صفحة الكاتب : مصطفى عبد الحسين اسمر

المقلد
مصطفى عبد الحسين اسمر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كل أجازة كان يقضيها أبي وعودته من الجيش أبان الحرب الايرانيه العراقية  كان أبي يأخذنا للتنزه في المتنزهات وقبل العودة إلى البيت نتاول العشاء في مطعم فخم كنت اعد أيام كي يعود أبي الغالي بسلامه وادعوا من الله ان لا تكون هناك معركة يضيع فيها  والداي لكن مشتية الله كانت تحمي أبي ويعود كل مره بسلام وفي صيف سنة 1\7\1988 عاد أبي في إجازة و قرر أخذنا في نزهة مثل كل النزهات السابقة  أبي كان ميسور الحال ذهبنا بسيارتنا نوع برازيلي اشتراها أبي من نائب ضابط واتجهنا إلى المتنزه 

كان المتنزه خاليا الا من الحارس العجوز المتكئ على عكازه و رجل سكير 

أخدنا نركض انا وأختي ألصغيره  في كل أرجاء المتنزه كنت أقلد الطائرة الحربية أدوس العشب وكأنه مواضع العدو وبعد فترة اللعب وغروب الشمس حان طلبنا إلى أبي أخذنا إلى المطعم نفسه الذي نرتاده كل مره ذهبنا أليه ووجدناه مقفل و موضوع ألافتة سوداء على بابه قراها أبي و قال ان ابن صاحب المطعم مات بالحرب لكن أبي قال لا تحزنوا انا اعرف مطعم قريب وهو مثل هذا المطعم  سرانا قليلا ووصلنا إليه كان في حي شعبي لكنه لا يقل عن سابقة العاملون من المصرين العاملين  في العراق سابقا الموائد نظيفة  و الطعام درجة أولى جلسنا وطلب أبي كل اشتهه أنفسنا كنا قرب النافذة الزجاجية الكبيرة المطلة على الحي الشعبي 

لم يلفت انتباهي الحي السكني إنما كان هناك فتى اكبر مني بحوالي ثلاث إلى أربع سنين يرتدي تي شيرت ازرق قديم وبيجاما مقلمه بازة  خارج  المطعم بقرب النافذة كان يقلدنا ونحن نأكل ونشرب كان ممثل رائع إذ استطاع تقليدنا نحن الثلاثة معا  

قالت لأبي من هذا قال أبي أنه ولد مثلك وقلت له لما لا يدخل المطعم و يأكل مثل الموجودين  قال أبي ربما أبوه مات في الحرب وهو لا يملك المال 

شعرت بالأسى  نحوه  وتوقفت عن الأكل عرف أبي ان  قصة هذا الولد أثرت بي وأشار إلى العامل  الذي انزل الستارة  التي منعته الرؤية وانأ لم أشاهده بعدة خروجنا من المطعم 

كان هذا لولد احد ضحايا فقر الحرب الايرانيه 

إذن كم وكم ولد حرم أبوة ومن  السعادة بسبب الحروب التي مرت علينا 

 

مصطفى عبد الحسين اسمر 

 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى عبد الحسين اسمر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/21



كتابة تعليق لموضوع : المقلد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net