صفحة الكاتب : حميد الشاكر

كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث
حميد الشاكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 ان البحث حقيقةً يختلف بين دراسة تجربة ((ما سُمي)) بمدرسة علم الاجتماع العراقية او مشروع علم الاجتماع العراقي الذي تكوّن جنينا في ثلاثينات واربعينات القرن العشرين المنصرم ولم يكد يولد ويبصرالنورحتى وئد بفعل العبث الفكري الفوضوي الذي رافق هذا المشروع العلمي العراقي الاجتماعي وبين باقي البحوث والدراسات التي تناولت المدارس والاتجاهات العلمية الاجتماعية الانسانية منها بشكل عام ، والاوربية بشكل خاص كما تناولناه في القسم الثاني باختصار من هذه الاقسام البحثية في علم الاجتماع ، نشأةً وتأسيسا وتطورا وغايات واهداف ومواضيع ومناهج بحث ... هذا العلم الاجتماعي الاوربي الحديث !.
كما ان بحث ودراسة وتوثيق حياة مؤسسي المدارس العلمية الاجتماعية تلك ايضا يختلف بين (أوجست كونت) و(دوركهايم) و(سبنسر) و(ماكس فيبر) و( راد كليف براون ) و (بارسونز ) .....الخ وبين دراسة وبحث (( مَن سُمي )) بمؤسس علم الاجتماع العراقي الحديث المرحوم علي الوردي من عدة اتجاهات وزواياوملابسات شخصية وفكرية وعلمية وتاريخية وذهنية وسلوكية !!.
والحقيقة ان الاختلاف بين كلا البحثين ، والدراستين ليس في تفاصيل كلا التجربتين ، او المشروعين الاجتماعيين العلميين المشروع الاوربي والانساني من جهة ، والمشروع العلمي الاجتماعي العراقي من جانب آخر فحسب ولكن الاختلاف ينزل الى قاع اكثر من الاختلافات الجوهرية ، والتفصيلية ليضرب الاسس لكلا المشروعين والمدرستين (( العلمية الاجتماعية الاوربية صاحبة التأسيس لعلم الاجتماع الحديث ، ومدرسة علم الاجتماع العراقي الحديث بمؤسسها المرحوم علي الوردي الذي لم يذر من علم الاجتماع ومسماه وماهيته الاصيلة اساسا علميا)) لم يعبث به غفر الله له !!.
فهنا لدينا اختلاف في الاسس بين ما بُني عليه علم الاجتماع الاوربي الحديث وبين ما بني عليه علم الاجتماع العراقي او ما سُمي بعلم الاجتماع زورا وبهتانا ((لانه سنكتشف لاحقا ان لاوجود لعلم اجتماع حقيقي بكل ما طرح عراقيا وورديا باسم علم الاجتماع )) ، ولدينا ايضا اختلاف في القواعد والمنطلقات ومناهج البحث الاجتماعية العلمية ، واختلاف في التعريفات وفي المواضيع وفي الاهداف والغايات العلمية ، واختلاف في الرؤى والتصورات ،واختلاف .... تقريبا في كل مسمى علم الاجتماع بين علم الاجتماع ومؤسسي علم الاجتماع الحديث ، وبين ما طرحه المرحوم الوردي بصدد او باسم علم الاجتماع في العراق الحديث !.
نعم في مشروع التأسيس العلمي الاوربي لعلم الاجتماع الحديث سعت هذه المدارس العلمية الاجتماعية وبكل طاقات مؤسسي هذا العلم الى خلق وصناعة وانشاء علما للاجتماع جهدت في لملمت شتات هذه النظرات ، والتأملات العلمية الاجتماعية التي كانت موزعة على اكثر من مدرسة فكرية انسانية فلسفية ودينية وتأملية وايدلوجية ...وصهرها بقالب علمي موحد يتخصص ب(علم) اسمه علم الاجتماع له تعريفه الخاص به وله موضوعاته ومناهجه البحثية العلمية المختلفة بطبيعة الحال عن باقي مناهج البحث والتفكير في المدارس الفلسفية او الايدلوجية السياسية او الكهنوتية الغيبية !!.
بينما نحن عند البحث والدراسة في مسمى علم الاجتماع العراقي بزعامة المرحوم علي الوردي نجد انفسنا امام مدرسة فكرية وثقافية وايدلوجية وتراثية تقليدية ...(( ارتدّت )) بكل مسمى علم الاجتماع او بمنتج علم الاجتماع او بمشروع علم الاجتماع الذي كان من المفروض ان تُكمل مدرسة علم الاجتماع العراقية ما بناه ، واسس له المؤسسون لهذا العلم وان تلتزم بمناهجه البحثية العلمية وبقواعده الفنية وتطور من حركته ، وترسخ من نظمه واهدافه وغاياته ، وتنقله نقلة نوعية في الاكاديميات والجامعات العراقية ليأخذ شكله المؤسساتي المنبني على العلم المنظم ، كي لايخرج من مسماه العلمي الى مسمى اخر !.
ولكن وجدنا (مع الاسف)هذه المدرسة العراقية وبعكس ذالك تماما تنقلب على كل ما بذله المؤسسون للعلم الاجتماعي لتطحن هذا العلم بين رحى الفوضوية الفكرية ولتكتب باسم العلم الاجتماعي في الاحلام ، وفي المنطق وفي الوعظ وفي مهزلة العقل البشري ... ، وتسحقه تحت اقدام النظريات الايدلوجية المسيّسة لتحوله الى مطية نقدية اجتماعية (فجة) لا تمت بصلة لعلم الاجتماع ومشروعه ابدا كي تدمره وتشتت من مضمونه العلمي تحت يافطة الدراسات الاجتماعية ولمحات من تاريخ المجتمع العراقي وماهية شخصية الفرد العراقي ..... ومن ثم لتدفعنا دفعا كباحثين ومهتمين بالشأن العلمي والثقافي والفكري العراقي (هذه المدرسة التي سميت بالاجتماعية) للتساؤل بغرابة مفعمة بالذهول والحيرة ب :
هل ان المرحوم علي الوردي كان دارسا فعلا ومطلعا ومستوعبا ومدركا ....الخ لمعنى علم الاجتماع الحديث ومناهجه العلمية وتوجهاته البحثية وما بذله المؤسسون بهذا الصدد وما نبهوا عليه من ضرورة الالتزام بالمنهج العلمي للعلم الاجتماعي على التحديد ؟.
أم ان المرحوم علي الوردي في الحقيقة لم يستوعب على الادق من علم الاجتماع الحديث وماهيته ومناهجه العلمية ولادرسا متكاملا واحدا ؟ ولا كيف ينبغي ان يُطرح ويدّرس ويُبحث في مواضيعه وقوالبه ؟ ولا كيف اكذّ المؤسسون له على ضرورة الالتزام بالمنهجية العلمية في طرحه وتناوله ودراسته وارساء قواعده ؟.
لنفرض انه قيل لنا في معرض الاجابة ، ان المرحوم الوردي يحمل ((شهادة دكتوراه )) في العلم الاجتماعي وهذا ممتاز جدا مع انها اجابة لا يمكن هضمها فكريا لاي مطلع ومدقق وفاهم ومدرك معنى نشأة ، وتاريخ ومواضيع ومناهج بحث .... العلم الاجتماعي الحديث ومقارنتها مع منتوج المرحوم علي الوردي الفكري والثقافي ولكن مع ذالك يحق لنا ان نسأل بشكل علمي وبحثي وفكري خالص عندئذ: اين هو اذاً علم الاجتماع في كل فكر ونتاج ومؤلفات المرحوم علي الوردي ؟.
بمعنى اخر اين نجد حديث المرحوم علي الوردي حول علم الاجتماع نشأة وتعريفا وماهية ومدارس ومناهجا وغايات واهداف واساليب عمل ونظريات .... كي نتمكن من وعي فكرة تمكن هذا الرجل من مادته العلمية الاجتماعية من جهة وان ولا نعود نسأل بذهول حول هل حقيقة درس واستوعب المرحوم علي الوردي العلم الاجتماعي الحديث من جانب اخر ؟؟.
هل نجد فكر علي الوردي حول علم الاجتماع تأسيسا وتطويرا ومساهمة فاعلة واضافات قيمة...(مثلا) في مؤلفاته المطبوعة من قبيل (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث) او مؤلف (مهزلة العقل البشري) او كتاب (الاحلام بين العلم والعقيدة ) او منتج ( اسطورة الادب الرفيع ) او كتاب ( وعاظ السلاطين ) او كتاب ( شخصية الفرد العراقي ) .... الخ ؟؟.
أم ان هذه المؤلفات لاعلاقة لها لامن قريب ولامن بعيدبمضمون وماهية العلم الاجتماعي والكتابة حول مشروعه من التاسيس حتى التأصيل والتفريع والمواضيع والغايات والتطبيقات ؟.
الحقيقة ان كل هذا المنتج الفكري لعلي الوردي ليس فيه اي ذكر مستقل يتحدث حول علم الاجتماع كعلم مستقل ، بل كل هذه المؤلفات هي رؤى انطباعية شخصية ثقافية حول التاريخ العراقي او العربي او الاسلامي مرة ، وحول التنظير الثقافي النقدي مرة اخرى ، تحدثت كثيرا ((باسم العلم الاجتماعي)) والنظريات العلمية والعلم الحديث وما توصل له العالم .... الخ ، لكنها لم تكتب او تُصنع اصلا لتتناول علم الاجتماع نفسه او نظريات علم الاجتماع او ماهية علم الاجتماع ... ولهذا اي باحث في تاريخ العرب والمسلمين او اي باحث في ظواهر المجتمع ونقدها ثقافيا او اي كاتب له رؤية ونظرة حول ماطرحه علم النفس حول الاحلام وارتباطها بالمعتقدات الدينية ... اقول اي كاتب غير مختص او اي باحث له المام بالمواضيع العامة بامكانه ان يكتب ( لمحات من تاريخ العراق القديم او الحديث ) ويضيف لها مسمى الاجتماع والمجتمع ، وكذا اي مثقف بامكانه الكتابة حول ( شخصية الفرد العراقي ) بمؤلف (يستفرغ) فيه كل رؤاه الفكرية حول الفرد العراقي فكرا وسلوكا وممارسات ويستفرغ ايضا بالتبع في هكذا مؤلفات كل عقده النفسية وتراكيبه الثقافية التربوية الاسرية على هذا الانسان العراقي المسكين ومن ثم ليسمى هذه الرؤية ما يشاء من تسميات وتحت اي مسمى علمي سواء كانت تحت مسمى ( دراسة علمية مجتمعية او دراسة نفسية سيكلوجية او دراسة طبقية ماركسية او دراسة لاهوتية دينية ) !!.
لكنّ كل هذا المنتج الفكري للمرحوم علي الوردي لا يمكن ان نصنفه كمحترمين لمسمى العلم وتخصصه بالعصر الحديث على انها مؤلفات تتناول العلم الاجتماعي كعلم وتطرح مشاريع ورؤى ونظريات في هذا السبيل وتساهم في تطور هذا العلم وتدفعه الى التقدم والرقي والنهوض به الى الافضل وتبلوره الى مدرسة في علم الاجتماع تسمى بالعراقية !!.
نعم في الجانب الاخر من معادلة مشروع العلم الاجتماعي الانساني الاوربي الحديث الوضع والقراءة والتوجه والتقييم مختلف تماما بصدد علماء الاجتماع وما قدموه فكريا للعلم الاجتماعي ،ف(اوجست كونت) صنع علم الاجتماع وكتب في علم الاجتماع ومواضيع علم الاجتماع ولعلم الاجتماع ... ، وهكذا (هربرت سبنسر الاب الثاني كما يعرّف للعلم الاجتماعي ) كتب في علم الاجتماع نفسه ، ونظرّ لهذا العلم واعطاه ابعاده المنهجية العلمية والدراسية.... ، و(دوركهايم ) كان وفيا ومخلصا ومتفانيا في خدمة هذا العلم الاجتماعي ، والنضال من اجل تاسيس جامعات ومعاهد واكاديميات تدرك وتدّرس مشروع العلم الاجتماعي ومدرسة العلم الاجتماعي ، ومناهج العلم الاجتماعي ... ، و(سبنسر) و(بارسونز تالكوت) وظفوا كل حياتهم لتقعيد وتأصيل العلم الاجتماعي والبحث عن سبل فكرية ، ومنهجية لخدمة عمل هذا العلم الاجتماعي .... وهكذا كل من استحقوا لقب علماء الاجتماع الحديث قد ساهموا تأليفا وكتابة وتنظيرا وتدريسا .... الخ ، في دفع هذا العلم الاجتماعي خطوة الى الامام من خلال اطروحاتهم ومؤلفاتهم وكتاباتهم العلمية (المختصة بهذا العلم) ونظرياته وبحوثه ومناهجه وغاياته وتعريفاته واهدافه ..... بالاضافة لكتاباتهم الاخرى خارج اختصاص علم الاجتماع نفسه !!.
اما مؤسسنا للعلم الاجتماعي العراقي المرحوم علي الوردي فمع انه لم يكتب ولا مؤلفا واحدا حسب مابين ايدينا من مؤلفات الرجل الفكرية يتناول فيها العلم الاجتماعي كعلم مستقل تاريخا ونشأة ومدارس واتجاهات ، ونظريات وعلماء ومساهمات ... كي ينقل للتجربة العراقية العلمية ، والثقافية والفكرية الحديثة مفهوم علم الاجتماع ، وماهية علم الاجتماع وغايات واهداف ومواضيع هذا العلم ....الخ !!.
ومع اننا كعراقيين مفكرين وباحثين ومثقفين وكتاب وحتى الان لانعرف الى اي مدرسة اجتماعية او نظرية اجتماعية اومنهج علمي اجتماعي كان ينتمي المرحوم الوردي وذالك لا لسبب معقد الا بسبب انه لم يكتب اي شيئ حول نظريته ولامنهجه الذي يتبعه في علمه الاجتماعي !!.
اي بمعنى اكثر مقارنة ووضوحا نحن كعراقيين مفكرين ومثقفين وكتاب ومتابعين وانصاف متعلمين ...الخ ندرك ونعرف ان (دوركايم) مثلا و ( سبنسر) ، و(راد كليف ) و ( بارسونز ) من صناع العلم الاجتماعي واباءه ومقننيه كانوا ينتمون للمنهج (البنائي الوظيفي) في مدرسة العلم الاجتماعي ، ولهذا فنحن نفهم ، وندرك ملامح وسمات المدرسة الدوركهايمية الاجتماعية بجميع خطوطها الفكرية والعلمية العامة في التحليل الاجتماعي وفي مدى دقة هذا التحليل والتزامه بمنهجية البنائية الوظيفية في علم الاجتماع !!.
كما ان غيرهم مثلا ينتمي للمنهج (( المقارن )) ، مع انه منهج اثبت فشله ضمن مناهج العلوم الاجتماعية الحديثة وهناك من ينتمي من علماء الاجتماع للمنهج ((التاريخي )) باعتباره منهجا للمقارنة ، والتحليل واستخلاص القوانين الاجتماعية الثابت منها والمتغير ، وهكذا هناك من ينتمي في العلم الاجتماعي لتغليب المنهج ((التجريبي )) على غيره من مناهج البحث العلمية في علم الاجتماع ... ، لكننا وياللغرابة وكعراقيين والى اليوم لاندرك الى اي مدرسة او منهج علمي اجتماعي ينتمي العراقي المرحوم علي الوردي في ما يكتب وما يطرح وما ينظّر من اجله باسم علم الاجتماع ؟؟!!.
ومع اننا كعراقيين ايضا وحتى اليوم لم نعثر على تعريف للمرحوم علي الوردي علمي للعلم الاجتماعي (عندما قرأتُ وناقشت هذا البحث حول كذبة علم الاجتماع العراقي وتعرضت لتعريف علم الاجتماع عند كونت ودوركايم وغيرهم اعترض عليّ بعض محازبي المرحوم علي الوردي بانه لماذا لم تذكر تعريف (( الدكتور)) علي الوردي لعلم الاجتماع ؟، فاجبته ان الدكتور علي الوردي ليس له تعريف يذكر او يؤثر عنه انه عرّف علم الاجتماع لقراءه ، فاستغرب المسكين من هذه النكتة التي تكشف له لاول مرّة ان ((مؤسس)) علم الاجتماع العراقي لم يذكر او يكتب او يبحث للفكر العراقي الحديث كله تعريفه للعلم الاجتماعي اي والله لايوجد تعريف يؤثر عن علي الوردي في كل مؤلفاته وتراثه يعرّف لنا ماهو العلم الاجتماعي في فكره وحسب وعيه لهذا العلم ، هل يمكن ان يصدق هذا قارئ عراقي منصف !!. )
ومع اننا لهذا اليوم عندما نقرأ منتوج فكر المرحوم الوردي ، وما كتبه باسم علم الاجتماع لا يمكننا ان ننسب فكر الرجل الى اي منهج علمي اجتماعي اومدرسة اجتماعية محددة لانه مرة هو ينتهج المنهج التاريخي واخرى يقفزلينتهج المنهج التحليلي المقارن الغير منضبط بمنهج علمي اجتماعي ، وثالثة نجده ينظر ويحلل السلوك المجتمعي او الفردي للشخص العراقي حسب نظريات عتاة الفلاسفة الماديين النفعيين من امثال (وليم جيمس)وغيره الذين اسسوا للبراغماتيةالنفعية الراسمالية الامريكية الحديثة والتي هي لاتعترف بشيئ اسمه مجتمعي او اجتماعي فضلا عن علم يسمى بعلم الاجتماع الحديث ...... ، اقول اننا لايمكننا كمحترمين للعلم وتخصصه ومصطلحاته الدقيقة ان ننسب فكرهذا الرجل الى اي منهج علمي محدد السمات والمفاصل في مدارس علم الاجتماع الحديث سوى المنهج الفوضوي كما ذكرناه دائما حول فكر المرحوم علي الوردي !!.
مع ذالك كله وبكل ماذكرناه من اشكاليات علمية ومنهجية وحتى تعريفية غاية في الوضوح لكل مطلع على فكر المرحوم علي الوردي سمّت ووصفت الرجل مرحلة الخمسينات السياسية العراقية ب (( مؤسس علم الاجتماع العراقي الحديث )) !!.
كيف سُمي هذا الرجل بمؤسس علم الاجتماع العراقي الحديث وهو لم يكتب حرفا واحدا للعلم الاجتماعي الحديث ؟.
لا اعلم صراحة ؟.
ومن الذي روّج لكذبة تاسيس هذا الرجل لمدرسة اجتماعية عراقية مع انه لم يخط يراعه تعريفا واحدا للعلم الاجتماعي ليبين لنا على الاقل اين هو اجتهاده في هذا العلم ؟.
لا ادرك ذالك !!.
واين كان الفكر العراقي نائما عندما طرح المرحوم الوردي هذا الكمّ المتناشز من المؤلفات المتنوعة الموضوعات والاتجاهات والمختلفةالمضامين عن مسارات ومناهج العلم الاجتماعي الحديث وباسم علم الاجتماع وبدون حتى ان يسأل هذا الفكرالعراقي المرحوم علي الوردي عن : اين هو علمك الاجتماعي اولا قبل ان تطرح حرفا واحدا باسمه ؟؟.
لا افهم !!.
ثم كيف لم يتنبه الفكرالعراقي الخمسيني وحتى اليوم الى هذه الثغرات العلمية الاجتماعية والتحليلات الركيكة الموجودة بكثافة في مؤلفات المرحوم علي الوردي ، ويقوم بنقدها علميا ويكشف عدم اتزانها اجتماعيا ولو على سبيل بحث كمية التناقضات الموجودة في فكر الرجل وخلطه في التحليل بين ماهو علمي اجتماعي وبين ماهو ايدلوجي سياسي وبين ماهو لاينتمي اصلا لمدارس علم الاجتماع وبين ماهو مبتور الاصول النظرية والفكرية ، وليكشف للراي العام الثقافي والفكري العراقي عوار ما انتجه المرحوم الوردي من افكار نسبت كلها لعلم الاجتماع اومررت من تحت ذقون العراقيين تحت مسميات علمية كبيرة وان علم الاجتماع الحديث براء منها ؟.
الحقيقة ان الاسألة حول المرحوم علي الوردي لا تنتهي فقط عند ضفاف الاختلاف البحثي بين مشروع علم الاجتماع الحديث ومؤسسيه الكبار جدا وبين ما اختطفه المرحوم علي الوردي من مسمى هذا العلم ، ليبني صروحا من ورق سُميت تحت جنح الظلام وعلى حين غفلة من الفكر العراقي بمسميات كبيرة من قبيل : (مدرسة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي)اعاقت حتى من نموا الفكر العراقي الحديث وسلامته من العطب !!.
بل ان الاسألة ستزيد يوما بعد يوم كلما اكتشف الفكر العراقي كذبة ومكر هذه الخديعة التي مررت عليه لاكثر من ستة عقود متتالية تحت مسمى (علم الاجتماع العراقي الحديث ) لتعيق من ادراكه لحقيقة علم الاجتماع ، وكيف انه وتحت وطأة الاعلام العراقي الخمسيني المخادع وحتى الان قد فقد فعلا مشروع علم الاجتماع الحقيقي الذي كان بالامكان ان يخدم الشعب العراقي علميا وفكريا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا وحتى اقتصاديا وانسانيا لولا ان هناك رجلا اسمه ( علي الوردي ) ادعى انه طارحا للعلم الاجتماعي ومبينا لمناهجه واساليبه في البحث والتطبيق ولكنه كان في الواقع مستغلا لجهل الفكر العراقي وبدائيته بهذا العلم الاجتماعي الجديد انذاك وبمناهجه واهدافه ومواضيعه وغاياته ليكتب له مؤلفات بعيدة جدا عن علم الاجتماع ومشروعه الكبيرومن ثم (ليجهض حلم وطن وامة عراقية) كاملة كانت تنتظر من امثال المرحوم علي الوردي ان يجلب لهم علم الغرب وتطوره وحبه للتخصص والعلم ليؤسس على غراره جامعات ومدارس واكاديميات تتخصص بهذا العلم!!.
واذا بعلي الوردي هذا نفسه ينقل مواضيع ، وابحاث ومناهج علم الاجتماع من الجامعات ، وقاعات التدريس والمؤسساتية العلمية الى الازقة ومقاهي بغداد وشوارعها ولحاميها وباعتها .... وحتى متسوليها ساهموا ايضا في تاسيس مدرسة علم الاجتماع الحديثة على يد المرحوم علي الوردي !!.
علي الوردي لم يتحدث مطلقا بكيفية بناء علم اجتماعي عراقي يتلائم ومجتمعية العراق الاجتماعية المتنوعة ،ولم يكتب حول كيفية ان يكون علم الاجتماع العراقي الحديث مؤسسة تفرض نفسها علميا على المركب السياسي والاقتصادي العراقي القائم وكذالك لم يكتب او يدّرس علي الوردي ولا لتلميذ واحد ماهية التطورات الفكرية والعلمية التي مرّ بها علم الاجتماع وماهية امكانيات الاضافات الجديدة التي بامكان الفكر الاجتماعي العراقي ان يساهم بها لتطوير هذا العلم الانساني الخطير !!.
لكن علي الوردي تحدث وكتب ونظرّودرّس علم الاجتماع على طريقته الخاصة ومثلما كان بائعا للعطور في مرحلة من حياته الشبابية ومثلما كان يعتقد ان صاحب المقهى المجاور له هو المعبّر النهائي عن افق الفكر العراقي الحديث ومثلما كان يعتقد ان صاحب البقالة بامكانه او ينبغي عليه ان يفهم ويدرك مفهوم الزمان الذي يتحدث عنه (برجسون) و ( كانت ) في مقولاته الفلسفية المعقدة العشرة ( وكأن من اهم وظائف البقال ان يفهم الفلسفة ومشاكلها في فكر المرحوم الوردي !!.) ، وإلاّ تكون هناك مشكلة اجتماعية عراقية كبيرة حسب معتقد الوردي الاجتماعي ...... اقول مثلما فهم علي الوردي علم الاجتماع بهذه العقلية اصبح لدينا مدرسة علم اجتماع عراقية حديثة ليس لها اي صلة بمسمى علم الاجتماع الحديث الذي ساهم بنقل اوربا من ظلامية القرون الوسطى الى العصر الحديث !!.
هل حقا ان المرحوم علي الوردي درس علم الاجتماع في الولايات المتحدة الامريكية ؟.
ام ان هناك كذبة اخرى حتى في شهادة هذا الرجل الذي جاء بها من الولايات المتحدة في بداية الخمسينات ؟.
هذا ما سنطرحه كبعد شخصي لتاريخ المرحوم علي الوردي في القسم اللاحق ، وعلى محازبي فكر المرحوم علي الوردي ان يبحثوا هم عن الاجابات المنطقية والعلمية التي تجيب عن اسألتنا المشروعة حول تاريخ هذا الرجل الغامض ، قبل ان ننتقل لبحث الاشكاليات المنهجية العلمية الاجتماعية في فكر المرحوم علي الوردي من خلال ما طرحه في مؤلفاته المطبوعة
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الشاكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/07



كتابة تعليق لموضوع : كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : حعفر البصري ، في 2023/02/27 .

سلام عليكم
لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

• (2) - كتب : ادريس ، في 2012/09/26 .

*********************






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net