صفحة الكاتب : كريم السيد

تأملات فيلسوف كهربائي حاذق!
كريم السيد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الكهرباء , تلك الكلمة المشؤومة عند العراقيين ولربما تتردد في المجالس والنوادي اكثر من اي كلمة اخرى بدأت اتأمل عندما قُطع التيار الكهربائي الوطني بانتظار المولدة الخارجية فثمة وقت كافي للتفكير ولِمَ لا!,

ازمة الكهرباء التي  انطلقت منذ مطلع التسعينات بسبب تدمير البنى التحتية جراء حروب النظام السابق وتحديدا ما بعد عام 1991 (تذكروه جيدا لأننا سنعود له فيما بعد)  فانطلق مسلسل القطع المبرمج في بعض المحافظات العراقية من ثم الى العاصمة الى ان اصبح ظاهرة اعتيادية وطبيعية !!, أتساءل ويتساءل معي الكثيرون عشرون سنة والكهرباء على هذا الحال ما السبب يا ترى؟ هذا السؤال ليس جديدا عليكم , لكن جوابه هذه المرة سيكون مختلفا وجديدا وفقا لما توصلت اليه بفلسفتي ونظريتي الجديدة!!

يقول منطق الديالكتيكية الجدلي ان الانسان يسعى نحو التكامل وهذا التكامل لا يناله الا عن طريق الثورة التي تنشأ عن تزاحم القيم عند الانسان ولا يهم حينها ماهية القيمة ونوعها لان التاريخ يتغير من شكل لآخر تبعا لتلك الثورات ولا تاريخ مع جمود وركود , ومعنى هذا ان الثورات هي من يحدث تغييرات التاريخ وحالاته (نعم, وبعدين يا سيادة الفيلفوس!)

وجدت بعد تأمل ان ازمة الكهرباء ديالكتيكية بامتياز , فالكهرباء عرفها العراقيون بعد ثورة العشرين او قبلها بقليل لكن اصطلاحها بدأ بالانتشار بعد ذلك وبدأ تغييرها الجذري والثوري بعد الانتفاضة العراقية الاخيرة لما بعد عام 1991 والتي نبهتكم بتذكره انفا , فماهية القيمة هنا  (وجود الكهرباء) وبزغ التغيير بظهور الفكرة الجديدة (ازمة الكهرباء) و بدأت هاتين القيمتين بالتزاحم (ازمة الكهرباء وحاجتها) فرجحت ألازمه فأصبحت معيار التكامل!! بل ودامت تلك الازمة لعشرين سنة والى يومنا هذا والتي يمكنني ان اطلق عليها (الازمات الكهربائية الثورية) فالكهرباء لا تعرف الازمة الا بعد الثورات,

ان  هذه النظرية ترسخت لَديَّ وفتحت الأفق عندي وقت اعلان الرئيس المصري محمد مرسي للخبر الاتي (دعا الرئيس المصري محمد مرسى مواطنيه إلى المشاركة في حل أزمة الكهرباء، بفصل التيار الكهربائي عن منازلهم ساعة صباحاً وساعة مساء، وقال إنه يفعل ذلك في منزله، حيث يستغني عن الكهرباء هاتين الساعتين، ليشارك في تخفيف الأحمال لحل ازمة الكهرباء الموجودة حاليا في مصر) إذن مصر بدأت تنعم بثورتها وفقا للنظرية المذكورة كذلك الامر في بقية دول الربيع العربي والتي لفتت انتباهي فعلا واثارت غرابتي ودعمت نظريتي! تونس وليبيا واليمن والبحرين,

الكاتب المصري الرائع صلاح منتصر اورد عمودا في جريدة الاهرام المصرية عن ازمة الكهرباء الجديدة لمصر ما بعد الثورة , واضنه التَحَققَ بركب الكتاب الكهربائيين والذين يشكل العراقيون جزءا كبيرا منهم , كتب عن تلك الازمة وذيل مقاله بمقترحات اضنها لو عرضت على العراقيين لأحدثت ازمة حادة للقصابين في العراق هذه المرة لان الخبر يتطلب نحر هدية لله تعالى (خروف هرفي) اذا ما عرضت عليها هذه المقترحات وهي كالاتي مع بعض التعليقات البسيطة!!

1 ـ مصارحة المواطنين بان قطع التيار الكهربائي امر ضروري لتخفيف الاحمال التي تواجهها المحطات خاصة مع ظروف رمضان والحر والسهر. (حكومتنا شكد صريحة لعد!!!)
2 ـ تحديد خريطة واضحة ومعلنة يتم بمقتضاها تحديد موعد قطع التيار عن المناطق التي سيقطع فيها وإعلان هذه المواعيد مسبقا حتي يستعد لها ولا يفاجئه قطع التيار ويكون محبوسا في مصعد او في عمل مهم يفقده عند قطع الكهرباء (عايزك تِدي الراكل ده دروس يدافع بيها عن نفسيتو.. اللمبي!!)
3 ـ توزيع عملية القطع علي الجمهورية بحيث يشعر المواطن بان العملية تجري بعدالة بين المحافظات والأحياء. (يا خضراء!!)
4 ـ أهم من ذلك ألا تزيد فترة القطع عن نصف ساعة وهي فترة محتملة جدا ومطمئنة خاصة انها ستكون معلومة مسبقا, أما ان يفاجأ الناس بالانقطاع في اي وقت ويستمر ساعة او اكثر وفي اي وقت وأنت وحظك فهذا استهانة بمشاعر المواطنين وبمصالحهم يؤدي الي الثورات المكبوتة القابلة للانفجار في اي وقت! (نفسي ابوسك يشيخ بس اصلي مرتبط!!)

واخيرا وصل تيار المولدة وتبين اني كنت اهلوس وصدق المثل القائل (لا تسال فيلسوفا من جماعة السحب !!)

5/7/2012


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كريم السيد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/11



كتابة تعليق لموضوع : تأملات فيلسوف كهربائي حاذق!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net