صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

نحن والمسبار الاميركي ... معالم الرؤيتين
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 بينما كان المسبار الاميركي "كيورياسيتي" يوشك ان ينهي رحلة في الفضاء مضنية كلفته ثمانية اشهر او اكثر من عمره الغض ، وبينما كان العالم المتحضر يوشك ان يحتفل باحدى انجازاته العلمية الباهرة ، وبينما كانت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية  "ناسا" حابسة انفاسها ، عاضة على النواجذ مع اقتراب مختبرها من سطح المريخ ... وبينما كان التاريخ البشري يستعد ليثبت يوم الاثنين السادس من آب 2012 كيوم تاريخي للعلم ... وبينما كان رئيس اعظم دولة - الذي الغى برنامجه النومي في ذلك الهزيع من الليل - يتابع عبر وسائله الخاصة اقتراب بلده  من تحقيق فتح جديد في الفضاء ... وبينما كانت وكالات الانباء المرئية والمكتوبة تتسابق في تغطية الحدث الاكبر ... وبينما كانت " "كيورياسيتي" المرهقة توشك ان تلثم عجلاتها الستة تراب المريخ الاحمر ... وبينما كان هذا المعمل الالي العملاق في تجهيزاته وتقنياته يوشك ان ينهي رحلة 566 مليون كيلومتر " الرقم دقيق ولا داعي لفرك العيون" قطعها بسرعة تفوق سرعة الصوت بسبع عشرة مرة ... وبينما كان هذا المختبر العائم يوشك ان يرسل اولى صوره الالكترونية من ذلك البعد الخرافي الى محطة المراقبة في كاليفورنيا ... وبينما ... وبينما ... بينما ... وصلتني رسالة حملتها نفس الشحنات الالكترونية التي حملت رسالة المريخ الى الارض ، لكن من صديق  "مفسبك " بدرجة كلوز فريند يدعوني فيها لان انضم الى مجموعة من المؤمنين احيت ليلتها تلك في التضرع والابتهال الى الباري تعالى جده ليبطل كيد الكائدين ويرده الى نحورهم بافشال عملية الهبوط ، باعتبارها مؤامرة ، مكشوفة الاهداف لغزو فضاء رب العالمين ، لتحقيق مآرب دنيوية دنيئة ... ولم افرط بدوري بتلك الفرصة المتاحة للدعاء حيث كانت اللحظات الاخيرة التي تسبق الامساك عن الطعام استعدادا لصيام اليوم الاثنين ، فدعوت الله ضارعا بكل ما اوتي صدري من حرق بان يهدي هؤلاء الاصدقاء الذين من الله علينا بمعرفتهم بفضل مبتكر اميركي شاب ديانته يهودية استطاع ان يجمع نحو مليار انسان في كيان افتراضي يوشك ان ينافس الهند وربما الصين في عدد السكان . ليت شعري كم هو بالضبط عدد افراد المجموعة المؤمنة التي احيت ليلتها تلك في الدعاء ، وليت شعري كم مجموعة في عالمنا الما يسمى بالاسلامي او العربي كانت تفعل الفعل المشين ذاته . ثم لماذا اريد ان ادري ، وقد خابت كل تلك الدعوات التي لا تنسجم مع العقل ، فيما استجيبت الدعوات القلبية الخالصة التي كان يزفر بها مع كل نفس مهندسو "ناسا" وخلفهم الملايين ممن يحترمون هدية العقل التي حباها الباري عز وجل خليفته في الارض ، استجيبت هذه الدعوات لانها كانت اقرب الى منطق السماء تحوم حول ذلك المسبار المتارجح في الفضاء والذي حل اليوم ضيفا ربما ثقيلا على سطح المريخ الذي آثر حياة العزلة منذ خلقه الله . "ناسا" وفي ظروف اقتصادية ضاغطة خصصت مليارين ونصف المليار لانجاح مشروع علمي ليس له اي مردود مادي ، وضعت له نسبة نجاح تقل عن اربعين في المئة . وكدت افقد تماسكي وربما دموعي ايضا عندما كنت اصغي لرئيس المهندسين المكلفين متابعة الرحلة وهو يقول بان فريقه المكون من خيرة مهندسي الغبراء والفضاء بذلوا كل ما بوسعهم من اجل انجاح الرحلة ، واستدرك قائلا : اتوقع لها النجاح ، فاذا فشلت فانها ستؤسس لنجاح مستقبلي سياتي لاحقا ... اعي تماما كم هو صعب ان تتعاطف الى هذا الحد مع مشروع اميركي حتى وان كان علميا لا يمت بأدنى صلة لسياسة واشنطن في الشرق الاوسط . وانك اذ تفعل ذلك فانما كمن يسير على حسك السعدان . فتهمة العمالة جاهزة ، وسيترتب عليها انك تقبض - ما الله يعلمه - ثمن عمالتك بالورق الاخضر الذي يسر الناظرين ، وان لك تاريخا طويلا في معاداة الامتين الاسلامية المجيدة و العربية الواحدة ، ذات الرسالة الخالدة ... وصولا الى كل ما يمكن ان تبتكره عقولنا الراجحة من تهم . وهكذا ينتهى بنا الامر !!! كتلة من الحديد ترسل رسالة من السماء من بعد ملايين الكيلومترات تطمن اهل الارض بسلامة وصولها ، وانا استلم رسالة من اهل الارض تدعوني لادعو الله ليطيح بكتلة متوقدة الذكاء من الحديد والاسلاك تحل الان ضيفا على المريخ . وهكذا يتضح الفرق بين الرؤيتين وهو فارق يساوي بالضبط المسافة النجومية التي تفصلنا الان عن كيورياسيتي . لكن الانكى والادهى من كل ذلك هو وجود من يرى ان الغلبة لنا وان هذه الغلبة قادمة كلمح في البصر او هي اقرب من ذلك . ترى من سيلومني الان لو كبست على خيار"ديليت" لهذا الصديق الكلوز جدا ؟
 
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/07



كتابة تعليق لموضوع : نحن والمسبار الاميركي ... معالم الرؤيتين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net