صفحة الكاتب : محمد مهدي السياب الرصافي

اتحاد الادباء لماذا لا تتظاهرون من اجل حقوقنا
محمد مهدي السياب الرصافي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا اريد ان ادعي مجدا شخصيا، ولست طامعا بمنصب شخصي في اتحاد الادباء، لذلك لن اذكر اسمي الحقيقي ،ثم اني لا اود ان اخسر علاقتي بالاصدقاء والزملاء في الاتحاد ، خصوصا ونحن دائما نقيس الامور بمنظار علاقتنا بالشخص الذي يطرح الفكرة لا بالفكرة ذاتها ، وانا اريد ان اطرح شانا عاما يهم جميع ادباء العراق وكتابه.
من الواضح ان اتحاد الادباء والكتاب العراقيين لايزال يعيش في الماضي اكثر مما يعيش في الحاضر فقد اثبت الاتحاد انه اقل مؤسسات المجتمع المدني سعيا لتحصيل الحقوق والامتيازات لاعضاءه للاسف الشديد رغم كونه من اقدم مؤسسات المجتمع المدني ، ورغم كون اعضاء الاتحاد هم الاكثر انشغالا بالهم الوطني والابداعي والاكثر من غيرهم فقرا وفاقة لانعدام العوائد المادية من وراء سوق الادب والثقافة.أليس هذا واقعا؟
 لكن رئاسة الاتحاد لاتهتم بما يجري حولها ولا تسعى لتامين مستوى اجتماعي لائق للاديب والكاتب عبر الضغط على صناع القرار من اجل تامين حقوق وامتيازات مادية للادباء .
وحتى لايوضع هذا المقال في اطار الطعن اومحاولة التقليل من الشأن الكبير للزملاء اعضاء الهيئة الادارية للاتحاد العام للادباء والكتاب ولجنته المركزية  نحن مضطرون لذكر بعض المقارنات بين مايبذله القائمون على الاتحاد وبين القائمين على نقابات واتحادات اخرى كنقابة الصحفيين او نقابة الفنانين مثلا.
فقد كان قرار منح المكافئة التشجيعية متخذا من العام 2005 في اواخر حكومة ابراهيم الجعفري  ثم اقر رئيس الوزراء نوري المالكي بعد ترؤسه الوزارة الاولى ما كان قد بدأه الجعفري باصدار قرار يقضي بمنح مكافئات للادباء .ولم يتحرك اتحاد الادباء لتفعيل هذا الموضوع ومتابعته بدرجة كافية من اجل تحقيق مكسب للادباء وبقي الموضوع مركونا حتى جاءت نقابة الصحفيين برئاسة الأستاذ مؤيد اللامي  لتطالب بقوة بشمول الصحفيين بهذه المكافئة ثم جاءت نقابة الفنانين وبقية المؤسسات الثقافية وعملت على انتزاع هذه المكافئة البسيطة في العام 2011 لجميع المثقفين وبضمنهم الادباء، فكم تاخر اتحاد الادباء وكم اضاع من فرص لتحقيق مستوى حياة كريمة للادباء.
 
وفي خطوة تالية قامت نقابة الفنانين بالحصول على سلف شخصية لاعضاء النقابة بلغت اربعة ملايين دينار ، ومن جديد جاءت نقابة الصحفيين لتحصل لاعضاءها على حق حصولهم على سلفة ايضا ، بينما اتحاد الادباء منشغل بكيفية تلميع صورة احزاب سياسية معينة لم تنقذها ترسانتها الثقافية من فخ السقوط امام رغبة الشارع.
وقبل ايام فقط اعلنت منظمة \"كتاب بلا حدود\" استعدادها لنشر كتب المثقفين على نفقتها ، ووزعت دعمها بواقع عشرين كتابا سنويا لاتحاد الادباء وعشرين للصحفيين وهكذا
فقامت نقابة الصحفيين بنشر اعلان يحث اعضائها على تقديم مخطوطاتهم عن طريق نقابتهم من اجل نشرها ،بينما تكتمت الهيئة الادارية لاتحاد الادباء على الامر وسوف نفاجأ بعد فترة بصدور كتب لعدد من الاسماء تكررت استفادتها من مثل هذه المبادرات التي حصلت سابقا لاكثر من مرة .
 
اما الخطوة الاهم فتمثلت في استحصال نقابة الصحفيين على حق امتلاك قطعة ارض سكنية من الدولة للصحفيين، وشملت بها حتى صغار الصحفيين والمبتدئين في عالم الكتابة في سعي دؤوب يستحق الاشادة من نقيب الصحفيين بينما ينشغل اتحاد الادباء في تسيير التظاهرات احتجاجا على اغلاق البارات ، والهدف كما يقال هو الحفاظ على المورد المادي الذي يدره البار الملحق بالاتحاد على عدد من المستفيدين الذي جعلوا من ذلك البار بقرة حلوبا يضمن بها المقربون من رئاسة الاتحاد معيشتهم لذلك لايهتمون لمن يعاني من الادباء من الفقر او البطالة او المرض .اما المطالبة بحرية الرأي وحرية التعبير فليست اكثر من غطاء تحاول ادارة الاتحاد الحفاظ به على رزقها . وليذهب ادباء العراق الى الجحيم.
وهذا ماانخدع به كثير من الزملاء الادباء الذين دفعهم حبهم للحرية ولشرف الكلمة ونبل الموقف  لمساندة مجموعة  كانت تنادي باسم حرية الراي وعينها على موارد البار
لست ضد من يريد ان يدافع عن حقه في التعبير عن رأيه حتى وان كنت اختلف مع هذا الراي، لكن على الاتحاد باعتباره منظمة نقابية ترعى حقوق اعضائها ان تحصل للادباء على امتيازات تحسن اوضاعهم المعاشية اسوة بالنقابات الاخرى . والا مافائدة الانتماء لأتحاد من هذا النوع.
الاتحاد العام للادباء والكتاب مطالب الان باعضاءه وهيئته الادارية برفع الصوت عاليا من اجل المطالبة بمنح اعضاءه قطع اراض سكنية اسوة بالصحفيين.
وليست هذه المطالبة غريبة فقد طالب الصحفيون سابقا بشمولهم بالمكافئة التشجيعية اسوة بالادباء وتمت الاستجابة لهم .
العمل في الهيئة الادارية لاتحاد الادباء ولجنتة المركزية ليست امتيازا وليست تشريفا ولاهي وظيفة تمنح لاجل الوجاهه. واتحاد الادباء ليس ناديا ترفيهيا ،بل هو مؤسسة ترعى حقوق اعضائها وفيهم المريض والعاجز والعاطل والفقير المعدم وكلنا لسنا فوق الحاجة.
ادعو جميع الزملاء اعضاء اتحاد الادباء لابداء رأيهم في هذه القضية بالطريقة يجدونها مناسبة لانها تهم جميع الادباء والكتاب العراقيين 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد مهدي السياب الرصافي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/14



كتابة تعليق لموضوع : اتحاد الادباء لماذا لا تتظاهرون من اجل حقوقنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net