صفحة الكاتب : كتابات في الميزان

ربيع الشهادة الثامن .... قبلة الربيع العالمي بامتياز
كتابات في الميزان
 أجمل ما في الحياة أن يلتقي العاشق والمعشوق على ارض العشق الأبدي, فأي عاشق أنا؟ولا املك غير أن أهيم سحرا في ثنايا المعشوق,وأي معشوق هو؟الذي يملك كل شيء وتطوف حوله صباح ومساء تراتيل العشاق وتحفه القلوب من أقصى الأرض لأقصاها ومن أدنى الروح لأدناها ,وأي ارض عشق هي؟ نلك التي يحتويها قرص الشمس بل تتصاغر كل الكواكب وتنكمش وتذوب في خيوط شمس الأرض كربلاء الحسين (ع),هي تماما تلك المشاعر التي تحفني وتطوف في صمتي ومهجتي وأنا أعيش أيام مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الثامن الذي أطلقت العنان له شمس الأرض كربلاء لينهل عشاق المعشوق من خيوط تلك الشمس مبادئ وعدالة وإسلام وإنسانية محمدية بامتياز,لقاء محبة وفكر وضاء والاهم من كل ذلك انك تخلد في رحاب رمز الشهادة الأمام الحسين (ع) ورمز الشجاعة والبطولة أخيه آبا الفضل العباس (ع) .
 
هذه هي المرة الثانية التي يشرفني بها الإخوة في العتبة العباسية المقدسة بالحضور لمهرجان الربيع وهي مسؤولية وشرف كبير لا يدانيه شرف بان اكون من بين المدعوين ,أولا لمهرجان كبير وعالمي يتمنى الجميع في العالم حضوره, وثانيا بان أكون من بين كروب تسند له مهمة متابعة وتوثيق كل ما يحدث في المهرجان من نشاطات وفعاليات رسمية أو غير رسمية فضلا عن الالتقاء بنخب مختلفة من شتى بقاع العالم جمعها ذلك العشق والهيام لكربلاء فكانت هاجسهم في حلهم وترحالهم وفي نجاحاتهم وحتى انكساراتهم العامة منها والخاصة لذلك كانت المسؤولية تكبر وتتسع يوما بعد يوم من أيام المهرجان دون أن نلتفت للراحة لأننا اشترينا سكينة التعب من اجل ان يظهر مهرجان النهضة الحسينية المباركة بأبهى صورة ,لم أغالي إن قلت بان كل شيء كان منظما بشكل مبهر سكنا وإطعاما وجلسات وفعاليات وكل شيء كان مدروسا بأدق تفاصيله حتى كنا نشعر بالفخر خلال أيام المهرجان بان الإخوة في الأمانتان العامتان للعتبتين المقدستين قد بيضوا وجوهنا بهذا التنظيم وهذا النضج العال في الأداء والعمل ... محطات جميلة لا زالت في الذاكرة خلال أيام المهرجان سأذكر بعضها من باب الفخر .
 
كان حفل الافتتاح مبهرا بطريقة احترافية جميلة وكان منهاج الافتتاح يحمل قدر عال من النضج في اختيار من سيعتلون منصة الحسين(ع) ويطلون عبر الشاشات منها كعناوين لمهرجان حسيني في كربلاء الثقافة الثامن ,كلمة المهرجان التي ألقاها سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي أمين عام العتبة الحسينية المقدسة كانت رسائل محبة وطمأنينة وسلام للجميع عكست العقلية المتفردة لرجال الدين الذين يتولون مهام القيادة في العتبات المقدسة في العراق ,تلتها كلمات كثر إلا أن أهم ما فيها كلمات تناهت لمسامعي فاخترقت عقلي فأيقظته ,هما عبارتين الأولى كانت لممثل الشيعة في أفريقيا قالها في سياق كلمته ( فليكن قعودنا حسني وقيامنا حسيني ) وما بلغهما من كلمتين يختصران الحلم والحكمة والثورية ضد الباطل سواء كان قعودا أو قياما ,والكلمة الأخرى قالها مفتي ديار جنوب لبنان في سياق كلمته ( حينما دعيت للمهرجان قلت بأنه صدى للربيع العربي وحينما حضرت وجدت ان ربيعنا الكربلائي أقدم من الربيع العربي بثمان سنين لا بل خدعنا بالربيع فكان في دول ربيعا وفي دول أخرى كالبحرين تمردا ) كلمة بليغة تشير بوضوح إن كربلاء منذ أن تعمدت أرضها بدم الحسين وأهل بيته( عليهم السلام)وهي نبوءة الثورة ومهد انطلاقتها في شتى المجالات وما عدها صدى لها وان الربيع في البحرين أزال القناع عن دعاته فصمتوا لان الصيحات البحرينية تردد (هيهات منا الذلة ) بل في الدول الأخرى الصيحات تردد نغم أخر بدء من تونس اعتباطا والهدف كل الهدف سوريا وجنوب لبنان لكسر شوكت المرددين (هيهات منا الذلة ) في كل مكان بعدما فشلوا إن يكسروها في العراق .
 
المحطة الثانية كانت هي فرحتنا الكبيرة حينما حضينا بلقاء السيد ليث الموسوي مسؤول الشؤون الفكرية والثقافية في الأمانة العامة للعتبة العباسة المقدسة وعبر الزميل والأب الشاعر والكاتب علي حسين الخباز مسؤول إعلام العتبة العباسية وتجاذبنا أطراف الحديث حول المهرجان وما يجب وما يكون في السنوات المقبلة والغريب في الأمر أن كل المقترحات التي كانت في جعبتنا وكنا فرحين بها بأننا سنطرحها لسماحته في اللقاء إلا أننا فوجئنا بأنه وثق ذلك من قبل وعمل على بعض منها وهذا إن ندل على شيء فانه يدل على الوعي العال والنضج المقتدر لمثل هكذا شخصية بحق مسؤولة وفي مكان مسؤول تستحقه بجداره .
 
وعلى الرغم من أن أوراقنا راحت تدون ملاحظة هنا وعنوان هناك إلا أننا حينما خلدنا لراحة النقاش وجدانها كلها عناوين وملاحظات تشير إلى نسب تصاعدية من النجاح المتواصل حتى أخر لحظة من المهرجان فكانت نشوة الراحة تدب في أجسادنا كأنها خدر اليقظة الذي أعلن لنا بان مهرجان الربيع بعد ثمان سنين بات مفخرة كل العالم ويحق لنا أن نزهو ونعلن الفخر .
 
لذلك من واجبنا أن نقول طوبى للأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة وطوبى للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة بكافة أقسامهما وموظفيهما وخدام العتبتين المقدستين لأنهم أوفوا لآبا الأحرار وأخيه آبا الفضل العباس حقهما من الهيبة والوقار والفضل والآباء بان يحتضن ذراعيهما مهرجانا ثقافيا بفضاء عالمي على درجة عالية من الاحتراف بكل شيء.... فطوبى لكل من سعى وعمل جاهدا من اجل ان تكون كربلاء قبلة الربيع الثقافي العالمي بامتياز.....

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كتابات في الميزان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/04



كتابة تعليق لموضوع : ربيع الشهادة الثامن .... قبلة الربيع العالمي بامتياز
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : عدي المختار ، في 2012/08/09 .

الرائع والاب الحنون الخباز
دمت لي
وهذا قليل بحق مهرجان مثل الربيع الكربلائي الجميل
دمتم لي احبة ودمتم مبدعين كبار

• (2) - كتب : علي حسين الخباز ، في 2012/08/05 .

تسلم ايها الرائع انت والفريق الاعلامي الذي اعد من قبل موقع كتابات في الميزان كنتم رائعون في تغطية المهرجان ، تسلم ايها الرائع لهذا الموضوع الرائع ـ ومن اجمل الفقرات التي اقيمت على هامشه كان تكريم فوزك في ججائوة النص المسرحي لدار الشؤون الثقافية ، سلمت ايها البهي




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net