صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

الى الأستاذ نوري المالكي : لا تستوحش طريق الحق وأنْ قلّ سالكوه
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما يحدث في الانبار وفي الموصل وفي صلاح الدين وضّح كثيرا من ملامح المشروع الذي يراد تطبيقه في العراق ، الاحداث كشفت الناس الذين يريدون خيرا للعراق من أبناء المحافظات الغربية ، وأثبتوا حرصهم على العراق الواحد ، وحبهم للشعب العراقي المتآخي بكل ألوانه وأطيافه ، وكشفت الاحداث ايضا الافراد المندسين في صفوف المتظاهرين ، من أفراد القاعدة والبعثيين والمرتبطين بالاجندات الخارجية ، وعرّى تجمع الانبار السياسيين الذين يدّعون الوطنية وهم جزء من مشروع أثارة الحرب الطائفية ومشروع تقسيم العراق ، كذلك عرّت أحداث الأنبارالسياسيين المحسوبين على الصف الوطني ، الذين أنخرطوا في فصول اللعبة  التي تريد تمزيق وحدة الشعب العراقي على أساس طائفي مقيت ، مدفوعين في هذا الاتجاه الخطر على العراق وشعبه بدوافع شخصية من السيد نوري المالكي  متناسين او غير واعين لحجم المؤامرة الكبيرة التي يراد تطبيق فصولها في العراق ، طموحاتهم اللامشروعة ، وكراهيتهم للمالكي حجبت عنهم الرؤية الصحيحة .

أحداث الانبار أعادت الذاكرة الى الخلف ، لنستذكر موقف مسلم بن عقيل وقد خذلته جماهير الكوفة التي تدعي ولاءها لمذهب أهل البيت ( ع ) ، فأصابه الأحباط وأخيرا القتل على يد الظالم ابن زياد ومن خلفه أميره يزيد ، نسأل هل سيُخذل المالكي ممن  يدّعي حبه للعراق ووحدته أرضا وشعبا ، او يدّعي حبه لمحمد ( ص ) وأبي بكر وعمر وعلي وأهل بيته من الأئمة المعصومين ( ع ) ؟ هل سيُذبح المالكي كما ذبح مسلم بن عقيل بدم بارد ؟

مسلم بن عقيل سفير الحسين ( ع ) الى أهل الكوفة ، خذلته الجماهير وسلمته لطاغية العصر ليقتله وهي تتفرج ، أنسحبت الجماهير وتركت مسلم بن عقيل وحيدا في الميدان ، أنسحبت خوفاً من سيف السلطان الجائر ، او ضعفاً واستسلاماً أمام المال والرشوة الأموية ، اوبسبب فقدان الوعي والجهل بالمسؤولية الشرعية ، بيد أن الموقف مع المالكي يختلف اليوم من ناحية ويتفق في أخرى مع موقف مسلم بن عقيل  يختلف أن الجماهير اليوم لم تترك المالكي وحيدا كما تركت جماهير الكوفة مسلم بن عقيل ، بل هي تشد على يده للمحافظة على وحدة العراق أرضا وشعبا ، ويتفق من جهة تركه وحيدا من قبل القادة السياسيين الاخرين ممن يدعون حرصهم على وحدة العراق ، او ممن يدعون حبهم وولاءهم لأسلام محمد ( ص ) وابي بكر وعمر، وأسلام علي وأهل البيت ( ع ) ، وليس الأسلام التكفيري المدعوم من امريكا والصهيونية العالمية .

أعداء العراق يريدون تقسيمه ، وتمزيق وحدة شعبه ، السياسيون ممن يتوافقون في الأهداف مع أعداء العراق ، ويعملون لتنفيذ أجندتهم ، ظهرت نواياهم من خلال طروحاتهم في تجمع جماهير الانبار والموصل وصلاح الدين ، الشعارات التي طرحوها ، والتهديدات التي وجهت لأبناء الشعب العراقي بكل ألوانه وأطيافه ،  أشرت على النوايا السيئة للمتسللين من أعداء الشعب العراقي داخل صفوف المتظاهرين ، الذين يدفعون بأتجاه أشعال فتيل حرب طائفية بين أبناء الوطن الواحد  لغرض هدم البيت العراقي أرضاء لأسيادهم ومموليهم ، هذه المؤشرات هي بمثابة صفارة الانذار لكم ايها العراقيون الشرفاء كي تحافظوا على وحدتكم وتماسككم ، بوجه من يريد للعراق التقسيم وللشعب التمزيق ، الجماهير تعرف أن سفينة العراق تسير وسط أمواج عاتية ، والجماهير تعرف أن المالكي الذي يقود السفينة ومعه رجال العراق الغيارى من جميع الوان الطيف العراقي الذين يحرصون على سلامة سفينة العراق من الاخطار المحيطة بها والذين يسعون لأيصال السفينة الى بر السلامة والامان ، هذه الجماهير تعرف أنه يوجد داخل السفينة من القادة المشاركين في القيادة من يعمل لتصفية المالكي لدوافع شتى ، وتصفية الرجال القادة الاوفياء للعراق الذين يعملون معه ، منها بدافع الأستجابة لنداءات خارجية ممن يرتبطون بأجندة الدول الطائفية المدعومة من امريكا والصهيونية ، ومنها بدافع العداء للمعادلة السياسية الجديدة ، ومحاولة قلبها لصالح البعثيين  والطائفيين ، ومنها من يأتي بدافع الأستجابة لنداءات المصالح الشخصية الانانية .

  الجماهيرتطالب  شركاء المالكي ممن يملكون غيرة على العراق ، ويدعون التزامهم بالاسلام ، ويدعون الوطنية وانتماءهم للعراق بعيدا عن تأثيرات النفوذ الخارجي ، ويدعون أنتماءهم لصفوف الاكثرية المظلومة من نظام البعث الدموي ، تطالب الجماهير كل هؤلاء أن لا يتركوا المالكي وحيدا في الميدان ليذبح ، كما تُرك مسلم بن عقيل وحيدا فكان ذبحه مقدمة لذبح الحسين ( ع ) ، كذلك أعداء العراق يريدون ذبح المالكي مقدمة لذبحكم ، يا من تدعون الوطنية والمظلومية من نظام البعث الدموي ، ومقدمة لذبح الشعب العراقي المظلوم من جديد ، لأن من يصارع المالكي اليوم هو الخط البعثي الدموي بالتعاون مع الخط الطائفي المدعوم من جماعات القاعدة ، وهؤلاء جميعا مدعومون من حكومات الشر الطائفية في المنطقة على السياسيين المحسوبين على صفوف الجماهير المظلومة أن يعرفوا أنّ المالكي ليس هو المطلوب شخصيا من أعداء العراق ، المطلوب هوقلب المعادلة السياسية الجديدة ، ومصادرة حقوق الاغلبية ، وأن لم يتحقق هذا المطلب فهدفهم الاخر هو تقسيم العراق وتدميره من خلال أثارة الحرب الطائفية المقيتة .

المطلوب من أعداء العملية السياسية الجديدة ، هو تخريب هذه العملية ، وقلبها لصالح البعثيين والطائفيين ، ، سواء كان المالكي على رأس الحكومة او غيره ، انتبهوا ايها السياسيون الذين تمثلون الجماهير المظلومة ، وهي الاكثرية من أبناء الشعب العراقي ، أن لم تنصروا المالكي اليوم ، فلن تستطيعوا من نصره غدا ، خذلان المالكي هي الخطوة الاولى لتصفيتكم ، أنصروا المالكي لأن المطلوب هو أنتم وجماهيركم المظلومة ، لا تجعلوا مصالحكم الشخصية ، وكراهيتكم للمالكي تحجب عنكم الرؤية الصحيحة ، أن الهدف لأعداء العراق ليس المالكي ، بل العراق والجماهير المظلومة من نظام البعث الدموي، أن اردتم السلامة للعراق وللعملية السياسية الجديدة فيه لا تتركوا المالكي وحيدا في الميدان ، وحينئذ تندمون ولا ينفع الندم .

المالكي اليوم يصارع التيارات المعادية للشعب العراقي ، يصارع من أجل وحدة العراق وشعبه ، لا يمكن ان يبقى وحيدا في الميدان وأنتم تتفرجون ، او تتشفون وهو في هذا الموقف الصعب ، لا تنساقوا وراء مصالحكم الشخصية التي حجبت عنكم الرؤية السليمة ، هل تقبل جماهيركم التي انتخبتكم أن تصطفوا مع من يريد تقسيم العراق ، وذبح الشعب العراقي ؟

هل تقبل جماهيركم أن تصطفوا مع من يعمل لصالح رغبات السعودية وقطر وتركيا؟

أنتبهوا الى أنفسكم قبل فوات الاوان ، لا تجعلوا طموحاتكم الشخصية ومنافعكم الذاتية سبباً في أن تنصروا الظالم على المظلوم  ،  وبذلك تساعدون في تدمير العملية  السياسية الجديدة التي ضحى الشعب من أجلها كثيرا ، او تكونون عونا لمن يريد تقسيم العراق الى دويلات طائفية متناحرة ، وتمزيق وحدة الشعب العراقي خدمة لاسرائيل ، لا نتمنى لكم أن تقفوا مع المالكي كموقف أهل الكوفة من مسلم بن عقيل عندما بقي وحيدا فذبحه ابن زياد بدم بارد ، جماهيركم ترفض ان تتركوا المالكي وحيدا في الميدان ليذبح على يد أحفاد أبن زياد وأحفاد يزيد ، أنتبهوا ايها السياسيون الذين تمثلون الاكثرية المظلومة في المجتمع ، أنْ ذُبح المالكي اليوم ، فستذبحون غدا بنفس اليد والسكين التي تذبح المالكي ، أتركوا أحقادكم الشخصية من أجل المصلحة الاعلى ، مصلحة العراق في أن يبقى موحدا بأرضه وشعبه .

موقفكم الاخير في البرلمان وأنتم تصوتون لصالح قانون تحديد مدة الرئاسات الثلاث لن يرضي جماهيركم ، تخالفون الدستور لأنكم حاقدون على المالكي ، تصطفون مع أعداء العملية السياسية لأنكم تكرهون المالكي ، أكرهوا المالكي لكن حافظوا على العراق وعلى وحدته وسلامة شعبه ، أحقدوا على المالكي لكن لا تصطفوا مع البعثيين والطائفيين وعملاء المخابرات الخارجية ، الذين يريدون تقسيم العراق ، ويريدون أثارة الفتنة الطائفية لذبح أبناء الشعب المتآخي الذي يرفض الطائفية .

يا أعضاء البرلمان الوطنيين أنتبهوا لأنفسكم قبل فوات الاوان ، ليس خافيا عليكم ما يريد أعداء العراق ، من بعثيين وطائفيين حاقدين وعملاء الاجندة الخارجية ، يريدون أما قلب المعادلة السياسية لصالحهم ، او تقسيم العراق الى دويلات طائفية ، وتمزيق وحدة الشعب العراقي ، ما يخطط للعراق بدعم من ثلاثي الشر الطائفي  (السعودية وقطر وتركيا ) ، هو أكبر مما في قلوبكم من كراهية للمالكي ، هذه الكراهية التي افقدتكم الرؤية السليمة ، ودفعت بكم للأصطفاف مع من يريد للعراق تقسيما ودمارا ، وللشعب قتلا وتنكيلا وتشريدا .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/02



كتابة تعليق لموضوع : الى الأستاذ نوري المالكي : لا تستوحش طريق الحق وأنْ قلّ سالكوه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net