صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

عقيدة الإسلام هو السلام والأمن واحترام معتقدات الآخرين !!!
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم

(سَلامٌ قَوْلا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ ) يأسين /58 .
(وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين) الأنفال
/46 .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) النساء /59 .

(وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ) البقرة /31 .
(اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم) العلق /3 ـ 5 .
(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران /103 .
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) النساء/1 .
(وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) يونس /99 .
(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا) الكهف /46 .
أن الإسلام ربط بين علوم الدين والدنيا لضمان تقدم الأمة وزيادتها وقوتها .
وإن ديننا لا يمنعنا من الاستفادة من إنجازات العصر أبداً والمسلمون مسئولون عن تخلفهم من جراء الجهل الذي تقوم به بعض الأحزاب والتنظيمات ـ التجمعات الإرهابية بسم الإسلام . وأن هذه التجمعات هي من صنع خصوم الإسلام لخداع الرأي العام العالمي بأكاذيب ومزاعم وتحريفات تستهدف تشويه الإسلام والمسلمين. وللعلم أن الإسلام دين أمن وسلام وتعاون، وأنه بريء من مزاعم الإرهاب والعنف التي تروجها جهات معروفة بعدائها الشديد للإسلام وأهله.
و على أن تحقيق أمان العالم الإسلامي وسلامته واستعادة تضامنه ضرورة حتمية لمواجهة التحديات العديدة التي تفرضها المتغيرات العصرية المتسارعة .
وبالتعاون يتم القضاء على أسباب الخلافات في صفوفهم، والعمل الجاد لتحقيق التكامل الاقتصادي بينهم وأن الإسلام يلزم أتباعه باحترام معتقدات الآخرين وصيانة حقوقهم وللعلم أن المسلمين لم يكرهوا أحدا – على مدى تاريخهم الطويل – على الدخول في دينهم ، التزاما بقاعدة لا إكراه في الدين. لقوله تعالى : (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) البقرة /256 .
ولا ينكر، إلا مبالغ أو مغالط، أن المسلمين في الوقت الراهن تخلفوا كثيرا عن ركب التقدم العالمي في الميادين المختلفة للعلم والتكنولوجيا، وأن الهوة في هذا المجال أصبحت واسعة وتحتاج إلى جهود جبارة ومضنية من أجل اللحاق بركب التقدم العالمي.. فكيف ترى واجب الأمة الإسلامية في هذا المجال؟
- ينبغي أن ندرك حقيقة أن علمية أن الدين والدنيا صنوان ولا غنى لأحدها عن الآخر في حياة الإنسان كالروح مع الجسد، لأن من فقه دينه ومن فقه دنياه وشــؤونها دانت له بعزها ومجدها وكنوزها، وأصبح مستخلفا عليها خلافة شرعية يتحقق معها الخير والرخاء والسلم والسلام والأمن والأمان لكل إنسان مهما اختلفت الأجناس والعقائد الدينية والألسنة والألوان.
وبذلك جاء الإسلام عقيدة وشريعة علما وعملا منظما لكل أمور الدين والدنيا بما يوافق العصر والزمان والمكان لكل إنسان، ويربط الإنسان بالله خالقه، والإنسان بالإنسان باعتبارهم جميعا عباد الله وخلقه وأنهم في نسب الإنسانية سواء، حيث ينتسبون جميعا إلى أب واحد وأم واحدة، ولا فضل لأحد منهم على الآخر إلا بالتقوى والعمل الصالح لقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
النساء/1 .
وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالعمل الصالح والتقوى، كلكم لآدم وآدم من تراب.
وفي القرآن الكريم آيات كثيرة نفقه منها الربط التلازم بين علوم الدين والدنيا.. ومنها قوله تعالى : (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا ).. وكذلك قوله تعالى: (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ) هود/61 .
ومنها أيضا قوله تعالى : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) الأعراف /32 .. وقوله تعالى : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) الإسراء /70 .. والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول : 
العلماء ورثة الأنبياء.
وقد كرم الإسلام جميع العلماء الذين يفيدون بعلمهم البشرية والإنسانية، وجعلهم في الدرجة التي ترتقي بهم إلى صف الملائكة المقربين الذين شهدوا لله تعالى بالوحدانية مع شهادته سبحانه وتعالى لنفسه، كما جاء في قوله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . وأن من مثل هؤلاء العلماء الآجلة الذين يفيدون الأمة وهم أعلام وموفقين بأذن الله .
وقد فهم المسلمون الأوائل ذلك وربطوا بين العقيدة والشريعة فدانت لهم الدنيا بقوة وعزة وكانوا شموسا ساطعة وفرسانا في كل الميادين ونشروا الحضارة الإنسانية والتقدم العلمي في كل الميادين.
أما نحن في العصر الحديث للأسف الشديد فقد تخلفنا عن الركب وتركنا الزمام العلمي الذي ورثه لنا السلف الصالح إلى غير المسلمين، فتقدموا ووصلوا عنان السماء في علوم الدنيا، وتخلفنا نحن في علوم الدنيا والدين فدانت الدنيا بعزها ومجدها لغير المسلمين، وعاشوا في رخاء مادي، وورث المسلمون في الأعم الأغلب التخلف والشقاق والنزاع فيما بينهم والفقر والضعف، الأمر الذي يفرض على المسلمين أن ينهضوا من كبوتهم ليستعيدوا تقدمهم وقوتهم وريادتهم وسيادتهم ممارسات معيبة بعض خصوم الإسلام يستغلون بعض الممارسات المعيبة – لقلة من المنتسبين للإسلام وقعت في براثن العنف والتطرف – في تشويه صورة الدين ووصفة بأنه دين عنف، لتنفير الناس منه.. فكيف ترى مخاطر ذلك على مسيرة العمل الإسلامي؟
- ما يحاوله خصوم الإسلام لتشويه صورته ليس جديداً فالعداء للدين الحنيف مستمر منذ ظهوره.
والحقيقة التي لا ينكرها إلا حاقد أو جاهل، أن الإسلام دين أمن، وسلام ، أنه جاء بتعاليم وأحكام سامية تكفل تنظيم جميع أنواع العلاقات في المجتمع بما يحقق خير الجميع، ومصلحة الجميع في شتى الميادين والمجالات .
والإنسان المسلم وفقا لمقتضيات عقيدته وشريعته مطالب بأن يكون دائما مع نفسه وغيره أمنا كاملا، وسلاما تاما، فالسلام اسم من أسماء الله عز وجل، كما أن السلام تحية المسلمين فيما بينهم في الدنيا، وبينهم وبين خالقهم، وهو تحية المسلمين عند ربهم يوم يلقونه في الآخرة. لقوله تعالى : (سَلامٌ قَوْلا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ).
والإسلام دين رحمة ، وأمان ، وسلام للجميع ، والمسلمون مسئولون عن إبراز هذه الحقائق من خلال سلوك صحيح رشيد واع بحقاق الإسلام، وأهدافه السامية، ورعايته حقوق الجميع في المجتمع الإسلامي حتى مخالفيه في العقيدة.. قال صلى الله عليه وآله وسلم :” ذمة المسلمين واحدة ويسعى بذمتهم أدناهم”.. ويقول صلى الله عليه وآله وسلم : “من أذى ذميا فقد آذاني”.
وعقيدة الإسلام لا تكره أحدا على الدخول فيها، لقوله تعالى : (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) البقرة.. ولقوله تعالى أيضا : (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ) يونس /99 .
ومن يحسن الاطلاع على الإسلام في مصادره الصحيحة ويدرك سمو تعاليمه ونبل غاياته، وشرف مقاصده، فلن يلتفت أبدا إلى تلك الدعاوى المنافية للواقع إنه من باب التمويه والخداع يحاول أعداء الإسلام والسلام في العالم أن يخدعوا البشرية والمجتمع الدولي بالزعم بأن الإسلام والمجتمعات البشرية التي تدين به هي سبب التخلف والحروب وإشعال الفتن بين الشعوب ومنع تحقيق السلام العالمي وذلك اعتمادا على واقع مادي في القليل من الدول والشعوب الإسلامية.
وهذا الواقع وإن كان فرديا وليس له صفه العمومية إلا أنه مما اصطنعه خصوم الإسلام بأيديهم وبذروا بذوره وغرسوا أغصانه وأحاطوه بكل أنواع الرعاية والحماية وينبغي أن ندرك جيدا حقيقة أن السلام هو الأصل والعزيمة في علاقات الناس بعضهم وبعض.
والسلام – كما ذكرت – هو تحية المسلمين فيما بينهم وبين أنفسهم، وبينهم وبين خالقهم. والسلام واجب في الإسلام في العادات والعبادات.. وبهذا يعيش المسلم دائما في سلام بالسلام مع الله، والسلام النفس والغير في الدنيا .
ولقد كانت دعوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا تزال هي الدعوة السليمة للناس جميعا في كل زمان ومكان حتى مع الأعداء في ميدان القتال الذي لم يشرع في الإسلام إلا للدفاع فقط وليس العدوان.
ولعلها فرصة نؤكد فيها أن أمان العالم الإسلامي ضرورة حتمية في كل عصر وفى هذا العصر بالذات.. وهذا يتطلب من المسلمين الاعتصام بحبل الله تعالى عقيدة وشريعة، ومنع الخلاف والشقاق في القضايا العامة المشتركة، وتحقيق التكامل المالي والاقتصادي، وتدعيم السوق العربية والإسلامية المشتركة، وتنسيق المواقف العلمية والدينية وأن دين أمن وسلام.. ولا شك أن تاريخ المسلمين خير شاهد على أنهم أحسنوا إدراك هذه الحقائق والالتزام بها على مدى نحو 1432 عاماً … أليس كذلك؟
- لا شك في أن التاريخ الإسلامي شاهد صدق على المسلمين التزموا قواعد دينهم، وكانوا خير معبر عن عقيدة السلام والأمن واحترام معتقدات الآخرين ولم يكرهوا أحدا على الدخول في دينهم .
وعلى أساس هذه العقيدة الإسلامية سار المسلمون منذ أول عهدهم مع رسول الله صلى الله علية وآله وسلم في كل أمور حياتهم وفى جميع معاملاتهم مع أهل الأديان الأخرى في السلم وفى الحرب .
وكان المسلمون دائما في الحرب سلاما على غير المحاربين بل وعلى المحاربين الذين يضعون سلاحهم أو يستسلمون فيؤسرون.. قال تعالى في وصف المؤمنين والكل يعرف أن هذه الآية وصف أمير المؤمنين علي والمؤمنين لقوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) الإنسان /8 .
والكل يعرف أنها نزلت بحق علي وفاطمة والحسنين عليهم السلام .
وشريعة الإسلام هي الجانب التطبيقي والقانون العملي التشريعي الذي ينظم للإنسان كل جوانب الحياة فيما يتعلق بمعاملاته مع خلقه وفيما يتعلق في معاملاته مع بني جنسه في السلم وفى الحرب تنظيما كاملا وشاملا ودقيقا بما يلائم الزمان والمكان والحل، ويتحقق مع العمل به كل الرخاء والسعادة لكل بني الإنسان .
ويجب على العلماء الأعلام وزارات الأوقاف أن تذوب الخلافات التي تشهدها اليوم الساحة الإسلامية العديد من الخلافات بين المسلمين، ويحلوا لأعداء الإسلام والمسلمين تضخيم تلك الخلافات حتى يستفيد منها في تحقيق أهدافهم المشبوهة ضد العالم الإسلامي .. فكيف ترى أهمية تذويب تلك الخلافات؟ وما هي سبل التغلب على مخاطرها على مستوى العمل الإسلامي؟
- الإسلام دعوة متجددة إلى تحقيق وحدة المسلمين وتماسكهم وقوتهم وعزتهم.
والتمسك الحق بتعاليم الإسلام في جميع المجالات يضمن إقامة مجتمع متماسك قوى ، لا تفكك فيه ولا ضعف ولا تنازع ، فتلك أمور يأباها الإسلام وينهى أتباعه عن أي سلوك يجرهم إليها
- والمسلم الحق يلتزم بأحكام دينه، ولا يجاوزها أبدا بحال من الأحوال… ومن تلك الأحكام الاعتصام بحبل الله وعدم التفرق … قال تعالى : (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).
وقال أيضاً سبحانه و تعالى  : (وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين).
وقال عز وجل أيضا :  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً).
إن أمتنا الإسلامية مدعوة إلى المسارعة لتحقيق وحدتها وإنهاء خلافاتها واحتواء نزاعاتها للخروج من آلامها التي تعيشها حاليا في مجالات شتى .
وعلينا جميعا أن ندرك حقيقة أن أعداء الإسلام والمسلمين هم المستفيدون من خلافات المسلمين، ذلك أن تلك الخلافات تضعف أمتنا من ناحية، وتلهيها عن التفرغ للدفاع عن قضاياها الكبرى والمصيرية من ناحية أخرى.
كما أن الأعداء يعتبرون تلك الخلافات فرصة ذهبية، للإيقاع بين أبناء أمتنا الواحدة، وتوسيع هوة الخلافات في صفوفهم من ناحية، وترويج الشبهات ضدهم من ناحية أخرى بالزعم بأن تلك الخلافات – التي تحدث في صفوف أي أمة ـ إنما هي خاصة بالمسلمين دون غيرهم، وأنها – والعياذ بالله – بسبب تمسكهم بالإسلام، بينما الحقيقة هي أن تلك الخلافات سببها الحقيقي هو البعد عن التمسك بتعاليم الإسلام التي تجعل الأمة الإسلامية أمة واحدة.. قال تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ )الأنبياء /92 .. وقال تعالى أيضا : (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ) المؤمنون /52.
فما أشد حاجتنا اليوم نحن المسلمين إلى وحدة الصف والهدف والغاية فيما بيننا في أمور الدين والدنيا، وذلك بعد النزاع والشقاق الطويل الذي فرق شملهم، وأضعف شوكتهم، ومكّن منهم ذلك المستعمر اللعين في شئون حياتهم، ومعاشهم، وكان سببا مباشرا في تخلفهم العلمي الذي أضر بهم كثيرا في أمور الدين والدنيا.
- واجبنا أن نعمل بجد وإخلاص وتعاون في جميع المجالات وفى خطوط متوازية لتحقيق مصلحة المسلمون وأوطانهم وأمتهم ولاستعادة عزة الأمة وقوتها ووحدتها.
إن الإسلام أوصانا بالعمل الصالح دائما وأمرنا به في كل أمور حياتنا الدينية والدنيوية، وأوضح لنا أن عملنا هذا لابد أن يكون موافقا لعقيدة المسلم وشريعته لان الله عز وجل ورسوله والمؤمنين شاهدون عليه دائما وفى هذا دليل أكيد على أن أي عمل يعمله المسلم لا يحقق مصلحة للمسلمين والوطن الإسلامي والأمة الإسلامية فهو عمل غير مشروع وغير مقبول لا عند الله ولا عند ولا عند الناس .
ولهذا كانت الخلافة في الأرض للمؤمنين الذين حققوا جانب العقيدة وجانب الأخلاق وجانب الشريعة معا في هذه الحياة الدنيا وهذا ما وعد الله به عباده المؤمنين ولن يخلف الله وعده أبدا.. قال تعالى : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) النور/55 .
وإن الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي يقسم عادة إلى ثلاثة أنواع من
الظواهر:
1 ـ التخاطر
2 ـ الاستبصار
3 ـ بُعْد النظر.
والتخاطر هو الشعور بالأفكار أو بالمشاعر لشخص من قِبَل شخص آخر بطريقة غير معروفة. أما الاستبصار فهو إدراك الأشياء، أو الأحداث أو الناس دون استعمال الحواس المعروفة. وبُعد النظر هو معرفة حدث مستقبلي بوساطة التخاطر أو الاستبصار ومن هنا يجب أن لا نبعد نظرنا على الآخرين ولا العكس ، فالناس كثيرًا ما يجهلون كيف أن الأحداث حولهم تظهر أفكارهم . وأقول لهؤلاء الجهلة التكفيريين والإرهابيين الذين يسعون فساداً في الأرض عكس ما أمرنا الله سبحانه وتعالى في سورة هود :” هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا” 61 وحثنا للعمل والمثابرة والتقدم لبناء الأرض والسعي وراء الخير والإصلاح وصلاح ذات البين . لأن وصية أمير المؤمنين علي للحسنين عليه وعليهم السلام : ”
أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ، ونظم أمركم ، وصلاح ذات بينكم ، فإني سمعت جدكما ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : صلاح ذات البنين أفضل من عامة الصلاة والصيام (نهج البلاغة ،فيض /977). ونعم ما قال أباً لأولاده وهو يعضهم ويوصهم بصلاح ذات البين :
انفوا الضغائن بينكم وعليكم * عند المغيب وفي حضور المشهد بصلاح ذات البين طول حياتكم * غن مد في عمري وإن لم يمدد إن القداح إذا اجتمعن فرامها * بالكسر ذو بطش شديد أيد عزت فلم تكسر، وإن هي بددت* فالوهن والتكسير للمتبدد.
ويداً بيد للتآخي والتعاون والبناء .والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب المربي
سيد صباح بهبهاني
behbahani@t-online.de
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/10



كتابة تعليق لموضوع : عقيدة الإسلام هو السلام والأمن واحترام معتقدات الآخرين !!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net