صفحة الكاتب : محمد حسين الحسيني

ازمة العراق الحقيقية أين ؟؟؟
محمد حسين الحسيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 هل يعني عدم بروز أزمة ما , عدم وجود تلك الأزمة؟؟؟  وهل طغيان الصوت الأحادي الجانب يعني ان الكل معه , يقدمون له  فروض الطاعة والولاء و البيعة ؟؟؟
تفسير غريب لدى البعض و هو تعليق أزماتنا  على شماعات بعيدة عن الواقع , فكما كان النظام العفلقي يعلق مشاكل العراق المتفشية على شماعة المؤامرة , نجد الآن من يعلق مشاكلنا على شماعة المؤامرة أيضا,
الاحتلال و غيره مسئول بنظرهم عن بروز ما يسمونه الطائفية , و الاحتلال مسئول كما يرون عن المجرم الذي يقطع الطريق والوهابي الذي يذبح المسلم الشيعي متقربا الى الله !!!! و الاحتلال مسئول عمن يفجر جيفته النتنة على مواكب الزوار و معزي ال بيت الرسول صلى الله عليه واله وسلم.......
الخلاصة …....... العراق كان (دهن ودبس) و السبب في كل مشاكله الاحتلال والاستكبار والامبريالية والصهيونية و (يا حوم اتبع لو جرينه ,,,,, وليخسأ الخاسئون)..............
هذه العقول البسيطة التي تربت على نظرية المؤامرة تجد من السهولة والراحة  تعليق كل المشاكل على من ذكرنا آنفا , أما العقول النيرة المبدعة فلن تكل ولن تمل في البحث عن الأسباب والحلول الناجعة لكل مشاكل العراق,,,
ﻻ ننكر وجود من ﻻيريد لنا الخير في عالم اليوم بل أجد من السذاجة إهمال هذا السبب لكن أن ﻻ نجعل منه سببا وحيدا لمشاكلنا وأزماتنا بل واحدا من عدة أسباب ومسببات,,,,, ليس إلا,
مضى عام على خروج (الاحتلال) لكن العراق لم يكن ولن يكون (دهن ودبس) كما روج البعض, إذا أين السبب الحقيقي ؟ هل إن (الاحتلال) اجبر الوزير محمد تميم  على صرف ملايين الدولارات ﻻعادة طبع الكتب المدرسية في إحدى دول الجوار فقط ليضيف كلمة (وصحبه) للمناهج الدراسية؟؟؟
هل (الاحتلال) من اجبر الوزير ( عبد ذياب العجيلي) بمنع الشعائر الحسينية في الجامعة التكنولوجية؟؟؟ هل (الاحتلال)  من أمر مدير مدرسة (جيكور) في البصرة بمنع الشعائر الحسينية في المدرسة؟؟؟
إن الطائفية و الظلم متجذرة في النفوس للأسف الشديد منذ عهود طويلة , و أن ترى نظاما ما يتشدق بالوطنية فهو وفق فهمه للوطنية ليس اﻻ........... فالبعض يرى بني قومه وطائفته هم أهل العراق وهم أهل الوطنية وغيرهم جاء مع الجاموس من الهند !!!!!!
إن المجاملة و ادعاء الوحدة و التغاضي عن المشاكل ﻻ يحلها بل يعقدها , ونحن بحاجة إلى سياسيين شجعان يعترفون بالمشكلة ويعملون بكل ما أوتوا من قوة لحلها ومغادرتها في اقرب وقت ممكن.... و ليس الالتفاف حولها وتجاهلها وتركها للزمن !!!!
و ما دمنا كعراقيين غير قادرين على التعايش السلمي فيما بيننا و ﻻنجد الشجاعة لنعترف بخصوصية الآخر وان كانت دينية  و ما دمنا نصر على محاولة إلغاء خصوصية الآخر باعتقادنا أنها تردم الفجوة و تعيد (الوحدة)  المزعومة  فلن نجد اﻻ مزيدا من التباعد و مزيد من الشتات و التمزق وصولا إلى التقسيم شأنا أم  أبينا ,
كان الحل في  النظام الاتحادي لكن البعض حشد ضده جاهلا انه لو طبق بشكله الصحيح ففيه حل الكثير من المشاكل , فنجد الهند الان بقومياته الكثيرة جدا بلدا موحدا رغم انه دولة اتحادية ,  فما الذي يضير لو ان ابنائنا درسوا تاريخهم الحقيقي بدﻻ من اجبارهم على دراسة تاريخ يعرفون منذ نعومة اظفارهم انهم يدرسوه كي ينجحوا فقط وان تاريخهم الحقيقي هو غير هذا التاريخ المزيف الذي كتبه الطغاة و وعاظ السلاطين , تاريخ يساوي بين الجلاد والضحية , بل ويجعل الضحية تترضى على الجلاد و هذا اغرب ما  في مناهج التاريخ !!!!.
مالذي يجبر ابنائي على الترضي على الطغاة و مجرمي صدر الاسلام  الذين مزقوا الامة و اساؤوا الى رسالة الاسلام المحمدي , و ما الذي يجبر ابناء العراق الاخرين ممن ﻻ يؤمنون بما اؤمن به على دراسة تاريخ هو ليس تاريخهم و احكام ﻻيعتقدون بها و ﻻيؤمنون بها ....... متى نغادر لغة اتركوا هذا الدرس لانه للروافض  ؟؟؟؟ متى نغادر لغة الفرض والاجبار و المجاملة على حساب الحق؟؟؟
ان البديل عن النظام الاتحادي هو التقسيم   شأنا ام ابينا  , فالنظام المركزي الحالي هو نظام  يبني سياسة الدولة و قرائتها للتاريخ والجغرافية والاسلام  بنظرة احادية هي الفهم السني للتاريخ والدين والجغرافية .
و ان اية  محاولة لتطوير مناهج التاريخ و تعديل الجغرافية و  الفهم الصحيح للاسلام ستواجه  بزلزال عظيم  يحرق الاخضر واليابس.
ان ازمة العراق الحقيقية ومشكلته الاساسية هي الهروب من الحقيقة و  الانهزام امامها وعدم مواجهتها بشجاعة ,  والمجاملة على حساب الحق  هذه هي مشكلة العراق الحقيقية و الازلية  ولن يحلها الا الشجعان ...... فهل نجد شجعانا في عراق اليوم؟؟؟
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسين الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/26



كتابة تعليق لموضوع : ازمة العراق الحقيقية أين ؟؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net