منهم استضاف أعداد من النازحين في البيوت، لحين توفير الفنادق والمجمعات". وأعلنت مديرية تربية محافظة ديالى، اليوم الأربعاء، عن استقبال أول طالبة لبنانية في مدارسها. وذكرت المديرية في بيان، أنها "استقبلت التلميذة اللبنانية رنا ريمون زكي في الصف الخامس الابتدائي في مدرسة صفية الابتدائية في قرية جيزاني الجول التابعة لقضاء الخالص، وجرى تسجيلها فضلا عن تجهيزها بالكتب المنهجية والقرطاسية". وسبق أن اتخذت الحكومة العراقية قرارات عدة لمساعدة الشعب اللبناني، أبرزها السماح بدخول العائلات اللبنانية التي لا تمتلك جوازات أو وثائق سفر إلى العراق، بدون قيد أو شرط، سواء من المنافذ البرية أو المطارات، مع تكليف وزارة الصحة بالإجراءات العلاجية والصحية اللازمة لهم مجاناً، كما أن لجنة من وزارات عدة ستجتمع لبحث قرار الحكومة بتخصيص 40 مليار دينار (نحو 25 مليون دولار)، لإغاثة الشعب اللبناني، وأن حسابين في مصرف الرافدين الحكومي، ستتولى استقبال تبرعات المواطنين والمؤسسات العامة والخاصة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/11/29



كتابة تعليق لموضوع : أنصار العراق لايوائهم أهل لبنان (ح 36) (فاستغاثه الذي من شيعته)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net