ضرر الفساد في أمثلة (ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) (ح 30)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
شرعت دولة قانونا لتقديم مبلغ لكل كيان لتمشية اموره اعتمادا على عدد نوابه في البرلمان وذلك لتقليل عمليات الفساد، فوجد أن اختلاس كل مدير عام انخفض إلى النصف. الكيان (س) عدد نوابه ضعف الكيان (ص) البالغ 25 نائب. وعدد المدراء العامين للكيانين (س) و (ص) هو نفسه والبالغ 20 لكل منهما في الدورتين في الدورة الأولى بدون تقديم مبلغ للكيانات بينما في الدورة الثانية يطبق تقديم مبلغ تمشية أمور. فإذا كان اختلاس كل مدير عام 30 مليون دولار سابقا. فكم المبلغ المختلس في الدورتين لكل كيان؟ وكم حصل كل كيان في الدورة الثانية حسب قانون تمشية الامور، مع العلم أن قانون مبلغ تمشية الامور للكيان يبلغ 15 مليون دولار لكل نائب في كل دورة لابنية الكيان ونثرياته؟
عدد نواب الكيان (ص) = 25، عدد عدد نواب الكيان (ص) = 2 ص = 2 ضرب 25 = 50. مبلغ المساعدة في الدورة الاولى البالغة أربع سنوات بدون قانون تمشية الامور لكل كيان = صفر. مبلغ المساعدة المعطى للكيان وليس للنواب في الدورة الثانية البالغة أربع سنوات حسب قانون تمشية الامور للكيان (س) = 50 نائب تابع للكيان ضرب 15 مليون لكل نائب = 750 مليون دولار. مبلغ المساعدة المعطى للكيان وليس للنواب في الدورة الثانية البالغة أربع سنوات حسب قانون تمشية الامور للكيان (ص) = 25 نائب تابع للكيان ضرب 15 مليون لكل نائب = 375 مليون دولار. مجموع المساعدة للكيانين (س) و (ص) خلال أربع سنوات الدورة الثانية حسب قانون تمشية أمور الكيانات كأحد معالجات منع السرقة 750 مليون + 375 مليون = 1135 مليون دولار. المبلغ المختلس في الدورة الاولى بدون قانون تمشية أمور الكيانات للكيان (س) = 30 مليون ضرب 20 نائب تابع للكيان = 600 مليون دولار. المبلغ المختلس في الدورة الاولى بدون قانون تمشية أمور الكيانات للكيان (ص) = 30 مليون ضرب 20 نائب تابع للكيان = 600 مليون دولار. المبلغ المختلس الكلي للكيانين (س) و (ص) في الدورة الاولى بدون قانون تمشية امور الكيانات = 600 مليون + 600 مليون = 1200 مليون دولار. المبلغ المختلس في الدورة الثانية مع قانون تمشية أمور الكيانات للكيان (س) = نصف مبلغ الاختلاس في الدورة الاولى = 1/2 ضرب 600 مليون = 300 مليون دولار. المبلغ المختلس في الدورة الثانية مع قانون تمشية أمور الكيانات للكيان (ص) = نصف مبلغ الاختلاس في الدورة الاولى = 1/2 ضرب 600 مليون = 300 مليون دولار. المبلغ المختلس الكلي للكيانين (س) و (ص) في الدورة الثانية بدون قانون تمشية امور الكيانات = 300 مليون + 300 مليون = 600 مليون دولار.
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى عن الفساد "وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" (الرعد 25) قوله تعالى: "وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ" إلى آخر الآية، بيان حال غير المؤمنين بطريق المقابلة وقد قوبل بقوله:"ويفسدون في الأرض" بقية ما ذكر في الآيات السابقة بعد الوفاء بعهد الله والصلة، من الأعمال الصالحة وفيه إيماء إلى أن الأعمال الصالحة هي التي تضمن صلاح الأرض وعمارة الدار على نحو يؤدي إلى سعادة النوع الإنساني ورشد المجتمع البشري، وقد تقدم بيانه في دليل النبوة العامة. وقد بين تعالى جزاء عملهم وعاقبة أمرهم بقوله: "أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" واللعن الإبعاد من الرحمة والطرد من كل كرامة، وليس ذلك إلا لانكبابهم على الباطل ورفضهم الحق النازل من الله، وليس للباطل إلا البوار.
وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى عن الفساد "وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" (الرعد 25) "والَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ". بعد ان ذكر سبحانه الصالحين وأوصافهم، وما أعد لهم من حسن الثواب والمآب ذكر الفاسدين والمفسدين. وبالتعبير الدارج بعد أن ذكر أنصار الثورة على الفساد ذكر أنصار الثورة المضادة، وطبيعي أن يكون هؤلاء في صفاتهم وأعمالهم على الضد من أولئك، فالصالحون يوفون بعهد اللَّه، فيعملون بوحي من العقل والضمير وبكل ما دل عليه الدليل والمفسدون ينقضون عهده جل وعلا فيعملون بوحي من الشيطان، يلبسون الحق بالباطل، ويكتمون الحق وهم يعلمون "ويَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ". فيتولون الطغاة المجرمين، ويناصرونهم على الأحرار الطيبين، تماما على العكس مما أمر اللَّه به، ونهى عنه. "ويُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ" بمظاهرة الظالم الغاشم، وإثارة الفتن والقلاقل، وتضليل السذج الأبرياء، وإشاعة التفسخ والانحلال، ونشر الجرائم والموبقات، ونحو ذلك من أنواع الفساد والضلال "أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ ولَهُمْ سُوءُ الدَّارِ". وإذا كان الأشرار في أعمالهم على العكس من الأخيار فمن الطبيعي أن يكونوا أيضا على العكس في الجزاء والثواب. للأخيار الجنة ونعم الدار، وللأشرار جهنم وبئس القرار.
ونقض العهود عكس الوفاء بها "وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا" (النحل 91) ونقض العهود كالفساد في الارض"وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" (الرعد 25) وناقضوا العهود ملعونون. ونقض العهود من صفات غير المؤمنين"إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ" (الانفال 55-56).
جاء في موقع مداد حول حديث القرآن عن الفساد والمفسدين للشيخ سعد بن زيد ال محمود: ولا يمكن أن يستوي أهل الإصلاح وأهل الإفساد في الدنيا ولا في الآخرة. قال تعالى: (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض، أم نجعل المتقين كالفجار) (ص 28). أبداً لا يستون: (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) (الرعد 25). وفي تلك الدار، دار البوار، فإن العذاب يضاعف للمفسدين جزاء ما تعدى فسادهم في أنفسهم إلى إفسادهم لغيرهم: (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذاباً فوق العذاب بما كانوا يفسدون) (النحل 118). وهل بعد ذلك من خسران؟ أبداً، (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون) (البقرة 27).
عن قطيعة الرحم يقول السيد الحكيم قدس سره فقد عد من الكبائر في صحيح عبد العظيم مشيرا إلى الاستدلال عليه وعلى قطيعة الرحم بقوله تعالى "والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار" (الرعد 25). وعن السيد محمد سعيد الحكيم قدس سره في كتابه في رحاب العقيدة: ومن نكث العهد، وفارق الحق، وغير وبدل، وانقلب على عقبه، استحق النكال والوبال، والبراءة واللعنة، كما قال الله تعالى "وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" (الرعد 25).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat