صفحة الكاتب : عماد يونس فغالي

الزمـــــيل
عماد يونس فغالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تلتقيه في العمل. رفيق يومكَ المهنيّ. يجمعكَ به دوام الوظيفة التي تقضي فيها الوقت الأطول من نهارك. تتشارك معه همومًا قد تكون نفسها أو مختلفة  بعض الشيء، لكنّها طبعًا تصبّ في نفس الاتجاه. 

 

إنّه ليس صديقًا. ولكنّه قد يكون، أو قد يصير. فقد تلتقي الشخصيّتان، وتجتمع الأهداف حول قيم ٍ مشتركة ربّما ربيَ كلاهما عليها. وفي هذا خير الزملاء وقوّة العمل. وهذا ما يخلق تضامنًا بين الجميع ووحدة ً في مواجهة الصعوبات الناجمة عن ظروف العمل الضاغطة. وربّما لا تتمّ الصداقة ولو تشاركا العمل العمرَ كلّه.    

إنّه ليس منافسًا، ولكنّه قد يكون. أو قد يتطوّر شعور واحدهما بالآخر إلى منافسة، الأفضل أن تكون شريفة وفي سبيل خير العمل والأشخاص. كأن يتنافسا في إعطاء نتيجة ٍأفضل في إنتاج ٍما، أو في كسب رضى المسؤولين على اندفاعهما في تقديم كامل قدراتهما المهنيّة والعلميّة. وإلاّ انقلبت المنافسة بينهما غيرة ً وعداوة. ويحطّم الزميل في هذه الحالة زميله في حال جنح في نيّاته، فيسوء جوّ العمل ويتأثّر الإنتاج المهنيّ، وينقطع الاتّصال الإنسانيّ بينهما.   

 

كثيرةٌ هي الأحوال التي تقتصر فيها العلاقة بين الموظّفين على مستوى الزمالة. يحترم الموظّف شخص زميله وخصوصيّته، ويبقى التعاطي بينهما من خلال الاحترام المتبادل والتعاون على تأدية الواجب المهنيّ. وفي هذا خيرٌ لجوّ العمل في حال كان الزملاء كلّ من عقليّة ويصعب الاتّفاق بينهما.

 

هم في مركز عملهم يعتاشون، يهمّهم ما يجنون لضرورات العيش وكرامته. لذلك يركّز كلّ منهم على تأدية واجبه المهنيّ على أكمل وجه، مع الحفاظ على الحدّ الأدنى من العلاقة الطيّبة مع الزملاء خصوصًا في ما يرتبط بالعمل. فيكون الاتصال الأساسيّ بينهم هو ما يخصّ ضرورات العمل. وقد قيل في هذا المجال في الحضارات الغربيّة إنّ العمل هو العمل، والصداقات توضع جانبًا. وقد أدّت خبرة الكثيرين إلى الاقتناع بعدم إقامة صداقات بين الزملاء أو في مكان العمل، وذلك حفاظًا على سلامة الوظيفة وعلى علاقة الزملاء بعضهم ببعض. فالصداقة في هذا الإطار قد لا تكون صادقة، إذ تشوبها غالبًا المنافسة والغيرة، واقتناص المراكز العالية إلى ما هنالك.

حريٌّ بالإنسان أن يكون إنسانيًّا. ولكنّ الضعفَ البشريّ إنسانيّ هو الآخر. والطموح أو السعي إلى العلى من الصـفات الإنسانيّة. ولكنّ إلغاء الآخر في سبيل الوصول غير مقبول. لذلك وُضعت القواعد الاجتماعيّة في سبيل الاحترام المتبادل بين الناس.

   

ليعمل كلّ زميل ٍ في العمل على ترك صيت ٍحسن له في قلوب زملائه. فالذكر الطيّب يخدم الإنسان، ويبقى فخرًا له ولعائلته، ويجعل منه مثالاً يُحتذى عند أرباب العمل لمن يأتي بعده. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عماد يونس فغالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/09



كتابة تعليق لموضوع : الزمـــــيل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : وليد البعاج ، في 2013/01/10 .

الاخ العزيز والكاتب المبدع عماد يونس فغالي بعد التحية : عجبني اختصارك للمقال وصياغته بعبارة مضغوطة ، وهو موضوع مهم لانه حيوي ومعاصر وهو نوع من وخزة لضمير كل الموضفين الذين يتعلق بهم مضمون المقال أكثرمن غيرهم ، وهم الشريحة الاهم والاوسع في المجتمع ، والتي تحتاج النصح دائما لتذكيرها بواجبها في العمل . دمت موفقا .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net