صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

القاعدة كانت هناك
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 أصبح واضحاً مدى الغباء الذي عليه من يصرحون بنهاية تنظيم القاعدة ، أو بشل قدراته على التأثير والتحرك في مساحات واسعة من الأرض ضارباً بعرض الحائط كل المحاولات الرامية الى تعطيله أو تحجيمه، ساخراً من المقالة التي تقول ،بغيابه الكامل عن ساحة العمل العنفي في هذه البلاد أو تلك.
وليس من المبالغة القول، إن هذا التنظيم يمتد ليغطي بعملياته كل البلاد العربية ومنطقة الشرق الأوسط بل والعالم بأسره ، وبمراجعة دقيقة لسجل العمليات النوعية التي نفذت في الولايات المتحدة وأوربا وأفريقيا وآسيا نلحظ أن أغلب تلك العمليات نفذت بأيد قاعدية تتصل بأياد في مواضع مختلفة من العالم يربطها ببعض تنسيق عال وتخطيط ومتابعة ومساندة وشعور بالتواصل والتضامن والدعاية المستمرة والحراك الدائب ، وهو حراك يفوق بتأثيره ردود فعل الأجهزة الأمنية في تلك البلدان المستهدفة والتي ما أن تعلن أن التنظيم قد تراجع في تأثيره حتى تدوي إنفجارات وعمليات تفخيخ وقتل منظم تعلن القاعدة وبكل فخر مسؤوليتها عنها وتتوعد بالمزيد.
وكنت دائما ما أنتقد تصريحات مسؤولين عراقيين عن كبح جماع هذا التنظيم الذي يعمل بأساليب شبيهة بحرب العصابات ، وعمليات الكر والفر أو ما يسمى (إضرب وأهرب). ليحافظ على عناصره من الفناء ويبقي مساحة من القدرة على عمل قادم مع إمكانية عالية في تجنيد المزيد من المقاتلين المتحمسين لتطبيق الشريعة ولقتل المزيد من الناس والبحث عن فرصة للشهادة ودخول الجنة؟
وكلما صرح هؤلاء المسؤولون كلما حدث عمل نوعي يعيد الى الأذهان فجائع أحدثتها القاعدة في أنحاء من البلاد خلال السنوات الماضية.
القاعدة ليست على درجة عالية من الغباء لتترك وتهجر بيئة مواتية كالعراق وتذهب بإتجاهات أخرى خاصة مع توفر إمكانيات التواصل بين أكثر من تنظيم وفي مختلف البلدان ومع الحصول على التمويل والأتباع والحواضن الملائمة في الداخل. فالضربات التي تعرض لها التنظيم  في السنوات الماضية لم تستطع أن تنهي تواجده بالكامل فما زال هناك من يرى فيه ممثلاً للإسلام حامياً له من الإنحراف والزوال.
الفساد السياسي والتناحر وعدم وجود قيادات مؤهلة في البلدان العربية والإسلامية وإنهيار البنى الخدماتية وإستغلال جهات متنفذة لظروف الفساد والتعطيل ونهب المال العام وإنعدام الجدية والرغبة في الادارة الواعية يجعل من كل البلدان تلك عرضة لتقبل الأفكار والآيديولجيات المتشددة ، وقد يسارع البعض للدخول في دائرة العمل ضمن هذا التنظيم ليحدث نوعا من التشابك في تلك البلدان بين الدين والسياسة ومتطلبات المجتمع وأطماع وفساد السياسيين الأمر الذي يجعل المستقبل عرضة للإبتزاز والمساومات ويكون غامضاً ومخيفاً للغاية. وكلما حدث حدث جلل لابد أن نقول ، إن القاعدة كانت هناك..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/29



كتابة تعليق لموضوع : القاعدة كانت هناك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net