في الليلية العاشر من عاشوراء
مصطفى عبد الحسين اسمر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا زلت اذكر تلك الليلية وكيف اتفقت   أنا وأصدقائي نسهر  الليلية العاشر من عاشور حتى الصباح بدون ان تغمض لنا عيون كنا ثلاثة حصل هذا  في  فترة  حكم  (  صدام ألبعثي) لم تكن الليلية عادية كباقي الليالي كان البعثيون مستعدون لحرب في كل شارع  وكل (دربونه ) سيطرة بعثين  المئات منهم وهم مستعدين وكان  الحسين (ع) سيظهر وهم سيقتلونه حال ظهوره  لكي يكونوا أسوء  من حرملة  منع أي شي يمت بصلة إلى أيام عاشور  الطبخ  خارج البيت ممنوع و (إياك ) و أداء الشعائر الحسينية  محظور أشرطة النعي  من يجدونها  عنده يهلك

أما نحن لم نكن نخافهم  أبدا  كنت في عمر المراهقة   انطلقنا في رحلة الحجة من الليلية العاشر من عاشور انطلقا من أمام بيتنا بين الأزقة الضيقة و المحلات  و كنت انشد شعرا حفظته (افرغ فؤادك يا فتى...هذا محرم قد أتى...واندب حسينا باكياً... وأشعل بقلبك لوعتي )  كان كل شي صامت فقط الدوريات و السيطرات البعثيه تفتش  كل سيارة و توقف  أي شاب بعمر العشرين وتجري معه تحقيق احد أصدقائي كان خائفا الأنة لم يخبر أهلة بخروجه كان يطلب منا ان لا نسلك طريق فيه دورية البعثيين لكني كنت مصرا و صديقي الأخر عمار أيضا ان نكمل حتى النهاية

كنت أتمنى لو ان السماء أمطرت نارا و أحرقت كل بعثي أخذنا نتجول في السكون  المضجر اتجهنا نحو الشارع العام قلنا عسى   ان نجد من يحي الشعائر لكنا فوجئنا  بشدة عندما وجدنا ان الطريق العام المؤدي إلى بغداد على امتداده ملئه شرطة عسكرية  لأتمر أي سيارة بدون تفتيش اذكر حينها كيف أمطروا سيارة برازيلي حمراء بوابل من الرصاص أصابوا صندوقها  عرفت أنهم حرمونا من الليلية عاشور

و قررنا ان نعود إلى بيوتنا ونخلد إلى النوم وفي الطريق استوقفنا احد البعثيين و نادى إلى اصدقائة وبدون أي تفاهم وبكل معاملة سيئة أخذنا إلى الفرقة الحزبية وفي مقر حزب البعث استقبلنا احد الأوغاد كان أسمه (حمدان)  ويلقبونه ألشيشاني أي (الهمجي)  كان شديد السمرة قصير القامة كث الشعر انهال هذا ألشيشاني صفعا وسبا علينا ومن ثم أدخلونا إلى غرفة المسؤول كان شخصا ابيض طويل و أصلع وهو جالس على كرسيه اخبره ألشيشاني ومن ثم قال للشيشاني اذهب أنت

قال : ماذا لدينا ثلاث غوغائيين يتسكعون في وقت متأخر من الليل

قال عمار له : نحن لسنا غوغاء و لا نتسكع نحن نحي ذكرى أبو عبد الله الحسين

قال : من

قلت له لا تعرف الحسين

قال نعم اعرفه لكن الحكومة منعت أداء الشعائر

قال صديقي طارق :. وتحلل السكر في الشوارع و الليالي الحمراء للحفلات التي لا تعود بمنفعة للبلاد

قال : احذر لكلامك

قلت له : لما الحذر هل الحكومة تخاف من ثورة قبل (1400) عام

في النهاية لم يستطيع اتهامنا و أطلق سراحنا

ألان وبعد سقوط البعث عادت وبقوة شعائر  عاشور أقوى من كل عصر و الأنوار تضئ  كل منزل وذهب ذالك الخوف إلى الأبد

ذكرى ثورة الحسين ضوء تنير طريق  كل الأحرار في العالم 

الموضوع السابق تأملات في النهضة الحسينية ح 5

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat