صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

( تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد أحمد الصافي ) 46
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ممكن قراءة المنجز من عدة أوجه منها اللغوي و الدلالي والنفسي والاجتماعي،  باستعمالها عن طريق التأثير والتأثر لتحقيق التواصل وكشف مدى قابليته على التأثير في المتلقي .
 قدم لنا سماحة السيد الصافي طريقة وأسلوب الإمام السجاد (عليه السلام) في استثمار الوقت بالدعاء ،والدعاء هو توجه روحي إلى الله سبحانه وتعالى ،  ندعو الله أن يقينا بالدنيا والآخرة ، و والدعاء له القدرة على التوهج الروحي الذي يخلق السعادة ،و يستنطق شواهده ودلالاته وتتفاوت النظرة إلى الدلالات باختلاف الوعي ، وكل واحد له غايته ،منهم من يدعو لشيء والآخر يدعو لشيء مختلف وربما يكون نقيضه ، هذا قصور في الفهم ، وقد تخون السياقات بقراءة  تخل بالمعنى المطلوب .
المؤمن يحتاج إلى التركيز في إختيار كلماته  ؛ لتدل على المراد القصدي  ،أي بمعنى  معرفة مواطن التوفيق ، يقتضي التأمل في قول الإمام السجاد عليه السلام ( و استصلح بقدرتك ما فسد مني )  المضمون إن الصفاء من النفس والاصلاح من الله سبحانه  و تعالى ، ونفهم  أيضاً إن عملية إصلاح  النفس مهمة جداً ، وهذا المعنى يجعلنا  نبحث عن مواطن  التوفيق :
أولاً... أن تدارك النفس قبل فوات  الآوان 
ثانياً .. أن يكون للإنسان من نفسه واعظ 
ثالثاً .. العمل المقبول ،   وهذا المعنى  له مديات  واسعة من حيث  الإدراك والتأمل  في معنى القبول ( إنما يتقبل  الله من المتقين ، المائدة / 27 )،  والتقوى من أهم  المفاهيم الأخلاقية، والدينية في الإسلام ومعناه وقاية النفس من عصيان الله تعالى ونواهيه وما يمنع رضاه ، وقد سُئل الإمام الصادق ( عليه السلام)  في تفسير التقوى  فقال ( أن لا يفقدك الله حيث أمرك ولا يراك حيث نهاك ) ، السعي المتواصل مع الناس هو إقامة صلة مع الفهم العام واختلاف قيم المتلقي  يجعل بعض الأمور تحتاج إلى تبسيط المعنى ،أو توضيح  المقصد  ، ففي الإصلاح يرى سماحة السيد أحمد الصافي عدداً من المفاهيم
المفهوم الأول 
ــــــــــ  هو المفهوم الطلبي ،الطلب من الله سبحانه تعالى  أن يُصلح  الفاسد 
المفهوم الثاني 
ــــــــــــــــــــ  إذا أصلح الإنسان نفسه كان نواة خير في إصلاح المجتمع 
المفهوم الثالث 
ــــــــــــ  لا يمكن للإنسان أن يُصلح المجتمع  قبل أن يصلح  نفسه 
المفهوم الرابع 
ـــــــــ الزلل الحقيقي  حين  يُنصب الفاسد من نفسه معلماً و مصلحاً  للآخرين وهو عاجز عن إصلاح نفسه ، سيفسد المجتمع  ولا يصلح  نفسه  ، القضية تكمن  في دلالة المعنى  ، سماحة  السيد أحمد الصافي  وجهها إلى عنوان مهم  من سيرة  الأنبياء  عليهم  أفضل  الصلوات  ، ويرى إن هناك رعاية سماوية ولدت أشياء كثيرة ومنها صلاح الأنفس  فهي صالحة  خالية من الحسد ، وهذا الصلاح  أنتج  اليقين  فتكون الخطوات  متيقنة ، نحن أمام الصلاح وما ينتجه من يقين وما يمنح اليقين من الثقة العالية بالنفس  الساعية إلى استصلاح  ذاتها  ، لينطلق منها إلى إصلاح المجتمع  ، فكان النبي محمد( صلى الله عليه وآله) لا يأمر بشيء إلا وهو يفعله  ولا ينهي عن شيء إلا وينتهي عنه  ، هكذا هي سيرة الصالحين  الذين نقتدي بهم، وقضية الإقتداء من القضايا  المهمة  ، والتي تعد من منطلقات البصيرة تعكس رؤيتها على المتلقي   ،ولا يمكن  لأحد أن يأمر بالتوبة وهو غارق في الذنوب من دون  توبة  ، و سؤال الإنسان نفسه هو سؤال حكمة الإصلاح ، سؤال وعي  ومعرفة ووجود يجعل الإنسان أمام تأريخ وجوده الإنساني  ، ما الذي فعله بينه وبين الله سبحانه تعالى في لحظات لايعلم بها الا الله ولا يراه أحد الا الله تعالى يسأله :ـ هل أصلحت نفسك ؟  ومن خلال هذا السؤال  يبدأ البحث عن اليقين والاطمئنان معرفياً ، هل  يستطيع الإنسان في مثل هذا الوعي أن يقول نعم ؟ ( فان الله عز وجل لا يخفي عليه خافية ) وأن قال لا فلمَ الانتظار ،والموت  على الابواب يطرقها ، هل هناك أحد في الوجود يعرف متى الأجل ؟ لماذا يسوف الإنسان ويراكم حوله السيئات فيسود قلبه حتى تنقلب الموازيين فيرى المعروف منكراً ويرى الوضيع شريفاً والشريف وضيعاً موازين خاصة نشأت من عدم إصلاح الإنسان نفسه ، إن ما يعطي العلم قيمته المثلى هو البحث الفكري المعنوي ليصل إلى  فهم المعنى الكلي ، يقول الإمام السجاد عليه السلام ( و استصلح بقدرتك )  تعد القراءة محركاً لفكرة  ، ونشاط ذهني  يسعي لأحتواء المعنى ، سماحة السيد أحمد الصافي يرى  أنها إشارة  إلى أن الأمر ليس بالأمر الهين ، و يوجهنا إلى حقيقة باذخة  المعنى  ، ميدان الإنسان الأول هو المقدرة على  النفس ، ليكون الإنسان  على غيرها  أقدر ، وأن عجز الإنسان عن هداية  نفسه، أكيد سيكون على غيره  أعجز ،  البحث  أيضاً  في سمة  الإنسان  المستنير  بالهداية والسلوك القويم  تبقى هذه السمة بحاجة أن يباهي  الله بها الملائكة ، يحملها الإنسان القويم محل الاطاعة مرتكزاً يقف عند موارد الرضا، وينتهي عند
موارد النهي  ، و يأتمر في مواطن الأمر ويقف عند موارد الشبهات ، أما موضوع  الابتلاء جعلنا نعيش معناه ونقف عند جملة ( وأكفني ما يشغلني الإهتمام به ، واستعملني بما تسألني غداً عنه ) أن نجعل الإهتمام بالاشياء  الضرورية التي من أجلها خلقنا ، استنطق سماحة السيد  أحمد الصافي  جميع الشواهد والدلالات ومواطن التوفيق ،والاهتمام بمواضع الابتلاء كانت مجموعة كبيرة من السجناء في عهد الطغاة  يتمثلون  بقوله تعالى ( السجن أحب إليّ مما يدعوني إليه) حالة يكتشف الإنسان  بها نفسه أمام أربعة جدران  يتوجه إلى الله تبارك ويطلب من الله سبحانه أن يتولى كل شيء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/01/10



كتابة تعليق لموضوع : ( تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد أحمد الصافي ) 46
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net