صفحة الكاتب : انصار ثورة 14 فبراير في البحرين

رسالة العلامة المهتدي إلى إبنه محمد جواد ..
انصار ثورة 14 فبراير في البحرين


سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عبد العظيم المهتدي البحراني أحد أبرز قادة التيار الرسالي والمعتقل في سجن جو المركزي المعروف بـ ( سجن غوانتنامو الخليفي) والذي يقضي فترة خمس سنوات حكم جائر حكمت عليه أحد محاكم آل خليفة ظلما وجورا ، والذي تعرض إلى أبشع أنواع التعذيب في أقبية السجون ومطامير آل خليفة بعث برسالة إلى ولده الغالي والبار محمد جواد هذا نصها:-

رسالة العلامة المهتدي إلى إبنه محمد جواد ..

بسم الله الرحمن الرحيم

ولدي محمدجواد السلام عليك حبيبي .
كيف حالك وما هي أخبارك، عساك بصحة جيدة.
أريدك أن لا تنسى بأن أباك المهتدي مستحيل أن ينساك مادام في قيد الحياة الدنيا، وإن إنتقل إلى الآخرة فسيذكرك عند الله والنبي وأهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ويدعو لك كما في الدنيا أن تكون ذلك الولد الصالح والعالم الربّاني الذي يواصل درب والده بأحسن منه.

فيا ولدي العزيز ..

وكما تعلم إن إخراج أية رسالة من السجن ممنوع ورؤيتي لك في الشهر ساعة مع أمك وأخواتك لا تكفيني للحديث معك، لذا أحاول إيصال هذه الرسالة بالتوكل على الله وأنت تعرف الصعوبات، فأعرف إذن قيمة ما تقرأؤه من نقاط وتوجيهات:
• أدرس جيداً علوم الدين وعلوم البشر.
• إقراء كثيراً في الكتب والثقافات النافعة.
• إشغل نفسك بالأمور المفيدة ولا تصرف وقتك في التوافه وتملئ فراغك بالمضّرات.
• إبتعد طول حياتك عن أصدقاء السوء.
• إحذر أن يورّطك الشيطان في مشاهدة الأفلام الشهوانية.
• إحذر أن تمسك السيجارة وتدخن الشيشة أو أي شيء مضّر.
• تعبّد كثيراً بالصلاة والصوم المستحب وقراءة الأدعية.
• حاول أن لا تسهر، قدّم نومك لتجلس ساعة أو نصف ساعة قبل أذان الفجر لصلاة الليل فإنها تمنحك مفاتيح النجاح الدنيوي والفلاح الأخروي.
• إلتزم بالآداب الاجتماعية مع الناس، بأن تحترمهم بكلمات حلوة وترحّب بهم في اللقاءات.
• حافظ على صلة الرحم مع الأقارب.
• كن مبتسماً وطبّق الأخلاق الإسلامية وخاصة ما ورد في دعاء مكارم الأخلاق للإمام زين العابدين (عليه السلام) إقرئه دائماً وتفكر في معانيه وأنت تراقب نفسك كم هي درجة تطبيقك لها.
• إجعل لجسمك ساعة للرياضة المستمرة كالمشي والحركات البدنية المنتظمة، فإن صحتك ضرورية لتقدّمك ونشاطك، ولذا إهتم بأكلك ولا تأكل ما يضرّك ممن يأكلون بلا حساب فأنت لست عبداً لبطنك كما لست عبداً لفرجك، بل أنت عبد الله متحرّر من الشهوات التي تبعدك عن الله وخدمة دينه بالحيوية اللازمة.
• تجنّب الدخول في أي خلاف مع المؤمنين، وإذا كان لابد من نقاش مع الأحد فليكن بصوت الدليل ونبرة الإصلاح، أما الإختلافات الطائفية والسياسية فإبتعد عنها خير شر، إلا ما كان منه لتحقيق الحق وإبطال الباطل ولكن دون الجدال العقيم وبلا صرف العمر فيه.
• إهتم بمستقبلك، فالزواج بدايته ثم تربية أطفالك تربية صالحة، ومن المستقبل التخطيط المالي كسباً وصرفاً وإستثماراً، ومن المستقبل أنت تنظر إلى البعيد وتهيئ نفسك للطوارئ كيلا تكون ضعيفاً في الحوادث مرتبكاً في المفاجئات.
• كن وفياً لمبادئك الولائية، فأهل البيت (صلى الله عليه وآله) سفينة النجاة من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك، ولتكن قضية الإمام الحسين (عليه السلام) تشكل عندك المركزية في الأداء المتواصل.
• أحسِنْ إلى أمّك وخاصة لما تكبر في عمرها، ولا يذهب عن بالك الإهتمام بأخواتك، تفقّد أخبارهن وساند قضاياهن قدر إستطاعتك، وكذلك أولادهن، فليروا في خالهم الشخصية المحبوبة كما أبوك بالنسبة لأولاد وبنات وأحفاد أخواتي ولله الحمد ولهم الشكر، وكذلك أولاد وبنات وأحفاد أخي حسين وأخي قاسم جزاهم الله خيرا.
• من الضروري أن تطّلع على تطورات زمانك العلمية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية، فلا تكن غائباً عن أحوال الناس في زمانك وأنت حاضر معهم بدينك وأخلاقك والسعي لقضاء حوائجهم خاصة الفقراء منهم.
• حرّم على نفسك الدخول في الحكومات الجائرة واللقاء برجالها الفسقة وإذا فرضت عليك الظروف فلتكن رسالتك هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومع ذلك فالإبتعاد المطلق هو الأفضل لدينك وآخرتك وسمعتك بين الناس.
• علاقتك مع النشطاء السياسيين في المعارضة إجعلها متوازنة بلا تبعية عمياء لجهة ولا ضدية لجهة إلا إذا كانت تمارس الخيانة على المكشوف.
• كن في حياتك مرتباً ونظّم أمورك وأوقاتك والأولويات، ولتنعكس على أصغر قضاياك من حجرة نومك إلى أكبرها في خارج بيتك، بمعنى أن تقسّم أشياءك وتضع كل شيء في مكانه المناسب، ومنها المواعيد وحسب الوقت وتسجيل خرائط عملك.
• إجمع حواسك في السياقة وركّز دائماً كيلا تخسر مالك أو سلامتك أو حياتك – لا سمح الله – في حوادث الطيش التي راح فيها كثير من الشباب.
• إياك أن تقع فريسة شهوتك، فكم من الفضائح تمّ توثيقها بالصوت والصورة فدمّرت نفسية الأشخاص طول حياتهم.
• إختار دائماً المرجع الديني الذي تذكرك شخصيته بشخصية النبي والأئمة الطاهرين من حيث العلم والورع والأخلاق والإهتمام بأمور المسلمين، فالمرجع الفاقد لشروط الولاية والحضور في قضايا الأمة لا يقرّبك إلى الله ولا يرتضيه لك الرسول ولا أهل البيت (ع). لذا راقب إختيارك له لأنه قائدك الذي يأخذ بيدك إلى الجنة، وإلا أخذك إلى النار – والعياذ بالله –.
• إعلم أن الدنيا لا يبقى على حالة واحد، فهي من حالة إلى حالة، وأما العاقبة فهي التي ينتصر بها المتقون، فكن منهم ثم لا تخف من أي شيء.

ولدي الغالي: أعتذر منك إذ يضايقني ألم ظهري وقد بلغ حدّه، ولا أستطيع الإستمرار في الكتابة، أرجو أن تصلك سطوري وتقرأ نصائحي بقرار التطبيق ولا مانع أن تعطيها لأصدقائك أو تنشرها لكل من ينتفع بها، فلعل كلمة طيبة وقعت في قلب طيب كالبذرة الطيبة في التراب الطيب، ثم أتت ثمارها الممتدة إلى كل ما هو طيب من أجل حياة طيبة على مستوى الفرد والأسرة والأمة.

حبيبي.. عمري.. ثمرة حياتي: إن كتب الله لنا لقاءً وعيشاً، فسنكمل المسير معاً، وإن كانت أيامي إقتربت إلى نهايتها فلا تحزن، لأننا على خطى رسول الله في خط التأسي عشنا مع الصادقين من آله الهداة ولله الحمد على كل حال.

ولدي الكريم: أنت اليوم في (15) من مطلع شبابك، وأنا في (52) من عمري، وقد كنت طول هذه السنوات أمازحكم في البيت - أن عمري - إمشّير – على (14) وسأبقى الشاب الذي لن يشيب، أما اليوم بعد آلام التعذيب التي أنهكتني في سجن الظالمين صرت أعترف بالشيب ولكن سيبقى قلبي قلب الشباب النابض بحب الوطن.. وطن العدل الإسلامي، لا وطن الظلم الطائفي والتكابر الجاهلي، وستنجلي عتمة البحرين قريباً بإرادة شباب البحرين ودماء الشهداء وجراح المظلومين ودموع أطفالنا وصبر نسائنا وعفاف بناتنا وإخلاص علمائنا ونشاط الأحرار من أبناء هذا الشعب المسلم الأبيّ.وأن الصبح لناظره لقريب.

ولدي النبيل: كن صابراً ولا تحزن على فراقي، فأنا وأنت من سلالة كربلاء، ودمنا من دماء عاشوراء، وأرواحنا معلَّقة في السماء تترقب يوم الظهور العالمي للمهدي الموعود.. نحن جنوده العاملون لدولته الكريمة بإذن الله ولن نعرف الهزيمة في سبيل الله والحق والحرية.

دمت سالماً يا ولدي والسلام على من يقرأ رسالتي هذه ورحمة الله وبركاته

مع تحيات: عبدالعظيم المهتدي البحراني
16 – ذي الحجة – 1433 هــ
30 – 10 – 2012 م
سجن جو / مملكة البحرين / مبنى (1) - عنبر (1) – حجرة (5)
تمّت في الساعة الواحدة وعشر دقائق من يوم الأربعاء
http://14febrayer.com/?type=c_art&atid=2961


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انصار ثورة 14 فبراير في البحرين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/09



كتابة تعليق لموضوع : رسالة العلامة المهتدي إلى إبنه محمد جواد ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net