صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

العشوائيات وأزالتها
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

انتشرت العشوائيات بشكل كبير وباتت معضلة بعد التغيير حيث ضعفت الدولة والتقيد باحكام القانون ودبت الفوضى فاخذ البعض يتصرف على وفق حاجته في البناء او منفعته .

وأصدرت الحكومة قرارا بإزالة العشوائيات . ولاجدال بشأن ذلك لأهميته واحتراما للمال العام الذي باتت قدسيته وحرمته على المحك وموضع شك وخوف من ان يشيع فيصبح الفساد امراً طبيعيا .

ولكن كيف ومتى نزيل العشوائيات ؟

صحيح ان البعض ليس بحاجة الى هذا الانتهاك الصارخ للقانون وبهدف المنفعة الشخصية واستغلال الفوضى غير المشروعة ، ومثل هؤلاء الذين تجاوزوا على الاملاك العامة في الجزرات الوسطية والاراضي المخصصة للخدمات العامة وفي ارقى المناطق وبنوا بيوتا تكلف الملايين يمكن تؤمن لهم سكنا لائقاً  في مناطق أخرى لو أرادوا إلا أنهم في انتظار ان تتحقق الوعود التي اطلقها بعض السياسيين بتمليكهم الاراضي . والصنف الثاني هو التجاوز على أراض ملك للدولة وزعت من قبل جمعيات وهمية لشراء ولاءات وذمم وفرِت لها الحماية في ظل الفوضى من قبل المليشيات واصبحت احياء كأمر واقع ، وايضا على امل ان يتم تمليكها ، حتى ان البعض استولى على ارض شاسعة يمكن البناء فيها لعدة مساكن . والصنف الثالث ، المعدمون الذين بنوا بيوتا أو ما شابهما في بعض مؤسسات الدولة او الفضاءات المتاخمة للمناطق المخدومة ، وهؤلاء الذين ينبغي ان تتوجه اليهم برامج الإسكان ، والكيفية التي نحل بها عشوائية تكوّنها وإزالتها من دون ضرر ورعاية حق المواطن الانساني في الحصول على سكن .

سمعنا الكثير من الدعاية الاعلامية بشان بناء بيوت واطئة الكلفة او عن توزيع أراض وإنشاء احياءٍ جديدة عصرية في مناطق مستحدثة للسكن لاستيعاب سكان العشوائيات ولكن لا وجود لها في الواقع الملموس و العمل بطيء جدا ً بها ولا يتناسب مع حجم المشكلة او يكاد لا يذكر او منعدم كما في العاصمة بغداد .

ان التفكير في حل معقول ومنطقي  لايترك عائلة من العوائل التي تسكن بيوت الصفيح امر في غاية الأهمية ويبيّن عدالة النظام الاجتماعي الذي تدعيه ، عدا كونه حق من حقوق الانسان التي نصت عليها الشريعة السماوية والدنيوية .

مرة اخرى نقول لاجدال في حق الحكومة ردع المتجاوزين وازالة العشوائيات ، ولكن اولا بالامكان تخصيص مبالغ في موازنة عام 2013 لشراء كرفانات مخصصة للسكن لأقالة احياء مؤقتة بدلا عن التي يتم تهديمها ويسلم الكرفان ذمة ويعاد بعد ان يسلم بيت للمتجاوز وفقا لضوابط وتسهيلات معلومة ومحددة . ثانيا توزيع قطع أراض للقادرين على البناء من الذين لا يملكون بيوتا وذلك من خلال انشاء مدن جديدة تتوفر بها الخدمات .

ثالثا : الاسراع في بناء الشقق واطئة الكلفة وبيعها باقساط مريحة لمن يرغب من هؤلاء على ان تكون بفترة قياسية .

ان ازالة العشوائيات من دون توفير بدائل مناسبة يخلق ازمات اجتماعية واقتصادية وتذمر واستياء من سياسات النظام الجديد الذي فسح المجال لنموها ويريد إغلاقها بجرة قلم من دون تفكير بمصير ساكنيها .  

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/18



كتابة تعليق لموضوع : العشوائيات وأزالتها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net