صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

قانون العفو العام في الميزان
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مسلسل جديد من مسلسلات الديمقراطية الحديثة في العراق ، وجزء جديد من أجزاء هذا المسلسل ألا وهو قانون العفو العام  الذي أثار هذا القانون الجدل بين  القانونيون والمثقفون والسياسيون والذي أثار جدلاً في الأوساط السياسية والثقافية والشعبية.

 حيث أشار الجميع أن مشروع القانون الذي قُرِأ في مجلس النواب يحمل في ثناياه العديد من تساؤلات وإشكاليات هي موضع خلاف بين السياسيين، وحتى في أوساط القانونين، حيث تتضمن التعميم في بعض فقرات قانون العفو وخطورة ذلك على المجتمع.

واعتبر  البعض من هولاء القانونين ان الهدف من القانون يأتي في إطار السعي نحو إصلاح المجتمع لكن هناك من وجد فيه خطورة كبيرة ومن المهم الحذر من التعميم في العفو وإعادة النظر به كما يتضمن العفو عن بعض المحكومين بالإعدام وهي سابقة خطيرة في قوانين العفو، وكان من المفترض تخفيف العقوبة إلى السجن المؤبد أو مدى الحياة، كما هو معمول به في قوانين العفو السابقة، حيث  غفل المشرّع العديد من القضايا الحساسة من العموميات المجانية وغياب المنهجية وعدم دراسة النتائج المترتبة على ذلك، فضلاً عن عدم التفكير بتوقيتات العفو العام لان المجرمين قد يكررون جرائمهم لأنهم متأكدون من وجود عفو عام لهم، وان في ذلك خطراً كبيراً على المجتمع.

 أذ لابد من تهيئة ظروف خروج إعداد المحكومين من السجناء في هذا القانون وهل سيكون عشوائياً ولا ترتيبات تمنع عودة المجرم إلى جرمه.

إن البحث في مشروع قانون العفو العام المرتهن حاليا أمام مجلس النواب بالعديد من الخلافات القانونية والسياسية ومديات شموله للجرائم الإرهابية والسياسية والعادية يقتضي ابتداء التأكيد على أهمية وضع الأسس القانونية، والأهداف والمبادئ، التي تضبط أحكامه، وتحاكي الحقيقة والعدالة والمبادئ الإنسانية، وتتفق مع مصالح الشعب العليا بعيدا عن تأثيرات الأحزاب والكتل البرلمانية الضاغطة في بناء الموقف من العفو العام وقانونه وبما يؤمن رؤية موحدة لأسسه وحيثياته المقصودة، لتشكل مخرجا في الإسراع بانجازه والمصادقة عليه.

ولهذه الأسباب أننا اليوم نطالب أعضاء البرلمان والكتل السياسية بعدم الاستهانة بدماء العراقيين، وأن يضعوا القانون والعدالة نصب أعينهم، وأن يضعوا جميع الاحتمالات المأساوية التي يمكن أن تترتب على إصدار مثل هذا القانون الجائر، قبل الإقدام على التصويت عليه وتمريره. فالقانون يستفيد منه الإرهابيون الأشرار ومن يدافع عنهم، ويتضرر منه الأبرياء. فالقانون الجائر ليس قانوناً على الإطلاق، ولذلك من حق الشعب العراقي  مخالفته وان يقول كلمته الفصل فيه .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/29



كتابة تعليق لموضوع : قانون العفو العام في الميزان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net