صفحة الكاتب : لطيف عبد سالم

من أجاز لكم شتم الزعيم ؟ ( الجزء الثاني )
لطيف عبد سالم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لقد جاءت ثورة 14 تموز 1958 م تعبيرا عن تعاظم مبرراتها التي املت على الحركة الوطنية في العراق نضالا دؤوبا اسهم بإنضاج ملامحها  من خلال  اثارة الوعي الوطني بموجبات السيادة والكرامة والتحرير ،ما فرض على الزعيم عبد الكريم قاسم واخوته في حركة الضباط الاحرار ادراك حتمية التغيير السياسي في البلاد .
وبغض النظر عن كثرة الاتصالات ورسائل الاعجاب بمضمون الجزء الاول من مقالي الموسوم  ( من اجاز لكم شتم الزعيم ؟) التي وصلتني عبر البريد الالكتروني او الهاتف الجوال من اخواتي واخوتي في الوطن ،فاني ارى ان طبيعة ثورة تموز 1958 م التحررية ،ومنجزاتها ،وما احاط بها من ظروف كانت وماتزال محط اهتمام كثير من الاكاديميين والادباء والمثقفين والفنانين الذين اشبعوها بحثا ونقدا وتحليلا حتى اصبحت في مجال الصحافة والاعلام تقليدا سنويا يستلزم من ادارات الصحف والدوريات ومحطات الاذاعة والتلفزيون وغيرها تخصيص امكانيات مادية وبشرية متميزة ؛لإنتاج اعمال وبرامج تتوافق مع اهمية هذه المناسبة الخالدة .الا ان اغلب مكونات الاجيال الحديثة لم تصل بعد الى فهم دقيق لمعاناة الانسان الذي عاش اعوام العهد الملكي في بلد حباه الله تبارك وتعالى بخير وفير وثروات طائلة ومتنوعة ،فضلا عن عراقة تاريخه الذي يمتد الى عصور سحيقة في التاريخ الانساني . وعلى وفق ما تقدم فان استعراض بعض الحوادث الإنسانية التي تشكل جزء من بنية المجتمع العراقي في الاعوام التي سبقت العهد الجمهوري الذي ارسى دعاماته الزعيم عبد الكريم قاسم تعد في واقعها الموضوعي لمسة وفاء الى شهداء العراق الذين عبروا عن قدسية تراب الوطن الغالي  ؛لفرط ايمانهم بالإنسان والحب والجمال ، فضلا عما تشكله هذه الاستذكارات الانسانية من قيمة وجدانية وانسانية واخلاقية  حيال التعاطف مع مظلومية الانسان في العراق الذي شرعت فيه قوانين العدالة قبل اكثر من سبعة الاف سنة .والانكى من ذلك ان اجيال متعاقبة في العراق لم تصح الا على ثقافة منظمة استهدفت تقزيم دور الزعيم الوطني ،بوصفه دكتاتورا تسلط على رقاب الشعب ،وضمن هذا السياق اجد من المهم الاشارة هنا الى مقولة المرحوم احمد فوزي المحامي التي اسرها لمقربيه في اخر ايامه ( عدت لأصحح التاريخ ) في اشارة منه الى كثر ما كتبه عن دكتاتورية قاسم وتسلطه مثل غرب وغروب ولهو في لهب .
ان كثير مما كتب عن عبد الكريم قاسم كان ولسنوات طويلة نتاج كتاب واناس يرزحون تحت  سلطة  الحقد والانوية والعواطف الممزوجة بالعداء والمشحونة بالغيرة من شخص الزعيم الذي اسر قلوب الشعب بصدق وطنيته ونظافة يده ،ولعل من المناسب ان اشير هنا الى قول احد الضباط الاحرار الذي طلب رحمه الله عدم ذكر اسمه ان عبد الكريم قاسم لم يكن دكتاتورا ،بل كان وطنيا مخلصا ،غير ان الغيرة اعمت بصيرتنا فتامرنا عليه وقتلناه من دون محاكمة عادلة ! .
ترى ماذا يستحق منا الزعيم : الشتيمة او اعادة الاعتبار ؟.
في امان الله اغاتي . 
المهندس لطيف عبد سالم العكيلي / باحث وكاتب .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لطيف عبد سالم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/30



كتابة تعليق لموضوع : من أجاز لكم شتم الزعيم ؟ ( الجزء الثاني )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net