صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

تيار شهيد المحراب والرؤية الوطنية
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الرؤية الوطنية هي الرؤيا الشاملة والفاحصة لمشكلات البلد ووضع الحلول المناسبة لها مع عمق في النظرة المستقبلية لشكل ونظام وكيان الدولة هذه الرؤيا بجوهرها يجب ان تكون مستمدة من اصل وفكرة ان الانسان (المواطن) هو الركيزة الأساسية في بناء المجتمع من اجل وطن ناهض مزدهر.

ومن مقومات هذه الرؤيا هي التجرد من الانا وحب الذات بل تقوم على اساس العمل المشترك والمتفاني مع جميع الاطياف المتعايشة في البلد الواحد . رؤية تستمد نورها من الاساس الاخوي المتبادل بين مكونات المجتمع .

ان مبدا الانا اذا تلبس في مفهوم الفرد سواء كان سياسيا او دينيا سيؤدي الى منزلقات خطيرة مبدا الانا هذا الذي ترفضه الاعراف الاجتماعية والقيم الدينة  الباطلة هو السبب في هلاك الامم السالفة ودمارها وفي المثل القرآني خير دليل على ذلك عندما ضرب مثلا للانا التي تمثلت بفرعون مصر حيث قال(انا ربكم الاعلى فاعبدون) فالانا لدى فرعون ذهبت بمصر ومجدها نحو الهاوية في زمانه مع ما كان لمصر من مكانة في تلك الفترة .

وهنا لا نريد ان نسهب في شرح المتون الاجتماعية لطبيعة الفرد والعنصر البشري بقدر ما نريد ان نأخذ هذا المبدأ ونطبقه على واقنا في بلدنا العراق ونرى من واي طيف سياسي او قومي تجرد من هذه الانا لرسم رؤية وطنية شاملة للبلد. حيث اننا نرى ان كل الاحزاب في العملية السياسية في حالة اختلاف دائم وتخوين وما الى ذلك وهذا لا يعدوا ان يكون هو لتعارض في المصالح والتي تكن نابعة من الانا .

في خضم هذا التناحر والتنازع السياسي نرى ان طرف سياسي واحد على كان يدور في فلك الوطنية ونزع دائرة الانا من تفكيره الا وهو تيار شهيد المحراب الذي كان له الدور الابرز في تقريب وجهات النظر بين الاطراف السياسية وقد كان له دور في بناء وتأسيس المسار الديموقراطي للعراق من قبل سقوط الصنم الى ما بعد التغيير حيث كانت توجهات شهيد المحراب (رحمه الله) دائما في اطار توحيد الصف الوطني  من اجل النهوض بالعراق ليكون في مصاف الدول المتقدمة نفس النهج سار عليه الفقيد المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم والذي كان متفانيا في العمل السياسي في خدمة اخوته في سبيل بناء بلد اساسه المواطن . وعلى هذا النهج سار السيد عمار ولازال في نفس النفس الوطني والذي كانت مصاديقة واضحة من خلال المشاريع التي طرحت كمشروع البصرة العاصمة الاقتصادية وتأهيل ميسان ورعاية الطفولة وكل هذه المشاريع هي مشاريع وطنية هدفها اعمار الوطن والمواطن من خلال عملية منتظمة تأخذ بالتوازي لإعلاء الوضع المعيشي والخدمي للمواطن والوطن

ان تيار شهيد محراب هو التيار الذي لم يتكلم بالانا ولم نسمع عنه وعن قياداته ذلك وكان هذا جليا في تشكيل الحكومة في الدورة الانتخابية الاولى والثانية وانسحاب ممثل تيار شهيد المحراب السيد عادل عبد المهدي من سباق رئاسة الوزراء واستقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية حينما رأى المصلحة الوطنية في هذا الانسحاب الامر الاخر والمهم هو ما دار من مشروع لحجب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي راينا الدور البارز لتيار شهيد المحراب في لملمة الامور والتحرك باتجاه الغاء هذا المشروع لان الخطوة التالية ستكون مجهولة كما قال السيد عمار الحكيم قبل مدة في كلمة في الديوانية , اذ ان تيار شهيد المحراب لو دخل ضمن مشروع سحب الثقة لكانت فرصته الاكبر كما عرض عليه لتسنم منصب رئيس الوزراء ولكن نكران الذات والبعد عن الانا هما من جعلا تيار شهيد المحراب يكون في اطار الاصطفاف الوطني برؤية وطنية شاملة من اجل عدم وقوع العراق في دوامة المجهول.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/03



كتابة تعليق لموضوع : تيار شهيد المحراب والرؤية الوطنية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net