صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

وعاظنا الاكارم ... عيدكم مبارك
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اخوتي في الخلق سلام عليكم جميعا واسعد الله ايامكم وتقبل اعمالكم قياما وقعودا وعلى جنوبكم ... في هذه الايام الدفاقة بالايمان الخالص والامل الواسع بالمغفرة الالهية التي لا يسد لها باب ، اتوجه بحديثي الاخوي الحميم الى سادتنا الافاضل ممن تخصصوا في حقل التوجيه الديني النافع الذي نحن احوج ما نكون عليه في هذه الايام المضطربة . اخواني الاعزاء يامن تصديتم لاشرف مهمة قدر لها ان ترسم طريق اجيال ممن يستمعون الى اقوالكم فيتبعون احسنها ، ويقرأون ما تسطرون فيجعلونه مشاعل تضىء لهم طريق المستقبل . يؤسفني ان اقولها - بكل مرارة - ان جل ما يسمع ويقرأ لكم من محاضرات وكتابات لا يتعدى كونه اجترارا لاقوال ومقالات السابقين التي اكل عليها الدهر وشرب ، خلا استثناءات هنا وهناك لعلها ذائبة في هذا الكم الهائل من ترديد الروايات . اتمنى على الجميع الا يساء فهمي فتظن بي الظنون باني ادعو الى هجر هذه الروايات ، فلا وايم الحق ليس هذا مقصدي . ما اتمناه على اخوتنا الاجلاء من حملة او طلبة العلوم الشرعية ممن يتصدون لمهمة الوعظ الديني وهي مهمة جد خطيرة ان يكون استخدامهم للرواية توظيفا جادا لقضية يراد تسليط الضوء عليها . اما ان تكون الرواية - محض الرواية - هي المقصود من الحديث فانني اقولها بكل عظمة لساني ان الكف عن ايراد هذه الروايات انفع بكثير من ذكرها . هذا طبعا اذا سلمنا بصحة هذه الروايات التي تحوم الشبهات على اكثرها لان كثرة كهذه غالبا ما تكون مصحوبة بالاساطير التي احيطت مع مرور الايام بهالة من القدسية جعلت حتى الاكابر يجتنبون الخوض في صحتها او سقمها او حتى التشكيك بها بابن عم الكلام . وفي جو كارثي كهذا واعني به تجنب اخضاع الكثير من الروايات للفحص والتدقيق وارسالها ارسال المسلمات من شانه ان يضع الجيل  هذا والاجيال التي تليه على حد الشفار . والشفار هنا اما التطرف في اتخاذ اقصى اليمين هدفا او اقصى اليسار هدفا وكلاهما مضلة ، والنتيجة موت الوسطية والاعتدال اللذين كل ما في القران والسيرة النبوية الشريفة هو دعوة صريحة لهما . فلينظر اي من وعاظنا الاكارم مدى التطور الذي يحققه يوميا في مهمته الشريفة والشاقة ، فاذا راى ان يوميه متساويان فليعلم بانه المغبون وهذا ليس كلامي انما كلام ينسب الى معلم الامة عليه افضل الصلاة والسلام . اما ان ياتي احدهم ويستعرض لي ولامثالي سلسلة من الاحاديث الخاصة باحكام الحيض والنفاس وحكم ماء البئر الذي سقطت فيه فأرة وما شابه ذلك ، فانه انما يدق اسفينا محكما في علاقة مع قرائه . وهذا لا يعني بالضرورة - اعاذنا الله - استخفافا باهمية الموضوعات الفقهية المشار اليها اعلاه كامثلة ، لكن ايراد ذلك على الانترنت والفيس بوك تحديدا يعد شكلا من اشكال الاهدار الجمعي للوقت الثمين . فهذه الروايات والاحكام صارت في متناول القاصي والداني عبر الانترنت وبشكل مبوب يسهل على اي مهتم باغتراف ما يريد منه . فما الحكمة من تكرار شىء او اشياء دابنا على سماعها منذ عشرات السنين ؟ وخلال عشرات السنين هذه انقلب العالم راسا على عقب بسبب تكنلوجيا الاتصال التي تصدمنا كل يوم بمذهل جديد حولنا الى امة للاستهلاك فقط . ها نحن - واخص طائفة من المسلمين تعنى بمصاب الامام الحسين عليه السلام والاجلة من صحبه - نحث الخطى نحو شهر احزان اهل البيت عليهم السلام . ومع هذه الخطى تجري جهود جبارة الان لتحويل هذه الايام التي تجلى فيها الفداء بابهى صوره الى مجرد ايام لاهدار الموارد ، و طقوس حمراء تمتشق فيها السيوف وتشج فيها الرؤوس وتخدش فيها الصدور وتمزق الظهور . مشايخي الافاضل ان كنتم ممن يرتضون هذا السلوك المؤذي بالدين والمذهب والنفس فلكم الحق كل الحق في الدفاع عنه بشتى وسائل الدفاع الحضارية . لكن الكارثة ان تكونوا ممن لا يؤمنون بهذا السلوك ولا يقرونه لكنكم تصمتون حفاظا على بقاء من حولكم و عدم انفضاضهم عنكم ،  وحينذاك - واقولها بحرقة - ستنطبق عليكم مقولة السكوت عن الحق . ولعلكم - والحال هذه - افضل حالا من شريحة كبيرة من كبرائنا ممن يحثون اتباعهم على ممارسة هذا السلوك المشين ولم يذكر عنهم انهم قربوا طرف السيف وليس شفاره من رؤوسهم الكريمة ويحسبون انهم بذلك يحسنون صنعا . طابت اعيادكم جميعا
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/26



كتابة تعليق لموضوع : وعاظنا الاكارم ... عيدكم مبارك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net