صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

السحر الحسيني المقدس
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هذه هي الحياة ،وسواء قبلنا أو رفضنا فعلا أو قولا من أحد فلاسلطان لنا عليه طالما إلتزم بمبدأ عدم الإيذاء والتجاوز على الحق العام والخاص بالنسبة للأفراد وللمجموعات البشرية والمؤمنين بمبادئ ومذاهب وطرق سلوك وعبادة وتفكير ،وهذا ماشرعته السماء، ودعت إليه قوانين الأرض التي عمل عليها مفكرون وفلاسفة وعلماء دين لهم الوزن والقيمة التي ليست لغيرهم من البشر وهو تفضيل رباني لاإعتراض عليه أبدا ،كما إنهم وضعوا ماوضعوا من قوانين بعد مراعاتها للأصول الشرعية وقوانين السماء ،وجعلوا لها موادا وتفاصيل وأغراض واضحة لكل البشر بمختلف الأديان والمذاهب والقوميات والأفكار والألوان، ولاتمييز في ذلك بين أسود وأبيض،ولابين أتباع دين أو طائفة مطلقا.
مثلي مثل كثيرين ينظرون لسلوكيات الناس وأتساءل،لماذا يتحرك الناس الى الكعبة من كل فج عميق ويأتون زرافات ووحدانا،ويلبون نداءا نطق به القرآن منذ قرون متطاولة ، ولماذ يجتهد الناس في ذلك ولايمنعهم مانع ولايحد من جهدهم أحد مهما تطاول وتجبر ومهما فعل ؟ألم يحاول ملك الحبشة تسيير جيشه وفيلته ليقطع الطريق على الماضين الى الكعبة المقدسة قبل الإسلام، وبنى بيتا أراد أن يحمل الخلق على التوجه إليه لكنه لم يفلح، وقبل أن تتدخل السماء كان الناس رافضين للمبدأ غير موافقين عليه .
يتساءل  الناس في بلاد أخرى عن الحكمة في مضي ملايين الهنود قاطعين آلاف الكيلو مترات لزيارة معبد كبير في ناحية من نواحي البلاد ؟ويحج الآلاف سنويا يقطعون الفيافي والقفار ويغوصون في الثلوج بين الجبال ليصلوا الى مكان مقدس في الصين ومعظمهم يأتي من نيبال والهند وسواها من بلدان في آسيا؟ الآلاف يحجون من مختلف مدن أوربا زحفا ليصلوا مدينة لشبونة عاصمة البرتغال لزيارة كنيسة سيدة النجاة ،ويتقاطر الناس الى الفاتيكان في قلب روما لينعموا بإطلالة البابا من نافذته المضيئة على الدوام .
يفعل ذلك الملايين من الناس في انحاء مختلفة من العالم ولايعلم بهم من أحد ويمارسون ذلك بصمت ويتعبدون بطرق شتى تفوق الحصر ،ويبتهج اليهود هذه الأيام أنهم إكتشفوا طائفة من المنتمين لقبيلة توراتية فقدت قبل مولد السيد المسيح تم نقلهم الى إسرائيل وهم على قدر عال من الأهمية بالنسبة لدولة إسرائيل الموهومة يريدونهم لمعرفة أسرار تتعلق بالنشأة وترتيبات لتأكيد شئ من المصداقية لأكاذيب لاتنفع معها التدابير التي تعمل عليها الدولة الصهيونية.
كنت أنظر الى الماضين سيرا على أقدامهم الى كربلاء،هم يمارسون فعلا متاحا لهم وهو حق من حقوقهم الطبيعية ..لاتستطيع أن توجد مبررات لمنعهم عنه لأنه سلوك جمعي توافق عليه الملايين، ولايمكن أن يتهموا بالجهل والخرافة فهم ليسوا طيفا من الناس يمكن السيطرة عليه وترويضه، ولديهم من المبتنيات الفكرية والعقائدية مايغنيهم عن الإنصات لأي صوت مضاد لتصوراتهم وإيمانهم،هم يدركون الى أين يمضون وهم يتحملون المسؤولية عن فعلهم في حضرة الله،أشعر بسر وبسحر وبطاقة جذب تسحبهم الى مكان مقدس يمضون إليه سعداء..هل هم مجانين بحب الحسين ..هم فعلا مجانين..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/01



كتابة تعليق لموضوع : السحر الحسيني المقدس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net