صفحة الكاتب : حاتم عباس بصيلة

الاخلاق الثقافية في الطب
حاتم عباس بصيلة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 أتمنى من الله ان لايجعلني مريضا هذه الايام !! حتى لا أكون تحت سطوة الوحوش الطبية !! وكان صاحبي قد أشار الى أن كتابي\"(وحوش ثقافية) يذكره بكل ما مر به من مأساة ولكي لانكون متطرفين في الوصف الاخلاقي لمهمة الطب بأشكاله المتعددة فان من الاطباء من كان على درجة عالية من الاخلاق والضمير الحي في التعامل مع الانسان المريض!! وذلك حق لابد من قوله ولكنه لايمثل ظاهرة فتكون سائدة وانما السائد هو طغيان الاستبداد الاخلاقي الطبي مع الانسان العراقي الجريح!! ولدينا من القصص اللاانسانية ما يشيب له الرأس وما هكذا يعامل شعب جريح تناوحته الخناجر من القريب والبعيد فالطب بلا اخلاق لايساوي شيئا وفي تقديرنا ان المأساة تبدأ من التصور المادي للحياة فلا شعور بالآخرين من الناحية الوجدانية والاخلاقية ولقد سمعت من يلعن الاطباء عند خروجه من العيادات التي تشبه مسلخا لجيوب الفقراء !1 ولماذا العيادات أصلا عندما يؤدي الطبيب واجبه؟ فالفقراء مرضى لان الفقر بالضرورة يؤدي الى ذلك وكذلك الغنى الفاحش يؤدي الى سوء المزاج والاخلاق والنعالي على البشر حتى ان البعض يعتبر الانسان المريض مادة للتجارب المهينة لوضعه الاجتماعي والاخلاقي
ان الجشع الذي وصل له الاطباء بصورة عامة وهو ظاهرة ينبغي دراستها ادى الى انهيار القيم الاخلاقية الطبية فهناك من يصرخ بوجه المريض وهناك من يستغل جهل الجاهلين وهناك من يتحرش باسلوب ذكي بالمريضات الجميلات!! ورغم كل الغنى فان البخل وصل ببعض الاطباء انه لم يغسل مخدته منذ ان فتح عيادته الى اليوم ويبلغ الاتفاق اللامرئي بين الاطباء والعاملين معهم ان يتقاسموا ما يدخل لهم من(اكراميات) قسرية يطالب بها بعضهم بلسانه من العراقي المسكين الذي راح يدعو عليهم باستمرار!!
لقد كان تشيخوف طبيبا وأديبا عالج الناس جسدا وروحا وظل وفيا للقيم الانسانية بينما اطباؤنا تبرر الاستغلال بالعلمية وكأنهم وحدهم العلميون في الحياة وقد وصلنا جميعا بعلميتنا الى درجات ممتازة بمختلف الاختصاصات فلماذا لا نفكر باستغلال الانسان ان عشرات الموتى في قبورهم يصرخون بوجه الظلم والظالمين وحذار من لحظة تنقلب فيها الاشياء وان القيم الروحية عظيمة بقدر التعامل مع المادي المحسوس فلا ينبغي اهمالها ان كل ذلك يذكرني برواية غوغول(النفوس الميتة) فهل وصل العراق الى مرحلة تلك النفوس لقد اقترحاحد الاصدقاء ان اكتب قصصا عن قفاصة الموت ولكني آثرت ان اكتب قصصا عن مآسي العراقيين المتعلقة بالطب والاطباء وفي هذه المرحلة سوف لا اذهب لاي طبيب اذا مرضت معتمدا على مقولة(واذا مرضت فهو يشفين) وساعتمد على ما احصل عليه من معلومات طبية من الانترنت وعلى طب العرب الذي كان مثالا عظيما لامتزاج القيم الروحية مع الصفة العلمية للمختصين النبلاء وان الثقافة الحقيقية هي ثقافة السلوك الانساني ولا بد من انزال العرش الطبي الى الاحضان الشعبية في زمن يمكن ان ينهل من العلم كل فرد وذلك نوع من الاشتراكية القادمة بالضرورة وليس شيئا آخر

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حاتم عباس بصيلة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/30



كتابة تعليق لموضوع : الاخلاق الثقافية في الطب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net