صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

إن مشكلة العصر ومحنة الأبناء
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
(الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد/28 .
( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما) الفرقان /74 .
إن مشكلة العصر ومحنة الأبناء والأباء ..في عالم اليوم ..اشد خطرا على سعادة الطرفين .. لعد م فهم الأباء أسس التربية الصحيحة ..! من جهة .. من جهة أخرى هو تمرد الأولاد على أوامر الوالدين ..! . قبل التحدث عن منشأ ..هذا الإحساس من 
الجانبين ..ينبغي للمربي أن يوضح مصدر تلك التربية الصالحة التي رسمها الله سبحانه ، بالصدق والأمانة والورع والتقوى .. مثل الأئمة الأطهار عليهم السلام ..كانوا يبذلون قصارى جهدهم في تعليم الأحكام الشرعية وتلقين الموالين المعارف  المحمدية .. ويعرفونهم مالهم و ما عليهم ولا يعتبر الأئمة (عليهم السلام) الرجل تابعا وموليا لهم.. إلا إذا كان مطيعا لأمر الله مجانباً هواه أخذ بتعاليم الإسلام وإرشادات السنة .. وكانوا يريدون من أتباعهم إن يكونوا دعاة الحق وإدلاء على الخير والرشاد بالعمل واللسان .. وقال الإمام الصادق (عليه السلام ) ( كونوا دعاة للناس بالخير بغير ألسنتكم ، ليروا منك الاجتهاد والصدق والورع ) وعلى هذا اخذ أئمة أهل البيت على أنفسهم أن يقوموا بمهنة بناء الشخصية الإسلامية ..لكي تتحقق المواصفات التي يتصف بها الموالي ..! .. فكيف إذن يكون الوالدين لكونهما المعلم والمرشد ..؟ يقول الإمام الباقر (عليه السلام ) ( ما شيعتنا إلا من اتقى وأطاعه ، وما كانوا يعرفون إلا بالتواضع والتخشع وأداء الأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين وتعهد الجيران من الفقراء وذوي المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القران وكف الألسن عن ا لناس إلا من خير وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء ) وهذه المواصفات التي أشار إليها الإمام الباقر (عليه السلام) ..عين أساس بناء الشخصية .. لترتفع بها نحو السمو .. ويلاحظ فيها المؤشرات التربوية الأخلاقية التي يقوم عليها بناء الفرد . ويا عزيزي .. طالب الذرية الصالحة .. وترجو منهم بعد الممات أن يكونوا صدقة جارية ؟؟! وأن العبء والمسئولية لا بد أن تكون عهدتا في رقاب الوالدين يا عزيزي!! الفت نظرك روي أبي إسماعيل قال : (( قلت لأبي جعفر (عليه السلام) ـ جعلت فداك أن الشيعة عندنا لكثير فقال : هل يعطف الغني على الفقير ويتجاوز 
المحسن عن المسيء ويتواسون ، فقلت : لا ، فقال ليس هؤلاء شيعة ، الشيعة من يفعل ذلك )) المرجو أن تكون تربيتكم على هذا الغرار لئن مسألة تربية الطفل تشغل مكانة كبرى من المسائل الاجتماعية في عصرنا هذا .. فالطفل هو اللبنة الأولى في 
المجتمع .. إن احسن وضعها بشكل سليم كان البناء العام للمجتمع مستقيما مهما ارتفع وتعاظم . ولهذا يحتاج الطفل إلى هندسة وموازنة بين ميوله وطاقاته ..ويفتقر كذلك إلى تربية صالحة ينشأ فيها وتصقل مواهبه .. وكما يعوزه تنظيف لموارد الثقافة التي يتلقاها ..والحضارة التي يتطبع عليها ..والتربية التي ينشأ عليها .. لأنه عالم قائم بنفسه ..يحمل كل سمات الحياة بصورة مصغرة .. في جميع مكونات المجتمع هذا ما يقوله كل باحث تربوي . و جاء عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) ودور الأسرة في التربية في رسالة الحقوق : ( وأما حق ولدك ، فان تعلم انه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره ، وأنك مسئول عما وليته من حسن الأدب والدلالة على ربه عز وجل ، والمعونة على طاعته ، فاعمل في أمره عمل  من يعلم انه مثاب على الإحسان إليه ، ومعاقب على الإساءة إليه ) وعن الإمام زين العابدين (عليه السلام) أيضا في رسالة الحقوق : ( وحق الصغير رحمته في تعليمه ، والعفو عنه والستر عليه والرفق به والمعونة له) ولهذا يسعى الإسلام دائما إلى جعل الأسرة المسلمة قدوة حسنة طيبة تتوفر فيها عناصر القيادة الرشيدة في تربية الأبناء .. وأهم قاعدة من قواعد التربية الإسلامية هي توجد عملية تربوية لقدوة الصلاح وحب الخير والعمل الصالح ..لذ .. : الإمام الصادق (عليه السلام) ( وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ،وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه) ومن هنا يعتبر الأبوين هما المسؤولين الأول عن تربية أبنائهم تربية صالحة ليكونوا قرة عين له في مستقبله .. ويقول الإمام علي عليه السلام ( ورأيت حيث عناني من أمرك ما يعني الوالد الشفيق ، وأجمعت عليه من أدبك أن يكون ذلك وأنت مقبل بين ذي النقية والنية وان أبدأك بتعليم كتاب الله ) .. وان كنت يا عزيزي ترجوه صدقة جارية بعد الممات ! كم ذكرت عليك بتربيته حسب الكتاب والسنة والمجتمع الصالح وقد رسم الرسول صلى الله عليه واله مناهج في التربية الصالحة والوفاء ..روي عنه قال : ( أحبوا الصبيان وارحمهم ، وإذا وعدتموهم ففوا لهم ، فإنهم لا يرون إلا أنكم ترزقونهم ، إن الله عز وجل ليس يغضب لشيء كغضبه للنساء والصبيان ) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( من حق الولد على والده ثلاثة : يحسن اسمه ويعلمه الكتابة ويزوجه إذا بلغ ) وقوله صلى الله عليه وآله أيضا( اكرموا أولادكم واحسنوا أدبهم يغفر لكم ) وقد ورد عن أبو الزهراء محمد صلى الله عليه وآله قال : ( لأن يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق بنصف صاع كل يوم) .. وان كانت تربيتك لهم على هذه الوصايا والأوامر .. فلا تقلق وأن نجاح تربيتك تكون كال الإناء ينضح ما فيه !!! وأرجو منك أن تتعمق بقول الله في عباده الصالحين قال تعالى : (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما) الفرقان /74 وإلا العيب في الأصل’ ويداً بيد للتعاون لتربية جيل نموذجياً  ليكونوا الركيزة لنا في المستقبل والله خير حافظ 
وهو أرحم الراحمين.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/16



كتابة تعليق لموضوع : إن مشكلة العصر ومحنة الأبناء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net