في ذكرى احتلال الكويت
علي الزاغيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لطالما دافع العراق عن ما يسمى البوابة الشرقية للامة العربية ومن اجلها ضحى بالكثير ودفع بخيرة شبابه لمحرقة الحروب بينما كان الشباب الكويتي وغيره ياكل لحم الحبارى والغزال ويتسكع في حانات اوربا وجنودنا المساكين رابضين في ملاجئ تحت الارض ,  وعيونهم ساهرة تتنظر ساعة الصفر او  عسى ان تنتهي الحرب ويعم السلام .

بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية في الثامن من اب 1988 فرح العراقيين بانتهاء  هذه الحرب  الطويلة التي استمرت زهاء ثمان سنوات وتناسوا تلك الاحزان وقوافل الشهداء والاف المعوقين ورقصوا طربا لاعلان نهاية الحرب ولكنهم لم ينزعوا لباس الحرب ولا يعرفون ماذا يخبئ لهم قائد الضرورة من حرب اخرى اكثر ضراوة واشد من الاولى .

 لم يكن يوم الثاني من أب 1990 يوما عاديا في تاريخ العراقيين فحسب بل في كل ارجاء العالم ولاسيما الكويت التي اشرقت الشمس على ارضها لتجد  القوات العراقية  في كل مكان بعد هروب الامير وحاشيته الى السعودية مما جعل امريكيا  تهتز لاحتلال الكويت  ليس لسواد عيون الامير وشعب الكويت ولكن لما تمتلك الكويت من ثروات نفطية كبيرة وبالتالي ستكون هذه الثروة النفطية الى العراق  مما يجعله يتحكم بتلك الثروة النفطية الكبيرة .

بعد دخول القوات العراقية للكويت وهروب حاكم الكويت وحاشيته الى السعودية تم تشكيل حكومة صورية بصورة مؤقتة تحت اسم جمهورية الكويت  برئاسة العقيد علاء حسين ولكنها لم تستمر بعد اعلان الحكومة العراقية  ضم الكويت الى العراق لتكون المحافظة التاسعة عشر ( عودة الفرع للاصل )  والغاء جميع السفارت  العالمية فيها وتغير اسماء الشوراع والمدن بما يتناسب مع الوضع الجديد, وفي السعودية  حيث يتواجد  الشيخ جابر الصباح وولي العهد سعد  عبدالله الصباح وعدد من الوزراء تم تشكيل حكومة كويتية في المنفى .

في حقيقة الامر ان احتلال الكويت لم يستمر سوى 7 اشهر بعد تحريرها من  قبل قوات التحالف في السادس والعشرين من شباط 1991 ولكن اثارها لا تزال يأن منها الشعب العراقي بسبب رعونة وغباء ساسته الذين لم انطلت عليهم اللعبة وسقطوا في فخ اسمه الكويت وبالتالي ادى هذا الفخ الى انهيار العراق اقتصاديا واجتماعيا وسياسا  وضعف موقفه امام دول العالم مما جعل الامم المتحدة تصدر عدد من القرارات لتعزل العراق عن العالم الخارجي وتصدر  يوم 6 اب قرار 551 اعلان الحصار على العراق  لاجباره على الانسحاب من الكويت  ولكن هذا الحصار استمر سنوات طويلة عانى خلاله الشعب العراقي الامرين نتيجة نقص الغذاء والدواء  .

بعد ان مضى اكثر من عقدان من الزمن على انتهاء عاصفة الصحراء هل سينسى او يتناسى الكويتيون الغزو العراقي ويتنهي ذلك الحقد القديم  ام سيكون هذا درس اساسي من دروس التاريخ , وهل سينسى العراقيين بأن الكويت عراقية.

الموضوع السابق الى معالي وزير التربية والتعليم العراقي المحترم

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat