صفحة الكاتب : فاروق الجنابي

الخطة الامنية الشعبانية في كربلاء صفحة سوداء في تاريخها
فاروق الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 تعسا لتلك الايام العجاف التي عشعشت على اجواء مدينة كربلاء خلال الزيارة الشعبانية وما سبقها من اجراءات امنية تعسفية احرقت كل شيء حي وقد تجاوزت تبعاتها حدود اللياقة العسكرية العراقية المعهودة مثلما تجاوزت جميع الاعراف العقائدية والاخلاقية التي تتداولها جيوش العالم المتحضر وحتى (جيش محمد العاكول )والقت بضلالها على انسيابية حركة اهالي المدينة وتمدد الاثر سلبا على حركة الوافدين اليها طلبا لاحياء تلك الشعيرة التي اصبحت بتقادم السنين احد ابرز معالم المدينة وعنوانا للتلاقي المجتمعي ،تلك المدينة التي انطلقت من رحابها مشاعل الحرية وتحطمت بفضاءاتها سورالعبودية لتتحول بفضل خطة قيادة عمليات كربلاء الامنية مدينة اطلال واشباح ،هجرتها الاجساد الخاوية بعدما انقطعت بها السبل واصبحت لاتقوى على مجارات تلك الخطة الامنية التي حملتها قيادة العمليات (وهناعلى وهن)  ،قيادة العمليات التي اعدّت لنا مااستطاعت من قوة ومن رباط الخيل (تجاوز عديدها الاثنان وثلاثون الف مقاتل )لترهب به عدوا الله وعدوا البشر ،حتى تشابه لدينا البقر واصبحنا لانفقه من هو العدوا المفترض هل هي (القاعدة)التي لاتمتلك جيشا نظاميا يوازي تلك الاعداد القتالية انما هي تمتلك اناسا فقدوا رشدهم وتعفنت عقولهم فمكروا مكرهم ،واعداد خطة للقضاء عليهم لايحتاج الى ساحات الوغى او الى مناخ عسكرة المجتمع بهذه الصورة التي خرجت عن المالوف و(الحلّوف) لكنها تحتاج الى جهد استخباري استباقي بالتعاون مع الاهالي خصوصا ان المناسة ليست وليدة ظرفا مرحلي او آني بل هي عرفا سنويا يتكرر كل عام وبامكان الاجهزة الامنية الابتعاد عن نظرية العقيد العسكرية باعتبار ان كل شيء على الارض عدوا مفترض،فتجاهلت قيادة العمليات انها امام واقع مدني فرضته اقدار الحياة ام ان العدوا الوهمي هوشيخ اعزل قلّت حيلته وام ثكلى كبرت بلواها و طفل يتسكع على قارعة الفقر بعد ان ابتلعت براكين المفخخات معيله وذويه قد جمعتهم النواميس لتوكيد انهم شعب يتسامى بوحدته الوطنية بالقدر الذي يتعايش من خلاله بروح انسانية عمقها التآخي وحب الوطن ،فكان المشهد العام لمسرح العمليات يعيدنا بالذاكرة الى صورة الحشود العسكرية ابان الفتوحات الاسلامية التي بدأً بفتح مكة وصولا لفتح بلاد القسطنطينية وبلاد فارس فالمنظر الخارجي لجحافل القوات التي اعدتها قيادة عمليات كربلاء يدعونا الى التسائل والاستغراب فيما اذا كانت قيادة العمليات تبتغي من تحديث خطتها الامنية بهذالمستوى فتح جزيرة ام (العكاريك )في شارع السدرة ،اوتحرير مدينة العباسية الغربية من قوات باب الطاق المرتدة والاغرب من كل ذلك ان قيادة العمليات ابعدت قوات الشرطة الاتحادية الى خارجة فضاء اختصاصها القانوني في التماس مع المدنيين واستبدلتهم بقطعات من الفرقة الثامنة (المدللة ) ليحلوا محل الشرطة في اغلب التقاطعات ونقاط التفتيش وفي مناطق التماس التي لايجيدون فلسفتها وفقا للعرف العسكري السائد الذي يعتبر كل شيء متحرك في ظروف الطواريء عدوا مفترض مبتعدين عن نواميس العقائدية العسكرية العراقية والتي كانت مثالا للجيوش المحترفة  وكان الاصح ان تسند مهام التماس باجهزة الشرطة المدعومة بالجهد الاستخباري وابعاد ترسانة الجيش عن تلك الطقوس السلمية والمدنية بامتياز خشية ان تنسحب الامور الى مالايحمد عقباه وتكليفها بالانتشار في المناطق البعيدة عن مرمى انسيابية الحركة ليقتصر دورها في المراقبة والاسناد
الملفت للنظر ان الصلاحيات كانت متقاطعة ومتداخلة بطريقة انعكست سلبا على الواقع العام في المدينة
المحزن ان قيادة الشرطة قد منحت بعض الصحفيين باجات دخول المدينة التحرك لتغطية مراسيم الزيارة ورصد الخروقات لكن قيادة العمليات وكعادتها تلغي تلك الباجات بعد مرور 24ساعة على اصدارها اي قبل حلول الزيارة      
جميعا ندرك ان نشر ناقلات اشخاص مدرعة واليات كبيرة بين الازقة والشوارع الفرعية للمدينة في ظل اجواء روحانية وطقوس مقدسة تسيء الى آداب المسؤولية وتعتبر من كبائر الخطايا التي ترتكبها الجيوش المحترفة بحق شعوبها
 فالخطة الامنية ابتعدت كليا عن مفاهيم الاجراءات الاحترازية التي القت بضلالها على كاهل الزائرين مما جعل الزيارة ان تدخل موسوعة غينيس للاعراف والطقوس الدينية في قلة اعداد الوافدين   
واننا لانملك الا ان نحمل صرخات الاهالي والزائرين لنطلقها في اعنان السماء لعلها تدك مسامع القائد العام للقوات المسلحة بصفته الاخلاقية والانسانية ان يحرر مدينة كربلاء من ثكنة قيادة عمليات الفرات الاوسط التي تتخذ من مركز المدينة مقرا لها
اليوم اصبح لزاما على القيادة العامة للقوات المسلحة ممثلة بدولة رئيس الوزراء ان تتحرك سريعا لنقل قيادة العمليات من مركز المدينة الى معسكر المسيب الذي تتوافر فيه جميع الظروف الملائمة وبذلك ستكون قريبة من المناطق التي تشكل مبعث قلقا امنيا ولتتمكن قيادة العمليات من استباق ردود الافعال من باب الوقاية خير من العلاج ولكون مدينة كربلاء تحتاج الى مناخ مدني يتناسب وحجم الطقوس الروحانية التي تمارسها الجموع المليونية الزاحفة للمدينة خلال تلك الزيارات واعادة ترتيب الاوراق الامنية من خلال اعادة ايكال المهام الادارية والامنية الى قيادة شرطة كربلاء باجهزتها الاستخبارية وباشراف ميداني من المحافظة ومجلسها المنتخب التي تقع تلك المسؤوليات ضمن اختصاصاتها القانونية والمكانية لتكون امام خيار واحد هو التصدي للعابثين بالامن العام والاداب العامة ضمن حدود المسؤلية
فتحية من الاعماق الى الامانتين العامتين للعتبتين الحسينية والعباسية والى مديرية بلدية كربلاء ممثلة بمديرها المهندس مازن هاتف الياسري وقسمها الاول ممثلا بالمهندس علي سعدون عبد العالي والى ملاحظ القسم الاول الاستاذ كريم محمد داوود (ابو رافد) الذين كانوا مثالا يحتذى به وقدوة حسنة في التعاطي مع المهام بروح المواطنة الحقة بالقدر الذي كانوا فيه الصفحة المشرقة التي اوقدت ضيائها في عتمة قيادة العمليات
املنا كبير ان تجد تلك الصرخات طريقها للحل خصوصا ان قيادة العمليات في موقعها الجديد ستجتث الارهاب من جذوره وتحد من ظاهرة التنصل من التقصير عند الخروقات الامنية والله من وراء القصد 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فاروق الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/28



كتابة تعليق لموضوع : الخطة الامنية الشعبانية في كربلاء صفحة سوداء في تاريخها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net