صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

لقد أنقذت نفسك يا مثابر!
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 بسم الله الرحمن الرحيم
 
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فاطر/28 .
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)البينة/7 ــ 8.
(إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)الملك/13.
قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ) 34 )
وقال تعالى ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ البقرة/ 155 –  157 .
وقال سبحانه ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ القصص/ 4-5 .
  ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ النــور / 19 .
أن العلماء بالله وبدينه وبكتابه العظيم وسنة رسوله الكريم هم أشد الناس خشية لله، وأكملهم خوفاً منه سبحانه، فالمعنى: إنما يخشى الله الخشية الكاملة هم العلماء بالله الذين عرفوا ربهم بأسمائه وصفاته وعظيم حقه، وتبصروا في شريعته وعرفوا ما عنده من النعيم لمن اتقاه، والعذاب لمن خالفه وعصاه، فهم لكمال علمهم بالله هم أشد الناس خشية لله، وأكمل الناس خوفاً من الله، وعلى رأسهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهم أكمل الناس خشية لله سبحانه وتعظيماً له، ثم خلفاؤهم العلماء بالله وبدينه. وهم على مراتب في ذلك متفاوتة، وليس معنى الآية أن غيرهم لا يخشى الله فكل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة يخشى الله عز وجل، لكن خشية الله فيهم متفاوتة، فكلما كان المؤمن أبصر بالله وأعلم به وبدينه كان خوفه لله أكثر، وكلما قل العلم وقلت البصيرة قل الخوف من الله وقلت الخشية منه سبحانه، فالناس متفاوتون في هذا الباب تفاوتا عظيما حتى العلماء متفاوتون في خشيتهم لله كما تقدم، فكلما زاد العلم زادت الخشية لله، وكلما نقص العلم نقصت الخشية لله، ولهذا يقول عز وجل : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)، وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)، والآيات في هذا المعنى كثيرة وبالله التوفيق ..وأن مشكلة البشر منذ القدم هم ضحية علماءهم في حالة خطاء الفتوى ! وأن كثير من البشر منذ الخليقة هم الضحية ولم نرى من العلماء ضحية إلا المؤمنين منهم الذي يقفون بوحه ملكوهم وشيوخهم ورؤساءهم لأن رضى الله يهمهم لا رضى ملوكهم وشيوخهم ورؤسائهم الباطل الذين يريدون حرام الله لهم حلال وحلال الله حرام للرعية !حسب ما تدر مصلحة ملوكهم وشيوخهم ورؤساءهم نسين بطش الله سبحانه الذي حذر عباده منهم في مواقع كثيرة منها قوله تعالى : 
(إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ) ..
يقول تعالى ذكره : قالت صاحبة سبأ للملأ من قومها ، إذ عرضوا عليها أنفسهم لقتال سليمان ، إن أمرتهم بذلك : ( إن الملوك إذا دخلوا قرية ) عنوة وغلبة ( أفسدوها ) يقول : خربوها ( وجعلوا أعزة أهلها أذلة ) وذلك باستعبادهم الأحرار ، واسترقاقهم إياهم ; وتناهى الخبر منها عن الملوك في هذا الموضع فقال الله : ( وكذلك يفعلون ) يقول تعالى ذكره : وكما قالت صاحبة سبأ تفعل الملوك ، إذا دخلوا قرية عنوة . ويروي عن السلطان سليمان القانوني وقرأتها عن بعض كتب مروجيه المهم يروي أحد موظفي القصر ، السلطان سليمان القانوني (1520-1566) باستيلاء النمل على جذوع الأشجار في قصر طوب قابي ... وبعد استشارة أهل الخبرة خلص الأمر إلى دهن جذوعها بالجير ... ولكن لم يكن من عادة السلطان أن يقدم على أمر دون الحصول على فتوى من شيخ الإسلام ... فذهب إلى أبي السعود أفندي بنفسه يطلب منه الفتوى، فلم يجده في مقامه فكتيب له رسالة شعرية يقول فيها
إذا دب النمل على الشجر
فهل في قتله من ضررِ؟
فأجابه الشيخ حال رؤيته الرسالة بنفس الأسلوب قائلا :
إذا نصب ميزان العدل غدا
يأخذ النمل حقه بلا خجل
وهكذا كان دأب السلطان سليمان ... إذ لم ينفذ أمرا إلا بفتوى من شيخ الإسلام أو من الهيئة العليا للعلماء في الدولة العثمانية .
توفي السلطان في معركة "زيكتور" أثناء سفره إلى فيينا فعادوا بجثمانه إلى إسطنبول ... وأثناء التشييع وجدوا أنه قد أوصى بوضع صندوق معه في القبر ... فتحير العلماء وظنوا أنه مليء بالمال فلم يجيزوا إتلافه تحت التراب وقرروا فتحه ... أخذتهم الدهشة عندما رأوا أن الصندوق ممتلئا بفتواهم ... فراح الشيخ أبو السعود يبكي قائلا : لقد أنقذت نفسك يا سليمان ، فأي سماء تظلنا وأي أرض تقلنا إن كنا مخطئين في فتاوينا ؟ !
وأن العلماء هم المسؤولين عن أروح البشر فتواهم ؛ ولهذا يخشى الله سبحانه وتعالى على عباده من فتوى العلماء المتلبسين لقوله تعالى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فاطر/28. وللعلم أن العلماء الذين يترددوا على أبوب الملوك والشيوخ والرؤساء هم شر البرية لأن من سنة الأنبياء والمرسلين البعد عن الملوك والسلاطين ووجود العداوة بينهم، ومن هدي السلف عدم قربهم من الحكام أو الدخول عليهم لأنه يكون على حساب الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فإبراهيم - عليه السلام - والنمرود، وموسى - عليه السلام - وفرعون، ويوسف - عليه السلام - وملك مصر حيث رفض عرض الملك عليه أن يكون من أصفيائه، … وسعيد بن جبير والحكام في عصره الأموي الظالم وأئمة أهل البيت عليهم وتلاميذهم الإمامين أحمد بن حنبل وأبو حنيفة الذين قتلوا أيضاً بأمر الخلفاء كما أن كل أئمة أهل البيت قتلوا وشر قتلة كالإمام الحسين  وأهل بيته وغيرهم من أتباع المرسلين ؛ومن العادلين هم الخليفة عمر أبن الخطاب رضي الله عنه والخليفة الأموي عمر أبن عبد العزيز الذي رفع سب الإمام علي من على منابر المسلمين الذي سنه معاوية بعد أن تنازل الإمام الحسن من الخلافة احتقان لدماء الرعية , وأن العادل من غير المسلمين كان حمورابي  وقانون العادل وكسرى يزدجر وملك الحبشة .ونعود للموضوع أن التباين والاختلاف بين أولياء الله وأولياء الشيطان وعدم إمكانية الالتقاء ،فالملوك وحاشيتهم من
المرتشين وغيرهم من هذا الصنف، والصنف الآخر أولياء الرحمن يتمثل بموقف الإمام الحسين عليه السلام والحاكم الظالم الفاسق يزيد بن معاوية زاد الله في عذابه إلى يوم الدين .. ومن كان على مسلكهم من المؤمنين في كل عصر وحين . وهذا دليل ثابت الابتلاء والامتحان سنة إلهية ثابتة تحصل للأنبياء والمرسلين ولعباد الله الصالحين . والنتيجة تكون النجاة لمن آمن وصبر واستقام، بينما في الضفة الأخرى يأخذ الله الذين ظلموا أخذ عزيز منتقم .
إن مشكلة البشر حين يستحوذ على القوة والسلطة يتعامل على أن ذلك دائم لا يزول، فالقوة لن تتحول في يوم من الأيام إلى ضعف، والملك لا يبلى، مع أن ذلك مما يكذبه التاريخ والواقع ويمكن لمن له أدنى بصر أو بصيرة الإطلاع عليه .
والمشكلة الأكبر حين يتراءى له من خلال ذلك أن كل شيء ملكا له بشرا وحجرا، ويتصرف على هذا الأساس، فحين يطالب بدفع الحقوق إلى الناس يتعاطى معها على أن ذلك تجاوزا لحقه وتعديا عليه .
ومن خلال ذلك يقع في إشكالية التجاوز للحدود والسنن المرسومة من قبل الله سبحانه وتعالى كما ذكرت الآيات أعلاه وعلينا أن نكتفي بما ذكر الله ورسوله حول تجاوز الملوك والأمراء والرؤوس والحكام بتجاوزهم على العباد والرعية والكتب السماوية والقرآن الكريم خير دليل على التأكيد لظلمهم عباد الله والرعية في كل العصور من زمن آدم عليه السلام وقتل قابيل من أخيه هبيل ولحد اليوم نرى الظلم في الكون وخصوصاً في الخليج والسعودية خير دليل كيف يقتل ويعذب في البحرين والسعودية الناس وكأنهم دون الحيوان لأن للحيوانات اليوم منظمات حقوق حماية الحيوان ! إذن أين منظمات حقوق الإنسان وهيئة الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات الإنسانية ؟!! نرى كيف يقتل في العراق الجريح يوميات بالمفخات والانفجارات من قبل الإرهابيين والتكفيريين والقاعدة وغيرهم وبفتوى علماء الفسق والرياء وعبدت الدينار والدرهم والنساء والذين هم للنساء ظالمين !! يا سبحان الله!..
وهنا يجب أن تكون ثقة المؤمن بنصر الله له وإظهار دينه رغم كيد الملوك الجبابرة وبطشهم بالدعاة ورغم كيدهم وتدبيرهم للنيل من العلماء والدعاة والقضاء عليهم بل إن شدة طغيان الجبابرة واستضعافهم للمؤمنين دليل على قرب زوال ملكهم ونصر الله لعباده الصالحين حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا أتاهم نصرنا . ويجب الثبات على مبادئ الحق والدين الصحيح وأن الأخذ بالعزيمة أولى من الأخذ بالرخصة خصوصاً في حق العلماء المؤمنين الصالحين ومن هم قادة الناس ,واللجوء إلى الله تعالى والتضرع والاستعانة به سبحانه  تعالى وخصوص في الأمور المهمة وعند حصول الشدائد والملمات "اللهم اكفنيهم بما شئت" "حسبنا الله ونعم الوكيل" "رب نجني من القوم الظالمين" "ربنا أفرغ علينا صبراً ".. ولكن بقلب سليم والعودة للإيمان الحقيقي كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله في زمن الرسالة وأيام الخلافة الراشدين والأئمة المعصومين كما سار الإمام علي عليه السلام  وهو يطبق الحق والعدل وإنصافه لآخرين  وخصوص دعم المرأة وحقوقها في المساواة وزرع بين أطياف المجتمع العدل وإعطائها الحق ومساواتها مع الرجل في جميع الحقوق التي نصها الله ورسوله. وكذلك المناداة بالحرية المطلقة وحق الانتخاب لممثليهم في المجالس البلدية والنيابية وغيرها  الذي نادى بها الإسلام في إنصاف بالنساء والآخرين قول وعمل ومع كل غريب وبعيد مع الصديق والعدو ومع المسلم وغير المسلم ,ورتب على وسار كما أراد الله ورسوله في الأنصاف وبعد الظلم عن عباده كما أوصى الإمام عامله مالك الأشتر حيث أوصاه : ( أَنْصِفِ اللَّهَ وَ أَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ مِنْ خَاصَّةِ أَهْلِكَ وَ مَنْ لَكَ فِيهِ هَوًى مِنْ رَعِيَّتِكَ فَإِنَّكَ إِلَّا تَفْعَلْ تَظْلِمْ وَ مَنْ ظَلَمَ عِبَادَ اللَّهِ كَانَ اللَّهُ خَصْمَهُ دُونَ عِبَادِهِ وَ مَنْ خَاصَمَهُ اللَّهُ أَدْحَضَ حُجَّتَهُ وَ كَانَ لِلَّهِ حَرْباً حَتَّى يَنْزِعَ أَوْ يَتُوبَ وَ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ أَدْعَى إِلَى تَغْيِيرِ نِعْمَةِ اللَّهِ وَ تَعْجِيلِ نِقْمَتِهِ مِنْ إِقَامَةٍ عَلَى ظُلْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ دَعْوَةَ الْمُضْطَهَدِينَ وَ هُوَ لِلظَّالِمِينَ بِالْمِرْصَادِ )
ويترتب على عدم الإنصاف هو بروز الظلم على العباد ولاشك أن لهذا تبعات كثيرة وكبيرة جدًا
قال الإمام علي عليه السلام في عهده إلى مالك الأشتر : ( أَنْصِفِ اللَّهَ وَ أَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ مِنْ خَاصَّةِ أَهْلِكَ وَ مَنْ لَكَ فِيهِ هَوًى مِنْ رَعِيَّتِكَ فَإِنَّكَ إِلَّا تَفْعَلْ تَظْلِمْ وَ مَنْ ظَلَمَ عِبَادَ اللَّهِ كَانَ اللَّهُ خَصْمَهُ دُونَ عِبَادِهِ وَ مَنْ خَاصَمَهُ اللَّهُ أَدْحَضَ حُجَّتَهُ وَ كَانَ لِلَّهِ حَرْباً حَتَّى يَنْزِعَ أَوْ يَتُوبَ وَ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ أَدْعَى إِلَى تَغْيِيرِ نِعْمَةِ اللَّهِ وَ تَعْجِيلِ نِقْمَتِهِ مِنْ إِقَامَةٍ عَلَى ظُلْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ دَعْوَةَ الْمُضْطَهَدِينَ وَ هُوَ لِلظَّالِمِينَ بِالْمِرْصَادِ )  والملفت للنظر في هذا الكلام هو أنه كما يجب عليه أن ينصف الله من نفسه بأن يسمعه ويطيعه ويؤدي حقوقه كذلك يجب عليه أن ينصف الناس من نفسه بأن يؤدي حقوقهم ويعترف لهم بصوابهم حتى ولو كان ذلك على نفسه فضلاً عن المقربين إليه من أهله أو محبيه .
وحذر الإمام من أنه مع عدم الإنصاف للآخرين سوف تترتب عواقب وخيمة :
ـ أن يكون ظالمًا للآخرين
ـ أن يكون الله هو خصمه دون من يظلمهم  
ـ تكون حجته مدحوضة أمام خصمه
ـ أن يكون محاربًا لله يترك هذا الموقع أو يتوب
ـ عدم الإنصاف يؤدي إلى زوال النعم التي تحت يديه  
ـ نزول النقمة عليه من طرق عديدة
ـ الابتعاد عن عقدة الحقد .
إن من أخس الصفات الذميمة والتي تنطوي على مساوئ الأخلاق عقدة الحقد وهي من الأمراض النفسية التي تضر صاحبها وتقضي عليه قبل الآخرين خصوصاً من له كيان في المجتمع مثل الوالي وطالب العلم لذلك قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : ( أَطْلِقْ عَنِ النَّاسِ عُقْدَةَ كُلِّ حِقْدٍ وَاقْطَعْ عَنْكَ سَبَبَ كُلِّ وِتْرٍ وَ تَغَابَ عَنْ كُلِّ مَا لَا يَضِحُ لَكَ وَ لَا تَعْجَلَنَّ إِلَى تَصْدِيقِ سَاعٍ فَإِنَّ السَّاعِيَ غَاشٌّ وَ إِنْ تَشَبَّهَ بِالنَّاصِحِينَ ) .. ونهى أن نتبع عيوب الآخرين وعوراتهم هي هواية لكثير من الناس قد اعت أدوها ولأجل هذا الاعتياد أصبح المعتاد لا يستطيع تركها وإن وعد بذلك بل ربما تحولت إلى ملكة راسخة في كيانه هذا لسائر الناس وعموم الشعب ،وللأسف أن اليوم الكثير فإنهم لن يخرجوا عيوبه فقط وإنما يحولونه إلى مجموعة عيوب ويحولون حسناته إلى سيئات وعورات ويختلقون عليه ما يشاءون وتشويه سمعته لإسقاطه وهذه السمة أصبحت من السمات البارزة في عصر التمدن والتحضر ، لكن الإسلام شدد النكير على كشف عيوب الآخرين وأن له الخزي في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة كما ندب إلى سترها ومدح من يغض الطرف عن عيوب الناس وأن الله يستر عليه في الدنيا والآخرة كما له الثواب الجزيل في الآخرة فقد قال الإمام علي عليه السلام : ( إنّ للناس عيوباً ; فلا تكشف ما غاب عنك ; فإنّ الله سبحانه يحكم عليها ، واستر العورة ما استطعت يستر الله سبحانه ما تحبّ ستره ) وقال عليه السلام : ( وَ لْيَكُنْ أَبْعَدَ رَعِيَّتِكَ مِنْكَ وَ أَشْنَأَهُمْ عِنْدَكَ أَطْلَبُهُمْ لِمَعَايِبِ النَّاسِ فَإِنَّ فِي النَّاسِ عُيُوباً الْوَالِي أَحَقُّ مَنْ سَتَرَهَا فَلَا تَكْشِفَنَّ عَمَّا غَابَ عَنْكَ مِنْهَا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ تَطْهِيرُ مَا ظَهَرَ لَكَ وَ اللَّهُ يَحْكُمُ عَلَى مَا غَابَ عَنْكَ فَاسْتُرِ الْعَوْرَةَ مَا اسْتَطَعْتَ يَسْتُرِ اللَّهُ مِنْكَ مَا تُحِبُّ سَتْرَهُ مِنْ رَعِيَّتِكَ )
 ونهى أن نتبع عيوب الآخرين وعوراتهم هي هواية لكثير من الناس قد اعت أدوها ولأجل هذا الاعتياد أصبح المعتاد لا يستطيع تركها وإن وعد بذلك بل ربما تحولت إلى ملكة راسخة في كيانه هذا لسائر الناس وعموم الشعب
وأما الدول الاستكبار ومخابرات العالمية أو المحلية فحدث ولا حرج فإنهم يرصدون الكثير والكثير من حركات وسكنات الدول والفرد و المجتمع خصوصاً إذا كانت الدولة والشخص  أو الجماعة من المعارضين لها فإنهم لن يخرجوا عيوبه فقط وإنما يحولونه إلى مجموعة عيوب ويحولون حسناته إلى سيئات وعورات ويختلقون عليه ما يشاءون وتشويه سمعته لإسقاطه وهذه السمة أصبحت من السمات البارزة في عصر التمدن والتحضر ، لكن الإسلام شدد النكير على كشف عيوب الآخرين وأن له الخزي في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة كما ندب إلى سترها ومدح من يغض الطرف عن عيوب الناس وأن الله يستر عليه في الدنيا والآخرة كما له الثواب الجزيل في الآخرة فقد قال الإمام علي عليه السلام : ( إنّ للناس عيوباً ; فلا تكشف ما غاب عنك ; فإنّ الله سبحانه يحكم عليها ، واستر العورة ما استطعت يستر الله سبحانه ما تحبّ ستره ) 
وقال عليه السلام : ( وَ لْيَكُنْ أَبْعَدَ رَعِيَّتِكَ مِنْكَ وَ أَشْنَأَهُمْ عِنْدَكَ أَطْلَبُهُمْ لِمَعَايِبِ النَّاسِ فَإِنَّ فِي النَّاسِ عُيُوباً الْوَالِي أَحَقُّ مَنْ سَتَرَهَا فَلَا تَكْشِفَنَّ عَمَّا غَابَ عَنْكَ مِنْهَا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ تَطْهِيرُ مَا ظَهَرَ لَكَ وَ اللَّهُ يَحْكُمُ عَلَى مَا غَابَ عَنْكَ فَاسْتُرِ الْعَوْرَةَ مَا اسْتَطَعْتَ يَسْتُرِ اللَّهُ مِنْكَ مَا تُحِبُّ سَتْرَهُ مِنْ رَعِيَّتِكَ )
فالإسلام أكد عدم جواز إبداء عيوب الناس وتتبع عوراتهم وأن ذلك من المحرمات الكبيرة التي توعد الله عليها النار كما أن لها سلبيات على الأمة :
ـ تؤدي إلى إشاعة الفحشاء والمنكر في المجتمع قال تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ النــور / 19 .
وبهذا يريدون تفكيك المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية الفقيرة وإضعافها وإثارة الفتن والتعدي على حقوق الآخرين ,ونرى بأفعال عناصرهم وأدواتهم كم بيوت هدمت بأكملها واعتدوا على بناتهم وفرقوا بين الزوج وزوجته وبين الأخ وأخيه والأب وأبنه والصديق وصديقه والموطنين بعضهم ضد بعض كلها من فتنهم وخبثهم لإسقاط الوجه الحسن وقال الإمام علي عليه السلام في بعض خطبه قائلا:
 ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ وَ طُوبَى لِمَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ وَ أَكَلَ قُوتَهُ وَ اشْتَغَلَ بِطَاعَةِ رَبِّهِ وَ بَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ فَكَانَ مِنْ نَفْسِهِ فِي شُغُلٍ وَ النَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ وَ اجْتِنَابِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ ) 
وعنه عليه السلام - في الحكم المنسوبة إليه - : ( الأشرار يتّبعون مساوئ الناس ، ويتركون محاسنهم ، كما يتتبّع الذبابُ المواضعَ الفاسدة .
فالمتتبعون للعثرات هم بمنزلة الذباب , لا تحل إلا على النجاسات فإن مساوئ الأخلاق للناس هي بمثابة نجاسات معنوية فمن يتبع هذه المساوئ فقد وقع على النجاسة .
وعنه عليه السلام : ( تتبّع العورات من أعظم السوءات ) .
أي أن عملية تتبع العورات هي عورة في حد ذاتها وهذه العورة مكشوفة فالشخص يريد أن يكشف عورات الآخرين ولكنه هو بنفسه كشف عورته .
ـ الأسحار بالعذر لدفع سوء الظنّ :
سوء الظن  إذا كان من بعض الأفراد كسوء ظن الشعب في حق قيادته سوف يؤدي إلى إضعافه وعدم قبوله كقيادة لشعبه , خصوصًا إذا كانت قوته قائمة على آراء شعبه فلا بد أن يرفع هذا الظن السيئ فالحل الوحيد لرفع سوء الظن من أذهان المجتمع أن يكشف لهم الأسباب والملابسات ليؤدي بهم إلى حسن الظن به .
قال علي عليه السلام - في عهده إلى مالك الأشتر - : ( وَ إِنْ ظَنَّتِ الرَّعِيَّةُ بِكَ حَيْفاً فَأَصْحِرْ لَهُمْ بِعُذْرِكَ وَاعْدِلْ عَنْكَ ظُنُونَهُمْ بِإِصْحَارِكَ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ رِيَاضَةً مِنْكَ لِنَفْسِكَ وَ رِفْقاً بِرَعِيَّتِكَ وَ إِعْذَاراً تَبْلُغُ بِهِ حَاجَتَكَ مِنْ تَقْوِيمِهِمْ عَلَى الْحَقِّ )؛ ويجب على الجميع وخصوصاً الدولة والمجتمع إعانة المظلومين وقال الإمام علي مؤكداً في هذا الحال قائلاً : أن إمام المظلومين يعرف ما يعنيه المظلومون من جراء ظلمات التاريخ .. وأن أنواع الظلم كما قاله الإمام :
أَلَا وَ إِنَّ الظُّلْمَ ثَلَاثَةٌ فَظُلْمٌ لَا يُغْفَرُ وَ ظُلْمٌ لَا يُتْرَكُ وَ ظُلْمٌ مَغْفُورٌ لَا يُطْلَبُ فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يُغْفَرُ فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ﴾
وَ أَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يُغْفَرُ فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ عِنْدَ بَعْضِ الْهَنَاتِ
وَ أَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يُتْرَكُ فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً الْقِصَاصُ هُنَاكَ شَدِيدٌ لَيْسَ هُوَ جَرْحاً بِاْلمُدَى وَ لَا ضَرْباً بِالسِّيَاطِ وَ لَكِنَّهُ مَا يُسْتَصْغَرُ ذَلِكَ مَعَهُ ).
ومن هذا المنطلق حول القسم الثالث وهو ظلم العباد بعضهم بعضاً
قال الإمام علي عليه السلام : ( من لم ينصف المظلوم من الظالم سلبه الله قدرته)
  فالمكلف عليه وظيفة اتجاه الآخرين وبالأخص العلماء  فيجب عليهم أن يدافعوا عن المظلومين من أي مكان كانوا ومن أي جنسية أو في أي زمان  ودفاع العلماء عن المظلومين حيث بين الإمام شارحاً :( أما والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجّة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء ألاّ يُقارّوا على كِظّة ظالم ، ولا سغب مظلوم ، لألقيتُ حبلها على غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز ! فمسئولية العلماء في هذا الجانب أكثر من غيرهم لأنهم أعرف من غيرهم في تشخيص المواضيع ولأنهم يمثلون خط الأنبياء والمرسلين والأئمة عليهم السلام لذلك كان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام على رأس المدافعين عن المظلومين حيث قال عليه السلام : ( أيّها الناس ! أعينوني على أنفسكم ، وأيم الله لاُنصفنّ المظلوم من ظالمه ، ولأقودنّ الظالم بخزامته ، حتى اُورده منهل الحقّ وإن كان كارهاً ) 
وقال عليه السلام : ( لذليل عندي عزيز حتى آخذ الحقّ له ، والقويّ عندي ضعيف حتى آخذ الحقّ منهم ).. كان هذا هو حاله في الدفاع عنهم وكذلك كان يوصي ولاته على البلدان ويؤكد عليهم الدفاع عن المظلومين .
قال عليه السلام - في عهده إلى مالك الأشتر - : ( ثمّ انظر في أمر الأحكام بين الناس بنيّة صالحة ; فإنّ الحكم في إنصاف المظلوم من الظالم والأخذ للضعيف من القويّ وإقامة حدود الله علي سنّتها ومنهاجها ممّا يُصلح عباد الله وبلاده ) وهنا يجب أن نكون أمنا في حفظ الحق والعدل لزرع
الإصلاح بين الناس وهي من أهم الأسباب لنهضة المجتمع وتقدمه وهو التصدي من قبل العلماء
ومن لهم الشأن في ذلك ولهذا تصدى الإمام عليه السلام بنفسه لإصلاح عموم المجتمع من خلال إصلاح أفراده كما في الحادثة التالية حيث يقول الإمام الباقر عليه السلام : ( رجع علي عليه السلام إلى داره في وقت القيظ فإذا امرأة قائمة تقول : إنّ زوجي ظلمني وأخافني وتعدّي عليّ وحلف ليضربني . فقال عليه السلام : يا أمة الله ! اصبري حتى يبرد النهار ، ثمّ أذهب معك إن شاء الله .
فقالت : يشتد غضبه وحَرْده عليّ ، فطأطأ رأسه ثمّ رفعه وهو يقول : لا والله أو يؤخذ للمظلوم حقّه غير متعتع ، أين منزلك ؟ فمضى إلى بابه فوقف . فقال : السلام عليكم . فخرج شابّ .
قال عليّ : يا عبد الله ! اتّقِ الله فإنّك قد أخفتها وأخرجتها . فقال الفتى : وما أنت وذاك ؟ والله لاُحرقنّها لكلامك !
فقال أمير المؤمنين : آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر تستقبلني بالمنكر ، وتنكر المعروف ؟
قال : فأقبل الناس من الطرق ويقولون : سلام عليكم يا أمير المؤمنين ، فسُقِط الرجل في يديه  قال : يا أمير المؤمنين أقلني عثرتي ، فو الله لأكوننّ لها أرضاً تطأني ، فأغمد عليّ سيفه وقال : يا أمة الله ادخلي منزلك ، ولا تُلجئي زوجك إلى مثل هذا وشبهه . وفي كتاب الاختصاص : إنّ سعيد بن القيس الهمداني رآه - عليّاً عليه السلام - يوماً في شدّة الحرّ في فناء حائط ، فقال : يا أمير المؤمنين ! بهذه الساعة ؟ قال : ما خرجت إلاّ لاُعين مظلوماً أو اُغيث ملهوفاً .
فبينا هو كذلك إذ أتته امرأة قد خلع قلبها ، لا تدري أين تأخذ من الدنيا حتى وقفت عليه .
 فقالت : يا أمير المؤمنين ! ظلمني زوجي وتعدّي عليَّ وحلف ليضربني فاذهب معي إليه ، فطأطأ رأسه ثمّ رفعه وهو يقول : لا والله ، حتي يؤخذ للمظلوم حقّه غير متعتع ، وأين منزلك ؟
قالت : في موضع كذا وكذا .  فانطلق معها حتى انتهت إلى منزلها ، فقالت : هذا منزلي ، قال : فسلّم ، فخرج شابّ عليه إزار ملوّنة , فقال : اتّقِ الله فقد أخفت زوجتك . فقال : وما أنت وذاك ؟ والله لاُحرقنّها بالنار لكلامك . قال : وكان إذا ذهب إلى مكان أخذ الدرّة بيده ، والسيف معلّق تحت يده ، فمن حلّ عليه حكمٌ بالدرّة ضربه ، ومن حلّ عليه حكمٌ بالسيف عاجله ، فلم يعلم الشابّ إلاّ وقد أصلت السيف وقال له : آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر ، وتردّ المعروف ! تُب وإلاّ قتلتك .
قال : وأقبل الناس من السكك يسألون عن أمير المؤمنين عليه السلام حتى وقفوا عليه .
قال : فاُسقط في يد الشابّ . وقال : يا أمير المؤمنين ، اعفُ عنّي عفا الله عنك ، والله لأكوننّ أرضاً تطأني ، فأمرها بالدخول إلى منزلها وانكفأ وهو يقول : لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ . الحمد لله الذي أصلح بي بين امرأة وزوجها ، يقول الله تبارك وتعالى : ﴿ لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيماً ﴾. وفي الحقيقة أن الابتلاء والامتحان هي سنة إلهية ثابتة تحصل للأنبياء والمرسلين ولعباد الله الصالحين . ونرى في كل زمان بعض الكرامات لأولياء الله وإجراء خوارق بعض العادات على أيدي الصالحين وجود الثبات على مبادئ الحق والدين الصحيح وأن الأخذ بالعزيمة أولى من الأخذ بالرخصة خصوصاً في حق العلماء ومن هم قادة الناس .
  وجوب اللجوء إلى الله - تعالى - والتضرع والدعاء والاستعانة به - سبحانه -؛ خاصة في الأمور المهمة وعند حصول الشدائد والملمات "اللهم اكفنيهم بما شئت" "حسبنا الله ونعم الوكيل" "رب نجني من القوم الظالمين" "ربنا أفرغ علينا صبراً ".. وألفت أنظاركم لا تتم عادلة العالم إلا بالفضل لمن هو أفضل منه والعمل على انقياد النفس من الهلاك وثقة المؤمن بنصر الله له وإظهار دينه رغم
كيد الملوك الجبابرة وبطشهم بالدعاة ورغم كيدهم وتدبيرهم للنيل من العلماء والدعاة والقضاء عليهم بل إن شدة طغيان الجبابرة واستضعافهم للمؤمنين دليل على قرب زوال ملكهم ونصر الله لعباده الصالحين حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا أتاهم نصرنا .
في الحديث دلالة على كفر السحرة وعداوتهم للدعاة والرسل وعباد الله الصالحين وكفر من يتعلم  السحر أو يعمل به أو يصدقه لوجود الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة على كونه من فعل الكفرة، قال - تعالى -: وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر [البقرة: 102] ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ولا يفلح الساحر حيث أتى. وفي الحديث قال - عليه الصلاة والسلام -  "من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك ومن تعلق شيئاً وكل إليه ". إلا الطيبين من المواطنين الصالحين والمخلصين للوطن بحبه يجب أن يجمع الكل لتوحيد الصف وشد السواعد والعودة لطاولة المفاوضات ما بينهم والسعي لبناء الوطن ويجب أن يكون الجميع أهلاً لتحمل المسؤولية والسعير لتغير الوضع الإصلاحي نحو الأفضل كما سعى إليه الأخ السيد رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء في البلاد ..وأقول للجميع أن الله يقول كما في سورة الرد الآية 11 لا يغير الله بقومً ..والحقيقة لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم والتغير هو الإصلاح ودعم الدولة لضرب المرتشين والمتقاعسين والسارقين لأموال الدولة والاعتصام بحبل الله كما قال تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)
هذا أمر من الله -عز وجل- لعباده أن يعتصموا بحبله، حبله هو: دينه -سبحانه وتعالى-، اعتصموا بحبل الله دينه، ودينه ما أنزله في كتابه، وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-،  وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا   وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ  أي اعملوا بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وآله- جميعا، واجتمعوا على ذلك ولا تفرقوا، ولا تفرقوا بترك العمل بالكتاب والسنة، فإن الاختلاف إنما يكون بترك العمل، والاجتماع يكون بالعمل، العمل بالكتاب والسنة .
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا  واعتصموا بحبل الله ودينه، واعملوا بكتابه وسنة رسوله -صلى الله عليه وآله-، واجتمعوا على ذلك؛ حتى تتألف القلوب، وحتى تكونوا يدا واحدة على أعدائكم، ولا تفرقوا؛ لأن الفرقة والاختلاف شر، نعم .وبعد أن عرفنا حول الاعتصام والتعاون وكثير من الخصال التي ارادها الله لنا في ديننا والعمل سوياً الكل مع البعض ٌصلاح الوطن والأمة والسعي لخدمة الوطن والمواطنين ودعم الأيتام والمسنين والأرامل يجب دعمهن لا بالاستغلال والرياء بل جعلهن أمانة الله وأخوات ودعمهم لعيال الأولاد الذين هم يكونوا يوم ركيزة المجتمع والسواعد التي تعيننا في المستقبل أيام أن نطعن في السن لأن الحياة دولاب يدور ولا يثبت شيء والكل يتغير لأن الزمن لا يرجع إلى الوراء . بل يسحق كل من يتخل عن القافلة . ويداً بيد للتعاون والتآخي للعمل سوياً والبناء وإنعاش الوطن والمواطنين والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب المربي
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/30



كتابة تعليق لموضوع : لقد أنقذت نفسك يا مثابر!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net